ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة؟.. انتبه لـ10 حقائق بحديث النبي
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
لاشك أن أهمية السؤال عن ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة ؟، تنبع من حقيقة عامة مفادها أن كل بني آدم خطاء ، فالوقوع في الذنب طبيعة بشرية لا استثناء لأحد منها، وحيث إن الذنوب هي أكبر أسباب المصائب والبلاء ، ومن ثم ينبغي معرفة ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة ؟.
لماذا أوصى النبي بقراءة آية الكرسي 3 مرات بعد صلاة العشاء؟ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرةقال الدكتور أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى يفتح أبواب التوبة لعباده مهما كانت ذنوبهم.
واستشهد " الحجار" في إجابته عن سؤال : ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة ؟، بحديث سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها."
وأوضح أن هذا الحديث يعكس رحمة الله الواسعة وعفوه الكريم عن عباده، قائلاً: "إن عفو الله سبحانه وتعالى كبير، وهو سبحانه وتعالى الغفور الرحيم الذي يعلم ضعف عباده ويغفر لهم عندما يتوبون إليه".
وأشار إلى أن بسط يد الله في الحديث هو مجاز عن سعة رحمة الله وفيضه على عباده، مؤكداً على أن هذا التعبير البلاغي يبين تفضّل الله تعالى في قبول توبة عباده، فالله سبحانه وتعالى يحثنا على التوبة والرجوع إليه.
ونبه إلى أن لا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة الله مهما ارتكب من معاصٍ، فالباب مفتوح دائمًا أمام التائبين"، مؤكدا أن كثير من الناس يترددون في التوبة بسبب خوفهم من عدم قبولها بسبب كثرة ذنوبهم، وهذا هو "ظن خاطئ" من الإنسان، لأن رحمة الله تعالى لا حد لها.
وأوضح أن التوبة الحقيقية هي أن يترك الإنسان المعصية ويستبدلها بالأعمال الصالحة، مع التزامه بأداء الطاعات والابتعاد عن الذنوب، منوهًا بأن التوبة هي أن تجعل مكان الأفعال القبيحة أفعالًا طيبة.
وتابع: كأن الشخص الذي كان يرتكب المعاصي يتوب ويقوم بأعمال خيرية كالتصدق أو مساعدة المحتاجين، مشددًا على ضرورة أن يكون الإنسان دائم الرجوع إلى الله والتجديد في توبته، فقال الله سبحانه وتعالى: "قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
أعمال تمحو الذنوبيعد العمل الصالح أحد تلك الاعمال التي تمحو الذنوب فإذا أراد الإنسان الصلاح في الدنيا والآخرة فعليه بالأعمال الصالحة والتي تدوم من بعد موته، ومن جملة اعمال تمحو الذنوب يأتي العلم النافع ، وبناء المساجد ، وتعليم الأيتام وأصحاب أهل العلم ، بمعنى أي عمل يدوم للإنسان بعد موتهِ والتي تكفّر عن خطاياه وتمحوها، كما أن أداء الصلاة في وقتها من اعمال تمحو الذنوب فالصلاة هي أول ما يسأل عنها يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر الأعمال ، فيجب على المؤمن أني يتمسّك بها ، ففيها الراحة والطمأنينة وصلة العبد بربّهِ .
ورد أن الصيام من مكفرات الذنوب سواء كان صوم تطوع، أو رمضان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري 38 ومسلم 760)، وفي الحديث الآخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» (رواه مسلم 233)، وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»، وكذلك الوضوء من اعمال تمحو الذنوب ، فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» (رواه مسلم 245).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أعمال تمحو الذنوب تمحو الذنوب المزيد الله سبحانه وتعالى تمحو الذنوب رحمة الله
إقرأ أيضاً:
ماذا أقول بعد الأذان؟.. بـ16 كلمة تحل لك شفاعة النبي
يزيد السؤال عن ماذا أقول بعد الأذان ؟، خاصة في الأوقات المباركة ، التي تكثر فيها النفحات والبركات، ولا يمكن لعاقل أن يضيع الفضل العظيم لمثل هذه السُنن اليسيرة ، التي لا تتطلب جهدًا كبيرًا من القائم بها، ولعل هذا ما يفسر كثرة البحث عن ماذا أقول بعد الأذان ؟، لعل بها ننجو من العذاب في الدنيا والآخرة، وقد أرشدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى كل ما فيه خير وفلاح ، فأجاب عن استفهام ماذا أقول بعد الأذان ؟، بعدة أدعية .
أفضل 15 دعاء بين الأذان والإقامة للفرج.. ردده تتخلص من الهمومماذا يفعل من استيقظ بأذان الفجر على كابوس؟.. النبي يوصيه بـ4 أمورهل نصلي الفجر بعد الأذان مباشرة أم يجب انتظار 20 دقيقة؟.. انتبهماذا أقول بعد الأذانقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الدُّعاءُ مِن أفْضلِ العِباداتِ وأجَلِّ القُرباتِ، وسَببٌ لنَيْلِ الخيراتِ والبَركاتِ، وقدْ علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرًا مِن الأَدعيةِ المبارَكةِ، وأوْصَى بها في أوقاتٍ أو أحوالٍ مَخصوصةٍ وبيَّنَ عِظَمَ ثوابِها.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: ماذا أقول بعد الأذان ؟ ، أنه -صلى الله عليه وسلم - أوصانا بترديد ستة عشر كلمة عند الأذان لتحل لنا شفاعته، لما ورد في صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 614، عن جابر بن عبدالله، ورَواهُ حَمْزَةُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن أبِيهِ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنه قال : (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّداءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ ).
وأضاف أنه في هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن قال عَقِبَ سَماعِه للأذانِ وانتهاء المُؤذِّن منه: «اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّةِ»، أي: ألفاظِ الأذانِ الَّتي يُدْعى بها إلى عِبادةِ الله تعالى، والمُرادُ بالتامَّةِ: الكامِلةُ التي لا يَدخُلُها تغييرٌ ولا تَبديلٌ، بلْ هي باقيةٌ إلى يَومِ القِيامةِ.
وتابع: «والصَّلاةِ القائِمةِ»، أي: الدَّائمةِ، أَعْطِ مُحَمَّدًا «الوَسيلةَ»، وهي المَنزِلةُ العالِيةُ في الجنَّةِ الَّتي لا تَنبَغي إلَّا له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، «والفَضِيلةَ»، وهي المَرتَبةُ الزَّائِدةُ على سائِرِ المَخلوقينَ، ويَحتِملُ أنْ تكونَ الفَضيلةُ مَنزِلةً أُخرى، وابعَثِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقامًا مَحْمودًا، وهي المَنزِلةُ يَومَ القِيامةِ الَّتي يَحمَدُه لأَجْلِها جَميعُ أهلِ المَوقِفِ.
واستطرد: وهو مَقامُ الشَّفاعةِ العُظمَى، الَّذي وَعَدْتَه، أي: ذلك المَقام الَّذي ذَكَرْتَه في كِتابِك بقولِك: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، ثمَّ بيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الجزاءَ لِمَن قال هذا الدُّعاءَ، وهو أنَّه استَوْجَبَ واستَحَقَّ شَفاعةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ القِيامةِ.
وبين أن شَفاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَكونُ للمُذْنِبِينَ، أو في إدخالِ الجنَّةِ مِن غيرِ حِسابٍ، أو رَفْعِ الدَّرجاتِ يَومَ القيامةِ؛ كُلٌّ بحسَبِ حالِه. وفي الحديثِ: فضلُ هذا الذِّكرِ بعدَ الأذانِ، والحَضُّ على الدُّعاءِ في أوقاتِ الصَّلاة حينَ تُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ للرَّحمةِ، وفيه: إثباتُ الشَّفاعةِ العُظمَى للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ماذا أقول عند سماع الأذانوأفادت دار الإفتاء المصرية، بأنه ورد في السنة المطهرة ما يدل على استحباب متابعة المؤذِّن وإجابته بترديد الأذان خلفه لكلِّ من سمعه؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ» متفقٌ عليه.
وتابعت: فيُسَنّ لمَن يسمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذِّن إلَّا في الحيعلتين، وهي قول المؤذِّن: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، فيقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وأشارت إلى أنه عند قول المؤذِّن في صلاة الفجر: "الصلاة خير من النوم"، يقول السامع: "صدقت وبررت"، وعند قول المؤذِّن في الإقامة: "قد قامت الصلاة"، يقول السامع: "أقامها الله وأدامها؛ يُنظر: "بدائع الصنائع" للإمام الكاساني الحنفي (1/ 155، ط. دار الكتب العلمية)، و"شرح مختصر خليل" للعلامة الخرشي المالكي (1/ 233، ط. دار الفكر )، و"روضة الطالبين" للإمام النووي الشافعي (1/ 203، ط. المكتب الإسلامي)، و"شرح مختصر الخرقي" للإمام الزركشي الحنبلي (1/ 523-525، ط. دار العبيكان).
ونبهت إلى أنه قد نصَّ جمهور الفقهاء؛ من الحنفية والشافعية والحنابلة على أنَّ شأن المسلم حال سماع الأذان أن يكون مُنصتًا له، مُنشغلًا بترديده، وألَّا ينشغل بالكلام ولا بشيءٍ من الأعمال سوى الإجابة؛ لأنَّ الأذان يفوت وغيره من الأعمال باقية يمكن تداركها، وهذا على سبيل الاستحباب.
واستندت إلى ما قال العلامة الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 89، ط. المطبعة الكبرى الأميرية): [ولا ينبغي أن يتكلَّم السامع في الأذان والإقامة، ولا يشتغل بقراءة القرآن ولا بشيءٍ من الأعمال سوى الإجابة، ولو كان في القرآن ينبغي أن يقطع ويشتغل بالاستماع والإجابة] اهـ.
ودللت بما قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (3/ 118، ط. دار الفكر): [قال أصحابنا: ويستحب متابعته لكلِّ سامعٍ من طاهرٍ ومحدثٍ وجنبٍ وحائضٍ وكبيرٍ وصغيرٍ؛ لأنه ذِكرٌ، وكل هؤلاء من أهل الذكر.. فإذا سمعه وهو في قراءةٍ أو ذكرٍ أو درسِ علمٍ أو نحو ذلك: قطعه وتابع المؤذِّن ثم عاد إلى ما كان عليه إن شاء] اهـ.
وأردفت: وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (1/ 310، ط. مكتبة القاهرة): [إذا سمع الأذان وهو في قراءة قطعها، ليقول مثل ما يقول؛ لأنَّه يفوت، والقراءة لا تفوت] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.