إصلاح الفهم حول مفهوم الإصلاح.. مشاتل التغيير (4)
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
يشهد العالم العربي والإسلامي منذ القرن التاسع عشر، على أقل تقدير، دعوات متواصلة إلى الإصلاح تحت شعارات متعددة نحو التجديد والإحياء والنهوض والتحديث والتغيير والتنوير، وقد أصبح الإصلاح وغيره من المصطلحات عنوانا لحركات مجتمعية ومشاريع فكرية عديدة، ظل أصحابها ينشدون الخروج بالمجتمعات العربية والإسلامية من وضع التخلف والانزواء إلى وضع التقدم والارتقاء.
كشف البحث عن قضايا الإصلاح بعمق ودقة الدكتور "محمد بريش" رحمه الله تعالى، فدقق مفهوم الإصلاح مبينا وعيه المفاهيمي بأهمية المسألة المصطلحية عموما وما أصابها من عصف وقصف من جهة كونها مدخل الإصلاح وأساسه وذروة سنامه، فاهتم بناء على ذلك بالنظر في عدد من المصطلحات تدقيقا وتأصيلا لمعانيها، ومن أهم هذه المصطلحات مصطلح الإصلاح، متطرقا الى شروط الإصلاح وأولوياته. كان ذلك في مقاله البديع "مفهوم الإصلاح أو نحو إصلاح لفهم المصطلح".
"الإصلاح" لغة مأخوذ من الجذر "صلح"، فالصاد واللام والحاء أصل واحد، يدل على خلاف الفساد. يقال: صَلُح (بضم اللام) وصَلَح (بفتح اللام) الشيءُ يَصْلَح ويَصْلُح صلاحا وصُلُوحا، لغتان؛ فالصلاح والصُلُوح بمعنى، وهو صالح وصليح، والجمع: صلحاء وصُلُوح. و"الصلاح" الحصول على الحالة المستقيمة النافعة، و"الإصلاح" جعل الشيء على تلك الحالة؛ فـ"الإصلاح" نقيض الفساد، وهو يدل على إزالة الفساد.
المصطلحات إذن تكتسب قوتها ومعانيها من الحقل الدلالي الذي تنبثق وتصدر عنه، وقد يكون هذا السياق حقلا معرفيا كما قد يكون سياقا ثقافيا أو حضاريا أو اجتماعيا
و"الاستصلاح" نقيض الاستفساد، وأصلحه نقيض أفسده، وقد أصلح الشيء بعد فساده: أقامه، و"مصلح" اسم فاعل من أصلح. يقال: رجل صالح في نفسه، ومصلح في أعماله. ويغلب استخدام "الإصلاح" في إصلاح ذات البين؛ يقال: أصلح بينهما، أو ذات بينهما: أزال ما بينهما من عداوة ووحشة. وإصلاح ذات البين يكون برأب ما تصدع منها، وإزالة الفساد الذي دبَّ إليها بسبب الخصام والتنازع على أمر من أمور الدنيا. و"الإصلاح" اصطلاحا؛ شمولا وتكاملا له تعريفات عديدة؛ فعُرِّف بأنه: إزالة الخلل والفساد الطارئ على الشيء، وعُرَّف أيضا بأنه: إرجاع الشيء إلى حالة اعتداله، بإزالة ما طرأ عليه من الفساد. وكل التعريفات الاصطلاحية لـ"الإصلاح" تدور حول معنى إزالة الفساد الذي يطرأ الشيء، وإعادته إلى ما كان عليه من الصلاح والاعتدال والنفع.
في مقال قيم كان عنوانه "مفاهيم ومفردات في منهج الإصلاح المنشود" للمفكر المغربي القدير الأستاذ "محمد يتيم"؛ "لا مشاحة في المصطلح" ليست قاعدة مطلقة؛ هكذا كان يقول علماء المسلمين، لكنهم كانوا يقرونه أيضا بوجود ما يسمى "اللفظ المشترك"، وهو اللفظ الواحد الذي يستخدم للدلالة على معانٍ متعددة بتعدد السياقات التي يتم استخدامه فيها. وهو نفس المعنى الذي قرره علماء اللغة المعاصرون وهم يتحدثون عما سموها "حركيّة الدليل اللغوي"، أي قابليته للاستعمال للدلالة على مدلولات متعددة بتعدد سياقات استخدامه.
ولذلك فقاعدة "لا مشاحة في المصطلح" تنطبق على المصطلحات المتعددة التي تشير إلى شيء واحد ومعنى واحد، ولا تعني أن المصطلح غير متحرك، أو حمّال لأوجه، أو أنه غير قابل للتأويل، وأنه يحتمل أكثر من دلالة. فالمصطلحات إذن تكتسب قوتها ومعانيها من الحقل الدلالي الذي تنبثق وتصدر عنه، وقد يكون هذا السياق حقلا معرفيا كما قد يكون سياقا ثقافيا أو حضاريا أو اجتماعيا.
هذه المقدمة تصلح لتناول مفهوم "الإصلاح" بحمولاته المختلفة انطلاقا من المرجعية الإسلامية، وتمييزه عن مفهوم الإصلاح كما يُستخدم اليوم في القاموس السياسي السائد، ولذلك فإن المشاحة لازمة في مصطلح "الإصلاح".
مفهوم "الإصلاح" بحمولاته المختلفة انطلاقا من المرجعية الإسلامية، وتمييزه عن مفهوم الإصلاح كما يُستخدم اليوم في القاموس السياسي السائد، ولذلك فإن المشاحة لازمة في مصطلح "الإصلاح"
وتعريف الإصلاح يحمل طابعا قدحيا في قاموس اليسار الجذري، وهو في هذه الحالة ليس سوى محاولة "ترقيعية" وتجميلية لصورة الأنظمة الاستبدادية وإضفاء للشرعية عليها، ومن ثم فإن الطريق الأسلم بالنسبة إليه هو الدعوة إلى تغيير كامل وجذري قواعد اللعبة من أساسها، والدعوة إلى تغيير جوهري في بنية السلطة والمجتمع برمته وعلى حد سواء.
المصطلحات إذا على حد ما عبر عنه المفكر المغربي ليست بريئة وينبغي -على العكس من ذلك- الوقوف عند حمولتها الفكرية والثقافية وخلفيتها القيمية وتفكيكها، وحيث إنه في حالة الحركات التي تستلهم المرجعية الإسلامية يجب تحرير هذا المصطلح من حمولات أخرى ناتجة عن التأثر بمناهج في التغيير لها مرجعيات أخرى؛ فمن اللازم العودة إلى تحرير مفهوم الإصلاح في ظل المرجعية الإسلامية وبعده الثقافي والحضاري الأصيل.
ومن ثم، فإن ارتباط مفهوم الإصلاح بمعانيه التدرجية الجزئية؛ وبمعانيه الترقيعية التجميلية؛ أو الإصلاحات الجزئية من داخل منظومة السلطة والنظام والعمل تحت سقف النظام وحدوده وأشكاله، ومن ثم وضع مفهوم الإصلاح في قبالة مفهوم الثورة التي تعني عملا جذريا قد يحمل بعض من الأشكال العنفية؛ إنما يُعد تعسفا نتج من استقرار تلك المفاهيم في معانيها الغربية. استُهدفت الإصلاحية بسرعة من قبل الاشتراكيين الثوريين مع إدانة روزا لوكسمبورغ للاشتراكية التطورية لبرنشتاين في مقالتها "الإصلاح أم الثورة"؟ والأمر الصواب في هذا المقام يجعل من الإصلاح مفهوما شاملا وغائيا مقاصديا؛ كما سنرى هذا المفهوم للإصلاح بشموله ومعنى المسئولية فيه وتعدد مستوياته وأشكاله، فالإصلاح يشتمل على أشكال عدة ومنها الثوري والتدريجي كل بحسبه، ولم يكن أبدا ترقيعيا أو تجميليا.
وعلى الرغم مما يبدو من فرض القضية والعنوان والمجالات ومناهج الرؤية والعمل الخاصة بمسألة "الإصلاح" فرضا أمريكيّا صريحا، تسنده وتسانده الحضارة الغربية وفق سياقات فرض مفاهيم مركزيتها الغربية، فإن المنظور الحضاري الأصيل المصرّ على الاحتفاظ بوعيه الذاتي يرى أن الأمر ليس كذلك بالضرورة، وليس حديثُ "الإصلاح" من منطلق التجدد الحضاري الذاتي، يمثل استجابة أو ردّ فعلٍ على الطروحات الأمريكية والغربية، إنما هو خط متصل، وهمُّ ممتد متأصّل واقع بين إرادة الأمة الواعية واستطاعتها المتغيرة (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت). وما الطرح الأمريكي أو غيره -ساعتها- إلا كالمناسبة أو المجال أو الظرف الرافع للصوت الذاتي، الدافع لكشف الزيف، وبيان الإصلاح الصالح الحق من ألوان الإصلاح الأخرى؛ المعكوس الفاسد، الضال، المخروق، الملبّس، الكاذب.. إلخ.
إعادة الاعتبار لمفهوم الإصلاح عبر بعدين متلازمين ارتبطا بخطاب الإصلاح الخارجي المنطلق من مكنون فلسفته واعتباراته؛ الأول المفهوم الغربي للإصلاح، الذي قد يشوش على مفاهيم ترد في المرجعية التأسيسية مفهوم قد يشوش على الفهم الإسلامي لمفهوم الإصلاح، فنحن لا نأخذ الإصلاح باعتباره "إعادة التشكيل" (reform)، وهو مع التأمل يتلاءم مع أهداف الحضارة الغربية، فالإصلاح الذي نقصده ونسعى إليه يتكون من عمليات تجديدية بأفكار نهضوية وإمكانات وقدرات فاعلية (ارتباط الاصلاح بمفهوم التجديد والإحياء). ومن هنا، إن التباس الترجمة التي تحيزت للفهم الغربي طاردت الدلالة الأصلية لاصطلاح الإصلاح، وأزاحت لغويا المفهوم الأصلي لغة واصطلاحا؛ قرآنا وسنة.
مراعاة هذا المفهوم المتعلق بالإصلاح في سياقات الاهتمام بمشاتل التغيير؛ ضمن هذه الإشارات والتنبيهات، والتعرف من هذا المنطلق؛ منطلق ذاتية الإصلاح مفهوما وتصورا، وعملية أصلية وعملياتٍ متنوعة، ومقاصدَ ووسائل، وقوانين وسُننا، وتاريخا وواقعا ومآلات
أما الثاني فيتعلق بمفهوم الإصلاح المرتبط بالخارج في الخطابات الأخيرة أكثر من ارتباطه بالداخل، وصارت العلاقة بين الداخل والخارج من هذه الزاوية مثار مشاكل إلى الدرجة التي جعلت البعض يرى أن الإصلاح فقط هو الذي يأتي من الخارج، ولكن نحن نؤكد على داخلية الإصلاح، وإمكاناته وقدراته. أما الخارج فهو ضمن الوسط للإصلاح سواء مباشرا أو منداحا (من دوائر الفرد إلى الدائرة النهائية إنسان الإنسانية- النهضة على غير الطريقة الأوروبية)، فشكل ذلك مقدمات الاستتباع الخطيرة.
إن مراعاة هذا المفهوم المتعلق بالإصلاح في سياقات الاهتمام بمشاتل التغيير؛ ضمن هذه الإشارات والتنبيهات، والتعرف من هذا المنطلق؛ منطلق ذاتية الإصلاح مفهوما وتصورا، وعملية أصلية وعملياتٍ متنوعة، ومقاصدَ ووسائل، وقوانين وسُننا، وتاريخا وواقعا ومآلات.. ذاتية المنطلق المعرفي (العقدي) والإرادي (الوجهة) والمنهجي (الصراط المستقيم).. ومن باب مناسبة الحال ومقتضياتها تمضي الأمة العربية والإسلامية في كشف حالة التحول الموّار والتغيرات الحادة التي تمر بها الأمة الإسلامية كُلّا وأجزاء عبر هذه اللحظة، تحت شارات "الإصلاح" باختلاف مفاهيمه وتصوراته، ومقاصده ومجالاته، ودوافعه ومنطلقاته.
التفكير في الإصلاح، الذي صوّره العقل القرآني وعيا وتدبرا، شكّل مقاربة متجددة لسؤالين متلازمين؛ أولهما: كيف يكون فهمنا للإصلاح في القرآن المجيد فهما منهجيا؟ أما الثاني كيف نطبق الإصلاح الذي جاء به القرآن على الأمة في كل زمان وفي كل مكان وفي كل مجتمع من مجتمعات الخلق والأنام على مر القرون والأيام؟ إن الوعي النقدي بالعوائق التي اعترضت وتعترض دائما الإصلاح، يشي بضرورة بناء وعي نقدي سليم لا ينبغي معه أن يسقط المصلح ومخاطبوه في مهاوي القنوط واليأس من إمكانية تحقيق الإصلاح. فهو دائما موجود ومتحقق بقدر حرصنا على اكتساب أسبابه سننا ومقاصد، وعيا وسعيا، وأفق تفكير في الإصلاح وعملياته الانفتاح والأمل والثقة في المستقبل. ولعل ذلك يستحق بيانا في مقال آخر.
x.com/Saif_abdelfatah
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإصلاح المصطلحات المفاهيمي تغيير اسلام إصلاح تغيير مفاهيم مصطلح مقالات مقالات مقالات أفكار سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرجعیة الإسلامیة الإصلاح فی قد یکون
إقرأ أيضاً:
دفعوا بها لـ «الأمم المتحدة» .. «التغيير» تنشر مذكرة كُتّاب و أدباء و نشطاء سودانيين بشأن وقف الحرب
دفع كُتّاب و أدباء و نشطاء سودانيين بمذكرة ونداء عاجل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، و رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي، و رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية و أحمد المسلماني، لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
الخرطوم ــ التغيير
وقال الكُتّاب والأدباء والنشطاء من قانونيين ودبلوماسيين سودانيين الموقّعين على النداء العاجل في المذكرة “نرفع إليكم هذه المذكرة العاجلة، متألمين لما يمر به وطننا، السودان، من صراع دموي خلّف آلاف الضحايا وشرّد الملايين من الأبرياء”، وأضافت “إن هذه الحرب الدائرة اليوم لا تهدّد حياة المواطنين فحسب، بل تمثّل أيضاً خطراً حقيقياً على الإرث الثقافي والحضاري لبلادنا، وتقوّض أُسس التعايش السلمي والاستقرار في المنطقة”.
و أوضح الكتاب و الأدباء و النشطاء السودانيين أنه انطلاقاً من مسؤوليتهم الأخلاقية والثقافية، طالبوا بالضغط الفوري على جميع الأطراف المتحاربة في السودان لوقف إطلاق النار، والامتثال للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، و ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع المتضررين في المناطق غير الآمنة، دون أي عراقيل، وتحت إشراف منظمات مستقلة.
وشددوا على حماية المراكز الثقافية والتراثية السودانية من التدمير، نظراً لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية والتاريخية.
و محاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات ضد المدنيين، والعمل على تقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة الدولية.
ودعت المذكرة لتعزيز دور المثقفين والأدباء والإعلاميين في نشر ثقافة السلام والتسامح، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع عبر الحوار.
وقال الأدباء و الكتاب و النشطاء السودانيين في مذكرتهم “إننا نؤمن بأن للمجتمع الدولي دوراً حاسماً في وقف هذه الكارثة الإنسانية، ونناشدكم التحرك العاجل لإنقاذ أرواح الأبرياء، وحماية ما تبقى من السودان، ثقافياً وإنسانياً. آملين أن يكون لصوتنا، كأدباء وكُتّاب، صدى في أروقة العدالة والسلام”.
نص المذكرة
إلى سعادة السيد / أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة
إلى سعادة السيد / محمود علي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
إلى سعادة السيد / أحمد المسلماني، رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية
نسخ إلى:
نادي القلم العالمي (International PEN) – لندن، المملكة المتحدة
نادي القلم إنجلترا (PEN England)
نادي القلم كندا – تورنتو
نادي القلم (PEN) – الولايات المتحدة الأمريكية
الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب – القاهرة، جمهورية مصر العربية
التاريخ: 14/02/2025
الموضوع: نداء عاجل لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
نحن، الكُتّاب والأدباء والنشطاء من قانونيين ودبلوماسيين سودانيين الموقّعين أدناه، نرفع إليكم هذه المذكرة العاجلة، متألمين لما يمر به وطننا، السودان، من صراع دموي خلّف آلاف الضحايا وشرّد الملايين من الأبرياء. إن هذه الحرب الدائرة اليوم لا تهدّد حياة المواطنين فحسب، بل تمثّل أيضاً خطراً حقيقياً على الإرث الثقافي والحضاري لبلادنا، وتقوّض أُسس التعايش السلمي والاستقرار في المنطقة.
وانطلاقاً من مسؤوليتنا الأخلاقية والثقافية، فإننا نطالبكم بالآتي:
الضغط الفوري على جميع الأطراف المتحاربة في السودان لوقف إطلاق النار، والامتثال للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع المتضررين في المناطق غير الآمنة، دون أي عراقيل، وتحت إشراف منظمات مستقلة.
حماية المراكز الثقافية والتراثية السودانية من التدمير، نظراً لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية والتاريخية.
محاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات ضد المدنيين، والعمل على تقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة الدولية.
تعزيز دور المثقفين والأدباء والإعلاميين في نشر ثقافة السلام والتسامح، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع عبر الحوار.
إننا نؤمن بأن للمجتمع الدولي دوراً حاسماً في وقف هذه الكارثة الإنسانية، ونناشدكم التحرك العاجل لإنقاذ أرواح الأبرياء، وحماية ما تبقى من السودان، ثقافياً وإنسانياً. آملين أن يكون لصوتنا، كأدباء وكُتّاب، صدى في أروقة العدالة والسلام.
عاشت الإنسانية، وعاش السودان حراً آمناً.
From: Writers, authors, creative individuals, lawyers, diplomats, and university professors in Sudan
To:
– His Excellency Mr. Antonio Guterres, Secretary-General of the United Nations
– His Excellency Mr. Mahmoud Ali, Chairperson of the African Union Commission
– His Excellency Mr. Ahmed Al-Muslimmani, President of the Asian, African, and South American Writers Union
Copy to:
– PEN International – London, United Kingdom
– PEN England
– PEN Canada – Toronto
– PEN Club – United States of America
– Her Excellency Ms. Audrey Azoulay, Director-General of UNESCO at the United Nations
– Secretary-General of Arab Writers and Authors – Cairo, Arab Republic of Egypt
Subject: Urgent Memorandum on the Crisis in Sudan
We, the undersigned Sudanese writers, authors, journalists, creators, lawyers, diplomats, and university professors, submit this urgent memorandum with heavy hearts and awakened consciences. Our beloved Sudan is engulfed in a devastating conflict that has claimed thousands of lives and displaced millions of innocent civilians. This war not only endangers the lives of our people but also poses a grave threat to Sudan’s cultural and civilizational heritage, undermining the foundations of peaceful coexistence and regional stability.
Guided by our moral and cultural responsibilities, we urgently call for the following actions:
1. Immediate Ceasefire: Exert immediate and effective pressure on all warring parties to halt hostilities and adhere to international conventions that prohibit the targeting of civilians and critical infrastructure.
2. Unhindered Humanitarian Aid: Ensure the safe and unimpeded delivery of humanitarian and relief aid to all affected areas, particularly those deemed unsafe, under the supervision of independent and neutral organizations.
3. Protection of Cultural Heritage: Safeguard Sudan’s cultural and heritage centers from destruction, recognizing their vital role in preserving the nation’s historical and national identity.
4. Accountability for Violations: Hold accountable those responsible for atrocities against civilians and ensure that perpetrators of war crimes are brought to justice through international legal mechanisms.
5. Empowerment of Intellectuals and Media: Protect and strengthen the role of intellectuals, writers, journalists, and media professionals in promoting a culture of peace and tolerance. Support their efforts to resolve the conflict through dialogue and constructive engagement.
We firmly believe that the international community has a pivotal role to play in halting this humanitarian catastrophe. We urge you to take immediate and decisive action to save innocent lives and preserve what remains of Sudan’s cultural and human dignity.
May our collective voice resonate in the halls of regional and international justice, and may it inspire meaningful steps toward peace and reconciliation.
Long live humanity. Long live a free, united, and secure Sudan.
Signatories:
الموقعون
1 أماني عبد الله محمد – صحفية
2 احلام اسماعيل حسن – كاتبة
3 الأمين محمد عثمان – تشكيلي
4 التيجاني حاج موسى – شاعر
5 الحاج وراق – صحفي وكاتب
6 السر عثمان الطيب – شاعر
7 الشفيع ابراهيم الضو – كاتب وسينمائي
8 الصادق علي حسن – محامي – المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق
9 الطيب العباسي – محامي – الامين العام للجنة تسيير نقابة المحامين
10 الطيب المهدي – مخرج سينمائي
11 الفاضل الهاشمي – كاتب
12 دكتور المحبوب عبد السلام – صحفي وكاتب
13 المعز حضره – محامي
14 دكتور المعز عمر بخيت – شاعر
15 المكاشفي محمد بخيت – شاعر
16 الياس فتح الرحمن – شاعر وكاتب ووراقي
17 إبراهيم البخيبت – صحفي وكاتب
18 إبراهيم شداد – مخرج سينمائي
19 إبراهيم طه ايوب – وزير خارجية اسبق
20 إلهام عبد الخالق – كاتبة
21 إيمان عثمان – رئيسة تحرير صحيفة الميدان
22 إيهاب خيري – كاتب ومترجم
23 أبو بكر سيد أحمد – مطرب وموسيقي
24 أحمد المرضي – تشكيلي
25 أحمد سيد أحمد- تشكيلي
26 أحمد عمر – تشكيلي
27 أحمد محمد ادريس – مدون وضابط سابق بالقوات المسلحة وناشط حقوقي
28 أروى الربيع – ناقدة موسيقية.
29 أزهري الحاج شرشاب – شاعر
30 أزهري محمد علي – شاعر
31 دكتور أسامة النور عبد السيد – صحفي
32 دكتورة أستيلا قايتانو – روائية وكاتبة
33 دكتورة أسماء التوم – صحفية
34 أسماء زين العابدين – صحفية وإعلامية
35 أشرف ابو عكر – محامي
36 أمنه حيدر – مطربة
37 أنس وردي – كاتب موسيقي
38 آمال الشيخ – محامية
39 آمال النور – مطربة وموسيقية
40 آمنة خليل الكارب – ناشطة قانونية مستقلة
41 بابكر فيصل بابكر – كاتب صحفي
42 بثينة تروس – كاتبة صحفية
43 دكتورة بخيتة امين – صحفية وكاتبة
44 دكتور بشرى الفاضل كاتب صحفي وشاعر
45 بشرى سليمان – شاعر
46 بكري جبريل – محامي نائب الأمين العام لنقابة المحامين
47 تماضر حبيب الله – درامية
48 ج. ن. سلام – مصمم قرافيك
49 جعفر عباس (ابو الجعافر) – كاتب صحفي
50 جعفر محمد نصر – مسرحي وباحث فلكلوري
51 جمال عبد الرحيم عربي – كاتب
52 جمال محمد ابراهيم – كاتب وسفير سابق
53 حاتم محمد علي – مخرج درامي
54 دكتور حسن الجزولي – صحفي وكاتب وقاص
55 حسن مبارك – موسيقي
56 حسن موسى – تشكيلي
57 دكتور حمزة سليمان – موسيقي
58 دكتور حيدر ابراهيم علي – كاتب وأكاديمي
59 حيدر المكاشفي – كاتب صحفي
60 دكتور خالد المبارك – أكاديمي وكاتب
61 خالد فتحي – صحفي
62 خنساء محمد علي – محامية
63 خيري الخير عكود – مسرحي
64 راشد عباش – تشكيلي
65 رانيا محمد ادم – محامية
66 رباح الصادق المهدي – كاتبة ومحررة
67 ربيعة حسن هارون – شاعرة
68 رحاب عبد الرحيم الكرار – ممثلة درامية
69 رشيد سعيد يعقوب – صحفي – وكيل سابق لوزارة الإعلام
70 دكتور زهير السراج – كاتب صحفي وأكاديمي
71 زهير عبد الكريم – مخرج
72 سارة سليمان – مخرجة ومنتجة افلام
73 سامي المك – تشكيلي وموسيقي
74 سامية بت العرب – درامية
75 بروف سعد يوسف – مسرحي عميد كلية الموسيقى والمسرح سابقا
76 سلمى بابكر الريح – أمينة مكتبات وباحثة
77 سلوى سعيد – محامية
78 سليمان محمد ابراهيم – مخرج سينمائي
79 سماح طه – صحفية
80 سناء أبو القاسم أبو قصيصة – وراقية
81 سهير عبد العزيز – صحفية
82 سيد احمد بلال – شاعر
83 سيد احمد عراقي – قاص وروائي
84 سيد احمد مضوي – تشكيلي
85 شاكر محمد عبد الرحيم – جيتاريست وموسيقي
86 شوقي عبد العظيم – صحفي وكاتب
87 شوقي عز الدين – درامي
88 صباح محمد ادم – صحفية وكاتبة
89 دكتور صديق الزيلعي – أكاديمي وصحفي وكاتب
90 دكتور صديق امبده – استاذ جامعي وكاتب
91 صديق محيسي – صحفي وكاتب
92 صديق يوسف – ناشط حقوقي
93 صلاح الامين – خبير في العمل الانساني وكاتب
94 صلاح الزين – كاتب وقاص
95 صلاح براون – موسيقي وقائد فرق الموسيقى الحديثة للجاز
96 صلاح حسن عبد الله – تشكيلي
97 صلاح شعيب – صحفي
98 صلاح يوسف – كاتب وشاعر
99 طارق الامين – درامي – مؤسس فرقة الهيلاهوب الفنية
100 طارق كبلو – اعلامي ومقدم برامج قضائية
101 طاهر المعتصم – صحفي وكاتب
102 طلال دفع الله – شاعر وكاتب
103 طه الخليفة – كاتب
104 طه النعمان – صحفي وكاتب
105 عادل القصاص – كاتب وقاص
106 دكتور عادل حربي – مخرج مسرحي
107 عادل عثمان جبريل – كاتب
108 عادل محجوب محمد صالح – صحفي
109 عاطف إسماعيل – كاتب ومترجم
110 عاطف عبد الله – روائي وقاص.
111 عالم عباس محمد نور- شاعر ورئيس أتحاد الكتاب السودانيين السابق
112 دكتور عبد الباسط ميرغني – استاذ جامعي وكاتب
113 عبد الرحمن عابدين – محامي
114 عبد الرحمن نور الدين – تشكيلي
115 دكتور عبد السلام سيد أحمد – كاتب ومدافع عن حقوق الإنسان
116 دكتور عبد السلام نور الدين – استاذ جامعي وكاتب
117 عبد الغني كرم الله – كاتب
118 عبد اللطيف عبد الغني – مطرب وموسيقي
119 عبد الله علي الفكي – تشكيلي
120 عبد الله محمد عبد الله – موسيقي وشاعر
121 عبد المنعم ابو ادريس علي – صحفي ونقيب الصحفيين السودانيين
122 عبد المنعم الخضر – تشكيلي
123 عبد المنعم الكتيابي – صحفي وكاتب. والأمين العام السابق لاتحاد الكتاب السودانيين
124 عبد الوهاب الصاوي – ديبلوماسي وسفير سابق
125 عبد الوهاب هلاوي – شاعر
126 عثمان جعفر النصيري – محام ومسرحي
127 عثمان فارس- روائي وكاتب
128 عثمان يوسف – محامي
129 عصام عبد الحفيظ – تشكيلي
130 عصام محمد أحمد – تشكيلي
131 عفيف اسماعيل – شاعر ومؤلف مسرحي
132 علي زهير – وراقي
133 علي محمد عثمان قيلوب – محامي
134 علي محمد عجيب – محامي
135 عمر الفاروق حسن شمينا – محامي
136 عمر سيد احمد – محامي
137 عمر كمال – تشكيلي
138 عمر كمال خليل – محامي واستشاري تدريب حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية
139 عوض عثمان جبريل – كاتب
140 فائز السليك – صحفي وكاتب
141 دكتور فتحي خليل – أستاذ جامعي
142 فضيلي جماع – شاعر وكاتب
143 فيصل الباقر – صحفي وكاتب وناشط حقوقي
144 فيصل محمد صالح – صحفي وكاتب ووزير سابق
145 قاسم ابو زيد – شاعر ودرامي
146 بروف قاسم بدري – أكاديمي وتربوي
147 دكتور كمال الشريف – كاتب
148 كمال كرار – صحفي وكاتب
149 كمالا اسحق – أستاذة فنون قسم تلوين بالمعاش
150 ماجد سعيد يعقوب – إعلامي
151 مامون الباقر – مسرحي
152 دكتور مجدي اسحق – أكاديمي وكاتب
153 محجوب كبلو – شاعر وناقد
154 محمد ادم بركة – صحفي
155 بروف محمد المهدي بشرى – كاتب وأكاديمي
156 محمد تاج السر – شاعر
157 محمد تروس – درامي
158 محمد سوركتي – موسيقي
159 محمد عبد الرحمن ابو سبيل – تشكيلي
160 محمد كوبر – مسرحي وشاعر
161 محمد لطيف- صحفي وكاتب
162 محمد محمد نور – صحفي
163 محمد محمود – أستاذ جامعي
164 محمد نجيب محمد علي – شاعر
165 محمد نعيم سعد – مخرج وممثل درامي
166 مدثر محمد احمد – صحفي
167 دكتور مرتضى الغالي – صحفي وكاتب
168 مصطفى ادم – مترجم
169 دكتور مصطفى مدثر – أكاديمي وقاص وكاتب
170 معالي أبو شريف – صحفي
171 معتز بدوي – تشكيلي
172 معتصم الحارث الضوي – اعلامي وقاص
173 معمر مكي – تشكيلي
174 منال فتح الرحمن – صحفية
175 منصور الصويم – روائي وناقد أدبي
176 منى عبد الرحيم – درامية وكاتبة صحفية
177 مها احمد عثمان شربيني – صحفية
178 بروف مهدي امين التوم- كاتب
179 نادر السماني – كاتب والأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين
180 نادر محجوب – صحفي
181 ناصر المك – مخرج سينمائي
182 ناصر عز الدين ابراهيم ( ناصر الليندي) – مدون
183 نجاة محمد علي – كاتبة ومحررة.
184 ندى ابو سن – صحفية
185 دكتور نصر الدين يوسف دفع الله – محامي
186 دكتورة نعمات رجب – أكاديمية وكاتبة
187 نفيسة الفاتح سعيد – صحفية وكاتبة
188 نوال عليش – محررة ووراقية
189 نور الدين مدني – صحفي وكاتب
190 هادية حسب الله – استاذة جامعية
191 هانم ادم – صحفية
192 دكتور هشام عمر النور – كاتب وأستاذ جامعي
193 هناء خيري – صحفية
194 هناء عبد الرحمن سليمان – مدير تنفيذي لجماعة الفيلم السوداني
195 هيثم محمد دفع الله – صحفي
196 وائل على سعيد – محامي ومقرر لجنة الدعم القانوني
197 وليد عبد الحميد – مطرب وموسيقي
198 ياسر عرمان – كاتب وناشط حقوقي
199 يحيي فضل الله – شاعر ودرامي
200 يوسف الحبوب – شاعر