استمرار احتجاجات السويداء.. وحذر وترقب بمعقل النظام بالساحل السوري (شاهد)
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
استمرت الاحتجاجات في مناطق متفرقة من محافظة السويداء لليوم الخامس على التوالي، قطع خلالها محتجون الطرقات المؤدية إلى بعض القرى، تزامنًا مع إغلاق المباني الحكومية.
وقالت شبكة "السويداء 24" إنه لليوم الثاني على التوالي، تدخل السويداء في حالة الإضراب العام، وغير المسبوق. معظم الدوائر الحكومية مقفلة، غالبية المحال التجارية أغلقت أبوابها، والطرقات قُطعت بالإطارات المشتعلة.
وأضافت الشبكة أن مظاهرة احتجاجية شهدتها ساحة "السير" وسط مدينة السويداء، الاثنين، رفع خلالها المحتجون شعارات مطالبة بسقوط رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
سبق ذلك بساعات قطع للطرقات في بلدات وقرى من أرياف المحافظة تزامنًا مع استمرار إغلاق المقار الحكومية لليوم الثاني على التوالي.
ومن ساحة مبنى البلدية في قرية الصورة، نشرت "السويداء 24" تسجيلًا مصورًا لمجموعة من المدنيين ينادون بهتافات مناوئة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد تعليقهم لعمل البلدية في القرية.
يأتي هذا الإضراب الذي يندر حدوثه في محافظة السويداء بعد قرار الحكومة هذا الأسبوع رفع الدعم عن الوقود، مما أثر سلبًا على معيشة السكان الذين يعانون جراء تدهور الاقتصاد السوري بعد 12 عامًا من النزاع.
وذكرت منصة "السويداء24" الإخبارية أنها أحصت "أكثر من 40 نقطة احتجاج في محافظة السويداء، الأحد، تجاوباً مع دعوات الإضراب العام، التي تجاوب معها أهالي المحافظة بشكل ملفت وغير مسبوق منذ عام 2011".
أسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعها في عام 2011 بعد أن تعرضت احتجاجات سلمية مناوئة للرئيس بشار الأسد للقمع قبل أن يتحول الأمر إلى نزاع دام تدخلت فيه قوى أجنبية ومقاتلون جهاديون متطرفون من مختلف أنحاء العالم.
من جهتها قالت شبكة "الراصد"، إنها وثّقت بالصور 14 نقطة احتجاج في السويداء، أُغلقت خلالها المؤسسات الحكومية ومقار حزب “البعث”، من ضمنها المقر الرئيس لفرع الحزب في مدينة السويداء.
وذكرت إذاعة "شام إف إم" الموالية للحكومة أن الامتحانات الجامعية في المحافظة تأجلت بسبب إغلاق الطرق.
وفي 16 من آب الحالي، أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للإضراب العام في عموم المحافظات السورية، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية التي وصل إليها السكان.
وتعطلت حركة المواصلات في عديد من المحافظات السورية نتيجة إضراب السائقين وامتناعهم عن نقل الركاب، احتجاجًا على رفع أسعار الوقود، مطالبين بإصدار تسعيرة جديدة لأجور النقل تناسب الزيادة في أسعار المحروقات.
ترقب وحذر يسود الساحل
من جهة أخرى تشهد مدينتا اللاذقية وجبلة حالة هدوء حذر وترقب لاحتجاجات مقبلة، عقب اعتقالات شنتها أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري طالت ناشطين وأشخاصًا متهمين بتبعيتهم لـ"حركة 10 آب"، وفق موقع "عنب بلدي" المعارض.
ونقل الموقع عن مصدر بأمن الدولة في اللاذقية (لم يذكر اسمه)، قوله إن موجة اعتقالات شنتها أجهزة الاستخبارات خلال اليومين الماضيين، وسط حالة استنفار أمني كبير، خصوصًا بعد تمزيق صور لرئيس النظام بشار الأسد في مدينتي اللاذقية وجبلة.
وبحسب المصدر فإن الاعتقالات شملت أشخاصًا يشتبه بانضمامهم إلى "حركة 10 آب"، التي أُعلن عنها مؤخرًا وتداول أعضاؤها قصاصات ورقية احتجاجية في مدن يسيطر عليها النظام.
يذكر أنه في 5 أغسطس/آب 2023، نشرت صفحة "حركة 10 آب" الرسمية على موقع "فيسبوك"، بيانها الرسمي الأول، والذي أعلنت من خلاله تأسيس الحركة التي تهدف إلى إنهاء معاناة الشعب السوري من سوء إدارة الحكومة للبلاد، وتجاهلها لمستقبلهم.
الحركة عرّفت عن نفسها بأنها مجموعة من السوريين الذين يعيشون داخل سوريا وليس خارجها، وأنهم رافضون للوصاية من أي أطراف خارجية، وأن حركتهم هذه حركة سلمية، ترفض أي دعوة لحمل السلاح.
وتسري في محافظة اللاذقية التي أنهك الفقر أهلها، حالة من الترقب الحذر، وسط ضخ كبير من الشائعات التي تفيد بتحركات لشبان وشابات ضد القرارات الماضية، من رفع سعر المحروقات أو كما يصفها الشارع رفع الدعم، دون تقديم أي مزايا للمواطنين الذين يبيت غالبيتهم جائعًا نتيجة تدني الرواتب وندرة فرص العمل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الاحتجاجات السويداء سوريا سوريا احتجاجات الساحل درعا السويداء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
قلق وترقب بمخيمات الضفة بعد حظر أونروا
الخليل- تسود حالة من القلق والترقب أوساط اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بعد تشريع الكنيست الإسرائيلي قانونا يحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في إسرائيل والقدس، حيث يقع مقر عمليات الوكالة في الضفة المحتلة.
ويبدي مستفيدون من خدمات الوكالة -في أحاديث منفصلة للجزيرة نت- مخاوف من توقف الخدمات التي يحصلون عليها وربما عدم تلقي الموظفين لرواتبهم في حال قطعت البنوك الإسرائيلية علاقتها بالمنظمة الأممية.
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول أقر الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) بشكل نهائي حظر أنشطة الأونروا، ثم في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية الخاصة بعمل الوكالة مما يعني حظر أنشطتها.
عبد العزيز أبو رحمة يحصل شهريا على 7 أصناف من الأدوية من مركز صحي تابع للأونروا (الجزيرة) شريان حياةفي روتين اعتاد عليه طوال السنوات الأربع الماضية، حضر المسن الفلسطيني عبد العزيز أبو رحمة إلى العيادة الطبية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة دورا جنوبي الضفة، للحصول على رزمة أدوية يحصل عليها شهريا.
يشرح أبو رحمة حالته "عندي مشاكل صحية في القلب وضغط وسكري وأزمة في الصدر، وأحصل من الوكالة شهريا على 7 أصناف من الأدوية ولا قدرة لي على شرائها من الخارج".
ينحدر المواطن الفلسطيني من قضاء الرملة في أراضي 48، ويستفيد من خدمات الوكالة هو وزوجته و3 من أبنائه وزوجة ابنه المتوفى و4 من أطفالها.
ويضيف "أنا لا أعمل ولا أستطيع أن أعمل، والوكالة تشكل لي شريان حياة حيث أحصل منها على مساعدات منتظمة إضافة إلى العلاج والأدوية وتعليم الأطفال".
يشعر أبو رحمة بالقلق منذ أعلنت سلطات الاحتلال حظر الوكالة، مضيفا "إغلاقها كارثة وسيضرنا، كلنا نعتمد عليها، لا نستطيع تخيل أنفسنا بلا مساعدات ولا علاج أو تعليم أو عمل".
فايز أبو مقدم يبدي قلقا على مستقبل تعليم أبنائه مع قرار حظر أونروا (الجزيرة) قرار كارثيغير بعيد عن العيادة الطبية، يعيد المهندس فايز أبو مقدم، ذكرياته أمام مدرسة الإناث التابعة للوكالة في المدينة، والتي تلتحق بها بناته المتفوقات دراسيا.
يشير أبو مقدم إلى جدار إسمنتي يحيط بالمدرسة ويقول إنه أشرف على بنائه عندما كان يعمل مهندسا بمكتب رئاسة الوكالة الأممية بين عامي 1982 و1984، موضحا أنه أشرف أيضا على شق الشارع المحاذي لها وللمركز الصحي، بعد أن كان طريقا ترابيا مخصصا للسير على الأقدام.
وحضر المهندس الفلسطيني أيضا للحصول على حصته الدوائية من المركز، مضيفا أن الوكالة "توفر الأدوية والعلاج والعمليات الجراحية بمساهمات بسيطة من اللاجئين، إضافة إلى خدمات التعليم المميزة".
ويضيف "عندي 5 أولاد وبنات متفوقون في الدراسة ومعدلاتهم بين 98 و99، يحصلون على تعليم جاد ومميز، ولا أتخيل كيف سيكون مصيرهم إذا أغلقت مدارس الوكالة أبوابها، إنه قرار كارثي".
عفيف غطاشة: أونروا قلصت خدماتها الطبية والتعليمية في السنوات الأخيرة (الجزيرة) خدمات مقلصةوتواصلت الجزيرة نت مع عدد من موظفي الوكالة لسؤالهم عن مخاوفهم بعد حظر أونروا، لكنهم امتنعوا عن الحديث التزاما بما قالوا إنها تعليمات من الوكالة الدولية بعدم التعليق لوسائل الإعلام.
لكن رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الفوار، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، عفيف غطاشة، أشار في حديثه للجزيرة نت إلى "مخاوف جدية للاجئين من توقف خدمات الوكالة المقلصة أصلا، نتيجة منع دخول موظفيها الأمميين وقطع العلاقة معها وربما وقف تحويل الأموال لاحقا وحرمان الموظفين من رواتبهم".
وأضاف "كما تعلم رئاسة الوكالة في حي الشيخ جراح بالقدس وقرار تصفيتها سيلقي بظلاله على المخيمات واللاجئين بالضفة".
واعتبر أن حظر الوكالة "خطوة لتصفية قضية اللاجئين كشاهد على النكبة واللجوء، ولا يمكن لأي بديل أن يحل محلها" مضيفا أن "الوكالة أسست بقرار دولي وارتبط وجودها بملف اللاجئين ولا يمكن إنهاء وجودها دون حل قضية اللاجئين".
وأشار غطاشة إلى تقليص الوكالة خدماتها في السنوات الأخيرة "سياسة الوكالة الحالية عدم التوظيف الدائم والاكتفاء بالتوظيف المؤقت (العمل بالمياومة)، ولا يوجد بناء لمدارس جديدة ولا صيانة للمدارس القائمة، وتوقفت بعض الخدمات الصحية، وتراجعت المساعدات الإغاثية، وتم رفع نسبة مساهمة اللاجئين في الحوالات الطبية إلى المشافي".
لازاريني: التشريع الذي أقره الكنيست يشكل ضربة مروعة لموظفينا (الجزيرة) لاجئو الضفةوتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين من خدمات إغاثية وصحية وتعليمية في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
ويعيش ربع اللاجئين في الضفة الغربية -والمقدر عددهم بنحو 828 ألفا من بين نحو مليونين و700 ألف فلسطيني- في 19 مخيما رسميا، في حين يعيش معظم الآخرين في المدن والقرى، وفق معطيات الوكالة على موقعها الإلكتروني.
ويستفيد من برنامج التعليم في الضفة نحو 48 ألف طالب وطالبة مسجلون في 96 مدرسة، في حين يتبع الوكالة 43 مركزا صحيا، يسجل فيها نحو 895 ألف زيارة سنويا تقريبا.
كما يستفيد من برنامج الإغاثة 36 ألف لاجئ تقريبا، واجتماعيا يتوزع في الضفة 19 مركزا نسويا، كما تم منح قروض بسيطة لنحو 135 ألف لاجئ قيمتها الإجمالية قرابة 190 مليون دولار.
ويوم أمس الأربعاء، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "إن خطر انهيار الوكالة يهدد حياة ومستقبل الناس والمجتمعات، واستقرار المنطقة". وأضاف أن "الأونروا مكلفة بتقديم الخدمات الأساسية بشكل مباشر، بما في ذلك التعليم لأكثر من نصف مليون فتى وفتاة".
وقال "إن التشريع الذي أقره الكنيست يشكل ضربة مروّعة لموظفينا، حيث يخشى 17 ألف موظف في الأرض الفلسطينية المحتلة أن يفقدوا وظائفهم".