جريدة الوطن:
2025-04-26@23:57:22 GMT

اتجاهات مستقبلية

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

اتجاهات مستقبلية

اتجاهات مستقبلية
الصين وقطاع الذكاء الاصطناعي

 

هزة في أوساط سوق التكنولوجيا والبورصات الدولية أحدثها تطبيق “ديب سيك” الصيني للذكاء الاصطناعي، مع خشية أمريكية من تراجع الريادة التكنولوجية، وقلق في “سيليكون فالي” من تكلفة التطبيق المنخفضة، وإتاحته للجمهور مجانًا، وانتشاره السريع، وتأثيره المباشر على سوق الأسهم لشركات التكنولوجيا الكبرى، وفي المقدمة عملاق التكنولوجيا والرقائق “إنفيديا”، التي فقدت نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد.


وقد أدى إطلاق شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة، التي تأسست عام 2023، تطبيق ذكاء اصطناعي ينافس تطبيقات أمريكية رائدة مثل “تشات جي بي تي”، إلى طرح تساؤلات عن قدرات الشركات الصينية ودعم الحكومة في بكين للتقنيات الوطنية، وما لذلك من بزوغ المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة، التي تستثمر شركاتها مليارات الدولارات لتطوير التطبيقات، لا سيما أن “ديب سيك” تميز عن برامج الدردشة الآلية الأخرى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بأنه مفتوح المصدر ويمكن للمطورين البناء عليه، ويتفوق على المنافسين في المهام الحسابية، والمعرفة العامة، وأداء الأسئلة والأجوبة.
وبالرغم من أثر “ديب سيك” في الأوساط التكنولوجية والمالية الدولية، فإن هذه ليست التجربة الصينية الأولى، إذْ بعد إطلاق “تشات جي بي تي” عام 2022، تسابقت شركات صينية إلى تطوير تطبيقات مشابهة لكن أملها خاب مع تطبيق لشركة “بايدو” الصينية، ومع تواصل المحاولات الصينية نجح نموذجا “ديب سيك-في3” و”ديب سيك-آر1″، اللذان يعدان من أفضل النماذج المتقدمة، بمستوى تقني مماثل لشركتي “أوبن.إيه.آي” و”ميتا” الأمريكيتين، وبتكلفة أقل بـ20 إلى 50 مرة، إذ كلف تدريب “ديب سيك-في3” باستخدام رقائق إنفيديا “إتش-800” أقل من ستة ملايين دولار.
وبعد “ديب سيك” دخلت مجموعة “علي بابا” الصينية في سباق الذكاء الاصطناعي بنموذجها “كوين 2.5-ماكس”، باعتباره نموذجًا متقدمًا ينافس “تشات جي بي تي 4” من “أوبن إيه آي” و”كلود 3.5 سونيت” من “أنثروبيك”، إذ دُرب على أكثر من 20 ألف مليار بيان، ويبدو أن المنافسة العالمية في الذكاء الاصطناعي تتصاعد، وقد تنتج عنها تطورات تقنية تعيد رسم ملامح السوق وحياة البشر.
وترجع أهمية الذكاء الاصطناعي الصيني في تحقيق أهداف الحكومة باعتباره “أولوية وطنية”، لما يوفره من فرص في المنافسة العالمية، خصوصًا في مواجهة القيود الأمريكية على تصدير التكنولوجيا بهدف وقف التقدم الصيني عبر فرض قيود صارمة على تصدير الشرائح الإلكترونية، مع سعي بكين إلى الاكتفاء الذاتي في القطاعات الاستراتيجية، بما فيها الذكاء الاصطناعي، وتقليل تأثير الحد من تصدير الشرائح على الشركات، وتبني استراتيجية تعتمد على كفاءة البرمجيات بدلًا من القوة الحوسبية، وذلك ما يضع الشركات الأمريكية في وضع صعب، مع اكتساب الصين لقدرة تنافسية جديدة، على نحو مماثل للمنافسة العالمية في قطاعي الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية.
ومنذ 2016 أُدرج الذكاء الاصطناعي في الخطة الاستراتيجية الوطنية للصين، مع حزمة سياسات لدعم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، لحماية رأس المال والملكية الفكرية وتنمية الموارد البشرية والتعاون الدولي، وقد وصل البحث في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجامعات الصينية إلى مستوى أفضل الجامعات في العالم. وفي سبيل الذكاء الاصطناعي، تخطت الاستثمارات الصينية 50 مليار دولار خلال عام 2023، ويتوقع وصولها إلى 120 مليار دولار بحلول عام 2027، وفق مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي العالمي.
ويُتوقع أن يغيّر الذكاء الاصطناعي الصيني المعادلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وبينما تتعدد النماذج والتطبيقات الصينية، قد يبدو أن حركة الاستثمار الدولية تتجه إلى الصين مع تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تنافس بقوة، لا سيما أن التكلفة عامل جذب كبير، إذا ما قورنت الشركات الصينية بالشركات الأمريكية وإنفاق مليارات الدولارات لابتكار نماذج قائمة على الذكاء الاصطناعي. وما يزيد المنافسة أن الشركات الصينية تحاكي أحدث ما توصلت إليه التقنيات، وتطور تقنيات جديدة دون الحاجة إلى بنية تحتية ضخمة وكميات هائلة من الطاقة، غير أن الريادة ما تزال أمريكية، في حين أن التقدم السريع للصين قد يؤدي إلى فقدان الشركات الأمريكية تفوقها التكنولوجي، وإعادة توزيع القوى التكنولوجية العالمية، وفي الوقت ذاتِه ستخلق المنافسة الصينية حالة من الابتكار العالمية والتسابق على تقديم تقنيات في كل جوانب الحياة، غير أن المعضلة هي مدى توافق هذه الابتكارات من القوى المتنافسة مع القيم والأخلاقيات الإنسانية.
وستكون للمنافسة الصينية الشرسة في قطاع الذكاء الاصطناعي انعكاساتها على التنافس الاستراتيجي المحتدم بين الصين والولايات المتحدة، ويبدو أن الصراع في هذا القطاع ما زال في بداياته ويتوقع أن تكون له مآلات وتأثيرات كبرى على رسم الخارطة الجيوسياسية للعالم خلال القرن الحادي والعشرين.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی دیب سیک

إقرأ أيضاً:

كيف تعمل من المنزل باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد العالم تحولًا جذريًا في شكل بيئة العمل خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد جائحة كورونا التي دفعت العديد من المؤسسات لتبني نمط العمل عن بُعد.

 ومع هذا التغيير، أصبح من الضروري الاستعانة بأدوات تقنية تدعم استمرارية الأداء، وكان الذكاء الاصطناعي من أبرز هذه الأدوات.

الذكاء الاصطناعي، بمفهومه الواسع، هو استخدام تقنيات تتيح للأنظمة فهم البيانات والتعلم منها، بل واتخاذ قرارات تشبه تلك التي يتخذها الإنسان، ولكن بكفاءة وسرعة أعلى. وقد أوجد هذا المجال مساحات واسعة للاستفادة، خصوصًا لمن يعملون من منازلهم.

نمو الذكاء الاصطناعي في عام 2023

في عام 2023، لم يكن الذكاء الاصطناعي مجرد توجه مستقبلي، بل أصبح واقعًا محوريًا في قطاعات متعددة. من تطوير المنتجات إلى تحليل البيانات، كان الاعتماد عليه في تزايد مطرد.

 وقد سعت الشركات إلى دمج هذه التكنولوجيا في عملياتها لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.

كما شهد المجال نفسه تطورات هائلة في البحث والتطوير، مما أتاح الفرصة لابتكار أدوات جديدة وتوسيع التطبيقات القائمة. 

وبالتزامن، ارتفعت الحاجة إلى الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا المجال، وبدأت الشركات في تخصيص برامج تدريب لموظفيها لتأهيلهم للتعامل مع هذه التقنية المتقدمة.

كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في العمل عن بُعد؟

مع توسع نطاق العمل من المنزل، بدأت العديد من الشركات في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب العمل اليومي. إليك بعض أبرز المجالات التي يتم فيها توظيف هذه التقنية لتعزيز الكفاءة:
1. المساعدات الذكية
الأنظمة مثل Siri وGoogle Assistant أصبحت أدوات مساعدة للموظفين عن بعد، حيث تساهم في تنظيم المهام اليومية، جدولة الاجتماعات، وتذكيرهم بالمواعيد، مما يسهل إدارة الوقت ويزيد من الإنتاجية.
2. أنظمة الدردشة التفاعلية
برمجيات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أصبحت بديلًا فعالًا للدعم الفني وخدمة العملاء، حيث يمكنها الرد الفوري على الاستفسارات دون الحاجة لتدخل بشري دائم.
3. تحليل البيانات
مع الكم الهائل من البيانات التي تُنتج يوميًا، تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا جوهريًا في استخراج المعلومات المهمة منها، سواء لتحسين الأداء الداخلي أو فهم سلوك العملاء.
4. تعزيز الأمن الرقمي
العمل عن بُعد يرافقه دائمًا مخاطر أمنية، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في رصد أي نشاط غير طبيعي والتنبيه بشأنه بشكل لحظي، مما يساهم في الوقاية من الهجمات الإلكترونية.
5. إدارة المشروعات
أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد في تتبع تقدم المهام، تحليل أسباب التأخير، وتقديم اقتراحات لتحسين سير العمل، مما يدعم مديري المشاريع في اتخاذ قرارات دقيقة.
6. الترجمة اللحظية
في بيئات العمل التي تجمع أفرادًا من دول وثقافات مختلفة، توفر أدوات الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة لكسر حاجز اللغة وتعزيز التواصل بين الزملاء.
7. التخصيص والتطوير المهني
يمكن لهذه الأنظمة اقتراح محتوى تدريبي أو مهام تتناسب مع احتياجات كل موظف بناءً على تحليل أدائه واهتماماته، مما يعزز تجربته المهنية بشكل عام.

المستقبل الرقمي للعمل

من الواضح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية إضافية، بل أصبح عنصرًا أساسيًا في بيئة العمل الحديثة، خاصة في سياق العمل عن بُعد. 

وبينما يستمر التطور في هذا المجال، ستزداد أهمية دمج هذه التقنيات في العمليات اليومية لضمان الاستمرارية، الأمان، والتفوق في الأداء.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • برعاية منصور بن زايد.. قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 تنطلق في أبوظبي لتعزيز الجهود العالمية لصياغة أطر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة والمتقدمة
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • ترامب يخفف بعض القيود لدعم "تسلا" في مواجهة المنافسة الصينية
  • شبح رسوم ترامب يخيم على توقعات أداء الشركات العالمية
  • الخارجية الصينية : الرسوم الجمركية الأمريكية بمثابة تسونامي للتجارة العالمية
  • كيف تعمل من المنزل باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
  • ليانغ سوو لي: منفعة متبادلة بين الشركات الصينية والعربية في إطار النمط التنموي الجديد
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟