هل الزوج يستأذن زوجته قبل دخوله البيت؟.. عضو بالعالمي للفتوى تجيب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الشريعة الإسلامية قد وضعت العديد من الضوابط التي تهدف إلى الحفاظ على الخصوصية وحقوق الأفراد، خاصة فيما يتعلق بمفهوم الاستئذان، موضحة أن الاستئذان ليس مجرد أمر شكلي، بل هو جزء أساسي من حفظ العورات ودرء المفاسد، حيث يتم احترام حقوق الآخرين وتجنب النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه.
وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريح: "الاستئذان يعد من المبادئ المهمة التي شملتها الشريعة الإسلامية، حيث إنها تضمن أن الشخص لا يدخل على آخر إلا بعد أن يحصل على إذن، مراعاة لحقوق الآخرين وخصوصياتهم، وقد تم التأكيد على ذلك في القرآن الكريم، وفي سورة النور تحديدًا، حيث تناولت آياتها مسألة غض البصر وصيانة الفرج، ثم تطرقت إلى الاستئذان باعتباره من وسائل الوقاية من الضرر."
وأضافت أن الشريعة تناولت الاستئذان بالتفصيل حتى في العلاقات بين المحارم، حيث أكدت على ضرورة الاستئذان عند الدخول على الأقارب مثل الأخت أو الأم أو الابنة، لافتة إلى أن الاستئذان هنا ليس فقط حماية لخصوصية الآخرين، بل أيضًا حماية لحق الشخص نفسه في ألا يطلع أحد على ما لا يجوز النظر إليه.
وأكدت أنه حتى في حالات المحارم، ينبغي على الأفراد الالتزام بآداب الاستئذان، لأن هذا يعكس احترام حقوق الجميع وحفاظًا على النفس والآخرين، مشيرة إلى حادثة وردت في السيرة النبوية عندما دخل أشخاص على السيدة عائشة، رضي الله عنها، في وقت لم تكن تحب أن يراه، وهذا كان سببًا في نزول آية الاستئذان.
وأوضحت أن الاستئذان يشمل أيضًا حالات دخول الزوج على زوجته، حيث يجب عليه أن يعلمها بوصوله ليتمكن كلاهما من الحفاظ على خصوصيته، وأيضا تستعد الزوجة لاستقباله".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر القرآن الاستئذان المفاسد حقوق الآخرين المزيد
إقرأ أيضاً:
أكدت أنه يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا..” كبار العلماء”: لا يجوز الذهاب للحج دون أخذ تصريح
البلاد ــ الرياض
جدّدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار العلماء ببيانها المؤرخ في 12 شوال 1445هـ، بخصوص وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج دون تصريح فهو آثم.
وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد:” إن فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص استندت إلى عددٍ من الأدلة والقواعد الشرعية، يأتي في طليعتها ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، والإلزام باستخراج تصريح الحج؛ إنما جاء بقصد تنظيم الحجاج، بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء مناسكهم بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تُقرره أدلة الشريعة.
وهو كذلك- أي الالتزام باستخراج التصريح- يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج، ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعدِّدة، والأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، وفق الأعداد المصرَّحة لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرَّح لهم، كان ذلك محقِّقًا لجودة الخدمات التي تُقدّم للحجاج، وهذا مقصود شرعًا، كما في قوله تعالى:( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
وأضاف:” إن الالتزام باستخراج التصريح هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، والنصوص في ذلك كثيرة كلها تؤكد وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، وحرمة مخالفة أمره، والالتزام باستخراج التصريح من الطاعة في المعروف، يُثاب من التزم به، ويأثم من خالفه، ويستحق العقوبة المقرَّرة من ولي الأمر”.
وأوصت هيئة كبار العلماء بالالتزام باستخراج التصريح؛ ذلك أن الالتزام بذلك يدفع- بحول الله- أضرارًا كبيرة، ومخاطر متعدِّدة تنشأ عن عدم الالتزام باستخراج هذا التصريح، منها التأثير على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدَّمة لهم وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر.
وأوضحت الهيئة أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتِّب عليه على الحاج نفسه، وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرَّر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر، وفي الحديث المتفق عليه عنه صلى الله عليه وسلم:” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وعنه صلى الله عليه وسلم:” لا ضرر ولا ضرار”.
وختمت بيانها بأن الالتزام باستخراج التصريح هو من تقوى الله تعالى؛ فإن هذه الأنظمة والتعليمات ما قُرِّرت إلا لمصلحة الحجاج، يقول الله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).