«صافرة التحكيم والصراع بين الهلال والاتحاد»
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
يبقى التحكيم محور جدل كبير في الكرة السعودية، ولا يبدو أن الأمور قد اختلفت كثيرًا هذا الموسم. ففي مشهد يعيد للأذهان ما حدث قبل موسمين، تعرض الهلال لأخطاء تحكيمية واضحة في مواجهاته الحاسمة، كان أبرزها أمام الشباب، حيث حُرم الفريق من ركلة جزاء مستحقة للبرازيلي ميشيل، وكادت قدمه أن تقطم. المباراة أُديرت آنذاك بصافرة محلية بقيادة طيب الذكر ماجد الشمراني، ولم يتدخل حكم الفيديو المساعد لتصحيح الخطأ، ما أثار استياء الهلاليين.
وتواصلت الأخطاء في لقاء الطائي حتى سلم الزعماء الراية البيضاء، ما أدى إلى تأثير واضح على مسار الفريق في المنافسة.
في ذلك الموسم، كان الهلال ينافس بقوة على اللقب، لكن الأخطاء التحكيمية ساهمت في تركه الصراع للاتحاد، فيما كان النصر يلاحقه، ومع اقتراب الحسم، لجأت إدارة العميد للاستعانة بحكام أجانب لإدارة مبارياته الحاسمة، وهو ما ساعد الاتحاد في تأمين اللقب دون أخطاء تحكيمية مؤثرة ضده، واليوم يبدو المشهد متشابهًا إلى حد كبير، حيث يحتدم الصراع بين الهلال والاتحاد مجددًا، لكن مع فارق واضح، إدارة الهلال كعادتها فضّلت اللجوء إلى حكام أجانب لمبارياته الحاسمة، بينما وُكلت معظم مباريات الاتحاد لأطقم تحكيم محلية.
في ظل هذا الوضع، ظهرت بعض الأخطاء، التي أجمع المحللون التحكيميون على بدائيتها، كان أبرزها في لقاء الاتحاد والخلود، حيث احتُسبت ركلة جزاء مثيرة للجدل، استفاد منها العميد وسجل هدف التعديل قبل نهاية الشوط الأول، وعاد لجو المباراة بعد أن كان متأخرًا بهدفين دون رد. هذا يطرح تساؤلاً مشروعًا.. لماذا لا تجلب لجنة الحكام للأندية المتنافسة على اللقب حكامًا أجانب مؤهلين لإدارة مبارياتهم، حتى يتم نزع فتيل التأويلات والشبهات؟ وجود صافرة أجنبية ذات كفاءة عالية قد يكون الحل الأمثل لضمان عدالة المنافسة، خاصة في المواجهات المفصلية؛ كحال التي تجمع الفرق الكبيرة.
على الجانب الآخر، فإن الهلال لا يواجه فقط إشكالية التحكيم، بل هناك تحديات فنية تحتاج إلى معالجة عاجلة، الجماهير كانت تترقب من الشركة المسؤولة عن إدارة الفريق جلب لاعبين على مستوى عالٍ، خاصة في مركزي قلب الدفاع والهجوم، لكن التعاقد الوحيد الذي أُبرم كان مع جناح برازيلي من فئة المواليد، لم يُحدث الفارق المأمول حتى الآن. في المقابل، ظل الدفاع الهلالي نقطة ضعف واضحة؛ إذ استقبل الفريق عددًا كبيرًا من الأهداف، ما ينذر بخطورة الموقف، خصوصًا مع اشتداد المنافسة في الجولات الحاسمة. الهلال بحاجة ماسة إلى تعزيز خط دفاعه بلاعبين متمكنين؛ فالتحديات القادمة تتطلب قوة دفاعية تُعزز فرص الفريق في مواصلة المنافسة. ورغم القوة الهجومية التي يتمتع بها، فإن الحفاظ على شباكه نظيفة سيكون مفتاحًا مهمًا لحسم اللقب، ومع استمرار الجدل التحكيمي، يبقى الأمل في أن تكون المنافسة عادلة، بحيث يُحسم الصراع داخل المستطيل الأخضر، بعيدًا عن الأخطاء التحكيمية التي قد تؤثر على مصير البطولة، في منافسات دوري يقوده نخبة من النجوم العالمية، ويتابع من وسائل إعلام عديدة وعشاق للمستديرة من كل الأقطار.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان
إقرأ أيضاً:
35 % من أهداف «أدنوك للمحترفين» بـ«الأخطاء الفادحة»!
عمرو عبيد (القاهرة)
يتواصل ارتكاب الأخطاء الدفاعية «الفادحة»، في دوري أدنوك للمحترفين، والتي تتسبب مُباشرة في اهتزاز الشباك، لدرجة أن أكثر من نصف عدد أهداف الجولة الـ14، أتت بعد أخطاء «كارثية» وغريبة جداً، وكانت تلك الأخطاء قد أسفرت عن استقبال الفرق 54.5% من أهداف الجولة، وشهدت مباراة «العنابي» و«البرتقالي» النسبة الأكبر منها.
أحمد شامبية، حارس مرمى «العميد» أسكن الكرة شباكه بالنيران الصديقة، وارتكب بن حبيب حارس «الراقي» ركلة جزاء، ضمن 5 ركلات، بينها لمستا يد لمدافع «أصحاب السعادة»، ساشا إيفكوفيتش في مواجهة «البركان»، التي تم تسجيل 4 أهداف خلالها بأخطاء مُباشرة، وتنوعت الأخطاء بين التشتيت أو التمرير غير الصحيح، بجانب فقد الكرة تحت الضغط والتصدي الخاطئ للتسديدات، وكان الهدف الذي مُنى به مرمى «العميد» أتى بعد خطأ مُزدوج، بتمريرة سيئة تحت الضغط العالي للعروبة، ثم مرور الكرة بغرابة من حارس المرمى نحو الشباك!
وارتفع عدد الأخطاء المُباشرة التي أسفرت عن أهداف في دورينا، إلى 117 خطأً منذ انطلاق النُسخة الحالية، وتسببت في اهتزاز الشباك 114 مرة، حيث تزامنت الأخطاء المزدوجة بين المدافع وحارس المرمى في 3 أهداف، بينها هدف الجولة الـ14 في مباراة العروبة والنصر، بجانب الخطأ الُمشترك للاعبي «النمور» أمام دبا الحصن في الجولة العاشرة، وقبلها تكرر الأمر مع دفاع دبا الحصن نفسه في مواجهة عجمان بالجولة الرابعة، وإجمالاً توازي تلك الأخطاء 35% من إجمالي الأهداف التي سُجلت في الدوري.
وعلى صعيد أخطاء الحُراس، فقد تنوعت بين التصدي غير الصحيح لـ24 تسديدة أنتجت أهدافاً للمُنافسين، أغلبها من خارج منطقة الجزاء، بواقع 13 تسديدة، مقابل 11 من داخل المنطقة، وبينها 3 ركلات حُرة مُباشرة، أخفق الحارس في التعامل معها رغم تسديدها نحو زاويته، كما غابت الدقة عن التعامل مع 7 كرات عرضية، واختيار التوقيت الخاطئ للخروج من المرمى في 3 أهداف أخرى، في حين أتى هدفان بأخطاء مُباشرة من الحارس في التمرير والتشتيت، وارتكب الحُراس 8 ركلات جزاء مقابل تسجيل 3 أهداف «ذاتية» في مرماهم.
المدافعون فقدوا 21 كرة في مناطق دفاعية خطيرة جداً، أسفرت عن اهتزاز شباكهم بطريقة مُباشرة، مقابل ارتكاب 27 ركلة جزاء، بينها 8 بسبب لمسات اليد، وتسببت أخطاء التمرير والتشتيت للكرات في استقبال 15 هدفاً، بينما سجلوا في مرماهم عبر «النيران الصديقة» 8 أهداف أخرى.
ولم يفلت أي فريق في دورينا من التعرض لتلك الأخطاء من جانب مدافعيه، لكن النسب تتفاوت بينها في تلك القائمة «السلبية»، التي يتصدرها «السماوي»، الفريق الأكثر معاناة من الأخطاء الفادحة لدفاعه، حيث استقبل بسببها 14 هدفاً، يليه البطائح بـ12 هدفاً، ثم كل من «الزعيم» و«النسور» والعروبة بـ11 هدفاً، بينما على الجانب الآخر تبدو دفاعات «الفرسان» و«الملك» الأكثر صلابة بأقل عدد من الأخطاء المُباشرة، حيث استقبل كل منهما 3 أهداف فقط بسببها، وهو ما يُعد أحد أسباب انفراد «الكبيرين» بصراع القمة من أجل اللقب هذا الموسم.