طيران الجيش السوداني ظل يقصف مدينة نيالا في جنوب دارفور بصورة شبه يومية، فضلاً عن مناطق أخرى في دارفور وغيرها.

نيالا: التغيير

لقي العشرات مصرعهم وأصيب آخرون، جراء قصف طيران الجيش السوداني لمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور بالبراميل المتفجرة، ضمن سلسلة هجمات ينفذها منذ أيام، ولم ترد إحصائية رسمية بالضحايا.

وواصل الجيش قصف المدينة لعدة أيام متتالية في سياق المعارك الجارية بينه وبين قوات الدعم السريع التي تسيطر على الولاية، مما أدى لمقتل وإصابة العديد من المدنيين.

وتناقل ناشطون صوراً ومقاطع فيديو تظهر آثار القصف وتفحم جثث القتلى، وأفاد بعضهم أن عدد القتلى بلغ أكثر من 100، وأن أسرتين كاملتين راحتا ضحية القصف، فضلاً عن عشرات المصابين.

إدانة ومطالب

وأدانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بشدة، الغارات الجوية للطيران الحربي للجيش على أحياء نيالا، وقالت إن هذا الاعتداء الوحشي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ويفاقم معاناة المواطنين في ظل الوضع الإنساني المتدهور الذي تعيشه البلاد.

وحملت التنسيقية في بيان صحفي، الجهات المسؤولة عن هذه المجازر كامل المسؤولية، وطالبت بوقف فوري لهذه الجرائم ضد الإنسانية والالتزام الكامل بحماية المدنيين.

ودعت المجتمعين الإقليمي والدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى اتخاذ كافة التدابير التي تكفل حماية المدنيين، وخاصة الأطفال، والضغط لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، وتشديداً على عدم الإفلات من العقاب بإحالة كل التجاوزات والانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد تمديد ولايتها لتشمل كل أنحاء السودان.

وأكدت “تقدم” التزامها بالدفاع عن حقوق الشعب السوداني، والعمل على تحقيق سلام عادل ومستدام يضمن الأمن والاستقرار للجميع.

نهج غير مبرر

من جانبه، قال حزب الأمة القومي في تصريح صحفي، إن طيران القوات المسلحة واصل جرائمه بقصف أحياء نيالا بالبراميل المتفجرة مخلفاً عشرات الضحايا من المواطنين أغلبهم من النساء والأطفال الذين تفحمت جثثهم تحت ركام النيران وازدحمت المستشفيات بالجرحي.

وأضاف أن استمرار القصف الجوي الممنهج على المواطنين في نيالا بصورة شبه يومية من قبل طيران القوات المسلحة يعد جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكًا واضحاً لكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.

واعتبر أنه نهج غير مبرر باستهداف راح ضحيته المواطنون في نيالا والكومة والفاشر ومليط ومناطق أخرى، في ظل تجاهل تام لقيادة القوات المسلحة لكل النداءات بضرورة تجنيب المواطنين مخاطر القصف الجوي والإيفاء بتعهداتهم بحماية المدنيين.

وطالب الحزب المجتمع الدولي والإقليمي بتحمل مسؤولياته في إتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين في المدن والمناطق السكنية الماهولة بالسكان.

وقال الحزب إن هذه الإنتهاكات الممنهجة والمستمرة تؤكد على فظاعة هذه الحرب الإجرامية المدمرة والتي بات من الواضح تماماً أنها تستهدف بصورة مباشرة المواطنين الأبرياء الذين يواجهون الموت اليومي ويعانون من الجوع والمسغبة والمرض في ظل إنعدام كافة مقومات الحياة.

الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفاشر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم حزب الأمة القومي دارفور نيالا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفاشر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حزب الأمة القومي دارفور نيالا

إقرأ أيضاً:

أسباب فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني

في منتصف يناير 2025، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان. وأوضحت الوزارة في بيانها أن القرار يعكس التزام الولايات المتحدة بإنهاء النزاع، متهمة الجيش السوداني بتنفيذ هجمات ضد المدنيين.

تقرير: حسن إسحق
في منتصف يناير 2025، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان. وأوضحت الوزارة في بيانها أن القرار يعكس التزام الولايات المتحدة بإنهاء النزاع، متهمة الجيش السوداني بتنفيذ هجمات ضد المدنيين.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، تسببت الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023 في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني.
وأكدت الوزارة أن العقوبات تأتي ضمن جهود واشنطن لإنهاء الحرب المستعرة بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق، محمد حمدان دقلو "حميدتي". وأثارت هذه الخطوة غضب أنصار الجيش والحركة الإسلامية، لا سيما أنها جاءت بعد أيام من فرض عقوبات مماثلة على قائد قوات الدعم السريع.
رفض الجيش السوداني للعقوبات
رفض الجيش السوداني هذه العقوبات، مؤكداً التزامه بإنهاء الحرب والعنف في البلاد. واعتبر القرار ظالمًا، مشددًا على أنه لا يمكن مساواة الجيش السوداني بقوات الدعم السريع.
اتهامات بارتكاب أعمال عنف
ذكرت مجموعة "محامو الطوارئ" الحقوقية أنها وثّقت منذ اندلاع الحرب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وفي يناير 2025، وثقت هجمات عنيفة في بلدة أم القرى بولاية الجزيرة تزامنت مع تقدم الجيش في المنطقة. واتهمت المجموعة الجيش السوداني باعتقال مدنيين، بينهم نساء، وارتكاب انتهاكات شملت القتل خارج نطاق القانون، والاختطاف، والاعتقال غير القانوني، والتعذيب، إضافة إلى الإذلال الجسدي والمعنوي.
إدانة رئيس الوزراء السابق لانتهاكات الجيش
أدان رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، الانتهاكات الجارية في ولاية الجزيرة، واصفًا إياها بالمروعة. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين من "المجازر التي تُرتكب ضد الشعب السوداني". كما حث السودانيين على عدم الانجرار وراء خطاب الكراهية والتعبئة العنصرية التي تعمّق الفتنة بين المكونات الاجتماعية.
رفض حكومة بورتسودان مقترحات التفاوض
يرى بعض المراقبين أن العقوبات فُرضت على البرهان لعدة أسباب، أبرزها رفضه التفاوض مع قوات الدعم السريع لإنهاء الحرب، بالإضافة إلى تنفيذ ضربات جوية على المدنيين العالقين في مناطق سيطرة الدعم السريع في دارفور وكردفان والخرطوم، وحتى ولاية الجزيرة التي سيطر عليها الجيش مؤخرًا.
كما أدى القصف الجوي إلى مقتل عشرات المدنيين، ما عُدّ انتهاكًا خطيرًا. إضافة إلى ذلك، تسببت حملات الاعتقال التعسفية في مناطق سيطرة الجيش، بحجة التعاون مع قوات الدعم السريع أو معارضة حكومة الأمر الواقع، في تسريع فرض العقوبات. كما ألقت الأحداث الأخيرة في مناطق الكنابي بظلالها على الجيش السوداني، مما دفعه إلى إصدار بيان ينفي تورطه، معلنًا فتح تحقيق في المجازر المرتكبة بحق المدنيين.
موقف أنصار الجيش من العقوبات
في المقابل، يعتبر أنصار الجيش السوداني وحكومة بورتسودان أن العقوبات الأمريكية غير عادلة، إذ يرفضون مساواة الجيش بقوات الدعم السريع التي يصفونها بـ"الميليشيا المتمردة". ويرون أن قوات الدعم السريع، وليس الجيش، هي المسؤولة عن حرب 15 أبريل وما تلاها من انتهاكات وجرائم، متهمين القوى السياسية المتحالفة معها بالمشاركة في هذه الفظائع. كما اعتبروا القرار الأمريكي دليلًا على ازدواجية المعايير، مؤكدين أنه لا يخدم جهود إنهاء الحرب.
تأثير العقوبات المحتمل على الجيش
يرى الناشط الحقوقي منتصر محمد عبد الله أن العقوبات الأمريكية قد تساهم في الحد من الانتهاكات ضد المدنيين، مؤكدًا أن الجيش ملزم أخلاقيًا بحمايتهم بدلًا من انتهاك حقوقهم. وأشار إلى أن قادة النظام السابق ما زالوا مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الحرب والإبادة الجماعية في دارفور، وأن المجتمع الدولي لن يقف متفرجًا على ما يحدث حاليًا من مذابح وتهجير.
وأضاف أن قرار الحكومة بفتح تحقيق في أحداث كمبو طيبة، بعد انتشار مقاطع فيديو وثّقت الفظائع، يُعد تحذيرًا للبرهان، مؤكدًا أن أي جرائم تُرتكب تحت إشراف الجيش ستُحسب عليه. وحذر من أن البرهان قد يواجه المصير نفسه لسلفه، عمر البشير، إذا استمرت هذه الانتهاكات.
وشدد منتصر على ضرورة أن تلعب الأطراف الفاعلة دورًا إيجابيًا في حماية المدنيين بدلاً من تبني سياسات قمعية وإقصائية قد تزيد من عزلة السودان وتضع قياداته في مواجهة مع المؤسسات الحقوقية الدولية.
الدور الأمريكي في إنهاء الصراع
ترى الناشطة المجتمعية انتصار يعقوب أن الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة دونالد ترامب، يمكنها لعب دور محوري في وقف الانتهاكات بحق المدنيين في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم، من خلال الضغط على طرفي الصراع لإنهاء الحرب ووقف الانتهاكات المستمرة منذ أبريل 2023.
وحذرت من أن استمرار تعنت طرفي النزاع قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع، مما قد يدفع مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة الجماعية، مؤكدة أن المصير قد يكون شبيهًا بمصير الإدارة السودانية السابقة.

ishaghassan13@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تتهم طيران الجيش بقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء وجرح المئات في نيالا
  • السودان.. قتلى وجرحى بقصف عنيف لطيران الجيش في نيالا
  • المليشيا ارتكبت مجزرة فى الفاشر.. مقتل وإصابة ما يفوق ثلاثمائة مواطن
  • ناشطون: مجزرة سوق صابرين تؤكد نهج الدعم السريع في استهداف المدنيين
  • أسباب فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني
  • بيان من الجيش السوداني
  • في بيان أصدرته: قوات الدعم السريع تنفي قصف المدنيين بسوق صابرين بأم درمان وتتهم الجيش بذلك
  • السوداني يفتتح معرض بغداد الدولي بدورته الـ48 بمشاركة دولية واسعة
  • قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية واسعة