نهى زكريا تكتب: إيه الجمال ده يا مصريين
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
طلب الملك من جحا ان يعلم حماره القراءة والكتابة فوافق جحا على شرط أن يُخصص الملك له قصراً و خدماً ويعطيه مهله عشرين عام ليجهز الحمار للقراءة و الكتابة، وعندما سأله صديقه هل جُننت يا جحا، كيف تعلم الحمار القراءة والكتابة؟قال جحا، بعد عشرين عاماً ممكن أن يموت الملك او يموت الحمار أو أموت أنا، إذا مات الحمار سأطلب حمار آخر واذا مات الملك سأعيش باقي العشرين عاماً فى ثراء وإذا مُت أنا ستكون نهايتي فى قصر.
أجمل مافي القصة هو استخدام جحا لعامل الوقت، تذكرت هذه القصة عندما استخدم الرئيس الاميركي ترامب صاحب 78 عاماً الوقت وطالب مصر والأردن باستقبال أهل غزة "لمدة" قال عنها ربما تكون طويلة وهذا يعني أنه لن يكون موجودا علي الأقل فى الحكم، ورئيس يؤجل و آخر يرفض و تضيع القضية الفلسطينية، ولكن ترامب هنا لم يكن بذكاء جحا، لأن جحا كان يعلم أن الملك لن يخسر شىء ولذلك لن يفكر فى إعطاء جحا قصراً ، فلديه الكثير، ولكن مصر والأردن تحسب كل شىء من جميع الجهات فأستقبال ما يقارب من 2 مليون فلسطيني ليس بالأمر الصعب على مصر فهى بلد كل لاجىء، ولكن استقبال مصر للفلسطينيين معناه إنهاء القضية الفلسطينية وهذا ما ترفضه مصر وايضاً الأردن.
ثم أن ترامب لم يحدد ذكاء أطراف فكرته، لأن الشعب الفلسطيني ليس بالغباء الذي يتخيله لكى يتنازل علي وطنه مقابل وعد من رجل قارب الثمانين من عمره ولن يسأله أحد بعد ذلك عن وعده بعودة الفلسطينيين، بالإضافة إلى انه سياسي و رجل أعمال مايعني ان المصلحة لديه قبل كل شيء حتى وعده بعوده الفلسطينيين إلي منازلهم
وتصريح ترامب كان وَسْط مجموعة من الصحفيين في طائرة بدا أنه مجرد حجر القى به بالمياه لمعرفة عمقها او رد الفعل، ولكنها لم تكن حجرا عاديا بل كانت جمره نار ألقاها فى حقل بترول أشعلت نيران لم يتخيلها واعتقد انه ذُهل لرد فعل المصريين"إيه الجمال ده يا مصريين"بل و الاردنين أيضا، و يؤكد كلامى ان ترامب بدأ بالاتصال بملك الأردن وليس الرئيس المصرى وذلك لأن الرئيس السيسي هو الأصعب بالنسبة له حيث ان الرئيس السيسى رفض من قبل تهجير اهل غزه كما رفض اداره غزه بعد خروج إسرائيل لمده ست شهور حتى تُجرى انتخابات بالرغم من أن أميركا وعدت بانها ستتكفل بالمصاريف، وأصر الرئيس السيسي علي الحل الوحيد المنصف وهو حل الدولتين، فهبط ترامب بمستوى الحلول المعروضة وهو ترحيل اهل غزة
لعبتك ليس بها حمار غبي ولا سلطان أعمته الحياة السهله فقرر يلعب بأي مقابل
لعبتك مع دولة رئيسها تربي في المخابرات و يعرف جيداً ما وراء الحروف، وملك لدولة يهمه استقرار بلاده فماذا ستفعل إسرائيل بعد التخلص من اهل غزه ألا ممكن ان تكون الدولة القادمة هى الأردن
اختيار التوقيت والأفراد الذين تلعب معهم مقدمات لتحديد نجاح اللعبة أو فشلها
وانا لا أؤمن بفكره الحرب مع مصر ولا خاصة فى فترة حكم السيسي، لان ترامب رجل ذكى يعرف جيدا حجم ذكاء السيسي بالإضافة إلى انه لا يريد أن تهتز صورة إسرائيل التي تدعى فوزها فى غزة فى حرب خرج الطرفان منها خاسرين، حتى سوريا ولبنان لم يكونا مؤشر أو دليل علي قوة إسرائيل الحربية، فالحروب لا يكفيها فقط الأسلحة ولكن العامل البشرى هام جدا وإسرائيل جيش بلا رجال، وهذا ما تخشاه إسرائيل من مصر وأعتقد أنا إسرائيل تخشي الشعب المصرى نفسه مثلما تخشي جيش مصر
و مرت الأيام و قام ترامب بالاتصال بالرئيس السيسي ولم يُذكر اى شيء عن التهجير وكان متوقعاً بنسبة كبيرة، لان مصر اقوى بكثير مما يتخيله البعض ولا اعتقد ان ترامب ممكن ان يخاطر بعداء مصر، وهذا لا يُنكر قوة أميركيا ولكن يؤكد ذكاءها، فإذا كانت أميركيا هى الأقوى أقتصاديا فمصر هى الأقوى حضاريا، وهذا ليس بالشيء البسيط
ومن اجمل صفات رئيس مصر انه يعرف جيداً حجم بلده وعظمتها ويتعامل مع كل العالم من هذا المنطلق وهو سبب فى تقدير دول العالم لنا و يستثني من هذا الدول التى لا تُدرك معني قيمة مصر بسبب قِصر معرفتها
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية أهل غزة الرئيس الاميركي ترامب المزيد
إقرأ أيضاً:
الحكومة لم تُقصِّر.. ولكن!
مدرين المكتومية
على مدى عقود مُمتدة، وبلادنا ترفل في ثوب المنجزات التي تتحقق في مختلف المجالات، بفضل الرؤية السديدة لحكومتنا الرشيدة، ولقد كان ذلك ملموسًا في جميع القطاعات، التي حققت ازدهارًا وتقدمًا نوعيًا، انطلاقًا من الحرص الكبير على تلبية احتياجات المواطن وتقديم كل سبل الدعم الكفيلة لكي يحيا حياة كريمة.
ففي قطاع التعليم، نجحت الحكومة في بناء المدارس وأصبح التعليم منتشرًا في ربوع عُمان، وجميع أبناء عُمان مقيدون في الصفوف الدراسية، واستطاعت عُمان أن تكون واحدة من الدول القلائل ذات أدنى مُعدل الأمية، بفضل الخطط الناجعة التي استهدفت تطوير المنظومة التعليمية وبلورتها وفق أعلى المعايير الدولية. ويكفي أن ننظر إلى أوضاع مدارسنا اليوم، وما تتميز به من منجزات، على الرغم من أن طموحاتنا في تطوير التعليم ما تزال تتجدد، لكي نواكب المتغيرات المتسارعة من حولنا.
وكذلك الحال في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ حيث تنتشر الجامعات في كل محافظات السلطنة، لتمثل منارات علمية سامقة يهتدي بها طلبة العلم في كل مكان، ويتلقون فيها أفضل العلوم وأحدثها، من أجل التأهل لسوق العمل، وما يتطلبه من تخصصات متنوعة. أضف إلى ذلك مستوى التقدم في قطاع البحث العلمي والابتكار، والاهتمام الذي يجده الباحثون من دعم مالي وعلمي وبحثي، بما يضمن إنجاز أفضل البحوث والابتكارات. علاوة على ما يتم تقديمه من دعم للشركات الناشئة التقنية التي تسعى لوضع قدم راسخة في قطاع الابتكار العالمي.
وإذا ما تحدثتُ عن قطاع الصحة، فقد انتشرت المستشفيات والمراكز الصحية في كل ولايات هذا الوطن العزيز، وباتت الكوادر الطبية العُمانية قادرة على إجراء العمليات الأكثر تعقيدًا، ولا أدل على ذلك من إجراء أول عملية لفصل توأم سيامي، في إنجاز غير مسبوق، ويُؤكد مدى التميز والتفوق الذي بلغه الأطباء والكوادر الطبية الوطنية في عُمان.
وعلى المستوى الاقتصادي، استطاعت عُمان أن تتجاوز الكثير من الأزمات وأن تحقق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، على مدى عقود طويلة، بالتوازي مع جهود تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية. وما يؤكد ذلك الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة خلال أعوام تنفيذ خطة التوازن المالي، والتي أسهمت في خفض العجز المالي وخفض الدين العام وتحقيق فوائض مالية، علاوة على استعادة التصنيف الائتماني والجدارة الاستثمارية.
ولا شك أنَّ كل ما تحقق من منجزات خلال المراحل الماضية يؤكد مدى الحرص الحكومي على توفير كل ما من شأنه أن يرفع من مستوى معيشة المواطن، لكن في المقابل هناك اختلالات اقتصادية أصبحت تمثل تحديات كبيرة في مسارات النمو الاقتصادي؛ إذ لا يخفى على أحد ما يُعانيه السوق المحلي من كساد، في ظل غياب المُحفِّزات وعدم قدرة القطاع الخاص على قيادة قاطرة النمو، وتوفير فرص العمل للباحثين عنها، وهي أكبر أزمة تواجهنا الآن.
الاختلالات الاقتصادية التي أتحدثُ عنها تتمثل في ضعف نمو القطاع الخاص، واستمرار اعتماد الميزانية العامة للدولة على إيرادات قطاعي النفط والغاز والتي تمثل قرابة 70% من إجمالي الدخل الوطني، وهو ما يمثل تحديًا يفرض علينا ضرورة الإسراع في برامج التنويع الاقتصادي، وإطلاق حزم واسعة من الحوافز التي تضمن توسيع قاعدة القطاع الخاص، وتوسيع القاعدة الإنتاجية بشكل عام، مع تقديم المزيد من الدعم لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورواد الأعمال، وإطلاق استراتيجية وطنية للتشغيل، تعمل على حل أزمة الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من أعمالهم في غضون سنتين على أقصى تقدير، من خلال توفير عشرات الآلاف من فرص العمل، لا سيما في القطاعات الحيوية، والعمل على جذب استثمارات أجنبية تساهم في توفير فرص عمل، وليس مجرد الاستفادة من المزايا الاستثمارية وحسب. كما أتمنى أن تتقلص أعداد الشركات الحكومية، التي باتت تسيطر على العديد من القطاعات، وإتاحة المجال أمام القطاع الخاص ليقود نمو هذه القطاعات.
لا شك أنَّ معالجة تلك الاختلالات الاقتصادية، تعني في المقام الأول المحافظة على المنجزات التي تحققت على مدى عقود، ولا سيما في السنوات الخمسة الأخيرة، في ظل مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها بكل حكمة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وعلى الرغم من أن الحكومة فعليًا لم تُقصِّر خلال المراحل السابقة، لكن يبقى أن تُعجِّل هي بمزيد من الإجراءات التي تساعد على تخطي التحديات القائمة وفتح الآفاق نحو مستويات متقدمة النمو الاقتصادي، الذي ينعكس على الوضع المعيشي للمواطن.
وختامًا.. إنَّ أزمة الباحثين عن عمل ليست سوى نتاج للاختلالات الاقتصادية، وأن السبيل الوحيد لمُعالجتها يتمثل في دعم القطاع الخاص وتقديم التسهيلات والحوافز والتمويل اللازمة لضمان نموه واستدامته؛ لكي ينعم المجتمع بالحياة المستقرة التي يستحقها.
رابط مختصر