صدى البلد:
2025-04-26@02:55:49 GMT

نهى زكريا تكتب: إيه الجمال ده يا مصريين

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

طلب الملك من جحا ان يعلم حماره القراءة والكتابة فوافق جحا على شرط أن يُخصص الملك له قصراً و خدماً ويعطيه مهله عشرين عام ليجهز الحمار للقراءة و الكتابة، وعندما سأله صديقه هل جُننت يا جحا، كيف تعلم الحمار القراءة والكتابة؟قال جحا، بعد عشرين عاماً ممكن أن يموت الملك او يموت الحمار أو أموت أنا، إذا مات الحمار سأطلب حمار آخر واذا مات الملك سأعيش باقي العشرين عاماً فى ثراء وإذا مُت أنا ستكون نهايتي فى قصر.

أجمل مافي القصة هو استخدام جحا لعامل الوقت، تذكرت هذه القصة عندما استخدم الرئيس الاميركي ترامب صاحب 78 عاماً الوقت وطالب مصر والأردن باستقبال أهل غزة "لمدة" قال عنها ربما تكون طويلة وهذا يعني أنه لن يكون موجودا علي الأقل فى الحكم، ورئيس يؤجل و آخر يرفض و تضيع القضية الفلسطينية، ولكن ترامب هنا لم يكن بذكاء جحا، لأن جحا كان يعلم أن الملك لن يخسر شىء ولذلك لن يفكر فى إعطاء جحا قصراً ، فلديه الكثير، ولكن مصر والأردن تحسب كل شىء من جميع الجهات فأستقبال ما يقارب من 2 مليون فلسطيني ليس بالأمر الصعب على مصر  فهى بلد كل لاجىء، ولكن استقبال مصر للفلسطينيين معناه إنهاء القضية الفلسطينية وهذا ما ترفضه مصر وايضاً الأردن.

ثم أن ترامب لم يحدد ذكاء أطراف فكرته، لأن الشعب الفلسطيني ليس بالغباء الذي يتخيله لكى يتنازل علي وطنه مقابل وعد من رجل قارب الثمانين من عمره ولن يسأله أحد بعد ذلك عن وعده بعودة الفلسطينيين، بالإضافة إلى انه سياسي و رجل أعمال مايعني ان المصلحة لديه قبل كل شيء حتى وعده بعوده الفلسطينيين إلي منازلهم

وتصريح ترامب كان وَسْط مجموعة من الصحفيين في طائرة بدا أنه مجرد حجر القى به بالمياه لمعرفة عمقها او رد الفعل، ولكنها لم تكن حجرا عاديا بل كانت جمره نار ألقاها فى حقل بترول أشعلت نيران لم يتخيلها واعتقد انه ذُهل لرد فعل المصريين"إيه الجمال ده يا مصريين"بل و الاردنين أيضا، و يؤكد كلامى ان ترامب بدأ بالاتصال بملك الأردن وليس الرئيس المصرى وذلك لأن الرئيس السيسي هو الأصعب بالنسبة له حيث ان الرئيس السيسى رفض من قبل تهجير اهل غزه كما رفض اداره غزه بعد خروج إسرائيل  لمده ست شهور حتى تُجرى انتخابات بالرغم من أن أميركا وعدت بانها ستتكفل بالمصاريف، وأصر الرئيس السيسي علي الحل الوحيد المنصف وهو حل الدولتين، فهبط ترامب بمستوى الحلول المعروضة وهو ترحيل اهل غزة

لعبتك ليس بها حمار غبي ولا سلطان أعمته الحياة السهله فقرر يلعب بأي مقابل 
لعبتك مع دولة رئيسها تربي في المخابرات و يعرف جيداً ما وراء الحروف، وملك لدولة يهمه استقرار بلاده فماذا ستفعل إسرائيل بعد التخلص من اهل غزه ألا ممكن ان تكون الدولة القادمة هى الأردن

اختيار التوقيت والأفراد الذين تلعب معهم مقدمات لتحديد نجاح اللعبة أو فشلها

وانا لا أؤمن بفكره الحرب مع مصر ولا خاصة فى فترة حكم السيسي، لان ترامب رجل ذكى يعرف جيدا حجم ذكاء السيسي بالإضافة إلى انه لا يريد أن تهتز صورة إسرائيل التي تدعى فوزها فى غزة فى حرب خرج الطرفان منها خاسرين، حتى سوريا ولبنان لم يكونا مؤشر أو دليل علي قوة إسرائيل الحربية، فالحروب لا يكفيها فقط الأسلحة ولكن العامل البشرى هام جدا وإسرائيل جيش بلا رجال، وهذا ما تخشاه إسرائيل من مصر وأعتقد أنا إسرائيل تخشي الشعب المصرى نفسه مثلما تخشي جيش مصر

و مرت الأيام و قام ترامب بالاتصال بالرئيس السيسي ولم يُذكر اى شيء عن التهجير وكان متوقعاً بنسبة كبيرة، لان مصر اقوى بكثير مما يتخيله البعض ولا اعتقد ان ترامب ممكن ان يخاطر بعداء مصر، وهذا لا يُنكر قوة أميركيا ولكن يؤكد ذكاءها، فإذا كانت أميركيا هى الأقوى أقتصاديا فمصر هى الأقوى حضاريا، وهذا ليس بالشيء البسيط

ومن اجمل صفات رئيس مصر انه يعرف جيداً حجم بلده وعظمتها ويتعامل مع كل العالم من هذا المنطلق وهو سبب فى تقدير دول العالم لنا و يستثني من هذا الدول التى لا تُدرك معني قيمة مصر بسبب قِصر معرفتها 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية أهل غزة الرئيس الاميركي ترامب المزيد

إقرأ أيضاً:

د.نجلاء شمس تكتب: سيناء.. قصة أرض لا تُنسى ولا تُهمَل

أنا سيناء، لستُ مجرد اسمٍ في كتاب الجغرافيا، ولا خريطة مُسطحة تُشير إلى شرق الوطن.
أنا الحكاية التي بدأت قبل أن تُروى، والأرض التي كتبتها أقدام الأنبياء والجنود والعلماء، وما زالت تنبض بنداء الذاكرة
أنا من اقتُطعت من جسد الوطن ذات يوم، لكن نبضه ظل يصل إليّ، يرويني من بعيد، ويهمس لي بأن العودة لا تكفي ، بل يجب أن أُبعث من جديد
في الخامس والعشرين من أبريل، لا أحتفل وحيدة. تحتفل معي رمالي، وجبالي، وودياني، وشهدائي الذين ناموا بين ضلوعي ،أحتفل حين أرى المدارس تُفتح في أرجائي، والمراكز الصحية تنتشر بين ربوعي، والقوافل تأتي لا لتحمل طعامًا فقط، بل لتزرع نورًا في العقول، وطمأنينة في القلوب
أنا سيناء التي ظنّوا يومًا أنها بعيدة، فإذا بها اليوم في قلب القرار، في أولويات الدولة، وفي خُطط البناء، وفي وعي القيادة التي لم تعد تراني حدًّا، بل بُعدًا إنسانيًّا وأمنيًّا وثقافيًّا لا غنى عنه.
وحين جاء الأزهر،لم يطرق بابي بخطب من ورق، بل مشى إليّ بخُطى المحبة، ووجوه علمائه ووعّاظه وأطبائه، فجلسوا مع أبنائي، واستمعوا لهم، وعلموهم، وداووا جراحهم، وذكّروهم بأن الوطن لا يترك أحدًا خلفه.
قوافله لم تأتِ لتؤدي واجبًا مؤسسيًا، بل جاءت تحمل قلب الأزهر كما هو، نقيًا، راسخًا، رؤوفًا لا يخطب فيهم، بل يفتح لهم دروبًا من نور، ويزرع فيهم بذورًا من الوعي والانتماء
أنا سيناء التي تحررت بالبندقية... ولكنني أُبنى اليوم بالقلم، والعقل، والرحمة، والمشروعات، والمناهج، والكلمة التي تحيي ،فلا تقولوا: أُعيدت سيناء، بل قولوا: عادت إلينا سيناء كما تستحق، ومعها فرصة جديدة لبناء وطنٍ لا ينسى أحدًا.
في ذكرى التحرير، أنا لا أستعيد يومًا، بل أُبصر طريقًا
وكل ذرة من ترابي، وكل غصن شجرة نبت على كتفي، وكل طفل تعلّم اسمه من كتاب  يهمس: شكرًا لمن حررني، وشكرًا لمن ما زال يزرع فيَّ الحياة.

مقالات مشابهة

  • دعوة السيسي لتدشين مدارس وفصول تعليمية بالمساجد تثير مخاوف مصريين
  • شروط الرئيس السوري للتطبيع مع إسرائيل
  • إسرائيل على حافة الهاوية: آن أوان عودة الأمريكيين
  • في مشهد عفوي.. الخطيب يداعب ابنة مؤمن زكريا
  • د.نجلاء شمس تكتب: سيناء.. قصة أرض لا تُنسى ولا تُهمَل
  • عن الدين والدولة في إسرائيل
  • هند عصام تكتب: الملك بيبي الأول
  • بحثا عددًا من الموضوعات الإنسانية والإغاثية.. الرئيس التونسي يستقبل المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة
  • الرئيس التونسي يستقبل المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة
  • تراجع محتمل.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين ستنخفض ولكن..