تحرش في وُضح النهار .. 9 اتهامات تواجه كبير معلمي مادة الرياضيات بعد إحالته للمحاكمة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
وجهت النيابة الادارية ، اليوم الاثنين، 9 اتهامات تضمنها أمر إحالة كبير معلمي مادة الرياضيات للمحاكمة لتحرشه بتلميذة في المرحلة الابتدائية، للمحاكمة العاجلة، وتضمن الاتهامات والمخالفات منها كالتالي:
١) تحرشه جنسيًا بإحدى تلميذات الصف الخامس الابتدائي بأن استطالت يداه لمواطن عفتها داخل الفصل عَقِب انتهاء الوقت المقرر لحصته الدراسية، وذلك أثناء وقوفها برفقة زميلتها أمام جدول الحصص الدراسية بالفصل.
٢) قيامه بانتهاك خصوصية ذات التلميذة بالتقاط عدة صور لها مستخدمًا هاتفه المحمول، وتهديده لها بنشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
٣) تعمده إهانة ذات التلميذة بطريقة غير لائقة أمام تلاميذ الفصل.
٤) تعديه بالضرب على تلميذة أخرى بذات الفصل الدراسي حال محاولتها إيقاف المتهم عن الاستمرار في التحرش الجنسي بزميلتها الأولى.
٥) قيامه بإنشاء مجموعة على إحدى تطبيقات الهاتف المحمول لتلاميذ المرحلة الإعدادية ونشر صور غير لائقة ذات مدلول جنسي عليها.
٦) اعتياده انتهاك خصوصية طلبة وطالبات المرحلة الإعدادية بتصويرهم باستخدام هاتفه المحمول.
٧) دخوله إحدى فصول المرحلة الإعدادية متعمدًا فتح سَحَّاب بنطاله واقترابه من طالبات الفصل.
٨) اعتياده التحدث مع طلبة المرحلة الثانوية بطريقة غير لائقة وبعبارات تحمل إيحاءات جنسية داخل الفصل.
٩) سؤاله طلبة أحد فصول المرحلة الثانوية ذكوراً وإناثاً الوقوف بوضعية غير لائقة ليتمكن من التقاط صورٍ لأجزاء معينة بأجسادهم مستخدمًا هاتفه المحمول.
من جانبها، أهابت هيئة النيابة الإدارية - من منطلق أداءها لدورها الدستوري والقانوني – بعد واقعة إحالة كبير معلمي مادة الرياضيات لتحرشة بتلميذة، بالقائمين على المنظومة التعليمية، بتفعيل لائحة الانضباط المدرسي الصادرة من وزارة التربية والتعليم الفني؛ بما يسهم في توفير بيئة آمنة للطلاب وداعمة للعملية التعليمية.
وطالبت بتعزيز آليات التواصل الفعَّال بينهم وبين القائمين على المنظومة التعليمية بمدارسهم، ويكفل سرعة إبلاغهم عن مثل تلك الجرائم فور وقوعها، مع الحرص على تقديم الدعم النفسي اللازم للتلاميذ والطلاب ومعالجة أية آثار نفسية سلبية قد تنجم عن تعرضهم لها.
كما كشفت تحقيقات النيابة الإدارية التي باشرها إسلام شعبان، وكيل النيابة الإدارية للتعليم بالقاهرة، القسم الثالث، بإشراف المستشارة ماريان ميخائيل، مديرة النيابة في واقعة إحالة كبير معلمي مادة الرياضيات للمحاكمة لتحرشه بتلميذة في المرحلة الابتدائية للمحاكمة بعد سماع أقوال عددٍ من طلبة وتلاميذ المدرسة وأولياء أمورهم والمسئولين عن إدارة المدرسة والإدارة التعليمية، قد اسفرت عن ثبوت ارتكاب المتهم لعددٍ من المخالفات الجسيمة.
وأمرت النيابة الإدارية بإحالة كبير معلمي مادة الرياضيات بإحدى مدارس اللغات بمحافظة القاهرة للمحاكمة التأديبية العاجلة؛ وذلك على خلفية تحرشه جنسياً بإحدى تلميذات المرحلة الابتدائية، واعتياده ممارسة أفعال غير أخلاقية مع تلميذات وتلاميذ وطلاب المدرسة بالمراحل التعليمية المختلفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النيابة الإدارية تحقيقات النيابة الإدارية القاهرة النیابة الإداریة غیر لائقة
إقرأ أيضاً:
حركة حماس.. عقود من المواجهة الساخنة مع الاحتلال.. قراءة في كتاب
الكتاب: "حماس: فصول لم تكتب"الكاتب: عزام التميمي
ترجمة: أمل عيتاني
الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات
صدر مؤخراً كتاب "حماس: فصول لم تكتب"، وهو ترجمة لأصله الإنجليزي المعنون بـ"Hamas: Unwritten Chapters" الصادر عن دار هيرست في لندن عام 2007، لمؤلفه د. عزام التميمي، السياسي والأكاديمي الفلسطيني المقيم في بريطانيا، وقد عُدَّ حين صدوره بالإنجليزية اختراقاً كبيراً في عالم الأدبيات الغربية حول حركة المقاومة الإسلامية حماس. لقد امتاز بكونه من أوائل المؤلفات التي مَنَحَت الحركة هامشاً مُعتبراً لتقديم حكايتها عن تاريخ مقاومتها للاحتلال مع الالتزام الصارم بالمعايير العلمية في الكتابة، في وقتٍ كانت أغلب تلك الأدبيات المهتمة بالحركة تاريخاً وفكراً وممارسةً تستقي معلوماتها من مصادر معادية، مثل تلك الصادرة عن مؤسسات بحثية صهيونية، أو غربية استشراقية، أو أنَّها تستقي معلوماتها من جهات ليس لديها القدرة على استنطاق قادة الحركة وكوادرها أو الوصول إلى ما صدر عنهم من وثائق وأدبيات.
لقد كان الهدف من إصدار هذا الكتاب كما صرَّح مؤلفه: "الإسهام في سدّ ثغرة طالما وُجدت في الأدبيات العالمية المعاصرة حول حركة حماس، وتقديم سرد صادق لتاريخ الحركة، وإجراء تحليل دقيق للقيم والمبادئ التي تؤمن بها حتى يتسنى للقراء التمييز بين ما هو أساسي وما هو هامشي في فكرها وممارستها، ولا يكون ذلك إلا من خلال دراسة ما صدر عن قادتها ومنظّريها من مواقف وتصريحات" (ص 7).
والحقيقة أنّ هذه لم تكن الحسنة الوحيدة في الكتاب، إذ إنَّه امتاز باحتوائه على رواياتٍ مهمة تُذْكر لأول مرة، تتناول محطات مفصلية في حياة الحركة، مثل تلك المتعلقة بتجربتها في الأردن في تسعينيات القرن الماضي، كما أنَّه تمكَّن من نسج سَرْد للأحداث التاريخية التي مرَّت بها القضية الفلسطينية بشكل عام وحركة حماس بشكل خاص بين عامي (1967 ـ 2006)، مجبول بعناصر متعة وتشويق وتسلسل وجاذبية وسلاسة، ويظهر ذلك بشكل جلي في أكثر مقاطع الكتاب، سيّما تلك التي تتناول محاولة اغتيال خالد مشعل وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.
ناقش الفصل السابع أيديولوجيا الحركة من خلال تناول موقفها من اليهود ودولة الاحتلال، وميثاقها الذي يُعد الوثيقة السياسية الرسمية الأولى للحركة، حيث استعرض بعض بنوده التي أثارت جدلاً واسعاً في أوساطٍ سياسيةٍ وأكاديميةٍ وإعلامية، الأمر الذي دفع الحركة لتكليف لجنة لإعداد مسودة لميثاق جديد..ويمكن ملاحظة الجرأة في تناول بعض القضايا الحسَّاسة والتي لم يكن من المعتاد تناولها من قِبَل الكُتَّاب الإسلاميين بهذا الوضوح والصراحة والعمق، كما في تحليله خلفيات الخلاف بين د. فتحي الشقاقي والحركة قبل انفصاله عنها وتأسيسه لحركة الجهاد الإسلامي، وفي كشفه لأسرار العلاقة بين الحركة وجماعة الإخوان الأردنية، ودور الأخيرة في الدفع باتجاه خروج الحركة من الأردن.
أمَّا طبعته المترجمة للعربية التي نعرضها هنا فصدرت عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ترجمة أمل عيتاني، وقد جاءت في إطار اهتمام المركز منذ تأسيسه في التأريخ للعمل الفلسطيني المقاوم، وتميُّزه بعدد من الإصدارات الرصينة حول إرث حركة حماس السياسي والعسكري، وتوفيره عدداً من الترجمات المهمة في السياق ذاته، وهو بهذه الترجمة يُراكم الأدبيات العربية حول تاريخ الحركة وفعلها المقاوم مما يُسهل الدراسة والبحث على الباحثين والمهتمين العرب المتقنين للعربية فقط.
حوى الكتاب على مقدمة وعشرة فصول وفهرست بالأماكن والشخصيات والمؤسسات والأحداث.
افتتح المؤلف الفصل الأول بالحديث عن جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين ابتداءً من عام 1967، وأشار إلى جملة من القضايا أهمها العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي ساهمت في انبعاث الجماعة مجدداً، فيما يمكن تسميته بالميلاد الثاني بعد ميلادها الرسمي الأول عام 1945، كما تكلَّم عن بدايات العمل الإخواني الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، وذكر سلسلة العوامل الرئيسة التي دفعت إخوان فلسطين لتأسيس حركة حماس، ويلفت النظر في هذا السياق حديثه عن مساهمة الشيخ المصري حسن أيوب المقيم في الكويت في بلورة موقف الطلاب الفلسطينيين في ثانويات الكويت من القضية الفلسطينية، حيث صدح هناك بأفكاره حول ضرورة انخراط الإسلاميين في العمل المقاوم، في وقتٍ لم يكن تحرير فلسطين ضمن أولويات الحركة الإسلامية، ويُظهر الكتاب في هذا الفصل وفي الفصول التي تليه مركزية الشيخ أحمد ياسين في مسيرة الإخوان ثم حركة حماس حتى استشهاده عام 2004.
وركَّز الفصل الثاني على التمدد المؤسساتي لجماعة الإخوان، وتطرق للتطورات التي حدثت في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، والتي في مقدمتها تأسيس تنظيم بلاد الشام عام 1978، والبدء بالتأسيس للمشروع المقاوم في فلسطين، وانبثاق لجنة فلسطين داخل تنظيم بلاد الشام، ثم جهاز فلسطين عام 1985، وسلَّط الضوء على دور إخوان الخارج في تأسيس حركة حماس من خلال حديثه عن الإخوان الفلسطينيين في الكويت الذين قدَّموا المشروع الإسلامي لفلسطين في اللقاء التاريخي الذي عُقد في عمان عام 1983، وهو اللقاء ذاته الذي تقرر فيه تقديم الدعم اللوجستي والمالي للمشروع، حيث مُنحت لجنة فلسطين أو لجنة الداخل مبلغ 70 ألف دولار من فرع الكويت من أجل "تمويل أول مشروع جهادي في غزة" (ص 63)، وتطرق الفصل أيضاً لمحاولات الشيخ ياسين العمل العسكري ضدّ الاحتلال منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي.
وتحدث الفصل الثالث عن انطلاق العمل المقاوم وبدايات العمل العسكري المنظم، والتطورات الميدانية التي حدثت، وما قابلها من شنّ الاحتلال لحرب شاملة على الحركة تضمنت تفاصيل عن موجات متلاحقة من الاعتقال والإبعاد، وكيف دخل الخارج على خط إعادة هيكلة التنظيم في الداخل بعد موجة الاعتقال عام 1989، وقد قاد هذه العملية موسى أبو مرزوق، الأمر الذي دشَّن تصاعد دور الخارج وتصدره للمشهد القيادي داخل الحركة.
وسرد الفصل الرابع قصة حركة حماس في الأردن ابتداءً من انتقال مكتبها السياسي إلى العاصمة عمّان بشكل رسمي أوائل عام 1993، وانتهاءً بترحيل قادتها أواخر عام 1999. تحدث الفصل عن ميزات الأردن بالنسبة للعمل الفلسطيني المقاوم، وآليات التواصل بين الحركة والنظام الأردني، وتتبع النقلة النوعية التي أحدثها وجود المكتب السياسي للحركة في الأردن، إن على مستوى خطاب حماس السياسي والإعلامي أو على مستوى علاقاتها الخارجية، وقدَّم تفاصيل حول دوافع النظام لاستقبال الحركة، ثمَّ دور المخابرات الأردنية في التضييق على الحركة حتى ترحيلها.
واهتم الفصل الخامس بسرد تفاصيل محاولة اغتيال خالد مشعل، وسلَّط الضوء على كيفية إدارة الحركة للملف، وكشف عن موقف الأطراف الفاعلة على الساحة الأردنية من الحادثة سواءً رأس النظام أو الحكومة أو الأجهزة الأمنية أو الأحزاب السياسية (تحديداً جماعة الاخوان)، وتحدث عن تداعيات الحادثة على مكانة الحركة وعلاقاتها المحلية والإقليمية والدولية، خصوصاً مع اضطرار الاحتلال الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين.
وعرض الفصل السادس مشهد الخروج الكلي لقادة حماس من الأردن، مبيناً دوافع الأردن لاتخاذ قرار ترحيلهم، خصوصاً مع التطورات التي شهدتها القضية الفلسطينية مع توقيع مذكرة واي ريفر في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1998، وانتخاب باراك رئيساً لوزراء الاحتلال عام 1999. وتتبع الفصل آليات تطبيق قرار الترحيل التي تضمنت مشاهد أساءت للقضية الفلسطينية وللمقاومة ولمشاعر الفلسطينيين والأردنيين، وبيَّن الفصل أيضاً موقف إخوان الأردن، الذي جاء على خلاف رغبة الحركة، حيث بدوا وكأنهم إحدى أوراق النظام الأردني الضاغطة عليها.
وناقش الفصل السابع أيديولوجيا الحركة من خلال تناول موقفها من اليهود ودولة الاحتلال، وميثاقها الذي يُعد الوثيقة السياسية الرسمية الأولى للحركة، حيث استعرض بعض بنوده التي أثارت جدلاً واسعاً في أوساطٍ سياسيةٍ وأكاديميةٍ وإعلامية، الأمر الذي دفع الحركة لتكليف لجنة لإعداد مسودة لميثاق جديد، وقد حالت تطورات الأحداث بعد الفوز في الانتخابات التشريعية أوائل عام 2006 دون إتمام المشروع، كما تناول الفصل بعض المفاهيم المرتبطة بالمقاومة واستراتيجياتها مثل الهدنة والتهدئة والعمليات الاستشهادية.
وكرَّس الفصل الثامن للتعليق على مفاهيم الجهاد والقتال والاستشهاد في الفكر الإسلامي المعاصر، وإبراز التداخل بين الفقهي والسياسي عند دراسة هذه المفاهيم، وارتباط كل ذلك بسياسات حركة حماس ومواقفها.
وعاد في الفصل التاسع للحديث عن تاريخ العلاقة بين حماس وحركة فتح بشكل خاص ومنظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) بشكل عام، وكيف حاولت م.ت.ف احتواء حماس. وحوى الفصل تفاصيل عن اللقاءات بين ممثلين من الجانبين ومخرجات اللقاءات، وكشف عن محاولات السلطة الفلسطينية لَي ذراع حماس عبر اعتقال قادتها وكوادرها، وإقفال مؤسساتها ومصادرة أموالها، ثم تحدث عن الانتفاضة الثانية وتفاصيلها.
وتابع الفصل العاشر تطورات القضية الفلسطينية منذ وفاة أبو عمار مسموماً عام 2004، ثم اختيار محمود عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية عام 2005، ومشاركة حماس في انتخابات 2006، وقدَّم تحليلاً لأسباب المشاركة وتوقعات النتائج قبل صدورها، والفوز الكبير الذي حقَّقته الحركة وتداعياته المحلية والإقليمية والدولية
أين الضفة الغربية في مسيرة حماس التاريخية؟!
بدا دور حركة حماس في الضفة الغربية، كما ورد في الكتاب، هامشيـاً، رغم حضورها القوي على أرض الواقع في كل الفترة الزمنية التي عالجها الكتاب، وفي كل المحطات الرئيسة التي مرَّ بها إخوان فلسطين ومن بعدهم حركة حماس، سواءً في مرحلة إعادة تفعيل حركة الإخوان بعد هزيمة حزيران عام 1967، وما واكب ذلك من انتشار للمؤسسات الخيرية والاجتماعية والتربوية واتِّساع بناء المساجد وظهور الدعاة والتجمعات الطلابية في الثانويات وفي الجامعات، ثمَّ المشاركة الفاعلة في التأسيس لحركة حماس، والمشاركة في قيادة مشروعها وصياغة قراراتها، وتقديم كل ما يلزم من تضحية في سبيل تحقيق برنامجها خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.
يمكن ملاحظة الجرأة في تناول بعض القضايا الحسَّاسة والتي لم يكن من المعتاد تناولها من قِبَل الكُتَّاب الإسلاميين بهذا الوضوح والصراحة والعمق، كما في تحليله خلفيات الخلاف بين د. فتحي الشقاقي والحركة قبل انفصاله عنها وتأسيسه لحركة الجهاد الإسلامي، وفي كشفه لأسرار العلاقة بين الحركة وجماعة الإخوان الأردنية، ودور الأخيرة في الدفع باتجاه خروج الحركة من الأردن.إنَّ تركيز الكتاب على الحركة في إقليميها (غزة والخارج) وإغفال الإقليم الثالث (الضفة الغربية) يشكل ثغرة محزنة، كنتُ أتمنى لو قُدِّر للتميمي سدَّها في الطبعة العربية من خلال تقديم نسخة عربية محدثة للكتاب أو على أقل تقدير تناول الموضوع في المقدمة، خصوصاً بعد أن أصبحت بعض المعلومات المهمة حول دور الضفة ورجالها متاحةً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تقديم دراسة وافية وموضوعية عن تجربة الحركة في الضفة الغربية مهمة شاقة وتحتاج إلى جهد كبير، وهذا عائد إلى عدد من الأسباب، يأتي في مقدمتها الوضع الأمني، خاصة مع استمرار حالة الاستنزاف التي تتعرض لها الحركة في الضفة الغربية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وغالباً لا يُعرف من إرثها إلا ما كُشف عبر الاحتلال، ويعاني الباحثون نتيجة لهذا الوضع الأمني المعقد من اختفاء الكثير من المصادر الأولية الهامة، وعدم قدرتهم على التواصل السلس مع قادة الحركة وكوادرها.
ملاحظات إضافية:
لا شكّ بأن الكتاب احتوى تفاصيل وتحليلات جديدة، منحت الباحثين والمهتمين، حين صدوره بطبعته الإنجليزية، كنزاً معرفياً كانوا بحاجة ماسَّة إليه، وقد مرَّ وقتٌ طويلٌ على صدوره، وكان من المفروض عدم التأخر في ترجمته، خصوصاً بعد أن صدر عدد معتبر من الدراسات والأبحاث والكتب باللغة العربية حول الحركة وتجربتها النضالية، لكن يبقى صدور الكتاب بالعربية هذه الأيام مهم وضروري، إذ إنَّه سيضاف إلى الأدبيات العربية الرصينة التي تناولت الحركة وتاريخها، وقد أتى في ظلّ المكانة التي وصلت لها الحركة في الساحتين المحلية والإقليمية، وضرورة وجود أدبيات علمية ترتكز إلى رواية الحركة عن نفسها.
ويبقى أن نشير إلى ملاحظتين ختاميتين تتعلقان ببعض التفاصيل الواردة في الكتاب:
الملاحظة الأولى: أشار الكاتب إلى أن العدد الأكبر من الأسرى الفلسطينيين حتى عام 2005، كانوا من قطاع غزة، والصحيح أن أسرى الضفة كانوا هم الأكثرية منذ سنوات طويلة.
الملاحظة الثانية: يستشف القارئ للكتاب أن بداية انخراط الإخوان الفلسطينيين في العمل النضالي ذي الطابع الجماهيري كانت عام 1986 بمظاهرة جامعة بيرزيت، ولكن الأمر سابق على ذلك بسنوات؛ ففي النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي كان طلبة الكتل الإسلامية في جامعات الضفة وغزة قد اعتادوا على المشاركة في برنامج اعتكاف في المسجد الأقصى، وكان غالباً ما يتخلله مواجهة مع مجموعات صهيونية مقتحمة للأقصى، وكان لهذه المواجهات صدّاً كبيراً، وقد اعتُقل عدد من كوادر الإخوان الشبابية على هذه الخلفية وأصيب عدد آخر.
هوامش:
ـ صدر هذا الكتاب بطبعته الأمريكية سنة 2007 تحت عنوان "حماس: تاريخ من الداخل Hamas: A History from Within".
ـ سبق كتاب التميمي كتابان لخالد الحروب صدرا تباعاً بالإنجليزية، جاء الأول بعنوان "حماس: الفكر والممارسة السياسية Hamas: Political Thought and Practice" سنة 2000، أمَّا الثاني فهو "حماس: دليل المبتدئHamas: a Beginners Guide " سنة 2006.
ـ شيخ وداعية أزهري، استقر في الكويت، وكان له دور مهم في تعزيز التدين ونشر الفكر الإسلامي بين أفراد الجالية الفلسطينية في الكويت، سيّما طلاب الثانويات.
ـ أشار التميمي في تقديمه لمذكرات عدنان مسودة الصادرة عن مركز الزيتونة عام 2013 (تحرير بلال شلش)، ص 10، إلى الصعوبات التي واجهها وحالت دون حصوله على رواية حماس الضفة وتضمينها في كتابه، مع تأكيده على أنّ المراحل التي مرت بها الحركة في الضفة هي، إلى حدٍّ كبير، نفس المراحل التي مرَّت بها أخواتها في إقليمَي غزة والخارج.