كن نفسك تقبل ذاتك تحرر من قيود المجتمع واكتشف ذاتك الحقيقية واعلم أن الاختلاف هو الجمال كن انت ولا تكن نسخة.
كن نفسك عبارة بسيطة تبدو سهلة لكنها تحمل في طياتها معاني عميقة تتجاوز مجرد الكلمات فهي دعوة صادقة الى التحرر من قيود المجتمع و ضغوطاته دعوة الى تقبل الذات بكل مميزاتها وعيوبها دعوة الى العيش بصدق وراحة بال بعيدا عن التظاهر و التمثيل.
في عالم ينبهر بالمظاهر و يلهث وراء الكمال الوهمي يصبح من الصعب احيانا ان نكون انفسنا الحقيقية فنجد انفسنا نرتدي اقنعة نتقمص ادوارا نتحدث بكلام لا يعبر عن مشاعرنا الحقيقية كل ذلك خوفا من الرفض او النقد او حتى مجرد عدم القبول.
لكن السؤال المهم هنا هو لماذا نخاف من ان نكون انفسنا؟ لماذا نخشى اظهار مشاعرنا الحقيقية و افكارنا الخاصة؟ الاجابة تكمن في خوفنا من الحكم و التقييم من نظرات الاخرين و تعليقاتهم نخشى ان نكون مختلفين ان نخرج عن المألوف ان نكون غير متوافقين مع معايير المجتمع الضيقة.
لكن الحقيقة هي ان الاختلاف هو جوهر الحياة هو ما يجعلنا مميزين هو ما يضيف نكهة خاصة الى هذا العالم فلو كنا جميعا متشابهين متطابقين لخسر العالم الكثير من الابداع و التنوع و الابتكار.
ان تكون نفسك يعني ان تعيش حياتك وفقا لقيمك و مبادئك ان تتخذ قراراتك الخاصة ان تتبع شغفك ان تعبر عن مشاعرك ان تقول ما تعتقد به حتى لو كان ذلك يعني انك ستختلف مع الاخرين.
طبعا ليس من السهل دائما ان تكون نفسك ستواجه تحديات ستواجه صعوبات ستواجه انتقادات لكن هذه التحديات هي جزء من رحلة الحياة هي ما تجعلنا ننمو نتعلم نتطور.
ان تكون نفسك يعني ان تحب نفسك ان تقبل عيوبك ان تتعلم من اخطائك ان تتغلب على مخاوفك ان تثق بنفسك ان تؤمن بقدراتك ان تحترم نفسك.
فلا تدع خوفك من الحكم يمنعك من ان تكون نفسك لا تدع ضغوط المجتمع تسرق منك فرحة العيش بصدق كن نفسك واقبل ذاتك واحلم بحياتك واجعل سعادتك هدفك الاول فالحياة قصيرة جدا لنعيشها بغير صدق.
كن نفسك فانت مختلف وانت متميز وانت جميل بكل ما تحتويه ذاتك من مميزات و عيوب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قيود المجتمع كن نفسك المزيد ان نکون کن نفسک
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال: حمدوك .. الحكيم المزيف ..!
أصدقكم القول، كنتُ في إطلالته الأولى من المستبشرين بتولي الدكتور عبد الله حمدوك منصب رئيس وزراء الفترة الانتقالية.
فقد كنت أكتب مراراً وتكراراً في تلك الفترة، وقبلها، عن حاجة البلاد إلى خبير اقتصادي غير مُثقَلٍ بالأجندة السياسية، يتعامل معنا بالأرقام لا بالشعارات، ويخاطب العقول لا العواطف. وقلت وقتها:
نحن في حاجة مُلحّة لإعادة تعريف السياسي، وتغيير أساليب العمل في السياسة، حتى تصبح السياسة فنَّ التباري في خدمة الجماهير وحل مشكلاتهم عبر وزراء من أهل الكفاءة، يُقدِّمون الحلول ولا يستثمرون في الأزمات، ولا يزرعون الألغام حين يغادرون.
وزراء يُضيئون الطرقات ولا يكتفون بلعن الظلام.
حتى نضمن استمرار وجود بلادنا على الخارطة، مُتماسكةً ومُوحّدة.
لنختلف بعد ذلك ونتنافس على أرضٍ صلبة، لا في رمالٍ متحركة تبتلع المُنتصر قبل المهزوم.
لكن سرعان ما اتضح للجميع ـــ باستثناء المخدوعين والسذّج ـــ أن قرارات الدكتور حمدوك في أغلبها كانت خاطئة، تفتقد للحس السياسي والوعي الاجتماعي.
لم يُدهشنا بفكرة جديدة، ولم يُبهرنا بتصور مُبدع. قاموسه السياسي محدود، لا يتجاوز المحفوظات الكلاسيكية والأفكار المُسطّحة.
كان هو في وادٍ، وحاضنته السياسية في وادٍ آخر.
وزاد الأمر تعقيداً في تلك الفترة، تحوُّل الحاضنة الواحدة إلى حواضن متعددة ومتشاكسة، كما وصفها وزير ماليته الأسبق الدكتور إبراهيم البدوي في تصريحات له حينذاك.
خفضتُ حينها من سقف توقعاتي، وقلت إن الدكتور عبد الله حمدوك لا يتعدى كونه رجلاً محترماً ومهذباً، يحمل كثيراً من الأماني الخيّرة لوطنه.
ليس في خطابه ما يضرِّس سامعيه، ولا في لسانه ما يُؤذي مخالفيه. نظيف القلب، عفيف اللسان ولكنه غير قادر على الانجاز .
ولكن بعد أن أصبح في الفترة الأخيرة رهيناً لوظيفة وهمية، اختارها له الكفيل المُموِّل لحرب العدوان على السودان، ورئيساً لتكوينات مشبوهة الأجندة والتمويل، كان عليّ أن أخفض ذلك الظن إلى ما هو أدنى.
بالنسبة لي، وخاصة بعد خطابه اليوم، لم يعد عبد الله حمدوك سوى رمزٍ للعمالة والارتزاق، يتكسب بقضايا الشعب، ويتاجر بدماء أبنائه على موائد الفرنجة.
يفعل ذلك بلغة ناعمة وتعابير وجهٍ مخادعة، تدس السم في الدسم، وبأصابع خفيفة ماكرة تزوّر الحقائق وتشوه القضايا العادلة.
إن أخطر أنواع الخيانة هي تلك التي تتدثر برداء الحكمة، وتُمارس بأدوات الخداع الناعم، وتختبئ وراء أقنعة الطهر الزائف.
لقد سقط القناع تماماً، وما عاد صوت حمدوك يعبّر عن أشواق الشعب… بل صار صدىً باهتاً لرغبات الممولين، وواجهةً زجاجيةً لمشاريع لا علاقة لها بوطنٍ يُذبح من الوريد إلى الوريد.
يريد أن يعيد المليشيا المندحرة للواجهة لتصبح جزءاً من مستقبلنا بعدما دمّرت الحاضر وسعت لتحطيم كل ركائز الماضي المعنوية والمادية.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب