تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مصر.. "أم الدنيا"، ليست مجرد بلد عربي، بل هي حالة عشق تتملك كل من تطأ قدماه أرضها الطيبة، هي منبع العلم والفن والثقافة، روح تسكن القلوب، وتاريخ يمتزج فيه عبق الماضي بروعة الحاضر، على أرضها كلم الله موسى، والتقى سيدنا يوسف بأبيه يعقوب، فباركها الرحمن وجعلها موطناً للأمن والسلام، من جاءها ضعيفاً منحته القوة، ومن قصدها مهزوماً أهدته النصر، ومن دخلها خائفاً وهبته الطمأنينة.
مصر.. قصة شعب لا يعرف المستحيل، تحكيها صفحات التاريخ، وترويها معجزاتها الخالدة، تقف أمام الأهرامات عاجزاً عن الفهم، حيث يتحدى الحجر الزمن والمنطق، ويبقى هذا الصرح شاهداً على عظمة المصريين، متحف مفتوح يسرد قصص الشموخ والعظمة التي أدهشت العالم.
النيل.. شريان الحياة، الخليل في الليالي الساهرة، ملهم المبدعين والفنانين، على ضفافه ولدت أروع الإبداعات الفنية، وخرجت منه أصوات خلدها التاريخ كأم كلثوم، عبد الحليم، عبد الوهاب، وسيد درويش وغيرهم، فصار رمزاً للحياة والإبداع.
في شوارع مصر، تأسرك ضحكات المصريين التي لا تفارقهم رغم صعوبات الحياة، يحيطونك بكرمهم ويجذبونك بحكاياتهم، أما بناياتها العالية والشامخة، فهي شاهدة على ذكريات وطنية توجت بالعزة والنصر، ولم تقف مصر عند أمجاد الماضي، بل واصلت مسيرتها في الحاضر، بقيادة واعية أدركت قيمة الوطن، فالرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا القائد الاستثنائي، استطاع في فترة وجيزة إعادة بناء مؤسسات الدولة وإطلاق نهضة تنموية، جاعلاً من مصر قوة صاعدة وصامدة أمام كل التحديات.
مصر ليست مجرد بقعة على الخريطة، بل هي أمان وسكينة وانتماء، من يزورها يقف احتراماً لعظمة التاريخ، ومن يختارها وطناً يدرك إنها أكثر من مجرد بلد، بل هي الماضي العريق، والحاضر المشرق، والمستقبل الذي يُصنع بأيدي أبنائها بإرادة وتحدٍّ، إنها مصر.. أم الدنيا، وستظل كذلك إلى الأبد، محفوظة برعاية الله.
*كاتبة وإعلامية مغربية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر التي في خاطري
إقرأ أيضاً:
"جهنمية" يقتحم الثورة السودانية ويعكس دور المرأة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك فيلم جهنمية في مهرجان مينا السينمائي بكندا، وحظى على اهتمام كبير من النقاد بسبب ما يحمله الفيلم من جرأة وحس فني، حيث يقتحم أحلك لحظات الثورة السودانية وأكثرها تأثيرًا على مستقبل البلاد. تدور أحداثه في الأيام الأخيرة قبل سقوط عمر البشير، حين تُعتقل شامة وهي في طريقها لمظاهرة، لتجد نفسها في زنزانة ضيقة ومعتمة، مع أربع نساء أخريات، يقبعن منذ شهور. تعاني معهن قسوة ظروف الاعتقال وصلف السجانات، ثم تنضم إلى الزنزانة فتاة مصدومة وذاهلة ولا تتكلم، لتضيق الزنزانة أكثر ويثقل الوقت أكثر، على النساء الست. ويُحرمن من ضوء الشمس والهواء النقي، ويعم اليأس كل ركن من أركان الزنزانة.
يقول المخرج ياسر فائز متحدثًا عن الفيلم يستمد فيلم جهنمية اسمه من زهرة قوية نابضة بالحياة تزدهر حتى في البيئات القاسية، وترمز إلى الروح التي لا تقهر للمرأة السودانية. في جوهره، الفيلم عبارة عن انعكاس مؤثر لدورها في الثورة السودانية عام 2018. لم تكن النساء مجرد مشاركات بل كن قائدات للانتفاضة، وجسدن صرخة الحشد من أجل الحرية والسلام والعدالة.
وأضاف: "إن الدور الاستثنائي للمرأة السودانية في الحياة العامة والنضال السياسي في السودان، والذي وصل إلى ذروته خلال ثورة ديسمبر 2018، هو القوة الدافعة وراء هذا الفيلم. وللتعمق في السجن السياسي لهؤلاء النساء، أجريت مقابلات مع العديد من المعتقلات السابقات، بهدف تسليط الضوء على الجوانب العاطفية والصارمة والشاقة لتجاربهن".
داخل الزنازين، أصبحت هذه النساء نموذجًا للتضامن والمساندة. رغم قسوة الظروف وقيود الحرمان، نجحن في بناء روابط أخوية متينة، تشكلت من المعاناة المشتركة والأمل في غد أفضل. تتشاركن أحلامهن، ويساندن بعضهن نفسيًا وعاطفيًا، ويبدعن في خلق بيئة داعمة داخل الجدران الضيقة ويتمثل ذلك في مشهد الاحتفال بعرس إحداهن من خلال الحنة والرقص.
في أحلك الأوقات تتحرر دواخلهن من مخاوفها وأحزانها وأحلامها، فيمتلكن المكان عفويًا، بينما تجد شامة العزاء في أحلام غامضة لحبيبها، ويبدأن معًا في ابتكار طرق مقاومة تعيد إليهن ثقتهن في أنفسهن لتتصاعد المواجهة بين إرادتهن وبين قهر الاعتقال، حتى لحظة انتصار الثورة.
قصتهن ليست فقط عن الألم بل عن الأمل، عن قدرة الإنسان على مقاومة الظلم، وعن روح الجماعة التي تحول المحنة إلى منبع للقوة. هؤلاء النساء يثبتن أن الحرية ليست مجرد مكان خارج الأسوار، بل هي حالة عقلية وروحية يمكن الحفاظ عليها حتى في أحلك الظروف.