من ميدان جنوب لبنان.. رسائل حاسمة يعلنها السكان
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان: "سكان القرى الحدودية بلبنان: سيرحل الاحتلال ونبقى"، وجاء فيه: "انقضت مهلة الـ60 يوما، ولم يعد الأحبة، ولم يرحل الاحتلال عن أرضنا، لم يكن أمامنا خيار سوى أن نأتي كل يوم إلى هنا".. هكذا تحدثت السيدة ليندا الصالح إلى الجزيرة نت، وعيناها تشعان إصرارا، وأضافت: "حتى لو لم يكن بين الشهداء أحد من عائلتنا، فإن كل الشهداء هم أبناؤنا، هذه الأرض ارتوت بدمائهم وكل ذرة من ترابها غدت أغلى علينا من ذي قبل".
وسط الحشود في ساحة بلدة يارون الحدودية، وقفت ليندا بين الأعلام وصور الشهداء، بينما القلوب مثقلة بالفقد، أكدت بحزم "نحن باقون وصامدون، وسنأتي كل يوم وإن اضطررنا للنوم هنا، فسننام حتى تتحرر أرضنا، نحن مستعدون لتقديم المزيد وأكثر فداء لهذه الأرض".
أما الشابة هدى سويدان، فكانت تقف أمام حواجز جيش الاحتلال، رافعة يافطة كتب عليها "إسرائيل كيان مؤقت"، أشارت إلى اليافطة وقالت: "هم سيرحلون، فمن المستحيل أن يبقى هذا الاحتلال إلى الأبد، جميع المحتلين عبر التاريخ رحلوا حتى وإن استغرق ذلك وقتا طويلا".
وأضافت بإصرار: "نحن هنا لأننا لن نقبل بوجودهم، لا نقبل بالاحتلال في فلسطين، فكيف لنا أن نقبله على أرضنا؟".
وتؤكد هيفاء فردوس، ابنة بلدة يارون، بثقة وتصميم "رغم المخاطر التي تحيط بنا ورغم قوة عدونا، فإننا ثابتون وملتزمون بإرادتنا في هزيمته، وتحرير أرضنا والعودة إلى منازلنا".
رسائل التحدي ومن جانبه، أكد نائب رئيس بلدية يارون حسين جعفر، للجزيرة نت أن الحاجز الأسود الذي فرضه الاحتلال عند مدخل البلدة ليس سوى حاجز زائف، وأن عزيمة اللبنانيين في تخطيه واستعادة أراضيهم لن تتوقف مهما كانت التضحيات.
وأضاف أن الجيش اللبناني والبلدية يتابعان التنسيق معا، بينما تعمل فرق الهندسة العسكرية على إزالة مخلفات الحرب وتطهير المنطقة من أي خطر يهدد حياة المواطنين.
وأوضح جعفر، أنهم استطاعوا تحرير يارون من الجهة الغربية وبفضل الدعم المتواصل من الأهل والشرفاء، فإنهم على أعتاب دخول البلدة وتحريرها بالكامل من الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار المتحدث ذاته إلى الدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال بالبلدة حيث دمر المقابر وحطم شواهدها، وقطع الأشجار المعمرة في المحميات الطبيعية التي تمتد على 632 دونمًا من أشجار السنديان التي يزيد عمرها عن 700 عام، بالإضافة إلى تدمير المحميات الأخرى، وقطع الأشجار، وإتلاف آبار المياه، حتى المعالم التاريخية، مثل الكنيسة التي عمرها 100 عام، ومسجد الخضر عليه السلام، لم تسلم من التدمير.
وتابع جعفر: "رغم كل ما لحق بنا من خراب فإننا سنعيد بناء ما دمره الاحتلال، وسنبقى صامدين، متحدين، لنواجه كل التحديات".
اعتصامات وخيام وسط تصاعد التوتر بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والتي تم تمديدها حتى 18 شباط، يتوجه يوميا سكان القرى الحدودية إلى مداخل البلدات المحتلة في محاولة لاستعادة منازلهم وتحرير ما تبقى من أراضيهم التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها. ويواجه الأهالي تهديدا مباشرا من جيش الاحتلال الذي يطلق النار على كل من يقترب من الحواجز الترابية (السواتر) التي أقامها عند مداخل البلدات، ليتحصن خلفها.
كذلك، تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات قنص وتفجير قذائف تستهدف تجمعات المدنيين مما يعرض حياتهم للخطر بشكل مستمر.
وفي هذا السياق، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صباح الأحد، تحذيرا "عاجلا" لسكان لبنان، خاصة في الجنوب، مؤكدا أن "أي تحرك جنوبا يعرض حياة أصحابه للخطر".
وعلى الصعيد الأمني، أقام الجيش اللبناني حواجز على مداخل البلدات الحدودية، في محاولة لتنظيم عودة الأهالي ومنع دخولهم العشوائي حفاظا على سلامتهم.
ومع ذلك، يواصل العديد منهم التجمع على الطرقات، حيث أقدم البعض على نصب خيام، عند مدخل بلدة كفركلا، لتنظيم اعتصام يهدف إلى الضغط من أجل السماح لهم بالعودة إلى ديارهم.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تمركزه في القرى الحدودية، مثل مارون الراس، يارون، كفركلا، بليدا، العديسة، مركبا، اللبونة، ومروحين، حيث ينفذ عمليات تجريف للطرقات، وتدمير المنازل وإحراقها، فضلا عن تفخيخها.
وأكد مصدر أمني للجزيرة نت أن "الأوضاع في القرى الحدودية التي ما زال الجيش الإسرائيلي يتمركز فيها لا تزال دقيقة وخطيرة"، مشيرا إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية والاعتداءات على المدنيين، وقد أسفرت عمليات القنص وإطلاق النار عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى أثناء تجمعهم عند مداخل البلدات.
وسط هذا التصعيد، يصرّ سكان القرى الحدودية على الوجود عند مداخل بلداتهم، مؤكدين عزمهم على العودة إلى منازلهم واستعادة أراضيهم، رغم المخاطر الجسيمة التي تهددهم جراء ممارسات الجيش الإسرائيلي. (الجزيرة نت)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی القرى الحدودیة
إقرأ أيضاً:
القمة العربية الطارئة في القاهرة.. رسائل حاسمة وخارطة طريق لإنهاء الأزمة في غزة
في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي، استضافت مصر قمة عربية طارئة يوم الثلاثاء في القاهرة، بهدف توحيد المواقف العربية واتخاذ خطوات حاسمة تجاه الأزمة.
وجاءت القمة في وقت يشهد جهودًا دبلوماسية مكثفة لتخفيف معاناة الفلسطينيين، حيث قدمت مصر والدول العربية خطة محكمة تتضمن رؤية واضحة لمعالجة الوضع القائم وإعادة إعمار غزة، مع التأكيد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
تفاعل الجمهور مع مخرجات القمة العربية الطارئة التي ناقشت التطورات الخطيرة في فلسطين، حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القمة اعتمدت المشروع المصري لإعادة إعمار قطاع غزة. كما أكد الزعماء المشاركون رفضهم القاطع لتهجير الفلسطينيين من القطاع، في ضوء ما وصفوه بـ"حرب الإبادة الإسرائيلية".
ومع صدور بيان القمة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، حيث بدأوا بتحليل ما ورد في البيان، وأشار محللون إلى أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ليست موجهة ضد حركة "حماس"، خاصة أنها لم تتطرق بشكل مباشر إلى قضية سلاح الحركة، بل ركزت على تشكيل لجنة مستقلة لإدارة الوضع لمدة 6 أشهر.
وأوضح المحللون أن القمة تحدثت عن لجنة غير فصائلية تدير الوضع لمدة 6 أشهر، لا ترفضها "حماس"، تليها ترتيبات جديدة توحّد القطاع مع الضفة الغربية، وهو ما لا ترفضه الحركة أيضًا، ما دامت النتيجة هي الانسحاب الكامل وإعادة الإعمار.
واعتبروا أن "حماس" لن تحتاج إلى اتخاذ موقف رافض، إذ إن المواجهة الحقيقية في هذه الخطة ليست مع الحركة، بل مع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الدوليين، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية.
خارطة طريق عربية وأهمية تسويقها دوليًالاحظ عدة مدونين أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أظهرت مستوى عاليًا من الازدراء تجاه الموقف العربي الرسمي منذ عقود، وهو أمر بات واضحًا في تعاملها مع دول المنطقة.
وأكدوا أن القمة الطارئة جاءت لتثبيت حق الفلسطينيين في أرضهم ورفض التهجير، لكنها في الوقت نفسه فشلت في تقديم دفاع حقيقي عن الفلسطينيين ضد التصعيد الإسرائيلي الذي أدى إلى تجويع وحصار الشعب الفلسطيني.
وأضاف ناشطون أن العودة إلى طرح حل الدولتين يجب أن يكون مشروطًا بضمان حقيقي لحقوق الفلسطينيين واستقلالهم الكامل، بما في ذلك وقف العدوان المستمر الذي دام أكثر من 75 عامًا. لكنهم تساءلوا عن إمكانية تحقيق ذلك في ظل استمرار إسرائيل في الاعتداء على الفلسطينيين.
كما أشاروا إلى أن أي محاولة لتجريد الفلسطينيين، وتحديدًا حركة "حماس"، من السلاح دون إجراء مماثل على الجانب الإسرائيلي ستكون محاولة عبثية، مستشهدين بتجاوزات إسرائيل المتكررة في الماضي.
ويرى البعض أن القمة نجحت في التوصل إلى اتفاق عربي شامل على رفض تهجير الفلسطينيين، والموافقة على إعادة إعمار قطاع غزة.
الجهود المصرية ودورها المحوريلعبت مصر دورًا محوريًا في تنظيم القمة وفي تقديم رؤية عربية موحدة لحل الأزمة، حيث أكدت القاهرة على ضرورة دعم وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية، ورفض أي محاولات لإقصاء الفلسطينيين من أرضهم. كما شددت القمة على أهمية تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغزة، ورفضت القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول هذه المساعدات، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي.
ردود الفعل الإسرائيليةأثار بيان القمة استياء تل أبيب، حيث أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا انتقدت فيه البيان الختامي للقمة، وذكرت عبر تدوينة على منصة "إكس": "إن البيان الصادر عن القمة العربية الطارئة لم يتناول حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر 2023، بل ظل متجذرًا في وجهات نظر عفا عليها الزمن".
واعتبر مغردون أن انزعاج إسرائيل من البيان يعد دليلًا على نجاح القمة، التي وصفها بعض رواد منصات التواصل العربية بأنها غير عادية.
وتمثل القمة العربية الطارئة في القاهرة خطوة مهمة في التعامل مع الأزمة الراهنة، إذ وضعت أساسًا لخطة عربية شاملة تهدف إلى إنهاء المعاناة في غزة وضمان مستقبل أفضل للفلسطينيين. ويبقى التحدي الأكبر في حشد التأييد الدولي لهذه الرؤية، وتحقيق اختراق سياسي يؤدي إلى تسوية عادلة ومستدامة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، أن القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة لم تكن ناجحة فقط بحضور القادة والزعماء، بل برسائلها المباشرة والواضحة، سواء في البيان الختامي أو في الخطة التي تم تقديمها، والتي تضمنت عناصر دقيقة بأهداف محددة ومعطيات رئيسية واضحة، موضحًا أن القمة قدمت مشروعًا مصريًا عربيًا متكاملًا، متضمنًا أطرًا زمنية وأرقامًا ومؤشرات رئيسية يمكن العمل عليها دوليًا.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن القمة خرجت برؤية وخارطة طريق يجب تنفيذها، مشددًا على أن التحدي الرئيسي يكمن في تسويق هذه الخطة على المستوى الدولي وكسب دعم الأطراف الفاعلة.
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي من القمة العربية لا يزال متحفظًا، مما يتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتوضيح الرؤية العربية ونقل الصورة بشكل فعال. ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تتبع نهجًا نفعيًا وبراغماتيًا، لكنها قد تتجاوب مع الخطة إذا ما تم تقديمها بقوة وبطريقة مقنعة.
الجهود المصرية ودورها المحوريلعبت مصر دورًا محوريًا في تنظيم القمة وفي تقديم رؤية عربية موحدة لحل الأزمة، حيث أكدت القاهرة على ضرورة دعم وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية، ورفض أي محاولات لإقصاء الفلسطينيين من أرضهم. كما شددت القمة على أهمية تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغزة، ورفضت القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول هذه المساعدات، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي.