فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب.. ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
ليلة النصف من شعبان هي ليلة مليئة بالنفحات الإيمانية والرحمات الإلهية، وهي فرصة لإعادة النظر في علاقتنا بالله وبالناس من حولنا، وكما ورد في الحديث النبوي، فإن الله يغفر فيها لجميع عباده إلا المشرك والمشاحن، لذا علينا أن نستغلها في التوبة، والتقرب إلى الله، ونشر المحبة والسلام بين الناس على حسب ما أكده الدكتور أحمد تركي، العالم الأزهري
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبانوحول الحديث عن ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان، أكد الدكتور أحمد تركي أنها إحدى الليالي المباركة التي ورد ذكر فضلها في الأحاديث النبوية، وقد قال رسول الله عليه وسلم:«إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» (رواه ابن ماجه وابن حبان).
وأوضح خلال حديثه عن ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان، أن هذا الحديث يدل على أن ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب، حيث يتجلى الله على عباده برحمته، فيغفر لمن كان قلبه نقيًا من الشرك والعداوة والبغضاء.
تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبانوتابع: «أحد أهم الأحداث التاريخية التي وقعت في شهر شعبان، وهو تحويل القبلة من الكعبة إلى المسجد الأقصى، وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث إن المسلمين كانوا يتجهون في صلاتهم إلى بيت المقدس، حتى جاء الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة: 144].
وأشار إلى أن هذا الحدث كان تكريمًا للنبي واستجابة لرغبته، كما كان اختبارا لإيمان المسلمين، حيث بيّن الله في كتابه الكريم:(وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) [البقرة: 143]، مؤكدا أن تحويل القبلة كان دلالة على وحدة الرسالة الإلهية، حيث قال الله تعالى:(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ)، مما يؤكد أن دين جميع الأنبياء هو الإسلام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان شعبان شهر شعبان النصف من شعبان
إقرأ أيضاً:
رمضان فرصةٌ لإيقاظ الغافلين
أحمد الرصين
شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرآن محطة تربوية إيمانية من أهم محطات التزود للإنسان المؤمن، ومن أعظم الفرص للخروج من ظلمات الغفلة للإنسان الغافل، فرصة شفاء للقلوب، فرصة التوبة للعصاة وَالمقصرين، رمضان شهر عظيم يحظى كُـلّ من يهتم به بقربة من ملك السمواتِ والأرض، قربة من الله عز وجل، ويحظى كُـلّ من يهتم ويخلص لله دينه وتوجّـهه بتبِعاتٍ عظيمة ونعم عديدة، ومن أعظم وأجل وأفضل وأحسن تلك النعم هي نعمةُ الهداية، نعمة الاستقامة التي إذَا حصل عليها الإنسان فقد أُغنيَ بالنِّعم، بل وحصل على ما هو أغلى وأفضل وأحسن وأرفع من الذهب الصافي، حصل على ما هو أفضل من الألماس وأفضل من الفضة، بل من يحصل على نعمة الهداية واستقام كما أمرهُ الله فقد فاز فوزًا عظيماً في الدنيا وفي الآخرة.
رمضان نعمة مَنَّ بها الله سبحانه وتعالى، علينا ورحمة من الله سبحانه وتعالى لجميع عباده.
نِعَمُ الله علينا كثيرة جِـدًّا لا تُحصى ولا تُعد، نعم تقينا من الضلال والانحراف، نعم تُطهِّر قلوبنا من الخبث والمعاصي.
حيثُ إن لم يحصل الإنسان على فرصة التوبة إلى الله أَو لم يُوفقوا للتوبة خلال الأشهر الأُخرى فَــإنَّ شهر رمضان بمثابة الفرصة الأكثر أهميّة، فرصة باهظةَ الثمن التي أن ضاعت من يدَي الإنسان تدهورت أوضاعه وضعف إيمانه وعظُمت خسارته وتحدّد مصيره نحو التدني وحصل على عاقبة سيئة جِـدًّا.
لا أستطيع أن أقول إن شهر رمضان فرصة لمن شارك في قتل الأطفال والنساء الأبرياء أَو لمن طبّعَ أَو ساهمَ أَو أيّدَ في قتل إخوانه في فلسطين أَو لبنان أَو اليمن أَو العراق أَو سوريا أَو أي بلد إسلامي؛ لأَنَّ الله عز وجل وسنة الله سبحانه وتعالى، وكتابه يقول لا هداية للقوم الظالمين، لا هداية للقوم الفاسقين، وهذا لا يتناسب أبدًا مع عدل الله وحكمته جل شأنه؛ لأنَّ التولي لليهود يعني حب من يُعادي الله، يعني حب الفسق، حب الإجرام، حب الظلم للمستضعفين، يعني الكفر، يعني الارتداد، يعني أنهم رسموا واختاروا أن تكون نهايتهم مع اليهود نهاية لا يتوقعونها؛ لأَنَّهم كفروا وأعرضوا فطُبعَ على قلوبهم وعميت أبصارهم عندما رفضوا توجيهات الله سبحانه وتعالى، وَأعرضوا عن تعليمات الله عز وجل، التي كلُها رحمة وشفقة منه بعباده، وَهي العزة والفلاح والنجاح والقوة والتمكين للإسلام والمسلمين؛ ولأنهم رفضوا وَأعرضوا عن هذا الوسام وهذا الشرف وهذهِ الرحمة وهذا الكرم الرباني العظيم استحقوا أن يكونوا أذلِّاءً جُبناءَ تشملهم اللعنة لا الرحمة، وتعظم ذنوبهم لا تُغفر، لا تُعتق رقابهم من النار، بل ينالون الويل والعذاب الشديد في الدنيا والآخرة فما أبشع هذا المصير وما أعظم هذا الخُسران.