رأى أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون الكاتب والمفكر السوري الدكتور برهان غليون، أن الثورات المضادة التي قال بأن الأنظمة العربية الرسمية قادتها بالتحالف مع الغرب لإخماد ثورات الشعوب العربية من أجل الحرية والكرامة قد فشلت في تحقيق أهدافها، وأن معركة الحريات السياسية ستظل هي جوهر المرحلة المقبلة من حياة الشعوب العربية.



ودعا غليون في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، المثقفين والكتاب ورموز النخب العربية إلى عدم اليأس والإحباط، والبقاء في مقدمة المدافعين عن حقوق الشعوب العربية التي انطلقت على أساسها ثورات الربيع العربي.

وقال: "مررنا بتجربة قاسية خلال العقد الماضي من عمر ثورات الربيع العربي، عقد تآمرت فيه الأنظمة والغرب ضد ثورات التحرر العربية، ثورات الديمقراطية والإنسانية.. بعد 10 سنوات من المقاومة الشرسة لهذه الأنظمة يمكن القول من دون تردد إن مقاومة هذه النظم الاستبدادية لشعوبها قد فشلت، والدليل على ذلك عودة الشعوب إلى الساحة مطالبة بحقوقها التي دافعت من أجلها منذ اليوم الأول ودفعت لأجلها أثمانا غالية، ولم تنجز أي هدف منها، وعلى رأسها حقوقها ومصالحها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".

وأضاف: "رأيي أن معركة الحرية السياسية ستظل في جوهر معركة التقدم مثلها مثل حرية الرأي والاعتقاد على الرغم من أنها تلقت ضربة كبيرة من طرف الأنظمة الاستبدادية، وهي الآن ستنضج وستكون مضمون المرحلة المقبلة من الصراع".

وأشار غليون إلى أن من دلالئل فشل الثورات المضادة هو ظهور نتائج دحر ثورات الشعوب في انهيار اقتصادي وسياسي غير مسبوقين وتهديد وحدة الدول العربية وسوريا هي المثال الأبرز على ذلك".

وقال: "الآن لا بد للمثقفين أن يأخذوا دورا أكبر وليس اليأس والانسحاب.. الشعوب لم تنسحب من الميدان حتى الآن وهي بعد العذاب والتضحيات تعود إلى الساحة من جديد، وهذا مفهوم تماما، لأنه لو أنجزت الثورة أهدافها ما كانت هناك حاجة لاستمرارها.. وطالما أنها لم تنجز أهدافها فهي ستستمر بأشكال مختلفة".

ورفض غليون الحديث عن دولة عميقة في العالم العربي، وقال: "ليس هناك دولة عميقة في عالمنا العربي، الدولة العميقة تقال عن دول ديمقراطية عريقة فيها أجهزة أمنية تحكم من وراء الستار، أما في دولنا فلا توجد دولة عميقة.. إنما هناك دولة أمنية قمعية.. والذي يقود القرار هي الأجهزة الأمنية والعسكرية وتغطي حالها بأوليغارشية رأسمالية".

وأضاف: "المميز بعد كل المعارك التي خاضتها شعوبنا العربية من أجل الحرية، هو فشل الثورة المضادة وليس نجاحها، ولذلك بإمكان الشعوب أن تعود للساحة وتطالب بحقوقها، على قاعدة أنه لا يمكن لأي نظام أن يستمر دون أن يؤمن مصالح شعبه، وحقه في أن يكون صاحب قرار.. وباختصار معركة شعوبنا ستظل قائمة حتى إعادة بناء السلطة على أسس شرعية ديمقراطية"، وفق تعبيره.

وبعد أكثر من عقد من الزمن من الموجة الأولى للربيع العربي التي انطلقت من تونس أواخر 2010 للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة، لازالت مطالب الإصلاح الاقتصادي والسياسي تتصدر لائحة المطالب العربية.

وعلى الرغم من الضربات الموجعة التي تلقتها الشعوب العربية، ولا تزال، فإن أسئلة التنمية والشفافية والعدالة والاجتماعية والحريات السياسية، لا تزال تشكل محور اهتمام غالبية الدول العربية في ظل تحولات سياسية تعرفها المنطقة والعالم، بعد جائحة كورونا وما خلفته من آثاتر إنسانية واقتصادية مدمرة، ثم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من تداعيات سياسية تنذر بخارطة جديدة للعالم.

ومع أن الربيع العربي الذي انطلق من تونس 2010، ثم مر بمصر وليبيا واليمن وسوريا، تعرض لـ"تعثر"، وأجبر الكثير من رموزه وأنصاره على المنفى واللجوء والسجن، علاوة على نشوب مواجهات مسلحة في ثلاثة منها (ليبيا واليمن وسوريا)، فإن الأهم من نتائجه هو التراجع الاقتصادي في جميع هذه الدول، ومحاولات لإجراء إصلاحات اقتصادية توصف بأنها "أليمة ولكن ضرورية"، كما الحال بمصر، والأخطر من ذلك هو سؤال السيادة والوحدة والمصير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الثورات العربية تصريحات تصريحات العرب سياسة مآلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعوب العربیة

إقرأ أيضاً:

«إيدج» توسع نطاق شراكتها مع البحرية البرازيلية

باريس (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «مدينتنا أجمل» في عيون أطفالنا هزاع بن طحنون يقدم واجب العزاء في وفاة محمد مبارك الحميري

وقعت «إيدج» مذكرة تفاهم استراتيجية مع البحرية البرازيلية، على هامش فعاليات معرض «يورونافال»، أحد أكبر المعارض البحرية حول العالم، والمقام حالياً في باريس.
تضع المذكرة أساساً تعاونياً لتطوير أنظمة دفاعية بحرية وجوية مستقلة، مما يوطد القدرات الاستراتيجية المشتركة.
وتمثل هذه الشراكة خطوة مهمة ضمن تواصل «إيدج» المستمر مع البحرية البرازيلية، الذي يركز على تعزيز التعاون التقني والتشغيلي واللوجستي؛ بهدف تطوير ونشر أنظمة متقدمة مضادة للطائرات المسيّرة للتطبيقات البحرية.
وقع المذكرة المبدئية الأدميرال إدغار لويز سيكويرا باربوسا، المدير العام للمواد لدى البحرية البرازيلية، وحمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «إيدج».
وأكد الأدميرال إدغار لويز سيكويرا باربوسا أن مجموعة «إيدج» رسخت مكانتها شريكاً قيماً وموثوقاً للبحرية البرازيلية على المدى البعيد، منوهاً بأن التعاون الوثيق برز من خلال سلسلة أنظمة «MANSUP» المضادة للسفن.
وأشار إلى أن الاتفاقية المبدئية تضمن متابعة تطوير وتسليم التقنيات والحلول المشتركة المتطورة المضادة للطائرات المسيّرة، إلى جانب استفادة الطرفين من تبادل المعرفة والابتكار وتلبية الاحتياجات السيادية ومتطلبات أسواق التصدير الأخرى في مواجهة التهديدات البحرية والجوية الحديثة.
وتعد الأنظمة المضادة للطائرات المسيّرة فعالة وضرورية استراتيجياً وتتضمن تكنولوجيا متقدمة ومتكاملة وحيوية للدفاع البحري، وتجمع بين أجهزة الاستشعار عالية القيمة، مثل الرادارات والبصريات الكهربائية، وقدرات التشويش على الإشارات لتحييد تهديد الطائرات المسيّرة عبر تعطيل إشارات التحكم.
من جهته، قال حمد المرر: إن التكنولوجيا المضادة للطائرات المسيّرة تعد حلاً ضرورياً مطلوباً عبر أنحاء العالم كونها تتصدى للحضور المتنامي للمركبات غير المأهولة في السيناريوهات الدفاعية الحديثة، وتقدم تلك الأنظمة قدرات متقدمة في الكشف عن التهديدات دائمة التطور وتتبعها وتحييدها ونعمل على تعزيز ذلك التطوير لطرح نظام مبتكر في الأسواق.
وأضاف أن «إيدج» اتخذت خطوات نوعية في هذا المجال، وتلتزم بدورها بمواصلة دفع عجلة الابتكار، وتضع مذكرة التفاهم إطار عمل لتطوير القدرات المتقدمة وتلبية الاحتياجات التشغيلية للبحرية البرازيلية، وفي ظل تعقيدات مشهد الدفاع البحري، تؤدي التكنولوجيا المتكاملة المضادة للطائرات المسيّرة دوراً أساسياً لتقديم استجابات منسقة ومتعددة الطبقات عبر الأسطول ككل.

مقالات مشابهة

  • "إقامة دبي" تتعاون مع الصناعات الوطنية و"جافزا" لدعم حقوق العُمّال
  • «إيدج» توسع نطاق شراكتها مع البحرية البرازيلية
  • الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"
  • كريس جينر تحتفل بعيد ميلادها الـ69 .. وتهنئة لطيفة من بناتها: ملكة عالمنا
  • الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة “الأسبوع العربي في اليونسكو”
  • علي بن تميم في "الأسبوع العربي" باليونسكو: رحلة لاستعادة أمجاد اللغة العربية
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يختتم مشاركته في فعالية (الأسبوع العربي) في اليونسكو
  • حبوب غير متوقعة تحمي من السرطان
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية
  • كيف استغل المستعمرون البناء لمحو الهوية ونهب الثروات وقمع الثورات؟