3 عواصم كبرى تناقش المسألة السورية.. مفكرون من واشنطن وموسكو والقاهرة يقدمون رؤيتهم حول المستقبل فى ظل التحديات الراهنة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع سقوط نظام بشار الأسد وهروبه برفقة عائلته إلى خارج البلاد، تواجه سوريا مرحلة مفصلية تحاول خلالها الخروج من النفق المظلم، ويظل مستقبل البلاد محط تساؤلات عالمية، حيث تتباين الرؤى حول ما سيحدث فى المرحلة المقبلة، وتعكس آراء مفكرين من ثلاث عواصم كبرى، استطلعتها «البوابة نيوز» وجهات نظر متنوعة بشأن مستقبل سوريا والتطورات المحتملة.
ويرى البعض أن الطريق نحو إعادة بناء سوريا يتطلب توافقًا داخليًا بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، إلى جانب دعم دولى فعّال يضمن استقرار البلاد على المدى الطويل. بينما يشكك آخرون فى قدرة الأطراف السورية المختلفة على الوصول إلى حل دائم فى ظل التدخلات المستمرة.
واشنطنفى الولايات المتحدة، يؤكد جابريل صوما، مستشار الرئيس دونالد ترامب، أن السياسة الأمريكية تجاه الملف السورى كانت واضحة منذ البداية، إذ قامت على مبدأ عدم التدخل المباشر، مع تركيز الولايات المتحدة على مراقبة الوضع حتى تتضح ملامح المشهد السوري.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية ربطت تعاملها مع الملف السورى بتطورات الأوضاع واستقرارها، مشيرًا إلى أن توجهات واشنطن تجاه سوريا ستتجلى بوضوح فور مباشرة حكومة ترامب الجديدة مهامها.
وعن ملف التطبيع بين سوريا وإسرائيل، أكد صوما أن هذه المسألة تعدّ محورًا أساسيًا فى السياسة الخارجية للرئيس ترامب، لا سيما فيما يخص الشرق الأوسط.
وقال إن ترامب يرى فى التطبيع وسيلة رئيسية لإنهاء النزاع العربي-الإسرائيلى بشكل كامل، وهو ما يعتبره عاملًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مشيرا إلى أن التطبيع يمكن أن يسهم فى التخفيف من الأزمات التى تعانى منها المنطقة، مما يجعله إحدى القضايا الاستراتيجية التى تحظى باهتمام كبير فى السياسة الأمريكية.
جابريل صوما مستشار الرئيس دونالد ترامبرؤية غامضة
وقال مارك كيميت مساعد وزير الدفاع الأمريكى السابق، إن الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب لم تبلور بعد استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمات المتفاقمة فى سوريا وغزة، مما يعكس حالة من الغموض والارتباك فى سياساتها الخارجية تجاه الملفات الأكثر سخونة بالشرق الأوسط.
وأضاف، أن الأوضاع فى غزة تُنذر بمزيد من التصعيد، لكن من المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم لكل من حماس وإسرائيل على حد سواء، فى محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة وامتصاص ذروة الأزمات.
وفيما يتعلق بسوريا، أوضح أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كانت تتبنى سياسة واضحة تقوم على التعاون مع الحكومة السورية الجديدة لدعم إعادة إعمار البلاد وتخفيف المعاناة الإنسانية.
ومع ذلك، فإن إدارة ترامب الحالية لم تعلن حتى الآن عن أى موقف رسمى أو سياسة محددة للتعامل مع المشهد السورى المعقد، مما يثير تساؤلات حول أولوياتها وحجم تدخلها فى هذا الملف الحساس.
مارك كيميت مساعد وزير الدفاع الأمريكي
أما توم حرب، رئيس التحالف الأمريكى الشرق أوسطي، وهو شخصية أمريكية بارزة، فقال إدارة ترامب لا تزال تعتبر الأوضاع غامضة، والرئيس السورى أحمد الشرع يطرح أمورًا، ولكنها لم تُترجم إلى أفعال على أرض الواقع، وتحرك المجتمع الدولى للقضاء على داعش، ولكن ظهر لاحقًا فى إدلب، بعد أن غيّر جبهة النصرة اسمها إلى "هيئة تحرير الشام"، وهذا الكيان اتخذ أسماء وصفات متعددة، لكن الهدف ظل واحدًا، إذ أن عقلية داعش منبثقة بشكل أساسى من فكر جماعة الإخوان والتطرف الدينى بأقصى حدوده.
وتابع، أن الرئيس السورى قام بتنفيذ إصلاحات داخل سوريا مع احترام التعددية والإثنيات والمنهجيات السائدة، باستثناء الفكر البعثي، وربما يفسر هذا الأمر لماذا بدأ المجتمع الدولى بالتقارب مع الشرع، لذلك، هناك وفود دولية تعتبر أن التفاوض معه قد يجلب الخير للشعب السوري، حيث يتميز بمنهجه التعددي، مما يمكن أن يحول دون انزلاق سوريا إلى مسار مشابه لما حدث فى أفغانستان.
وأوضح أن الغرب فى انتظار الخطوة التالية التى سيقوم بها أحمد الشرع ويتساءل، هل سيتجه نحو تشكيل حكومة انتقالية؟ أم هل سيبدأون فى دراسة الدستور وتشكيل لجان للعمل على وضع دستور جديد لسوريا فى المستقبل القريب؟ وإذا تحقق ذلك، فسيكون خطوة إيجابية، أما إذا لم يحدث، فقد يتجه الوضع نحو مسار سيئ، مع احتمال نشوب خلافات دموية داخل سوريا.
القواعد العسكرية والأقليات
وفقًا للمراقبين فى الولايات المتحدة الأمريكية، يُلاحظ وجود قواعد عسكرية فى شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى قاعدة التنف الواقعة بين الحدود الأردنية وشمال شرق سوريا فى منطقة الرقة، هذا الوجود العسكرى يمنح شعورًا بالطمأنينة للإثنيات الموجودة فى تلك المناطق.
أما فى منطقة السويداء، فلا شك بوجود الدروز الذين تربطهم اتصالات بدروز إسرائيل، حيث يعتبرون أنفسهم إلى حد ما تحت الغطاء الإسرائيلى فى حال تعرضوا لأى خطر.
وبالنسبة لبقية المجموعات الأقلية، مثل تلك الموجودة فى وادى النصاري، معلولا، اللاذقية، وطرطوس، فلا يزال هناك وجود عسكرى روسى فى تلك المناطق، وربما يتم التنسيق بين الأطراف لضمان حماية هذه المجموعات.
وتبقى الساحة السورية مفتوحة، حيث تشكل الأغلبية السكانية الطائفة السنية التى ينتمى إليها أحمد الشرع،
والسؤال الآن: هل ستحدث اضطرابات فى مدن مثل حلب وحمص أو مناطق أخرى؟ أم أن الاضطرابات قد تتركز فى الشام، حيث توجد تعددية سكانية؟
وبالنسبة لتركيا، كعضو فى الناتو، فقال توم إنها تشكل تحديًا كبيرًا للحلف، خصوصًا بسبب دعمها لمجموعات متطرفة فى سوريا، وكما يبدو، فإن هناك تحديات محتملة بين الولايات المتحدة وتركيا، أو حتى بين الدول الأوروبية وتركيا، وكيف ستتطور هذه العلاقات؟ الأشهر القادمة ستكشف صورة أوضح.
وتابع، أن هناك الشق الاقتصادى الذى تحتاجه سوريا بشدة لإعادة الإعمار، حيث يتوقع أن تسهم الدول العربية فى عملية البناء، لكن يبقى السؤال: ما هى شروط هذه الدول المانحة؟ ومن هى الدول التى ستدخل بمصارفها إلى سوريا؟ هل ستكون المصارف التركية، الأردنية، أو المصرية جزءًا من هذه العملية؟
من سيشارك فى إعادة الإعمار؟ ومن هم الأطراف القادرة على تقديم المساعدة؟ هل سيكون ذلك عبر الشعب الأردنى أو المصري؟ جميع هذه الأسئلة ترتبط بالشق الاقتصادى لإعادة بناء سوريا.
لكنه أوضح أن التحدى الأكبر سيكون من أين ستأتى الأموال؟ هل سيقدم البنك الدولى الدعم المالي؟ هذا يبدو مستبعدًا فى ظل الظروف الراهنة، حيث من المتوقع أن يضع البنك الدولى شروطًا صارمة، وكذلك الأوروبيون، الذين سيواجهون ضغوطًا من شعوبهم للتساؤل: لماذا تُمنح سوريا الأموال، خاصة إذا بقى أحمد الشرع متشددًا أو لم يحترم التعددية الموجودة؟
أما الدول العربية، فهى الأنسب لتقديم الدعم المالي، ولكنها ستواجه بدورها ضغوطًا من الولايات المتحدة لوضع شروط على أحمد الشرع قبل صرف أى أموال كل هذه الأمور ستتضح أكثر خلال الأشهر القادمة.
توم حرب رئيس رئيس التحالف الأمريكي الشرق أوسطيموسكو
تختلف وجهة النظر السورية عن تلك التى تبديها الولايات المتحدة بشأن الوضع فى سوريا، حيث يرى سيرجى ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن روسيا تتوقع حضورًا أكبر لسوريا فى المستقبل، ما يعنى زيادة فى تواجدها ومشاركتها فى مختلف المجالات، ويؤكد أن السيناريوهات المستقبلية لسوريا واسعة ومتعددة، مما يفتح المجال للعديد من الاحتمالات.
وأوضح، أن أحد الأسئلة الأساسية التى تطرح نفسها هو، كيف سيكون النظام الحاكم فى سوريا؟ هل سيكون نظامًا موحدًا أم متعدد الجوانب؟ وهل سيكون النظام علمانيًا أم إسلاميًا؟ وهل سيشبه النظام فى أفغانستان أو إيران، أو ربما سيكون أكثر اعتدالًا ومتعدد الأطراف مثل تركيا أو لبنان أو العراق؟
روسيا تأمل فى أن تشهد سوريا مزيدًا من المشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية، ولكن دون أن تصبح أكثر إسلامية أو تحت هيمنة الجماعات الإسلامية. هذا يشمل أيضًا الجماعات الشيعية والمسيحية وبقية الطوائف والعرقيات التى تعيش فى سوريا منذ فترة طويلة، والتى يجب أن تكون جزءًا من المشهد السياسى والاجتماعى فى البلاد.
من المهم أيضًا احترام كرامة سوريا المستقبلية، وعدم تشجيع أى دولة على احتلال سوريا أو أجزاء منها وتحويلها إلى مستعمرة لدولة أخرى.
وأوضح أن ما حدث فى سوريا ليس انتصارًا لروسيا، بل يمكن اعتباره نوعًا من الهزيمة، ومع ذلك، أؤكد أن الغرب يكذب عندما يتحدث عن الهزيمة الكبرى لروسيا فى سوريا، ويعتبر الادعاءات غير صحيحة، مشيرا إلى أنه فى الواقع، الهزيمة كانت لإيران، التى كانت متدخلة بشكل كبير فى الشأن السياسى السوري.
وأشار إلى أن بشار الأسد أثر سلبًا على العلاقات السورية مع روسيا، حيث كان هناك انتشار للقوات الروسية فى سوريا فى تلك الفترة، وكانت روسيا قد ساعدت نظام الأسد فى البقاء. ويستشهد بمثال واضح وهو المظاهرات التى كانت تجوب شوارع سوريا فى ٢٠١٥ و٢٠١٦ و٢٠١٧، حيث لم يلتزم بشار الأسد بتنفيذ أى من الاقتراحات الروسية.
وأضاف أن المشهد تغير بشكل كبير عندما تمت إزالة الأعلام الروسية من الساحات السورية فى ٢٠٢١ و٢٠٢٢ و٢٠٢٣ و٢٠٢٤، وهو ما يعكس رفض بشار الأسد تنفيذ الاقتراحات الروسية، وهو ما أدى فى النهاية إلى سقوطه.
سيرجي ماركوف المستشار السابق للرئيس الروسي بوتين مستقبل لا يبدو أخضر
أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسى وعضو فى اللجنة الروسية للشؤون الدولية، جيفورج ميرزايان، يرى أن مستقبل سوريا يبدو مظلمًا وفقًا للعديد من السياسيين والباحثين الروس، حيث يصعب تصور كيف يمكن لمجموعات متطرفة أن تحكم سوريا كدولة واحدة موحدة. ويشير إلى أن هذه المجموعات قد تقسم سوريا إلى عدة مناطق متنازعة، أو حتى إلى مدن متصارعة على غرار ما يحدث فى ليبيا. فى هذه الحالة، قد تتحول سوريا إلى مستعمرة غير مستقرة، تُستغل لصراعات دولية.
ويتوقع ميرزايان أن تندلع حرب داخلية فى سوريا بين قطاعات مختلفة، وأن تتحول الصراعات إلى حرب طائفية، مما يجعل سوريا بمثابة مستعمرة يسعى كل طرف فيها لتحقيق مصالحه الخاصة. على الرغم من طرد الجولانى لإيران من سوريا، إلا أن التدخل التركى والقطرى ما زال مستمرًا.
ويعتبر أن سوريا ستظل ساحة صراع مستمر، حيث قد تُجرى مناقشات ومفاوضات بشأن الوضع السوري، لكن الوضع سيظل غامضًا. وفى حال تمكنت الإدارة الحالية من القضاء على ميليشيات داعش، فقد يكون ذلك هو المكسب الوحيد للعالم بأسره.
وأضاف ميرزايان أنه لا يعتقد أن سوريا الجديدة ستشهد مشاركة حقيقية ومساواة بين المجموعات المختلفة فيها، حتى إذا أعلنوا عن نواياهم لتحقيق ذلك. ويشدد على أن القتل المستمر للمسيحيين فى سوريا هو نتيجة تصرفات الإرهابيين والمتطرفين، الذين سيستمرون فى تنفيذ مخططاتهم المتطرفة، ما يعكس طابعهم الإرهابى الواضح.
تركيا ترى نفسها الفائز الأكبر فى الحرب الأهلية السورية، أو هكذا تعتقد، لكن الواقع مختلف، وفقًا لما ذكره جيفورج ميرزايان. وأوضح أن تركيا لم تعد قادرة على تحقيق المزيد من المكاسب أو التصرف بحرية فى سوريا، لأن هيئة تحرير الشام كانت تحتاجها فقط فى مراحل معينة، مثل سيطرتها على إدلب عندما كانت بحاجة إلى المال والدعم العسكري. أما الآن، فلم تعد تركيا تشكل أهمية كبرى للهيئة، التى تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة وتحويل سوريا إلى مستعمرة تحت سيطرتها.
أما عن المصالح التركية، فقد أشار ميرزايان إلى أن أنقرة لا تزال تطمح إلى تحقيق نفوذ فى سوريا، لكنها بحاجة إلى تعزيز وجودها العسكرى فى دمشق لتتمكن من فرض سيطرتها، وهو أمر لن يكون سهلًا فى ظل إصرار هيئة تحرير الشام على الاحتفاظ بسلطتها فى المنطقة.
وعن التواجد الروسى فى سوريا، أكد ميرزايان أن ما حدث يمثل هزيمة لروسيا، حيث أن سقوط بشار الأسد يُعد ضربة كبيرة لموسكو، رغم أن هذه الهزيمة أقل حدة من هزيمة إيران. وأضاف أن أعداء روسيا أصبحوا اليوم فى السلطة، مما يعنى أن النفوذ الروسى فى سوريا قد تراجع بشكل كبير.
فيما يتعلق بالمكاسب الإسرائيلية، أشار ميرزايان إلى أن إسرائيل استفادت من التغيرات فى سوريا، حتى وإن لم تكن هى من رسم خريطة التغيير أو أطاح بالنظام السوري. فقد انعكس هذا التغيير إيجابيًا على استراتيجيتها الإقليمية، إذ ركزت تل أبيب على تقليص النفوذ الإيراني، باعتبار أن إيران كانت الداعم الأساسى لحزب الله وحماس. كما قدمت إسرائيل دعمًا لبعض الجماعات المعارضة للنظام السوري، ما ساهم فى إضعاف خصومها الإقليميين.
جيفورج ميرزايان أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسى التنظيمات الراديكالية
يؤكد السياسى السورى عبد الرحمن ربوع أن وصول التنظيمات الإسلاموية الراديكالية إلى السلطة فى سوريا ديسمبر ٢٠٢٤ كان نتيجة حتمية للمرحلة التى مرت بها البلاد، فقد شهدت هذه الفترة عسكرة الصراع، وتفوق المجموعات الجهادية على حساب القوى الثورية والجيش الحر، بالإضافة إلى تأثيرات داخلية وخارجية ساهمت فى تشكيل هذا الواقع.
وقال، لم يكن تولى هيئة تحرير الشام الحكم فى دمشق أمرًا متوقعًا، كما أنه لم يكن الخيار الذى طمح إليه السوريون بعد أربعة عشر عامًا من الثورة وستين عامًا من الحكم الاستبدادي. ومع ذلك، يرى كثير من السوريين أن قيادة الهيئة للمرحلة الحالية قد تكون مفيدة للتخلص من أعباء الماضى وبدء صفحة جديدة فى تاريخ سوريا.
ويعتقد ربوع، أن هذه المرحلة لن تدوم طويلًا، بل ستشهد موجات جديدة من التغيير، تمهّد لعودة سوريا إلى وضعها الطبيعى كـدولة مدنية حديثة، بعيدة عن العسكرة والتطرف، قائمة على أسس قانونية ودستورية تقطع مع الاستبداد والتشدد بجميع أشكاله.
ويشير ربوع إلى أن السلطة الحالية فى دمشق قد أثبتت، خلال حكمها لإدلب، أنها تتخذ موقفًا معاديًا تمامًا لتنظيم داعش وغيره من الجماعات المتشددة مثل حراس الدين، جند الأقصى، وحزب التحرير.
وخلال السنوات التسع الماضية، تعاون زعيم الهيئة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) مع المجتمع الدولى فى مكافحة الإرهاب، حيث نسّق مع روسيا لإبعاد المقاتلين الشيشان والداغستانيين عن جبهات القتال، وتعاون مع الولايات المتحدة وتركيا لمنع نشاط داعش داخل إدلب، وسمح بعمليات تصفية وتحجيم قادة التنظيمات المتطرفة عبر التحالف الدولي، وهو ما تم تحت تنسيق مباشر مع هيئة تحرير الشام.
ويوضح ربوع أن الإدارة الحالية فى دمشق ليست ديمقراطية، بل لديها مشروعها السياسى الخاص، الذى لا يختلف كثيرًا عن مشاريع الإسلام السياسى الأخرى. وهى نفسها لا تخفى ذلك، إذ أعلنت منذ اليوم الأول رفضها لأى شراكة فى الحكم خلال هذه المرحلة، مركّزة جهودها على، إعادة إعمار الدولة وبناء هياكلها الإدارية والخدمية، القضاء على إرث الفساد والاستبداد الذى تركه النظام السابق، التخلص من النزعة الطائفية وإرساء حكم مركزى قوي.
وتبنّت الإدارة الجديدة"شرعية المتغلب"، معتبرة أن السلطة وهبها الله لهم، ولا يمكن لأحد أن ينزعها منهم سوى الله. ومع ذلك، استجابت لاحقًا لبعض الضغوط الدولية، معلنة عن الحوار الوطني، وفتحت قنوات تواصل مع الوفود الدولية التى زارت دمشق.
أكد ربوع أن إسرائيل كانت آخر من دافع عن بقاء بشار الأسد، حيث وفّرت له الحماية حتى اللحظات الأخيرة. ويضيف أن هذا ليس مجرد تحليل، بل تصريحات رسمية أدلى بها قادة إسرائيل، سواء فى الحكومة أو المعارضة.
فقد كان الأسد الضامن الأكبر لأمن إسرائيل من جهة سوريا، ومنع أى تهديد مباشر لها. كما لعب دورًا رئيسيًا فى شق الصف العربى وإضعاف الموقف تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان يدّعى المقاومة ومعاداة إسرائيل، لكنه فى الواقع حافظ على حدودها آمنة طوال عقود، ولم يسمح بإطلاق رصاصة واحدة باتجاهها.
الوجود الروسىأوضح دميترى إيغورتشينكوف، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية فى جامعة الصداقة الروسية، أنه يتفق مع ميرزايان بشأن مستقبل الوجود الروسى فى سوريا، مشيرًا إلى أن معايير هذا الوجود العسكرى قد تتغير بعد تغيير النظام، وذلك فى إطار مفاوضات مستقبلية. وأضاف أن القواعد الروسية لا تزال قائمة حاليًا، ويمكن أن تستخدم كمراكز للمساعدات الإنسانية، إلا أن المشهد الأمنى لا يزال معقدًا، حيث تسعى الأطراف الجديدة المتنافسة فى سوريا لتحقيق مكاسب سياسية دون تحمل تبعات ذلك، مما قد يؤدى إلى حالة من عدم الاستقرار والمواجهات بين القوى الصاعدة والأقليات الدينية، وكذلك بين الفصائل التى عززت نفوذها فى سوريا والقوى الإقليمية المتصارعة. وأشار إيغورتشينكوف إلى إمكانية أن تلعب روسيا دور الوسيط فى تحقيق تسوية سياسية شاملة، إلا أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال بسبب غياب سلطة سيادية حقيقية داخل البلاد. فالأراضى السورية تشهد تدخلات عسكرية غير مسبوقة من قبل قوى أجنبية تسعى لاستغلال مواردها إلى أقصى حد ممكن. وأكد أن روسيا كانت ولا تزال ترى أن مستقبل سوريا يجب أن يُحدد عبر حوار داخلى شامل يضم جميع الأطراف، إلا أن الإدارة السابقة فشلت فى تلبية تطلعات الشعب السوري، ما دفع القوى الإقليمية إلى التدخل وتحمل هذه المسؤولية، بالإضافة إلى الاستيلاء على أراضٍ سورية ذات سيادة. أما عن الدور التركي، فقد أشار إيغورتشينكوف إلى أن أنقرة تبدى رغبة فى تحقيق استقرار الوضع فى سوريا، حيث أثار وزير الخارجية التركى هاكان فيدان خلال لقائه مع المفوض الأوروبى لبيب مسألة رفع العقوبات عن سوريا. وأضاف أن استعادة سوريا يمكن أن تصبح مشروعًا طموحًا للقوى الإقليمية الكبرى، خاصة فى ظل التحولات الجيوسياسية العالمية، حيث بات توازن القوى عاملًا رئيسيًا فى تحديد مسار وشروط التسوية السياسية فى سوريا. دميترى إيغورتشينكوف
دميترى إيغورتشينكوف دميترى إيغورتشينكوف، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية فى جامعة الصداقة الروسيةالقاهرة
أما وجهة النظر المصرية فيسيطر عليها القلق على مستقبل سوريا، ويقول اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجى المصري، إن القاهرة تتابع بقلق تطورات المشهد السوري، نظرًا للعلاقات التاريخية والمكانة الخاصة التى تحظى بها سوريا لدى المصريين، مشيرا إلى أن الجيش السورى تعرض للتدمير الكامل، ولم يعد له وجود، مما يمهد لمحاولات تشكيل جيش جديد فى المرحلة المقبلة.
وأوضح، أن الحكومة السورية ستعتمد على بعض الفصائل المعارضة لإنشاء ما يُعرف بـ"الحرس الثورى السوري"، والذى من المتوقع أن يكون الجيش الجديد للبلاد. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة كانت وراء المخطط لإسقاط نظام بشار الأسد، وكانت الداعم الرئيسى لظهور أحمد الشرع، المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، واستخدامه لتحقيق أهدافها. وأضاف أن هيئة تحرير الشام بسطت سيطرتها على سوريا بموافقة تركية.
وشكّك فى الذريعة الأمريكية لمكافحة الإرهاب، معتبرًا أن الهدف الحقيقى للوجود الأمريكى فى سوريا هو الاحتلال، إذ أن القوات الأمريكية متواجدة هناك منذ ١٠ سنوات دون تحقيق نجاح يذكر فى محاربة الإرهاب.
وأشار فرج إلى أن تركيا تسعى للهيمنة على سوريا لعدة أسباب، أبرزها: منع الأكراد من تحقيق حكم ذاتى أو إقامة دولة كردية تمتد إلى تركيا، ما يشكل تهديدًا لوحدة أراضيها، الحصول على دور رئيسى فى إعادة إعمار سوريا، حيث يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لإشراك الشركات التركية فى مشاريع التمويل الغربى لإعادة الإعمار، إعادة ترسيم الحدود البحرية مع سوريا لضمان حصول تركيا على حصة من موارد الغاز فى البحر المتوسط. واعتبر فرج أن الإدارة السورية الحالية لا تتبنى نهجًا ديمقراطيًا، متوقعًا تهميش العديد من المكونات السورية. كما حذر من أن الدستور القادم قد يكون مستندًا إلى أفكار جماعة الإخوان المسلمين، مما يمهد لإقامة نظام إسلامى متطرف فى سوريا.
وختم بالإشارة إلى واقعة طلب أبو محمد الجولانى من إحدى الإعلاميات تغطية رأسها خلال مقابلة صحفية، معتبرًا ذلك دليلًا على التوجه الإسلامى المتشدد الذى قد يسود البلاد مستقبلًا.
اللواء دكتور سمير فرجإسرائيل وتركيا
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومؤسسة ومديرة وحدة الدراسات الروسية، تؤكد أن المستفيدين الرئيسيين مما جرى فى سوريا هما إسرائيل وتركيا، حيث لعب الطرفان دورًا محوريًا فى الأحداث التى شهدتها البلاد.
وترى أن الدور التركى كان حاسمًا، بينما كان لإسرائيل تأثير رئيسى من خلال إضعاف إيران، مما ساهم بشكل غير مباشر فى إسقاط نظام بشار الأسد. فلو كانت إيران وحزب الله بكامل قوتهما، لكانت المعادلة مختلفة تمامًا.
وأوضحت أن روسيا تكبدت خسائر بسبب الوضع فى سوريا، لكنها لم تخسر بشكل كامل، إذ إن العلاقات الدولية لم تعد تُدار بمنطق المكسب أو الخسارة المطلقة. رغم أن سقوط النظام السورى كان سيعنى تراجعًا كبيرًا لنفوذ موسكو فى المنطقة، فإن روسيا لم تكن تدافع عن النظام السورى كشخص، بل عن مصالحها الإستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بوجودها فى قاعدة حميميم وطرطوس. وطالما أن موسكو ما زالت تحتفظ بوجودها فى هاتين القاعدتين، فإنها لا يمكن اعتبارها خاسرة بنسبة ١٠٠٪.
وتطرقت إلى السيناريوهات المحتملة لمستقبل سوريا، مشيرة إلى أن هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية، يصعب تحديد أيها سيتحقق:
الأفغاني: حيث تسيطر الإدارة الحالية على الحكم بنظام دينى اقتصادى ديكتاتوري، وتقصى القوى السياسية والعلمانية الأخرى، مما يؤدى إلى هيمنة كاملة على الدولة السورية.
التونسي: حيث تبقى الإدارة الحالية لفترة، لكن بوجود قوى سياسية وعلمانية، إلى جانب الأكراد، ما قد يمهد لاستعادة الدولة السورية لطابعها المدنى أو العلمانى بعد فترة من الحكم الإسلامي.
العراقي: حيث تعود سوريا إلى حالة من الفوضى والصراع المسلح، سواء بين الجماعات المسلحة المختلفة أو بسبب تفرد القيادة الحالية بالسلطة، مما قد يؤدى إلى مواجهات عنيفة داخل إدلب، وربما على نطاق أوسع.
وترى الشيخ أن المشهد السورى لا يزال غير واضح، وأن المرحلة المقبلة ستحمل العديد من التغيرات التى ستحدد مسار البلاد.
نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة التنظيمات الإرهابيةيرى حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أنه لا مستقبل للتنظيمات الإرهابية فى سوريا، نظرًا لعدم إيمانها بالدولة الوطنية أو بوحدة الداخل السوري. فهذه التنظيمات، المدعومة من قوى إقليمية ودولية، تعمل على تفتيت البلاد وفق أجندات خاصة، مما يجعل وجودها يشكل تهديدًا خطيرًا على مستقبل سوريا.
كما أن أيديولوجيتها القائمة على التفكك وعدم الوحدة تعيق بناء دولة سورية جديدة، فضلًا عن عدم رغبتها فى مواجهة التنظيمات الأكثر تطرفًا، فى ظل وجود أكثر من ٥٩ فصيلًا عسكريًا مسلحًا داخل سوريا، يحمل كل منها أفكارًا وأيديولوجيات مختلفة.
وأشار فارس إلى ضرورة قيام الإدارة السورية الجديدة بتشكيل لجنة دستورية تكون مهمتها تعزيز قيم المواطنة، وضم جميع الفصائل والمكونات السياسية والأقليات لضمان مشاركتها فى مستقبل البلاد. وحذّر من أن عدم اتخاذ هذه الخطوة قد يهدد وحدة سوريا بشكل خطير.
وأضاف أن سقوط نظام بشار الأسد منح الولايات المتحدة فرصة لإعادة توسيع وجودها العسكرى فى سوريا، بعد أن كانت قد قلصته لصالح روسيا وإيران. إلا أن الإدارة الأمريكية استغلت هذا التغيير، وأصبحت تعمل على إنشاء قواعد عسكرية جديدة، مثل تلك التى أقيمت فى عين العرب (كوباني)، فى محاولة لتقليص النفوذ الروسى والصينى والإيراني. وبذلك، تحولت سوريا إلى ساحة صراع حقيقى بين القوى الدولية، التى تسعى إلى فرض أجنداتها عبر وكلائها داخل البلاد.
الدكتور حامد فارس استاذ العلاقات الدولية دمشق تعلقيرى الباحث السورى حسام طالب أن الحديث عن الديمقراطية فى سوريا غير ممكن فى ظل الوضع الراهن، حيث تعيش البلاد حالة انهيار شامل. منذ سقوط النظام، شهدت سوريا فوضى أمنية، مما يجعل من المبكر الحديث عن دولة ديمقراطية.
حاليًا، توجد حكومة مؤقتة تدير الشأن السوري، لكنها لا تُصنَّف كحكومة ديمقراطية، نظرًا لعدم الوصول بعد إلى مؤتمر وطنى موسع، دستور جديد، أو انتخابات. وعندما يتم تحقيق هذه العناصر، يمكن حينها الحديث عن حكومة ديمقراطية حقيقية. وحتى ذلك الحين، فإن الحكومة الحالية تمثل مرحلة انتقالية ضرورية لإدارة البلاد، على أن تكون جزءًا من التحضيرات لمستقبل سياسى أكثر استقرارًا.
وأضاف أن الحكومة المؤقتة اضطرت لأن تكون من لون واحد بعد سقوط النظام، بهدف إدارة الوضع السوري. ومع ذلك، هناك مشاورات مستمرة بين الإدارة السورية الجديدة وجميع مكونات الشعب السوري، برعاية دول عربية ودولية، للوصول إلى مؤتمر وطنى شامل. وقد زار المبعوث الأممى جير بيدرسون سوريا مؤخرًا لمناقشة هذا المؤتمر، حيث من المتوقع أن تلعب الأمم المتحدة دورًا محوريًا فى تنظيمه.
وأكد حسام طالب أن إسرائيل استغلت حالة الفراغ التى أعقبت سقوط النظام السوري، حيث انهار الجيش السورى خلال ساعات، ما سمح لها بالتوسع داخل سوريا، لا سيما فى القنيطرة، جبل الشيخ، وجبال الحرمون، بالإضافة إلى بعض القرى الاستراتيجية. واليوم، تعمل الإدارة السورية الجديدة، بدعم من الدول الصديقة والأمم المتحدة، على إقناع إسرائيل بالانسحاب من هذه المناطق. كما أشار السيد أحمد الشرع إلى استعداد سوريا لاستقبال قوات الأندوف الدولية، ما يعكس التزام سوريا بـ اتفاقية ١٩٧٤ وضبط حدودها، لضمان عدم تحولها إلى مصدر تهديد لدول الجوار.
وحول التدخلات التركية، أوضح طالب أن تركيا دعمت المعارضة السورية على مدار ١٤ عامًا، لكنها لا تملك سيطرة كاملة على سوريا اليوم. ومع ذلك، تتمتع بعلاقة قوية واستراتيجية مع الإدارة السورية الجديدة، حيث يوجد اتفاق مشترك لمكافحة محاولات التقسيم وأى تهديدات تمس أمن البلدين.
وأشار إلى أن الإدارة السورية الجديدة قد انفتحت على الدول العربية، مما ساهم فى تعزيز الحضور العربى داخل سوريا، وهو ما يحد من النفوذ التركي، سواءً كان ذلك عبر الوصاية أو التدخل المباشر.
وحول خطر الصراعات الداخلية، أكد طالب أن الخطر لم ينتهِ تمامًا، لكنه ليس بالحجم الذى يتم تصويره. وأشار إلى أن معظم الفصائل المسلحة أبدت رغبتها فى الانضمام إلى الجيش السورى الموحد، المزمع تشكيله قريبًا.
كما تجرى مشاورات مستمرة مع وزير الدفاع السورى الحالى مرهف أبو نصرة، وقد كانت الاجتماعات مع قادة الفصائل إيجابية، حيث تم التأكيد على ضرورة توحيد جميع الفصائل تحت كيان عسكرى واحد، يحفظ وحدة وسيادة سوريا ويدافع عن أراضيها.
حسام طالب باحث سياسي سوري التنظيمات الراديكالية
يؤكد السياسى السورى عبد الرحمن ربوع أن وصول التنظيمات الإسلاموية الراديكالية إلى السلطة فى سوريا ديسمبر ٢٠٢٤ كان نتيجة حتمية للمرحلة التى مرت بها البلاد، فقد شهدت هذه الفترة عسكرة الصراع، وتفوق المجموعات الجهادية على حساب القوى الثورية والجيش الحر، بالإضافة إلى تأثيرات داخلية وخارجية ساهمت فى تشكيل هذا الواقع.
وقال، لم يكن تولى هيئة تحرير الشام الحكم فى دمشق أمرًا متوقعًا، كما أنه لم يكن الخيار الذى طمح إليه السوريون بعد أربعة عشر عامًا من الثورة وستين عامًا من الحكم الاستبدادي. ومع ذلك، يرى كثير من السوريين أن قيادة الهيئة للمرحلة الحالية قد تكون مفيدة للتخلص من أعباء الماضى وبدء صفحة جديدة فى تاريخ سوريا.
ويعتقد ربوع، أن هذه المرحلة لن تدوم طويلًا، بل ستشهد موجات جديدة من التغيير، تمهّد لعودة سوريا إلى وضعها الطبيعى كـدولة مدنية حديثة، بعيدة عن العسكرة والتطرف، قائمة على أسس قانونية ودستورية تقطع مع الاستبداد والتشدد بجميع أشكاله.
ويشير ربوع إلى أن السلطة الحالية فى دمشق قد أثبتت، خلال حكمها لإدلب، أنها تتخذ موقفًا معاديًا تمامًا لتنظيم داعش وغيره من الجماعات المتشددة مثل حراس الدين، جند الأقصى، وحزب التحرير.
وخلال السنوات التسع الماضية، تعاون زعيم الهيئة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) مع المجتمع الدولى فى مكافحة الإرهاب، حيث نسّق مع روسيا لإبعاد المقاتلين الشيشان والداغستانيين عن جبهات القتال، وتعاون مع الولايات المتحدة وتركيا لمنع نشاط داعش داخل إدلب، وسمح بعمليات تصفية وتحجيم قادة التنظيمات المتطرفة عبر التحالف الدولي، وهو ما تم تحت تنسيق مباشر مع هيئة تحرير الشام.
ويوضح ربوع أن الإدارة الحالية فى دمشق ليست ديمقراطية، بل لديها مشروعها السياسى الخاص، الذى لا يختلف كثيرًا عن مشاريع الإسلام السياسى الأخرى. وهى نفسها لا تخفى ذلك، إذ أعلنت منذ اليوم الأول رفضها لأى شراكة فى الحكم خلال هذه المرحلة، مركّزة جهودها على، إعادة إعمار الدولة وبناء هياكلها الإدارية والخدمية، القضاء على إرث الفساد والاستبداد الذى تركه النظام السابق، التخلص من النزعة الطائفية وإرساء حكم مركزى قوي.
وتبنّت الإدارة الجديدة"شرعية المتغلب"، معتبرة أن السلطة وهبها الله لهم، ولا يمكن لأحد أن ينزعها منهم سوى الله. ومع ذلك، استجابت لاحقًا لبعض الضغوط الدولية، معلنة عن الحوار الوطني، وفتحت قنوات تواصل مع الوفود الدولية التى زارت دمشق.
أكد ربوع أن إسرائيل كانت آخر من دافع عن بقاء بشار الأسد، حيث وفّرت له الحماية حتى اللحظات الأخيرة. ويضيف أن هذا ليس مجرد تحليل، بل تصريحات رسمية أدلى بها قادة إسرائيل، سواء فى الحكومة أو المعارضة.
فقد كان الأسد الضامن الأكبر لأمن إسرائيل من جهة سوريا، ومنع أى تهديد مباشر لها. كما لعب دورًا رئيسيًا فى شق الصف العربى وإضعاف الموقف تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان يدّعى المقاومة ومعاداة إسرائيل، لكنه فى الواقع حافظ على حدودها آمنة طوال عقود، ولم يسمح بإطلاق رصاصة واحدة باتجاهها.
الدكتور عبدالرحمن ربوع باحث سياسي سوري
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سقوط نظام بشار الأسد هيئة تحرير الشام النظام السوري أحمد الشرع الولايات المتحدة الإدارة السوریة الجدیدة الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام الإدارة الحالیة نظام بشار الأسد المجتمع الدولى من المتوقع أن بالإضافة إلى مستقبل سوریا إعادة إعمار سقوط النظام هذه المرحلة أشار إلى أن داخل سوریا أحمد الشرع أن الإدارة أن إسرائیل أن مستقبل سوریا إلى أن السلطة مستقبل ا أبو محمد وأوضح أن سوریا فى وأضاف أن فى سوریا عام ا من ا إلى أن لا یزال یمکن أن ما یعکس سوریا ا لا تزال طالب أن ومع ذلک تمام ا وهو ما إلا أن أن هذه لم یکن نظام ا
إقرأ أيضاً:
قنبلة سجين تتطاير شظاياها فوق عواصم الإقليم
من معزله القصيّ، فوق جزيرة إمرالي الصغيرة في أطراف بحر مرمرة، فجّر السجين الأشهر عبدالله أوجلان، قنبلةً من العيار الثقيل، سيكون لها تداعيات وارتدادات تتخطى الجغرافيا التركية لتطاول الإقليم.
وستُحدث شظاياها تبدلات في توازنات القوى الكردية في دول الانتشار، وتعيد ترتيب أولوياتها ومقارباتها، ومعها ستتغير مقاربات ورهانات قوى إقليمية ودولية، بالذات في الحواضن الأربعة لما بات يعرف بـ"المسألة الكردية".
من بين الزعامات الثلاثة التي توزعت عليها الحركة الكردية في المنطقة: طالباني، البارزاني، وأوجلان، يتميز الأخير، بزعامة كاريزمية، عابرة للحدود.
تأثيرات مؤسس حزب العمال الكردستاني قبل خمسة عقود، تضرب جذورًا عميقة في أوساط كردية سورية، وعراقية وإيرانية، فضلًا عن نفوذه الوازن في مغتربات الأكراد وشتاتهم.
ومن هنا يمكن التكهن، بأن الرسالة التي وجهها الرجل إلى حزبه، ستتردد أصداؤها في جنبات المكونات والكيانات الكردية في مختلف الأرجاء، وهذا ما يبعث على ارتياح البعض ويثير قلق البعض.
والرسالة بما تضمنته من أفكار، هي حصيلة مراجعات ممتدة وعميقة، أجراها الرجل في محبسه (1999 – حتى اليوم)، وقد تضمنت كتبٌ عدة أنجزها في سجنه، بعضًا من فصول هذه المراجعات، قرّبته من مفهوم "الأمة الديمقراطية"، وخففته من الخطاب القومي الحاد، بما يستبطن، أو يُشتق منه، مشاريع انفصالية، تحت مسميات عدة: الفدرالية، تقرير المصير، الإدارة الذاتية، وأحيانًا "اللامركزية الموسّعة".
إعلانعبدالله أوجلان، اليساري، الماركسي – اللينيني سابقًا، يدعو في رسالته، لا إلى وقف إطلاق النار، أو هدنة مؤقتة، كما سبق له أن فعل، بل إلى إسقاط السلاح ونبذ العنف، وإنهاء نهج "الكفاح المسلح" وأدواته، بل ويطالب بحل الحزب "PKK" (تأسس عام 1978)، ومواصلة العمل السياسي تحت مسميات متخففة من إرث ذلك الحزب. ذلكم تطور نوعي وعامل تغيير إستراتيجي "Game Changer"، سيكون له ما بعده.
القصة باختصارمع صعود حزب العدالة والتنمية إلى سدة السلطة في العام 2002، بدا أن صفحة جديدة في العلاقات التركية – الكردية الداخلية قد فُتحت. لم تعد "المسألة الكردية" مسيّجة بالتابوهات. أصبحت عنوانًا على بساط، تتفق بشأنه الآراء وتفترق. بخلاف ما كان عليه الحال من قبل.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، أذكر أنه في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1998، كنت في زيارة أولى لأنقرة، بدعوة من "خارجيتها"، وصادف أن التوقيع على اتفاق أضنة قد تم بعد وصولي بأيام قلائل.
وأثناء اجتماع مع وزير الخارجية التركية آنذاك، إسماعيل جيم، سألت مرافقتي من الخارجية ممازحًا: ما الموضوعات المحظور طرحها في لقاءاتي مع المسؤولين الأتراك، بالذات "الجنرالات" منهم؟ قالت أنصح بألا تسأل عن دور الجيش في السياسة، ولا عن المسألة الكردية، وهي النصيحة التي لم ألتزم بها على أية حال، بل حرصت على إثارة المسألتين، في كل لقاء أجريته خلال الأسبوعين اللذين استغرقتهما الزيارة.
بدا أن حزب العدالة والتنمية "AKP"، لديه فائض مشتركات مع أكراد بلاده، بما لا يقارن مع أسلافه، من علمانيين وقوميين وجنرالات، تعاقبوا على حكم البلاد لسنوات وعقود مديدة. وبدأنا نشهد سنوات انفراج رافقت سنوات صعود الحزب وامتلاء صناديق الاقتراع بالأصوات المؤيدة له.
إلى أن وصلنا إلى انتخابات يونيو/ حزيران عام 2015، التي لم يتمكن بنتيجتها الحزب من الفوز بعددٍ كافٍ من المقاعد لتشكيل حكومة جديدة، فتقرر إجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر/ تشرين الثاني من السنة ذاتها، وبالتحالف مع الحركة القومية التركية بزعامة دولت بهتشلي، المعروف بمواقفه المناهضة للحركة الكردية، ليبدأ بعدها فصل من المواجهة العنيفة في جنوب شرق الأناضول وديار بكر وجوارها، ولتعود العلاقات التركية – الكردية إلى سابق عهود الأزمة والتأزم.
إعلانلكن ذلك لم يمنع أكراد البلاد، من خوض غمار الانتخابات العامة، وتشكيل أحزاب سياسية، وتحقيق مكتسبات انتخابية، جعلت منهم في مراحل معينة "بيضة قبّان" وازنة. ولم تَحُل الاعتقالات والملاحقات لنوابهم ورؤساء بلدياتهم، دون استمرار حضورهم في الحياة السياسية، وإن كان على "حبل مشدود".
نقطة تحوّلفي الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أي قبل سقوط نظام الأسد بستة أسابيع، كان دولت بهتشلي أصدر نداءً اقترح فيه دعوة عبدالله أوجلان لمخاطبة البرلمان التركي، والإعلان عن وقف "الإرهاب" وحل حزبه.
يومها قُوبلت مبادرة زعيم الحركة القومية، بفيض من التساؤلات، لا سيما أنها تصدر عن واحدٍ من أكثر خصوم الحركة الكردية تشددًا، ما الذي يدور في الخفاء، وما هي أهداف المبادرة، ولماذا الآن، وهل هي منسّقة مع الشقيق الأكبر، حزب العدالة والتنمية والزعيم التركي رجب طيب أردوغان؟
لم تمضِ سوى 48 ساعة، حتى كان الإرهاب يضرب في أنقرة، مستهدفًا قلب الصناعة الدفاعية التركية، يومها ترددت الاتهامات بالسعي لإجهاض مبادرة بهتشلي، وقطع الطريق على المصالحة الوطنية، لتتجدد بعد ذلك العمليات الحربية التي طاولت جبال قنديل وأطراف العراق وسوريا.
لكن ما نفهمه من الرسالة القادمة من سجن إمرالي في السادس والعشرين من فبراير/ شباط الفائت، أو بالأحرى، ما نستنتجه من هذه الرسالة /القنبلة، أن قنوات التواصل بين الجانبين، لم تنقطع، برغم صخب المعارك وأصوات التفجيرات والغارات. وأحسب أن رسالة أوجلان، ليست سوى الجزء الظاهر من جبل جليد هذه الاتصالات و"التفاهمات"، أما جزؤُها الغاطس، فسيتكشّف في قادمات الأيام.
لم ينتظر المراقبون المتلهفون للتعرف على "استجابة" قيادة الحزب وقيادة قنديل لدعوة أوجلان طويلًا. الرد جاء سريعًا ومفصلًا، في بيان صادر عن اللجنة التنفيذية للحزب، عبّر من خلاله عن تأييده التام للمبادرة، مطالبًا سلطات أنقرة، بتسهيل انعقاد مؤتمر الحزب وبمشاركة "الأب الروحي" شخصيًا في أعماله، بعد إصدار ما يلزم من قرارات العفو والإفراج عن معتقلي الحزب وقياداته، وهذا يشمل معتقلي حزب الشعوب الديمقراطية، الذي يقبع زعيمه صلاح الدين ديمرطاش في السجن منذ عدة سنوات.
إعلاننحن إذن، أمام كرة بدأت بالتدحرج. ومن دون تهوين أو تهويل لحجم وصلابة العقبات والمعوّقات التي تحول دون إنجاز ملف "السلم الأهلي"، إلا أن جملة من البيئة الداخلية والجيوسياسية في تركيا ومحيطها، تدفع على الاعتقاد بأننا إزاء أكثر المحاولات جديّة لإغلاق ملف "المسألة الكردية" في تركيا، بكل ما قد يترتب من تداعيات على قضايا الكرد وأحوالهم في دول الجوار.
داخليًا؛ قال زعيم الحزب كلمته، واستجابت قيادته للنداء: إلقاء السلاح، إنهاء ظاهرة "الكفاح المسلح"، و"حل الحزب"، جملة التزامات من النوع غير القابلة للتراجع عنها إن حصلت "Irreversible"، والحزب استبدل غايات كفاحه التي تحمل معاني "الانفصال" و"الفدرالية" بمطالب الاندماج الكامل والمواطنة المتساوية، السلم الأهلي والمجتمع الديمقراطي. تلكم تطورات كفيلة بتبديد الخوف والقلق على سلامة الوحدة الترابية للبلاد، وسيادتها وسلامة نسيجها الاجتماعي.
في المقابل، تبدو الدولة التركية بحاجة لترتيب بيتها الداخلي، لمواجهة استحقاقات إقليمية تطل برأسها، وتحديدًا على حدودها الجنوبية، مع وجود "جيب كردي انفصالي"، لم يعد قادته يترددون في البوح باستعدادهم للتحالف مع "الشيطان/إسرائيل" إن هو مدّ لهم يد العون، وما قاله تلميحًا مظلوم عبدي (القائد العام لقوات قسد الكردية في سوريا)، سبق لإلهام أحمد (المسؤولة الحزبية الكردية في سوريا) أن قالته لـ"جيروزاليم بوست" تصريحًا.
أما حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 23 عامًا، فقد خرج من آخر انتخابات في مارس/ آذار الماضي، بفوز غير مؤزّر، فيما زعيمه و"الأب الروحي" له، يواجه استحقاق الخروج من المسرح السياسي في ختام آخر ولاياته الرئاسية، المصادر في أنقرة، تتحدث عن مصلحة للحزب في تجديد حضوره الشعبي وقواعده الانتخابية لمواجهة الاستحقاقات القادمة، وعن رغبة زعيمه في تعديل الدستور، لتمكينه من ولاية رئاسية إضافية.
إعلانأزيد من أربعين عامًا من العنف المسلح، أزهقت أرواح أكثر من 40 ألف تركي وكردي، وعشرات المليارات من الدولارات، خسائر مادية. لا الحزب الكردي نجح في تحقيق أهدافه، بل بدا أنه يخسر مزيدًا من الأرض والقواعد والشعبية مؤخرًا، لا سيما بعد رحيل نظام الأسد إلى ذمّة التاريخ، ولا الدولة التركية تخلصت من شبح "الإرهاب" الذي قضّ مضاجعها.
تركيا تقف اليوم على عتبات مرحلة جديدة، عنوانها السلم الأهلي، وترتيب البيت الداخلي، وسد ثغرات الداخل؛ استعدادًا لتحديات الخارج.
لا يعني ذلك للحظة واحدة، أن ليس ثمة متضررون من هذا المسار الجديد الذي بدأ يشق طريقه، وستبدي لنا قادمات الأيام فصولًا منه، لا نعرفها حتى اليوم.
هؤلاء لن يرفعوا الرايات البيضاء أمام قطار المصالحة، لكن يبدو أن قوة الزخم التي يتوفر عليها هذا المسار السياسي، ستكون كفيلة بإزالة هذه العقبات وتدوير الزوايا الحادة في مواقف وتوجهات المعارضين.
شظايا تتطايرأكثر المتضررين من هذه التطورات المتسارعة، هم فريق "قسد" من أكراد سوريا، وهو فريق مركزي على أية حال، ويعتبر العمود الفقري للحركة الكردية في شمال سوريا. هم لم يفقدوا حليفًا مشاركًا وموثوقًا في الميدان فحسب، بل هم الأقرب لنهج حزب العمال الكردستاني وتوجهات زعامته التاريخية.
سيتعين على "قسد" بذل المزيد من الجهد لتبرير استمرارها في حمل السلاح، والتمسك بشروطها للاندماج في الجيش السوري الجديد. سيتعين عليها التخلي عن أحلامها في "الفدرالية" و"الإدارة الذاتية الموسعة" والتي تشفّ عن طموحات انفصالية لا يحد منها سوى المصاعب التي تعترض ترجمتها.
سيتعين عليها التخلي عن نهج الاستقواء بالأجنبي، أميركيًا كان أم إسرائيليًا، تلكم رهانات خائبة، تبدو سوريا الجديدة، وتركيا ما بعد المصالحة، في وضع أفضل لإحباط مراميها وأهدافها.
بيان أوجلان الذي قالت "قسد" إنها ليست معنية به، رسم سقوفًا لطموحات كرد سوريا وتطلعاتهم، ووضع قيودًا على أدوات كفاحهم ومستقبل خياراتهم المسلحة. وشق طريقًا سيساعد "قسد" على الاندماج بالدولة السورية، والعمل على "السلم الأهلي والمجتمع الديمقراطي".
إعلانبخلاف ذلك، ستكون الحركة الكردية عرضة لمسلسل من الانشقاقات لا يتوقف، وستقوى شوكة الكرد من أنصار المدرسة البارزانية، القريبة من أنقرة والحليفة لحزبها الحاكم، إذ من المتوقع أن تختل التوازنات في إقليم كردستان العراق كذلك، في غير صالح السليمانية والطالبانية، وهي كانت بدأت الاختلال في ضوء انكماش الدور الإيراني إثر "الطوفان"، وتنامي دور تركيا بعد الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.
وأحسب أن إسرائيل هي ثاني أكبر الخاسرين من التطورات الأخيرة للمسألة الكردية في تركيا. لا لأنها تضع مشكلات كبرى في طريق ترجمة "حلف الأقليات" ودعوات نتنياهو – ساعر لحماية الأكراد فحسب، بل لأنها تجرد إسرائيل من ورقة يمكن أن تحركها ضد أنقرة، ما دام أن العلاقة بين البلدين، قد وضعت على سكة تصادم بعد أن كانت على سكة تعاون، كما يتّضح في التطورات المتلاحقة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
أما بالنسبة لإيران، فإن لرسالة أوجلان وقعًا مزدوجًا عليها، فمن جهة أولى، تخفف عنها عبء حركة كردية إيرانية، سياسية ومسلحة، أقل حضورًا من نظيراتها في دول الانتشار الكردي، وإن كانت تتسبب بصداع مزمن لطهران.
ومن جهة ثانية، فإن تقارير ما بعد انهيار نظام الأسد، كانت تتحدث عن رهان إيران على "قسد" لمقارعة النظام السوري الجديد، وهي تقارير لا يوجد ما يكفي من الأدلة على صدقيتها، سوى معلومات شحيحة، عن لقاءات في السليمانية جرت للبحث في هذا الموضوع.
واشنطن، الحاضر الأكبر في شمال شرق سوريا، استقبلت بيان أوجلان بترحيب رسمي، ذلك أن فكفكة العقد بين أنقرة وحزب العمال، مع ما قد تفضي من تراجع منسوب التوتر بين "قسد" و"أنقرة"، يمكن أن يسرع في تنفيذ مهمة سحب القوات الأميركية من تلك البقعة، وهي المهمة التي أخفق دونالد ترامب في إنجازها في ولايته الأولى، وربما يكون راغبًا في إنجازها في ولايته الثانية، وهو – أي ترامب – سبق أن أبدى ارتياحه لتنامي الدور التركي في سوريا، باعتبار أن ثمة "حليفًا موثوقًا" يمكن أن يتولى أمر سوريا، بخلاف إسرائيل، التي تخشى هذا الدور، لدرجة أنها بدأت تضغط للإبقاء على القواعد الروسية في سوريا، لعدم ترك الأخيرة نهبًا لنفوذ تركي متفرّد.
إعلانرسالة أوجلان، إن استجابت لها أنقرة، بصورة جذرية تلتقي مع جذريتها، فسترسم سقوفًا للحركات الكردية في الإقليم، لا يُنتظر معها، العودة للاستفتاء على مستقبل الإقليم في العراق، ولا بقاء "قسد" و"الإدارة الذاتية" خارج الدولة السورية، أو بموازاتها، ولن يكون ممكنًا بعدها، التفكير بأية ولادات من خارج رحم الدولة، لحركات انفصالية بدأت تطل برأسها الكريه من تحت مظلة "حلف الأقليات" بالزعامة والحماية الإسرائيليتين.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline