«الكنائس».. أجنحة لدعم مصادر المعرفة ونشر الفكر المستنير في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تشارك الكنائس المصرية «الأرثوذكسية، الإنجيلية، الكاثوليكية، والأسقفية» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته لهذا العام، خلال الفترة من 23 يناير حتى 5 فبراير، بمجموعة متنوعة من الإصدارات التى تغطى مجالات اللاهوت، والفكر، والتنمية المجتمعية، وكتب الأطفال والمهارات الشخصية، فى إطار دور الكنائس فى دعم مصادر المعرفة ونشر الفكر المستنير فى المجتمع وبناء الإنسان.
وأكد الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أن الهيئة القبطية الإنجيلية تحرص على المشاركة فى هذا الحدث الثقافى المهم من خلال دار الثقافة، بهدف تقديم إصدارات تسهم فى بناء الوعى المجتمعى، وتسليط الضوء على قضايا معاصرة، وإبراز الدور الفاعل للكنيسة فى التنمية، بما يتسق مع رؤية الدولة المصرية فى دعم مصادر المعرفة وبناء الإنسان.
«الكاثوليكية»: نشر الروح الوسطية فى المجتمع وقبول الآخر واحترام الحقوقوقال الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشيّة البطريركية للأقباط الكاثوليك، مسئول اللجنة الأسقفية للإعلام بالكنيسة الكاثوليكية بمصر، لـ«الوطن»، إن الكنيسة الكاثوليكية تحرص على المشاركة باستمرار فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يُعد فرصة جيدة من أجل بناء الإنسان وتشكيل الوعى بصفة عامة بما لا يقتصر على الجانب الروحى فقط وإنما يمتد ليشمل الجانب الاجتماعى والثقافى والنفسى، مشيراً إلى أن تأثير الكتاب يكون إيجابياً على الأشخاص ونشر الروح الوسطية فى المجتمع من قبول الآخر واحترام الحقوق، وكل ذلك من خلال دار لوغوس التابعة للكنيسة.
وتشارك دار النشر لوغوس، التابعة لبطريركية الأقباط الكاثوليك، للمرة السادسة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث توجد فى صالة 2 جناح C43، إذ تقوم فى جناحها بالعديد من الأنشطة المختلفة والخدمات بالإضافة لتقديم مجموعة منوعة من الكتب الروحية والاجتماعية.
«الأسقفية»: إصداراتنا قيّمة تسهم فى تعزيز المهارات القياديةومن جانبه أوضح محب نعيم، مدير قطاع الإعلام والثقافة بأبراشية الكنيسة الأسقفية، أن الكنيسة تؤمن بدورها المحورى فى نشر الفكر الوسطى وبناء الإنسان، وهو ما ينعكس فى رسالتها التعليمية والثقافية المستمرة من هذا المنطلق، وتواصل دار النشر الأسقفية جهودها فى تقديم إصدارات قيّمة تسهم فى تنمية الوعى وتعزيز المهارات القيادي
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المؤسسات الدينية تعزيز القيم الأخلاقية
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.