سواليف:
2025-03-06@14:30:47 GMT

ما بعرفن !

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

ما بعرفن !
شروق جعفر طومار

كنت في طريقي إلى البيت بعد يوم متعب برفقة ابني محمد الذي بدأ يدندن دون مناسبة كلمات أغنية “شفت البطل شفته” بمجرد ركوبنا السيارة، فهذه الأغنيات صارت أناشيد الصباح والمساء، ولأننا في مساء الخميس علقنا في زحمة سير زادت طول الطريق.

شبك محمد الهاتف على مسجل السيارة ودور الأغنية وبدأ يردد معها:
شفت البطل شفته
شفته اللي مش خايف
من طلته عرفته
وعملّي مش شايف

قال لي محمد: بحب هذه الأغنية، بتخليني أتخيل كيف المقاتلين بكونوا متخفيين لكن الناس بيعرفوهم إذا صادفوهم من هيئتهم.


سكت لحظة وقال: نفسي أصادف واحد منهم، بحسد الناس اللي عايشين معهم، نيال قرايبهم.

مقالات ذات صلة دمى الكلام 2025/02/03

قلت له: بتفكر قرايبهم بكونوا بالفعل عايشين معهم؟ همه غالبا بكونوا كالسراب، أهلهم وحبايبهم نادرا ما يشوفوهم، بصيروا يشوفوهم بالخيال أكتر من الواقع، وأحيانا بصحلهم يودعوهم لما يستشهدوا وأحيانا كتيرة ما بصحلهم.

لا أدري ما الذي ذكرني لحظتها بأغنية سناء موسى “طلت البارودة والسبع ما طل”..
قلت له أن يفتحها، فكان من الضروري أن أشرح له بعض المعاني فيها قبل أن نسمعها.

أخبرته أن الأغنية تحكي مشاعر حبيبة المقاتل الذي يخرج للقتال ثم لا يعود، بينما تعود بارودته وجعبته على فرسه بدونه.

هذه الحبيبة ربما تكون أمه أو زوجته أو خطيبته التي تقضي أيامها بانتظاره فيما يفصل بينها وبينه سلاسل ووديان، فهؤلاء المقاتلين يسكنون الأحراش والجبال، يخرجون للقتال في الطرق الوعرة، ثم يعودون لأكناف مواقع مجهولة قد تختلف في كل مرة، فلا يعرف أهلهم طريقهم.

دوّر محمد الأغنية، فبدأت سناء موسى بصوتها الشجي ترثي الحبيب وأخذت أنا هذه المرة أردد معها: ما بيني وبينك سلسلة ووادي وين رحت غادِ يا أعز أحبابي.. “، حتى خنقتني غصة لم أستطع معها مواصلة الغناء حين بدأت تقول “حمرا يا أصيلة وين رحتي فيه..” في إشارة إلى فرسه التي عادت حزينة بدونه.

حبست دموعي لكنني لم أتمكن من إخفاء رجفة صوتي فتوقفت عن الغناء..
علق محمد: الأغنية مؤثرة فعلا.

وصلنا بعد دقائق إلى نقطة كان يجب أن ينزل هو فيها للقاء أحد أصدقائه.
قلت له: عندما تعود سأحدثك أكثر عن قصص المقاتلين الخفيين وسوف نستمع معا لأغنية قديمة أحبها جدا اسمها “ما بعرفن”.
سألني: لمين الأغنية؟
أجبته: لمارسيل خليفة.
قال: آه مارسيل خليفة الي كنتي تغنيلي أغنيته تبعت الطيارة وأنا صغير عشان أنام.
قلتله: هو بذاته.

نزل محمد، وأخذت كلمات أغنية مارسيل “ما بعرفن” التي غناها قبل سنوات طويلة تحوم في رأسي، وهي تحكي قصة المقاتلين الذين لا يعرفهم أحد.

تذكرت الكثير من المقاتلين الذين ينطبق عليهم الوصف، وقلت في نفسي: سأحكي لمحمد عندما يعود عنهم، وسأحكي له أكثر عن محمد الضيف الذي قضى ما يزيد عن ٣٠ عاما مختفيا، يحل في كل مرة على بيت أو مغارة ضيفا مجهولا، لا يعرف الناس منه إلا ظله.

تذكرت أيضا حديث صديق خرج من غزة بعد أشهر من الحرب، حدثني حينها بأنه صادف ذات يوم في الطريق شخصا ملثم لديه عرجة في رجله، شعر بأنه الضيف بفدفعه الفضول إلى متابعته بنظره لكن الرجل اختفى فجأة في أحد الأزقة رغم أن الطريق في معظمه مكشوف للبصر.

لم أكن وفية في وعدي لمحمد ولم أتمكن من تأجيل سماع الأغنية لحين عودته، ففتحت الأغنية ورفعت الصوت، لتنفجر دموعي مع أول كلمات تخرج من السماعة.

وصلت البيت، وكعادتي فتحت التلفاز قبل أن أخلع معطفي، لأجد خبرا عاجلا بإعلان استشهاد محمد الضيف رسميا.

عندما عاد محمد إلى البيت بعد وقت قصير، لم يكن هناك حاجة لأحكي له القصص، فقد كانت القصة تحكي نفسها على الشاشة.

الكثير من الصور والسير تروي حكاية استشهاد الضيف ورفاقه، وتحكي كيف كانت حياتهم، وكيف صارت صورهم اليوم مكشوفة بعد أن كانوا لسنوات ظلالا، تماما كما تقول الأغنية:

ما بعرفن.. ما شايفن
لفوا وجوهن بالقهر
ما بعرفن.. ما شايفن
خبوا سلاحن في الوعر
خبوا أسامهين
ما في حدا بيشوفهن
إلا إذا ماتوا!

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

محمد رمضان يوجه رسالة لرامز جلال بعد المقارنة مع برنامجه

وجه الفنان محمد رمضان رسالة للجمهور بسبب المقارنات بين برنامجه “مدفع رمضان” وبرنامج “رامز أيلون مصر”.

وكتب محمد رمضان عبر “إنستجرام”: “الحمد لله مبسوط جدا بالنجاح وردود الفعل، واسمحولي أدافع عن الصديق وزميلي رامز جلال لأن المقارنة اللي حاصلة مع برنامجه ظالمة جدا له وحصلت بس لأن البرنامجين بيتعرضوا قي نفس الوقت على الفطار”.

وتابع: “دي مقارنة خاطئة لأن البرنامجين مختلفين تماما، برنامج مدفع رمضان بيفرح الناس وبرنامج رامز جلال بيضحك الناس”. 

واختتم: “النوعين مهمين جدا للمشاهد العربي والمصري والخليجي والشامي والمغربي، بحب رامز لأنه ضحكنا كتير ولسه هيضحكنا وبحب برامجه وطلعت معاه مرتين زمان”.

وأعرب الفنان محمد رمضان عن سعادته بإطلاق برنامجه الجديد "مدفع رمضان"، الذي يُعرض على قناة DMC، مؤكدًا أن البرنامج يمثل طريقة بسيطة لرد الجميل لجمهوره الذي دعمه طوال مسيرته.

وفي أولى حلقات البرنامج، قال رمضان: "اعتبروا البرنامج جزء بسيط من رد جميلكم عليا، وفيه فقرات كتير، وكل فقرة بحبها أكتر من التانية، والكل هيتبسط".

مدفع رمضان.. برنامج يجوب مصر لإسعاد الجمهور

وأكد رمضان أن برنامج "مدفع رمضان" تمت صناعته بمحبة كبيرة للشعب المصري، كاشفًا أنه عند تعاقده مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قال لهم: "أنا جاهز أروح كل شبر في مصر عشان نفرح الناس".

محمد رمضان يتألق في أحدث ظهور عبر إنستجراممش بعاكس والله.. موقف محرج لـ محمد رمضان بسبب فتاة في برنامج مدفع رمضان

مقالات مشابهة

  • الأردن: أسرة الطالب محمد الحميدي الذي أحرقه زملاؤه بالمدرسة توضح لـCNN آخر تطورات القضية
  • صلاح يكشف عن اللاعب الذي غير عقليته.. كيف أصبح قائدا في ليفربول؟
  • أسماء 8 من كبار قادة الحوثيين طالتهم عقوبات أمريكية جديدة.. تعرف عليهم والدور الذي يقومون به
  • محمد بن عيسى، الأب الروحي والملهم الذي علمني أن الثقافة رسالة ومسؤولية
  • الوحش الذي أرعب العالم: من هو محمد شريف الله الذي أعلن ترامب عن اعتقاله أمس
  • محمد رمضان يوجه رسالة لرامز جلال بعد المقارنة مع برنامجه
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • مدفع رمضان الحلقة 3: البرنامج الذي يتفوق على المسلسلات ويضج بالفرح والتفاعل الاجتماعي
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي