تعد قرى “غية” و “آل صميد” الواقعة شرق محافظة المجاردة شمال منطقة عسير، وتبعد 180 كيلومترًا عن مدينة أبها واحدة من أبرز المعالم التاريخية والطبيعية في المنطقة، وتتميز بمناظرها الخلابة وتضاريسها الفريدة، خاصةً صخورها السوداء التي تشكل جزءًا رئيسًا من هويتها الجغرافية والثقافية.

وتقع قرية “غيّة” في مركز خاط على قمة جبل تهوي من الجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة المجاردة، ويسكنها آل الصليحي من قبيلة آل صميد، الذين تقاسموا فيها مزن السماء والصخور السمراء والمسطحات الخضراء والمساكن البيضاء التي تتخللها المياه المنسابة من فوق الصخور وبين منابت الشجر ومدارج الإنسان لتصنع مشهدًا ربانيًّا يعكس لون الأرض وزرقة السماء، متدفقًا على صفحات الصخور المبهرة التي منحت إنسان المكان التحدي الممزوج بالإبداع.

وتميزت “غيّه” باعتدال أجوائها وإطلالتها البانورامية على محافظة المجاردة لارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 1700 متر، مما جعلها منطقة جاذبة لعشاق الطبيعة والحياة البرية، حيث تجتمع فيها أنواع الطيور البرية مثل الحمام البري والعيزاء وغيرها من الوبارة والأرانب كما أنها تتميز بتجمّع الطيور النادرة، وتعد مأوى للصقور بأنواعها المختلفة مما زاد أهميتها لدى عشاق الطبيعة.

أخبار قد تهمك الشيف “ليلى عسيري ” تروي قصة توارث عائلتها لطهي الأكلات الشعبية في ‎عسير منذ 80 عاما 30 أكتوبر 2024 - 12:59 مساءً وزارة السياحة تغلق 40 مرفق ضيافة سياحي مخالف في منطقة عسير 9 مايو 2024 - 4:47 مساءً

وتقع قرية غيّة وسط طبيعة خلابة وتضاريس جبلية متنوعة، فيكسوها طبقة من الأشجار المعمرة كالسدر والرقاع والإبراء والبن والحناء والتين الشوكي وشجر اللبان والمرّ، وتشتهر بالنباتات العشبية والأزهار التي يتربى عليها النحل، وينتج منها العسل بأنواعه المختلفة ذات الجودة العالية.

ولم تكن تلك الجبال عائقًا أمام الإنسان، بل استطاع أن يستوطنها فترة من الزمن، ويتربع على أعالي قممها، ليجعل منها قرى تنبض بالحياة، فالزائر لذلك المكان يلمس أروع المنجزات البشرية التي تمت بسواعد أبنائها في القدم والمتمثل في تكسير الصخور لبناء المساكن وتعبيد الطرق المؤدية لها وتوزيع مياه الأمطار إلى مساكنهم ومزارعهم واستغلال الشقوق بين الصخور لحفظ الأعلاف والحبوب والأدوات الزراعية وتخصيص مواقع لدفن موتاهم، وتشييد مشهد لإقامة صلاة العيدين ومسجد كانت تقام فيه الصلوات وصلاة الجمعة وكذلك ساحة شعبية يجتمعون فيها، وتقام عليها احتفالاتهم، حيث كانت الحياة اليومية للسكان في “غيّة” تعكس تناغمًا مع الطبيعة فكانوا يقضون أيامهم في زراعة المدرجات الزراعية وتربية المواشي من أغنام وأبقار، وينتجون بعض الفواكه الموسمية التي تتكيف مع طبيعة المناخ في ذلك المكان .

في جانب آخر، تتربع “رهوة آل صميد” في الجهة الشرقية من محافظة المجاردة، وتبعد عنها 20 كيلومترًا تقريبًا، ويصل إليها الزائر عبر طريق ترابي وعر يبدأ من الشارع العام في مركز خاط، ويعبر الجهة الشمالية الغربية للقرية، ولكنها تتميز بمناخ لطيف في فصل الصيف وبارد ممطر في فصل الشتاء، ويظللها جبل القرن عند الشروق وجبل تهوي عند الغروب، وتعد “الرهوة” من أجمل المتنزهات الطبيعية في المحافظة حيث حباها الله بتنوع التضاريس وجمال الطبيعة وانتشار المدرجات الزراعية ووفرة الموارد المائية والمساكن الحجرية البديعة المتناثرة بين أحضان الطبيعة ذات الأشجار الكثيفة كالسدر والأثب والرقاع، بالإضافة إلى النباتات والحشائش الطبيعية المتداخلة بين التشكيلات الصخرية العجيبة.

وتتميز بإطلالتها على ضواحي مدينة المجاردة وخاط، ويتطلع أهاليها إلى تعبيد الطرق المؤدي إليها وسفلتتها والعناية بها من الأمطار والسيول وتطوير المكان واستغلاله الاستغلال الأمثل في ظل توجهات القيادة الرشيدة لتفعيل الاستثمار في المجالات السياحية والنزل الريفية وإعادة الحراك الاجتماعي والاقتصادي لذلك المكان ليجد الزائر فيه المتعة والراحة.

وتقع تلك القرى على مرتفعات جبلية تتميز بالصخور السوداء الضخمة، التي شكلت مشهدًا مذهلًا يشد أنظار العابرين من حولها، مما جعلها ذات أهمية في جذب السياح الأجانب من مختلف بلدان العالم في ظل اهتمام قيادة المملكة بأن تكون عسير وجهة سياحية على مدار العام، وقد أبدع الإنسان في كيفية بناء منازله على الصخور الملساء، حيث تمكن من استخدام تقنيات قديمة تتناسب مع الطبيعة الجغرافية الوعرة، فكانت المنازل تُبنى بشكل متراص ومتماسك، مما يوفر للأهالي الحماية والاستقرار على مر السنين.

ليست غيّة وآل صميد مجرد قرى جبلية فحسب، بل هي إرث طبيعي وتاريخي يعكس قدرة الإنسان على التكيف مع البيئة واستغلال مواردها بحكمة، كما أن هذه القرى، التي وقفت شامخة فوق صخورها السوداء، تروي قصة حضارة عريقة تستحق أن تُحفظ وتُروى للأجيال القادمة.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: غية محافظة المجاردة منطقة عسير

إقرأ أيضاً:

الداعية الإسلامي: إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي المعروف، إن من أعظم النعم التي يمكن أن ينعم بها الإنسان هي نعمة الرضا.

وأشار  إلى أن الرضا عن الله ليس مجرد شعور داخلي بل هو منهج حياة يجب أن يسعى كل مسلم لتحقيقه. 

وأوضح الشيخ عبد المعز في حلقة اليوم الأحد من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، أن السبل التي توصلك إلى رضا الله هي الطريق الأمثل لتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة، مؤكداً أن نيل رضا الله هو غاية الإنسان التي يجب أن يسعى لتحقيقها بكل ما أوتي من قوة.

 غاية الإنسان الحقيقية

وأشار الشيخ رمضان عبد المعز إلى أن الإنسان إذا نال رضا الله فقد نال كل شيء في هذه الحياة، وإذا لم ينل رضاه فإنه في الحقيقة لم يحصل على شيء حقيقي. وأضاف أن غاية الإنسان الحقيقية هي أن يرضى الله عنه، وأن الله إذا رضي عن العبد يسر له أموره في الدنيا وأكرمه في الآخرة. واعتبر أن السعي لتحقيق رضا الله يجب أن يكون أولوية في حياة المسلم، لأنها هي الطريق إلى الفلاح والنجاح الحقيقي.

إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها

وأكد عبد المعز أنه لا ينبغي للإنسان أن يترك سعيه لإرضاء الله، حتى وإن لم يتمكن من إرضاء جميع الناس، مشيراً إلى أن إرضاء الله هو غاية يجب ألا تترك. وقال: "الرضا عن الله هو مفتاح كل خير"، مستشهدًا بآية من القرآن الكريم: "وَيُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا"، والتي توضح أن الحكمة، التي هي من أعظم نعم الله، تأتي بفضل رضا الله، وهي قمة الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.

الإنفاق في السراء والضراء.. أحد أعظم الأعمال التي تقربنا إلى الله

وتابع الشيخ رمضان عبد المعز بالحديث عن أحد الأعمال التي تقرب المسلم من رضا الله، وهي الإنفاق في سبيل الله، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة قال: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ"، لافتًا إلى أن هذه الآية تعلمنا أن الإنفاق، سواء في السراء أو الضراء، يعد من أعظم الأعمال التي تقربنا إلى الله وتجلب رضاه.

أسباب الحصول على رضا الله.. الإنفاق والجهاد في النفس

وأضاف الشيخ عبد المعز أن من أسباب الحصول على رضا الله هو الإنفاق من المال، سواء في السراء أو الضراء، سواء سرا أو علانية. وذكر أن الإنفاق هو عمل يحبّه الله ويكافئ عليه، مؤكدًا أنه في كل صلاة، يدعو المسلم الله قائلاً: "اللهم إني أسالك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار"، وهذه دعوة تعكس حرص المسلم على نيل رضا الله في جميع أموره.

كما أشار إلى أن السعي في رضا الله يتطلب جهادًا للنفس، ويجب على المسلم أن يبتعد عن الشح والبخل، مذكرًا بآية من سورة الحشر: "وَمَن يُوقِ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ"، التي تحث على السخاء والكرم باعتبارهما من أسباب الوصول إلى رضا الله.

البركة في مال المنفق

واختتم الشيخ رمضان عبد المعز حديثه بالإشارة إلى الحديث الصحيح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعط منفقًا خلفًا، اللهم أعط ممسكًا تلفًا". وهذا الحديث يدل على أن الله يبارك في مال المنفق، ويعوّضه بأفضل مما أنفق، وهو وعد من الله بزيادة البركة في المال والرزق لكل من يحرص على الإنفاق في سبيل الله.

مقالات مشابهة

  • حُكم الجغرافية: هل نحن أسرى المكان أم أبناء العولمة؟
  • وزير “عدل الحكومة الليبية” يبحث مع “الطبلقي” قضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان
  • مركبة يابانية تلتقط صورة لـ”المكان الأكثر عزلة على كوكبنا” خلال رحلتها إلى القمر
  • الداعية الإسلامي: إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها
  • الإبل في فياض غرب رفحاء.. لوحة جمالية تجمع الطبيعة والتراث
  • العُلا.. وجهة رياضية مثالية تجمع بين الطبيعة والمغامرة
  • “الوطنية لحقوق الإنسان” تطالب النائب العام بالتحقيق في اختطاف الشيخ إبراهيم القاضي
  • الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا: يجب ملاحقة قاتلي “السنوسي”
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا