كيان الاحتلال يترقب شهرًا حاسمًا: توترات متصاعدة في غزة ولبنان والضفة وسوريا واليمن
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
يمانيون../
نقل المعلق العسكري في موقع “والا” الصهيوني، أمير بوخبوط، عن مصادر داخل المؤسسة الأمنية أن الشهر القادم سيكون حساسًا بشكل خاص نظرًا لتزايد التوترات في أربع جبهات رئيسية، وهي: قطاع غزة، لبنان، الضفة الغربية، وسورية، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف من تهديدات قادمة من اليمن. وأشارت المصادر إلى أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة سيكون لها تأثير مباشر على السياسة العسكرية لكيان الاحتلال في مختلف المناطق، لا سيما في ظل تعثر المفاوضات بشأن تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية واستمرار التحديات الأمنية في الداخل والخارج.
قطاع غزة: مرحلة ثانية من المفاوضات مؤجلة واستعدادات عسكرية مكثفة
وفقًا للمصادر الصهيونية، كان من المفترض أن تنطلق المرحلة الثانية من المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى يوم الاثنين، إلا أن نتنياهو، الذي يزور الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي، قرر عدم إرسال فريق التفاوض إلى قطر حتى عودته. ويأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث تشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال يستعد لعدد من الخطوات العسكرية، من بينها إنشاء مواقع جديدة في “المنطقة العازلة” التي تفصل بين السياج الأمني وعمق الأراضي الفلسطينية، والتي تتراوح بين 700 و1000 متر، في محاولة لتشديد قبضته الأمنية على الحدود مع القطاع.
كما يعمل جيش الاحتلال على تعزيز خططه الدفاعية لحماية المستوطنات في النقب الغربي، عبر تكثيف النشاطات الهندسية، ونشر تعزيزات عسكرية إضافية على امتداد السياج الحدودي، في ظل استمرار التصعيد العسكري. بالتوازي، يجري الجيش استعدادات لسيناريوهات متعددة تخص “اليوم التالي” لأي اتفاق مستقبلي مع المقاومة، بما يشمل انسحاب قوات الاحتلال من بعض المناطق الفلسطينية وإعادة انتشارها على الحدود، أو انهيار المفاوضات والعودة إلى القتال المكثف.
لبنان: استعدادات للانسحاب وسط مخاوف من تحركات حزب الله
على الجبهة اللبنانية، كشف بوخبوط أن جيش الاحتلال يخطط لسحب قواته من جنوب لبنان في 18 فبراير 2025، على أن يتولى الجيش اللبناني المسؤولية عن المناطق الحدودية وينتشر في القرى الجنوبية. ورغم هذه الخطوة، فإن القلق داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية يتزايد بسبب استمرار إطلاق الطائرات المسيّرة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات تتم بقرار مباشر من قيادة حزب الله أو بمبادرات محلية من الوحدات الميدانية.
ورغم هذه المخاوف، فإن المصادر الأمنية الصهيونية تؤكد أنها راضية عن مستوى التنسيق القائم مع “آلية المراقبة الأميركية-اللبنانية”، حيث تعتقد أن الجيش اللبناني سيلتزم بالمهمة الموكلة إليه. ومع ذلك، تستعد قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال لسيناريوهات مختلفة، من بينها احتمال قيام حزب الله بتصعيد عسكري أو استغلال انسحاب قوات الاحتلال لتعزيز قدراته العسكرية في المنطقة.
الضفة الغربية: تصعيد أمني مع اقتراب شهر رمضان
في الضفة الغربية، تشهد مناطق جنين وطولكرم عمليات عسكرية مكثفة من قبل قوات الاحتلال، مع التركيز على بلدات وقرى تيسير وطمون وطوباس والفارعة ووادي الفارعة، حيث يؤكد الاحتلال أنه لا ينوي تقليص وجوده العسكري هناك إلا بعد القضاء على المقاتلين الفلسطينيين أو اعتقالهم.
بالتزامن مع هذه العمليات، نشر الاحتلال سبع سرايا إضافية لتعزيز حماية المستوطنات والطرق الرئيسية، في ظل تزايد المخاوف من تصاعد العمليات الفدائية مع اقتراب شهر رمضان، الذي يعتبر فترة أمنية حساسة. وتشير تقديرات أمنية صهيونية إلى أن قيادة حماس في الخارج، بدعم إيراني، قد تسعى لتوجيه ضربات داخل العمق الصهيوني وفي أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. كما يستعد جهاز الشاباك والجيش الصهيوني لاحتمال الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في الضفة، وسط مخاوف من أن يشكل هؤلاء المعتقلون عنصرًا إضافيًا في تصاعد العمليات ضد الاحتلال.
سورية: تعزيز المنطقة العازلة وتكثيف الإجراءات الأمنية
على الجبهة السورية، يواصل الاحتلال فرض سيطرته على “المنطقة العازلة” التي أنشأها داخل الأراضي السورية، بما يشمل منطقة جبل الشيخ. ويهدف الاحتلال من خلال هذا الوجود العسكري إلى منع اقتراب أي مجموعات مقاومة من الحدود. ورغم أن المؤسسة الأمنية الصهيونية تصف الوضع هناك بأنه “مستقر”، فإن العمل الهندسي ما زال مستمرًا لتدعيم البنية التحتية الدفاعية، مع نشر مزيد من المركبات الأمنية لتحصين الحدود.
الأردن: تعزيز القوات على الحدود لمنع التهريب والتصعيد الأمني
تزامنًا مع تصاعد التوترات في الضفة الغربية، أشار بوخبوط إلى أن جيش الاحتلال سيزيد من حجم قواته على الحدود مع الأردن، بالإضافة إلى كتيبة المشاة التي تحمي فنادق البحر الميت. وتشير التقديرات العسكرية إلى أن قيادة الفرقة الشرقية، بقيادة العميد أورن سيمحا، ستنشر كتائب احتياطية جديدة على الحدود لاحقًا هذا العام، بهدف تعزيز الحماية والتعامل مع عمليات تهريب الأسلحة، وسط مخاوف من تنفيذ عمليات فدائية من هذه الجبهة.
اليمن: استخبارات الاحتلال تعزز جهودها في جمع المعلومات تحسبًا لهجمات قادمة
في سياق متصل، كشف بوخبوط أن أجهزة الاستخبارات الصهيونية كثّفت عملياتها في اليمن ضد “أنصار الله” بهدف توسيع بنك الأهداف واستعدادًا لموجة جديدة من الهجمات. ووفقًا لمصادر أمنية صهيونية، فإن التقديرات تشير إلى أنه في حال عودة الاحتلال إلى القتال في قطاع غزة، فإن الهجمات الصاروخية والمسيرة القادمة من اليمن ستتجدد، مما يدفع كيان الاحتلال إلى الاستعداد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات الدفاعية والهجومية في المنطقة.
خلاصة
يبدو أن كيان الاحتلال مقبل على مرحلة حساسة قد تشهد تصعيدًا عسكريًا واسعًا على عدة جبهات، مع تزايد التهديدات القادمة من المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة، وتصاعد التوترات مع حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى استمرار التحديات الأمنية في سورية واليمن. وفي ظل هذا المشهد المتأزم، تبقى الخيارات أمام الاحتلال محدودة بين الاستمرار في التصعيد العسكري أو الدخول في مفاوضات قد تكون مكلفة سياسيًا وأمنيًا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الضفة الغربیة جیش الاحتلال على الحدود حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
تفاصيل خطط إسرائيل لبناء جدار بطول 425 كلم على حدود الأردن
#سواليف
تنوي إسرائيل بناء جدار في الأشهر القريبة المقبلة على طول حدودها مع الأردن، كما مع الضفة الغربية المحتلة “لمنع تهريب السلاح وتشجيع الإرهاب، وتعزيز الاستيطان”، بحسب بيان صدر عن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وفيه توقع أن ينتهي الجدار خلال 3 سنوات.
وكان كاتس قام، الاثنين، بجولة في الأغوار الفلسطينية، ذكر خلالها أنه أوعز “بدفع إقامة مستوطنات على طول مسار الجدار من أجل تعزيز سيطرتنا على المنطقة”. وقال إنه يرى علاقة مباشرة بين القضاء على المجموعات المسلحة في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية وبين إقامة الجدار الهادف إلى “إحباط محاولات إيران إقامة جبهة إرهاب شرقية ضد إسرائيل”، وفق البيان.
وقدم كاتس مسودة المشروع لرؤساء مجالس المستوطنات في الأغوار، وتبين منها أن تكلفته 5.2 مليار شيكل، أي مليار و500 مليون دولار، وسيمتد لمسافة 425 كلم، علما أن طول الحدود بين الأردن وإسرائيل 238 كلم، ممتدة من بحيرة طبريا حتى خليج العقبة، فيما طول الحدود الإسرائيلية مع الضفة الغربية 97 كلم.
مقالات ذات صلةوكان كاتس، دعا في 13 أغسطس الماضي إلى الإسراع ببناء الجدار، بزعم أن “وحدات الحرس الثوري الإيراني تتعاون مع حماس في لبنان لتهريب الأسلحة والأموال إلى الأردن، ومنها إلى الضفة الغربية”، فرد الأردن بمنشور كتبه وزير الخارجية أيمن الصفدي، في منصة “X” قال فيه: “لا الادعاءات المفبركة، ولا الأكاذيب الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين متطرفين، قادرة على إخفاء حقيقة أن عدوان إسرائيل على غزة، وخرقها القانون الدولي، واستباحتها حقوق الشعب الفلسطيني هي التهديد الأكبر لأمن المنطقة واستقرارها”.
والمشروع طرحته إسرائيل قبل 20 عاماً، ثم جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2018 الحديث عنه، بقوله ذلك العام: “لدينا حدود لم يجرِ التعامل معها بعد من حيث الجدار، وهي الحدود الشرقية، وسيتعين علينا إغلاقها أيضا. إذا لم نغلقها، فلن تكون هناك دولة يهودية”.
أما الجدار على الحدود مع الضفة الغربية، فيتطلب موافقة السلطة الفلسطينية بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة عن تلك المنطقة، برأي عدد من الخبراء القانونيين.