◄ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يسمح بالعودة إلى شمال القطاع

◄ مئات الآلاف عادوا الأسبوع الماضي

◄ لقاءات مفعمة بالمشاعر لالتئام شمل عائلات بعد غياب

 

غزة- رويترز

في لقاء مفعم بفيض من مشاعر الحب بين شقيقين توأمين، تجلت صورة لعودة الحياة من وسط الرماد بعد حرب طاحنة استمرت 15 شهرا في قطاع غزة، بعد أن سمحت إسرائيل بالحركة داخل القطاع في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

وحصد مقطع مصور لعناق اختلطت فيه السعادة بالدموع للتوأمين، وسط حشود العائدين إلى ديارهم قبل أسبوع من مخيمات النازحين، مشاهدات واسعة في جميع أنحاء العالم. كابد إبراهيم ومحمود آلام الفقد وأهوال الحرب التي ألقت بظلالها حتى على فرحة اللقاء.

وقال محمود، أحد التوأمين (30 عاما) متحدثا عن تجربتهما بعد أيام في مقطع مصور حصلت عليه رويترز "خلاص الروح رجعت للصدر، الروح رجعت للقلب.. مش مصدق إني لقيت أخوي".

وافترق التوأمان في منطقة جباليا شمال غزة في وقت مبكر من الصراع الذي بدأ بهجوم مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل التي تشير إحصاءاتها إلى أنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد نحو 250 أسيرًا إلى قطاع غزة.

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تسببت في استشهاد أكثر من 47 ألف شخص ودمرت أجزاء كبيرة من القطاع.

وفي وقت مبكر من حملتها العسكرية، أمرت إسرائيل المدنيين بمغادرة الشمال، حيث كانت عملياتها العسكرية على أشدها. ثم مُنع الذين سافروا إلى الجنوب من العودة حتى الأسبوع الماضي، حيت سمح بالعودة ضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وانتهى المطاف بإبراهيم في الجنوب، بينما ظل محمود في الشمال.

وحين وصلت الأخبار في وقت متأخر من إحدى الليالي بأنه يمكنه العودة إلى جباليا، اتصل إبراهيم بمحمود الذي ارتدى ملابسه بسرعة وهرع إلى نقطة الالتقاء على الطريق الرئيسي المؤدي إلى شمال غزة.

وقال محمود في المقطع المصور الذي حصلت عليه رويترز "تخيل... ست ساعات وأنا واقف على رجليا... باطّلع هيك وباطلع هيك وين إبراهيم وين إبراهيم".

وقال محمود إن القادمين من الجنوب كانوا يخلطون بينه وبين شقيقه، وكانوا يستغربون وصوله إلى الشمال بهذه السرعة. ثم كانوا يطلبون منه الانتظار لفترة أطول لأن إبراهيم كان يسافر مع بناته الست الصغيرات وكان عليه أن يسير ببطء.

وقال وهو يصف لحظة لم شملهما "نادى عليا (قائلا) محمود... أنا مش طبيعي صرت. عالسريع جريت جراي وأخدنا أنا وياه في الأحضان... لدرجة ماليش خاطر أسيب الحضن بيني وبينه".

وقال الرجلان وأسرتاهما، بعد أن اجتمعا مرة أخرى، إنهم يقضون وقتهم في البحث وسط أنقاض منزل العائلة الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية في نوفمبر تشرين الثاني 2023 أسفرت عن مقتل إحدى بنات إبراهيم وإصابة أخرى في رأسها وساقيها.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بشن قصف عشوائي. وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يندسون وسط السكان المدنيين وإنها تحاول ضرب الجماعة مع تفادي إلحاق الأذى بالمدنيين قدر الإمكان.

ولم يرغب إبراهيم في التوجه جنوبا، لكن القوات الإسرائيلية تحركت نحو المستشفى الإندونيسي شمال غزة أثناء وجوده هناك مع عائلته، فقام الهلال الأحمر بنقلهم جميعا إلى مستشفى أكبر في الجنوب حيث كان العلاج أفضل.

وواجه إبراهيم وأسرته ظروفا صعبة في الجنوب، بدون منزل أو ممتلكات، وانقطعت الاتصالات لمدة أربعة أشهر تقريبا.

وقال محمود "في مرحلة إجت علينا فيش (لا يوجد) اتصال في هاديك (هذه) الأيام لمدة أربع شهور.. في الأربع شهور هادي كانت نفسيتي منهارة لدرجة فقدت وزني".

وجلس التوأمان معا مرة أخرى في المساء أمام النار بجوار أنقاض منزلهما، ينضجان الخبز وحولهما أطفالهما ينظرون في سرور.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عودة “إسرائيل” لعدوانها على غزة… تدوير للفشل أم أهداف سياسية جديدة؟

#سواليف

يواصل #الاحتلال الإسرائيلي مماطلته في بدء المرحلة الثانية من #مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع #غزة، رغم أنه كان من المفترض أن تبدأ في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، التي انتهت في الأول من شباط/فبراير الجاري. ويأتي ذلك وسط #تهديدات إسرائيلية بالعودة إلى العدوان على القطاع حتى “القضاء على حركة #حماس”، وفقًا لتصريحات قادة الاحتلال.

#فشل_استراتيجي وأهداف غير محققة
يرى المحلل السياسي الأردني حازم عيّاد، أن الاحتلال الإسرائيلي “فشل في تحقيق أي من أهدافه العسكرية أو السياسية المعلنة، سواء استعادة الأسرى، أو القضاء على المقاومة في قطاع غزة، أو إنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع”. ويؤكد أن “كل ما خلفه الاحتلال حتى الآن هو دمار هائل في البنية التحتية والعمرانية للقطاع، إلى جانب أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال”.

ويحذر عيّاد من أن “استئناف العدوان الإسرائيلي على #غزة سيؤدي إلى انهيار على المستوى الإقليمي، وتصعيد المواجهة في البحر الأحمر من قِبل اليمن، فضلًا عن توتر الأوضاع على الحدود اللبنانية، واحتمالية تحريك الجبهة السورية”.

مقالات ذات صلة 35 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية 2025/03/05

#نتنياهو والحرب كخيار سياسي
ويضيف أن شنّ عدوان جديد على غزة “ليس خيارًا استراتيجيًا عقلانيًا بالنسبة للاحتلال، بل هو خيار سياسي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم، الذي يرى في الحرب ضرورة أيديولوجية”.

ويشير إلى أن “نتنياهو يسعى لاستخدام الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة، وتجنب المساءلة السياسية الداخلية، لا سيما بعد استكمال جزء كبير من التحقيقات المتعلقة بأحداث السابع من أكتوبر”. ويضيف: “نتنياهو يراهن على الحرب للاحتفاظ بأوراق ضغط تجعله فاعلًا سياسيًا على المستويين الإقليمي والدولي”.

فشل #خطة_التهجير وأزمة القرار الإسرائيلي
من جانبه، يرى المحلل العسكري ونائب رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الأردني، الفريق الركن قاصد محمود، أن “الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية لم ينجحا حتى الآن في تنفيذ خطة التهجير التي يسعيان إليها في قطاع غزة، في ظل غياب أي أفق حقيقي لنجاحها، ما يجعل أهداف الاحتلال من العودة إلى الحرب ذات دوافع سياسية داخلية بحتة”.

ويضيف محمود، أن “قرار العودة إلى الحرب يهدف إلى الحفاظ على تماسك الحكومة الإسرائيلية، ومنع تفككها، خصوصًا في ظل نفوذ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يمتلك صلاحية إقصاء الحكومة نهائيًا بموجب قانون الموازنة العامة”.

ويؤكد أن “المشروع الاستيطاني الإسرائيلي لا يقتصر على غزة، بل يهدف إلى تهويد كامل فلسطين”، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لتنفيذ خطط توسعية طويلة الأمد.

هل تمثل العروض العسكرية فرصة لتجديد بنك الأهداف؟
ويشير الفريق الركن محمود إلى أن العروض العسكرية التي نفذتها كتائب القسام في غزة أثناء عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين “ربما جددت بعض الأهداف العسكرية لدى الاحتلال”. لكنه يستدرك قائلًا: “حتى لو كان ذلك صحيحًا، فإن أي عدوان إسرائيلي جديد على غزة لن يسفر إلا عن مزيد من الدمار في القطاع، دون تحقيق مكاسب استراتيجية حقيقية”.

استبعاد العودة إلى الحرب الشاملة
ويضيف محمود أن “المشكلة الأساسية التي تواجه الاحتلال في العودة إلى الحرب على القطاع هي تحقيق أهداف عسكرية واضحة دون تكبد خسائر سياسية وأمنية كبيرة”. ويؤكد أن “المشهدين الإقليمي والدولي لا يتحملان تصعيدًا جديدًا في غزة”.

ويستبعد محمود اندلاع حرب واسعة النطاق على القطاع، لكنه لا يستبعد استمرار الاحتلال في تنفيذ عمليات قصف محدودة هنا وهناك، كما يحدث في الوقت الحالي.

مقالات مشابهة

  • مقاومون غير فلسطينيين نفذوا عمليات في إسرائيل
  • إسرائيل تفرض منطقة عازلة بالنار في الجنوب
  • قراءة أمريكية في دوافع إسرائيل لاستهداف المواقع العسكرية في الجنوب السوري مؤخرا
  • عودة “إسرائيل” لعدوانها على غزة… تدوير للفشل أم أهداف سياسية جديدة؟
  • توتر الأوضاع في دولة الجنوب .. قتلى وجرحى بمدينة الناصر و فرار المدنيين
  • الشرع يدعو إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب السوري
  • محمد عطية يجتمع بوالدته بعد فراق 4 سنين
  • جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين
  • فونسيكا مدرب أولمبيك ليون قد يتعرض لإيقاف طويل.. اعرف السبب
  • وقف الفنان ميدو عادل 4 أشهر بسبب قطع بانرات والتعدى على لقاء سويدان