نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريراً سلّطت فيه الضوء على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق جميع برامج المساعدات الدولية لمدة تسعين يومًا، باستثناء بعض البرامج مثل المساعدات الغذائية الطارئة والمساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" ومصر، واعتُبر هذا القرار خطوة جذرية ذات تأثيرات ضخمة على مستوى العالم، حيث بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية في عام 2023 نحو 64.

7 مليار دولار.

وأوضحت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن القرار الذي يعد مثيرًا للجدل في الولايات المتحدة والعالم، يهدف إلى إعادة تقييم البرامج الحالية، وفرض سيطرة على الموظفين الأمريكيين العاملين في هذه البرامج بناءً على معايير أيديولوجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار أدى إلى حالة من الفوضى والذعر في أنحاء مختلفة من العالم، خاصة في الدول الضعيفة التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الأمريكية.


توقف العمليات الإنسانية
منذ دخول هذا المرسوم حيز التنفيذ، توقفت العديد من العمليات الإنسانية في مناطق الأزمات مثل أوكرانيا وأفغانستان والسودان، كما أثر القرار على الموظفين الأمريكيين العاملين في العديد من بعثات المساعدة، حيث باتوا مهددين بالفصل.

كما بيّنت الصحيفة أن هذا القرار قوبل بانتقادات شديدة من قبل المنظمات الإنسانية، وأكد ناثانيال ريموند مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة "ييل"، أن نظام المساعدات العالمية انهار بسبب هذا المرسوم، مبيناً أن العديد من البرامج الإنسانية التي كانت تهدف إلى تقديم الدعم في مناطق مثل أوكرانيا وأفغانستان توقفت.

وفي ظل الاعتراضات الواسعة، قام وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 28 كانون الثاني/ يناير بتوسيع قائمة الاستثناءات، لتشمل الأدوية الأساسية والخدمات الطبية والطعام والمأوى، لكن لا تزال صياغة هذه الاستثناءات غامضة مما يزيد من حالة الارتباك.

وحسب الصحيفة، فإن القرار الأمريكي الأخير أدى إلى تعليق العديد من الأنشطة الإنسانية في أفغانستان، مما أثر على الخدمات الصحية والتعليم والغذاء والبرامج التعليمية للفتيات. وشمل القرار أكثر من 40,000 أفغاني من طالبي اللجوء، ومنهم جنود ومسؤولون في النظام السابق، واعتبرت بعض الأطراف أن القرار الأمريكي يسبب ضررًا أكبر من المراسيم التي أصدرتها طالبان ضد النساء.

خطر على مكافحة الإيدز
أضافت الصحيفة أن القرار يؤثر بشكل كبير على برامج مثل مكافحة الإيدز، حيث يعتمد أكثر من 20 مليون شخص حول العالم على علاج فيروس نقص المناعة البشرية الممول من البرنامج الأمريكي "بيبفار".

وقد حذر خبراء من أن هذا القرار قد يؤدي إلى زيادة عدد الإصابات والوفيات، ويعيد العالم إلى أيام الثمانينات والتسعينات عندما كان فيروس الإيدز يحصد أرواح الملايين سنويًا.

أثر سلبي على الأمن
ترى "لوموند" أن القرار له أيضاً تبعات أمنية، حيث تسبب في زعزعة الاستقرار في مراكز الاحتجاز التي تضم عناصر تنظيم "داعش" وعائلاتهم، والبالغ عددهم حوالي 50,000، مما يؤثر على الأمن في منطقة شمال شرق سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع كان فوضويا لعدة أيام في تلك المراكز، إذ توقف بعض الحراس عن العمل وعادوا إلى مهامهم في 28 كانون الثاني/ يناير، بعد أن حصلت المنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة على تمديد التمويل لمدة أسبوعين.

ووفقًا لمصدر أمني في مخيم "الهول" شمال شرقي سوريا، لا تزال الخدمات الأساسية في المخيم تعاني من تأثيرات القرار الأمريكي.

انتقادات ومخاوف
أكدت الصحيفة أن العديد من المحافظين في الولايات المتحدة يرون أن المساعدات الخارجية تشكل رمزًا للإسراف، وأنها برامج غير ضرورية، لكن قرار الرئيس الأمريكي أثار موجة هائلة من الانتقادات والمخاوف.


وانتقدت سارة ياغر مديرة مكتب "هيومن رايتس ووتش" في واشنطن، القرار معتبرةً أنه سيؤدي إلى زيادة المعاناة والغضب حول العالم ويضر بصورة ومصداقية الولايات المتحدة.

واختتمت لوموند بأن هذا المرسوم الذي وقعه دونالد ترامب من شأنه أن يعزز نفوذ الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا والصين، والتي يمكن أن تملأ الفراغ الذي تتركه المساعدات الأمريكية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب المساعدات امريكا مساعدات ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا القرار أن القرار العدید من أن هذا

إقرأ أيضاً:

أوروبا أمام اختبار تاريخي لتعزيز وحدتها وسط الفوضى الأمريكية

الثورة/ متابعات

قالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، إنّ الفوضى التي تشهدها الولايات المتحدة، نتيجة السياسات التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمثّل فرصة استراتيجية أمام الاتحاد الأوروبي لتعزيز وحدته واستقلاله الاقتصادي والسياسي.

وأشارت الوكالة إلى أنّ الحرب التجارية التي أطلقها ترامب، وهجماته على سيادة القانون، دفعت الأوروبيين إلى التقارب في مواجهة التهديدات المشتركة، ودفعت المستثمرين إلى اعتبار اليورو ملاذاً آمناً وسط تراجع قيمة الدولار.

وفي هذا السياق، يشهد الاتحاد الأوروبي نشاطاً متزايداً في أوساط قادته، حيث تعمل الحكومات الأوروبية على كسر المحرّمات الوطنية، وتوحيد الجهود تحت مظلة المصالح الجماعية.

ففي ألمانيا، خرج الائتلاف الحاكم من التقشّف بحزمة إنفاق ضخمة تتجاوز 500 مليار يورو لدعم البنية التحتية والدفاع، في وقتٍ تبدي فيه فرنسا استعداداً لإعادة هيكلة الدفاع القاري وتوسيع الردع النووي، ما يلقى ترحيباً من دول مثل بولندا في ظلّ تقرّب الولايات المتحدة من روسيا.

وتأتي هذه التحرّكات في ظلّ صمود السوق الأوروبية الموحّدة، التي تضمّ 440 مليون نسمة، في وجه التحديات، مما يجعل الدول الأعضاء أكثر استعداداً لتعزيز استقرارها وقدرتها على التنبّؤ ومساواتها مقارنةً بأمريكا.

ورغم هذه التحرّكات، حذّرت “بلومبرغ” من أن الاتحاد الأوروبي لا يزال عرضة لهزّات اقتصادية كبيرة، خصوصاً أنّ اقتصاده يعتمد على التجارة الخارجية بشكل مضاعف مقارنةً بالاقتصاد الأمريكي، مما يجعل ألمانيا، التي تصدّر ما يفوق 10% من منتجاتها إلى الولايات المتحدة، في موقع هشّ، وفقاً لتقارير “بلومبرغ إيكونوميكس”.

وأوضحت الوكالة أنّ اختبار صيف المعاناة التجارية المقبل، ليس ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قادراً على الإسراع في إبرام صفقة مع ترامب في غضون 90 يوماً، بل ما إذا كان سيبدأ في تعزيز الصناعات المحلية المجزّأة، وإنشاء سوق واحدة حقيقية للبنوك، ودمج أسواق رأس المال المتباينة.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: ويتكوف يلتقى مع بوتين للاتفاق على العديد من الصفقات
  • إيلون ماسك يغلق وكالة أميركية تساعد الدول الأفريقية
  • ميديابارت: المساعدات الإنسانية لغزة.. ألف عقبة إسرائيلية
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • الأمم المتحدة تشدد على استقلالية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة
  • أوروبا أمام اختبار تاريخي لتعزيز وحدتها وسط الفوضى الأمريكية
  • دبي الإنسانية تستعرض تحسين كفاءة توصيل المساعدات
  • السيسي ونظيره الجيبوتي يوجهان رسالة لترامب لوقف حرب غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • خطة روبيو لإعادة هيكلة الخارجية الأمريكية
  • ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو الكيان الإسرائيل للسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة