«أوبك بلس» تجتاز التحدي الأول
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
أكد تحالف «أوبك بلس» التزامه عمليا بالحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي حينما قررت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة الإبقاء على سياسة الإنتاج دون تغيير. يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه الأسواق تقلبات ملحوظة نتيجة لعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة.
ومنذ تأسيسه، يسعى تحالف «أوبك بلس» إلى تحقيق توازن دقيق بين العرض والطلب في سوق النفط، ويهدف التحالف عبر التوازن الذي يحاول تحقيقه لضمان استدامة الاستثمارات في قطاع النفط الأمر الذي يحافظ على أسعار النفط من الانهيار وينعكس إيجابا على اقتصادات الدول المنتجة؛ ويضمن استقرار الأسعار عند مستويات مقبولة لتدفق الإيرادات اللازمة لدعم الموازنات العامة وتنفيذ المشاريع التنموية في الدول المنتجة للنفط.
في السياق الحالي، تواجه الأسواق تحديات متعددة، من بينها تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في الاقتصادات الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تداعيات الأزمات الجيوسياسية. هذه العوامل مجتمعة تؤثر على مستويات الطلب العالمي على النفط، مما يجعل من الضروري تبني سياسات إنتاجية حذرة تتماشى مع هذه المتغيرات.
يعكس قرار «أوبك بلس» بالإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية قراءة دقيقة لمعطيات السوق؛ ففي حين أن زيادة الإنتاج قد تؤدي إلى فائض في العرض يضغط على الأسعار نحو الانخفاض، فإن التخفيضات الكبيرة قد تؤدي إلى ارتفاعات غير مستدامة تؤثر سلبًا على الطلب؛ لذا، فإن الحفاظ على المستويات الحالية يهدف إلى تجنب هذه السيناريوهات والحفاظ على الأسعار ضمن نطاق يحقق مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
من الناحية الاقتصادية، يُعتبر استقرار أسعار النفط عند مستويات تتراوح بين 80 و90 دولارًا للبرميل مناسبًا للعديد من الدول المنتجة، فهذا النطاق السعري يضمن تحقيق إيرادات كافية لدعم الموازنات العامة، خاصة للدول التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. كما أنه يتيح للمستثمرين في قطاع النفط التخطيط بثقة لمشاريعهم المستقبلية، سواء في مجالات الاستكشاف أو التطوير.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استقرار الأسعار ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي، فالارتفاعات الحادة في أسعار النفط قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، مما يساهم في ارتفاع معدلات التضخم في الدول المستهلكة، وفي المقابل، فإن الانخفاضات الكبيرة قد تؤثر سلبا على اقتصادات الدول المنتجة، مما يؤدي إلى تقليص الإنفاق الحكومي وتأجيل المشاريع التنموية.
يُظهر قرار «أوبك بلس» وعيًا عميقًا بتعقيدات سوق النفط العالمي، لكنه أيضا يكشف عن قوة التحالف وقدرته على الإبقاء على قراره بعيدا عن الابتزازات السياسية التي قد تأتي من دول كبرى تسعى للإطاحة بأسعار النفط إلى حدود كارثية كما حدث قبل أربع سنوات ماضية حينما لعبت السياسة دورا محوريا في خفض أسعار النفط إلى حدود أثرت بشكل كارثي على اقتصادات الكثير من الدول المنتجة بما فيها دول الخليج العربي والتي ما زالت تعاني من تلك المرحلة إلى اليوم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدول المنتجة أسعار النفط أوبک بلس
إقرأ أيضاً:
استقرار أسعار النفط العالمية اليوم الأربعاء 16 إبريل 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقرت أسعار النفط بداية تعاملات اليوم الأربعاء 16 إبريل 2025 وسط حالة من عدم اليقين بفعل تغيرات السياسات التجارية الأمريكية، في حين قيمت الأسواق التأثير المحتمل للحرب التجارية بين الولايات المتحدة و الصين على النمو الاقتصادي و الطلب على الطاقة.
العقود الآجلةسجلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعا بنحو 5 سنتات، بنسبة 0.1%، إلى 64.72 دولار للبرميل ، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3سنتات، أي ما يعادل 0.1% أيضا، إلى 61.36 دولار. ليعوضا تراجعهما خلال تعاملات أمس الثلاثاء بنحو 0.3% .
توقعات الطاقة الدوليةوتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن تتضاءل أيضا الزيادات في إنتاج الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شركائه التجاريين و إجراءاتهم الانتقامية مع نمو الطلب العالمي على النفط بأبطأ معدل له في خمس سنوات خلال العام الجاري 2025.
كما توقعت الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط هذا العام 730 ألف برميل يوميا، في انخفاض حاد عن 1.03 مليون توقعتها الشهر الماضي. و يتجاوز هذا الخفض ذلك الذي توقعته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) .
الطلب علي النفط
و من المرجح أن يظل نمو الطلب متواضعا، وأن يلقي الاختلال بين العرض و الطلب العالمي على النفط الخام بثقله على السوق وفقا لما أوضحته وكالة الطاقة الدولية،
وأضافت الطاقة الدولية , إذا انتعشت سوق الأسهم , التي تتعرض حاليا لضغوط من الرسوم الجمركية, فقد نشهد ارتفاعا في أسعار النفط يدفع خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يزيد عن 65 دولارا. و لكن بدون هذا الدعم، من المرجح أن تبقى الأسعار في نطاق 60 دولارا".
و سجل مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفاع بنحو 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 أبريل، بينما انخفضت مخزونات البنزين 3 ملايين برميل، و تراجعت مخزونات نواتج التقطير 3.2 مليون برميل