نشرت جريدة "إل باييس" تقريرًا حول الرد الرسمي الصيني على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب، حيث أبدت الصين رفضاً قاطعاً للإجراء الأمريكي الذي يتضمن فرض رسوم إضافية بنسبة 10 بالمئة على السلع المستوردة من الصين. وفي بيانٍ رسمي، أكد المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن الحكومة الصينية ستتقدم بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية وتتخذ التدابير المضادة اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها.



وأوضحت الجريدة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أن الصين اعتبرت هذه الرسوم "انتهاكاً خطيراً لقواعد منظمة التجارة العالمية"، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات لن تسهم في حل المشكلات الأمريكية، بل ستؤدي إلى تعطيل التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. كما طالبت الصين واشنطن بمعالجة قضايا الفنتانيل "بشكل موضوعي وعقلاني، بدلاً من استخدام الرسوم كوسيلة للتهديد".

وفي سياق متصل، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن إدانة شديدة لهذه الخطوة، مؤكداً أن "الصين ترفض هذا الإجراء بشكل قاطع وستتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة". وأشار إلى أن "الحروب التجارية والجمركية لا يمكن أن يكون لها فائزون".

وأضاف: "هذا الإجراء لن يحل المشكلات الداخلية للولايات المتحدة، بل إنه لا يعود بالنفع على أي من الأطراف، وأقل من ذلك على العالم بأسره".

وذكرت الجريدة أن المسؤولين الجمهوريين برروا فرض الرسوم الجمركية الجديدة على ثلاثة من أبرز شركاء واشنطن التجاريين (كندا، المكسيك، والصين)، معتبرين أن هذا التحالف يسهم في تفشي الهجرة غير النظامية وتدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، حيث يسبب هذا المخدر أكثر من 100,000 وفاة سنوياً.

منذ سنوات، تُدين واشنطن دور الصين كمصدر رئيسي للمواد الأولية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل، رغم أن بكين تنفي هذه الاتهامات وتؤكد على قوتها في مكافحة المخدرات. وشددت الصين على تعزيز تعاونها مع واشنطن في هذا المجال، وهو ما يعد من الإنجازات الدبلوماسية النادرة بين الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين من بين الدول الأكثر صرامة في مكافحة المخدرات، وأكد أن بكين قدمت دعمها للولايات المتحدة "بروح إنسانية وحسن نية".

تكمن تعقيدات المشكلة في استخدام مجموعة من المواد الكيميائية لإنتاج الفنتانيل، مما يؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من المخدر، ورغم حظر الصين في 2019 لجميع أشكال الفنتانيل وبعض المواد الأولية، إلا أن مركبات كيميائية جديدة تظهر بانتظام وقد تكون قانونية في البداية، مما يصعب ضبطها.

وبيّنت الجريدة أن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية أشار إلى "التعاون المستمر في مكافحة المخدرات" بين الصين والولايات المتحدة، موضحاً أن عام 2024 شهد عدة اجتماعات بين المسؤولين الأمنيين من كلا البلدين في هذا المجال. وأكد البيان أن "الإنجازات التي تحققت واضحة للجميع"، داعيًا واشنطن إلى معالجة مشكلة الفنتانيل "بشكل موضوعي وعقلاني، بدلاً من اللجوء إلى تهديد الدول الأخرى بزيادة الرسوم الجمركية التعسفية". وأوضح المتحدث أن هذه الرسوم "تهدف إلى التأثير سلباً على التعاون المستقبلي بين الجانبين في مكافحة المخدرات".

رغم أن الرد الصيني لا يزال في إطار الدبلوماسية النظرية حتى الآن، فإن التحرك الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير إمكانية نشوب معركة تجارية ثانية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد المعركة التجارية التي بدأت خلال ولايته الأولى في عام 2018. حينها، فرضت واشنطن قيوداً على ما يقارب ثلثي الواردات الصينية التي تصل قيمتها إلى 370 مليار دولار، وردت الصين بفرض رسوم جمركية على واردات أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار. كما فرض ترامب رسوماً على الصلب (25 بالمئة) والألمنيوم (10 بالمئة)، ولا تزال معظم هذه الرسوم سارية المفعول، رغم مرور أربع سنوات على تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، الذي استمر في تطبيق السياسات الحمائية.

وأضافت الجريدة أنه من المتوقع أن تكون الصين في وضع أفضل استعداداً لهذه المعركة الجديدة، خاصة بعد التصريحات الأمريكية التي تضمنت تهديدات بزيادة الرسوم الجمركية على الصين بنسبة قد تصل إلى 60 بالمئة. ويعتقد العديد من المحللين أن الصين قد ترد بفرض قيود على المواد الحيوية التي تسيطر على إنتاجها، كما فعلت سابقاً رداً على القيود الأمريكية على أشباه الموصلات عالية التقنية التي أُقرت في عهد بايدن. بالإضافة إلى ذلك، قد تفكر الصين في تقليص الرسوم الجمركية على الواردات من دول غير أمريكية لتعزيز الاستثمارات الأجنبية وتوسيع التجارة مع أوروبا وآسيا.

وتستعرض الصين أيضاً استراتيجياتها في الرد على الرسوم الجمركية المفروضة من الاتحاد الأوروبي على واردات السيارات الكهربائية الصينية. في هذا السياق، اختارت بكين اتخاذ تدابير انتقامية ضد بعض الواردات الأوروبية من قطاعات محددة، مثل براندي الكونياك (لإضعاف تأثير الكونياك الفرنسي)، وفتحت تحقيقات في قضايا المنافسة غير العادلة ضد واردات منتجات أخرى مثل لحم الخنزير، وهو ما يُعتبر تحذيراً لإسبانيا، المصدر الرئيسي. كما تقدمت بشكوى في هذا الشأن إلى منظمة التجارة العالمية، فيما يستمر قادة الجانبين في التفاوض حول حلول تجارية متوازنة.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية: "يتعين على الجانب الأمريكي تصحيح أخطائه والعمل مع الصين للوصول إلى أرضية مشتركة". و4أكد استعداد الصين للتفاوض، داعياً الولايات المتحدة إلى "معالجة القضايا بشكل مباشر، والدخول في حوارات صادقة، وتعزيز التعاون، وإدارة الخلافات على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصيني التجارة الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين التجارة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مکافحة المخدرات المتحدث باسم وزارة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة فی هذا

إقرأ أيضاً:

الصين تفرض رسوماً جمركية بنسبة 34% على جميع المنتجات الأمريكية اعتباراً من 10 أبريل

أبريل 4, 2025آخر تحديث: أبريل 4, 2025

المستقلة/- أعلنت الصين يوم الجمعة أنها ستفرض تعريفات جمركية بنسبة 34% على واردات جميع المنتجات الأمريكية اعتبارًا من 10 أبريل، في إطار سلسلة من الإجراءات الانتقامية ردًا على سلسلة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمناسبة “يوم التحرير”.

وتُطابق التعريفات الجديدة معدل التعريفات الجمركية “التبادلية” البالغة 34% التي فرضها ترامب هذا الأسبوع على الصادرات الصينية.

وأعلنت وزارة التجارة في بكين في إشعار أنها ستفرض المزيد من ضوابط التصدير على المعادن النادرة، وهي مواد تُستخدم في المنتجات عالية التقنية مثل رقائق الكمبيوتر وبطاريات السيارات الكهربائية.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الحكومة الصينية أنها أضافت 27 شركة إلى قوائم الشركات الخاضعة لعقوبات تجارية أو ضوابط تصدير.

وستخضع 16 شركة لحظر تصدير السلع “ذات الاستخدام المزدوج”. ومن بين الشركات المدرجة شركة هاي بوينت إيروتكنولوجيز، وهي شركة متخصصة في تكنولوجيا الدفاع، وشركة يونيفرسال لوجيستكس القابضة، وهي شركة نقل ولوجستيات عامة.

أعلنت بكين أيضًا أنها رفعت دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية بشأن قضية الرسوم الجمركية.

وقالت وزارة التجارة: “إن فرض الولايات المتحدة لما يُسمى “الرسوم الجمركية المتبادلة” ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بشكل خطير، ويضرّ بشدة بالحقوق والمصالح المشروعة لأعضائها، ويقوّض بشكل خطير النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد والنظام الاقتصادي والتجاري الدولي”.

وأضافت: “إنها ممارسة تنمر أحادية الجانب تُعرّض استقرار النظام الاقتصادي والتجاري العالمي للخطر. والصين تُعارض ذلك بشدة”.

في فبراير/شباط، أعلنت الصين عن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على واردات الفحم ومنتجات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة. وأضافت بشكل منفصل رسومًا جمركية بنسبة 10% على النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات ذات المحركات الكبيرة.

وتُطبق أحدث الرسوم الجمركية على جميع المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة، وفقًا لبيان صادر عن لجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة بوزارة المالية.

مقالات مشابهة

  • توقع بزيارة جديدة قريبة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة للقاء ترامب
  • ترامب: الصين تضررت من الرسوم الجمركية بشكل أكبر بكثير من الولايات المتحدة
  • الحكومة الصينية: الولايات المتحدة يجب أن توقف استخدام التعريفات الجمركية ضد اقتصاد بلادنا
  • الصين تتصدى لرسوم ترامب: كفى مغامرات تجارية .. الاقتصاد العالمي يدفع الثمن
  • 400 مليار دولار من البضائع الصينية تهدد الأسواق العالمية إثر رسوم ترامب
  • "البيجيدي" يطلب وزير التجارة إلى البرلمان بهدف تحديد تأثير رسوم ترامب التي بقيت في حدها الأدنى على صادرات المغرب
  • الصين ترفع شكوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الأمريكية
  • الصين تفرض رسوماً انتقامية على الواردات الأمريكية
  • الصين تفرض رسوماً جمركية بنسبة 34% على جميع المنتجات الأمريكية اعتباراً من 10 أبريل
  • مها الشيخ: نحن أمام حرب عالمية تجارية تستخدمها أمريكا لتنظيم التجارة الدولية