اعترافات أمريكية.. الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “منظمة إجرامية” تمول أبحاث الأسلحة البيولوجية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
يمانيون../
بعدَ سنواتٍ من كشف دورها المباشر في دعم التنظيمات التكفيرية في اليمن، كنموذجٍ بارزٍ لنشاطها المشبوه تحتَ غطاءِ العمل الإنساني، اعترفت الولايات المتحدة بشكل رسمي، هذا الأسبوع، بأن ما تسمى “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” لم تكن سوى “منظمة إجرامية” لا علاقة لها بالعمل الإنساني التي كانت تستخدمه كغطاء، في فضيحة مدوية تعيد تسليط الضوء على حقيقة الأنشطة المشبوهة التي تقوم بها مختلف الوكالات والمنظمات الأمريكية والغربية تحت غطاء العناوين الإنسانية.
التأكيد جاء هذه المرة على لسان وزير الكفاءة الحكومية ورجل الأعمال الأمريكي الشهير، إيلون ماسك، الذي فضح في سلسلة تدوينات على منصة “إكس” التي يملكها حقيقة الدور الذي تقوم به الوكالة، حَيثُ كتب أن “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وباستخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين مَوَّلت أبحاث الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك (كوفيد-19)، التي قتلت الملايين من الناس”.
ووصف ماسك الوكالة بأنها “منظمة إجرامية، وآن الأوان لتموت” مُشيرًا إلى أنها “تدفع أموالًا لمنظمات إعلامية؛ مِن أجلِ ترويج دعايتها”.
وشارك ماسك حقائق نشرها المدير التنفيذي لمؤسّسة “الحرية على الإنترنت” مايك بنز، جاء فيها أن “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تأمر المنظمات الإعلامية في مختلف أنحاء العالم بالاتّفاق على سياسات الصمت الاستراتيجي؛ مِن أجلِ فرض الرقابة الجماعية على السرديات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي” وأنها “تدير برنامجًا عالميًّا للرقابة على الإنترنت، يجمع بين مئات المنظمات غير الحكومية المعنية بالرقابة في شبكة مشتركة، مع تحديد الهدف المعلن الصريح للبرنامج من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للضغط على الحكومات الأجنبية لتمرير القوانين واللوائح اللازمة للرقابة على الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعي”.
ومن ضمن الحقائق التي تحدث عنها “بنز” وشاركها “إيلون ماسك” أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قامت بإنشاء “هياكل سيطرة سياسية على المجتمعات” وأنها تقوم بعمل وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه).
وقال بنز أَيْـضًا إن: “الوكالة كانت تمول إنتاج الهيروين في أفغانستان” وأن شريكها “المعهد الأمريكي للسلام” قام بـ”الضغط؛ مِن أجلِ أن تحافظ طالبان على تدفق 95 % من إمدَادات الهيروين في العالم، بينما يأخذ 56 مليون دولار من دافعي الضرائب الأمريكيين سنويًّا”.
وتعيد هذه الفضيحة التذكير بحقائق دامغة كان اليمن أول من كشفها بالدليل الواضح حول تورط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في العديد من الأنشطة المشبوهة والإجرامية الجسيمة، ومنها الدعم المباشر للتنظيمات التكفيرية، حَيثُ وثقت عدسات الإعلام الحربي للقوات المسلحة اليمنية في عام 2020 العثور على مخازن أسلحة تابعة للتكفيريين في محافظة البيضاء كانت تحمل شعار الوكالة الأمريكية.
وأكّـد المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع آنذاك أن “الوكالة تمارس أدوارًا استخبارية بشعارات إنسانية”.
وفي 2021 أَيْـضًا عثرت القوات المسلحة على مخازن أسلحة مماثلة تابعة للتكفيريين في محافظة مأرب وكان عليها شعار الوكالة الأمريكية.
ولم يقتصر النشاط الإجرامي للوكالة في اليمن على دعم التنظيمات التكفيرية بالسلاح، بل انخرطت أَيْـضًا وبشكل مباشر وواسع في مسار الحرب الاقتصادية على اليمن، من خلال عقد اتّفاقيات مشبوهة مع البنك المركزي الذي تديره حكومة المرتزِقة في عدن؛ مِن أجلِ السيطرة على كُـلّ عملياته واستخدامه كسلاح للضغط على الشعب اليمني والسلطة الوطنية.
وكان من أبرز مظاهر انخراط الوكالة الأمريكية في الحرب الاقتصادية ضد الشعب اليمني، القرارات العدوانية التي اتخذتها حكومة المرتزِقة بدعم سعوديّ أمريكي العام الماضي، لاستهداف البنوك والمصارف التجارية العاملة في المناطق الحرة؛ مِن أجلِ ابتزاز صنعاء ودفعها لوقف العمليات المساندة لغزة، حَيثُ جاءت هذه القرارات ضمن برنامج عمل شاركت فيه الوكالة الأمريكية بشكل معلَن، حَيثُ كانت قد قامت بتصميم نظام رقابة على التحويلات المالية الخارجية إلى المناطق الحرة؛ مِن أجلِ فرض قيود عليها تحت مظلة قرار التصنيف الذي اتخذته إدارة بايدن ضد حركة “أنصار الله”.
وانخرطت الوكالة الأمريكية أَيْـضًا في العديد من الأنشطة العدوانية ضد اليمن على المستوى الإعلامي، حَيثُ مولت عدة مشاريع لتوجيه الرأي العام وفرض سرديات داعمة للعدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، وتشويه السلطة الوطنية والقوات المسلحة اليمنية، تحت غطاء مِنصات إعلامية ومراكز أبحاث ومنظمات حقوقية، وذلك بالتوازي مع أنشطة استخباراتية تحت نفس الغطاء، وهو نشاط تؤكّـده الحقائق التي شاركها “إيلون ماسك” هذا الأسبوع أنها كانت ضمن أجندة الوكالة على مستوى عالمي، وليس في اليمن فحسب.
وكان ضبط خلية التجسس الأمريكية والإسرائيلية في اليمن قبل أشهر قد سلّط الكثير من الضوء على أنشطة عدوانية مارستها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على مدى سنوات طويلة في اليمن، بما في ذلك استهداف القطاع الزراعي والقطاع التعليمي بشكل مباشر.
والحقيقة أن كُـلّ هذه الدلائل تنسجم مع طبيعة المكانة التي كانت تحتلها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فقد كانت الذراع “الناعمة” الرسمية والرئيسية للحكومة الأمريكية في العالم وكانت الجهة المعنية بالتصرف في مليارات الدولارات التي يتم تقديمها كـ”منح أمريكية” للمنظمات والحكومات في مختلف بلدان العالم، وكان تسخر ذلك لدعم التوجّـهات السياسية والعسكرية والاستخباراتية للولايات المتحدة من خلال نشاطاتها المشبوهة بشراكة مفتوحة وكاملة مع كافة المؤسّسات الرسمية الأمريكية، بما في ذلك الاستخبارات والجيش والخارجية تحت غطاء “العمل الإنساني والحقوقي”.
ومن شأن هذه الفضيحة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن تسلِّطَ المزيدَ من الضوء على الأدوار المشبوهة التي تلعبها كياناتٌ ومنظمات غربية وأمريكية مشابهة تتخذ من العمل الإنساني والحقوقي غطاءً لأنشطة عدوانية، وهو أَيْـضًا ما سبق كشفُه من قِبَلِ اليمن.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة فی الیمن م ن أجل
إقرأ أيضاً:
ترامب وماسك يهاجمان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.. إغلاق مرتقب
اجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المشارك لوزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية إيلون ماسك، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي مؤسسة كبرى شهدت تجميد ترامب معظم تمويلها.
وقال الرئيس الجمهوري إن هذه الوكالة الرسمية للمساعدات الإنمائية التي تبلغ ميزانيتها حوالي 40 مليار دولار سنويا "يُديرها مجانين متطرفون".
وردا على سؤال بشأن ما يحدث في الوكالة التي أخذ كثير من مسؤوليها إجازة إجبارية، برر ترامب ذلك بالقول إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يديرها متطرفون مجانين ونحن في صدد طردهم. ثم سنتخذ قرارا" بشأن أنشطة الوكالة.
في وقت سابق، أدلى ماسك الذي كلفه ترامب خفض الإنفاق الفدرالي الأمريكي، عبر منصته إكس بسلسلة تعليقات لاذعة حول الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، واصفا إياها بأنها "منظمة إجرامية".
ثم قال رئيس شركة تسلا وسبيس إكس لمشتركي منصته البالغ عددهم 215 مليونا "هل تعلمون أنه بأموال دافعي الضرائب، موّلت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أبحاثا حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك كوفيد-19 الذي قتل ملايين الأشخاص؟".
وقد تم تعليق حساب الوكالة على منصة إكس، وتعطل موقعها الإلكتروني.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأنه تم إيقاف اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن العمل مساء السبت، بعد اعتراضهم على دخول عملاء مكلفين من إيلون ماسك إلى معلومات حساسة تحتفظ بها الوكالة.
لكن مدير التواصل في البيت الأبيض ستيفن تشيونغ نفى هذه المعلومات، وقال على منصة إكس "إنه خبر كاذب".
في غضون ذلك، كشف ماسك، أنه يتعاون مع الرئيس ترامب، للعمل على إغلاق وكالة التنمية الأمريكية الدولية، وذلك في إطار السياسة الاقتصادية الجديدة للإدارة الجمهورية، والتي تهدف إلى تقليص الإنفاق الحكومي.
وفي بث مباشر عبر منصة "إكس" التي يمتلكها، أكد ماسك أنه ناقش هذا الأمر مع "ترامب"، مشيرا إلى أنه استفسر منه عدة مرات عن رأيه في هذه الخطوة، لافتًا إلى أن الرئيس كان مؤيدًا لهذه الفكرة.
ورغم ذلك، لم يوضح “ماسك” في حديثه السند القانوني الذي يسمح بإغلاق الوكالة، أو السلطة التنفيذية التي يمتلكها البيت الأبيض لاتخاذ مثل هذا القرار دون موافقة الكونغرس، وفقًا لما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز".
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن موظفين تابعين لوزارة الكفاءة الحكومية قد دخلوا مكاتب وكالة في وقت سابق، بعد تهديد مسؤولي الأمن باستدعاء الشرطة، حيث تم منع وصول المزيد من الموظفين إلى الأنظمة الإلكترونية الخاصة بالوكالة، مع اتخاذ قرارات بإقالة بعض المسؤولين، بما فيهم اثنان من كبار موظفي الأمن.
كما استقال “مات هوبسون”، كبير الموظفين في الوكالة، بعد أيام قليلة من تعيينه من قبل "ترامب".