أصوات من غزة.. أزمة الطعام تلاحق العائدين إلى الشمال
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
غزة- اعتاد النازحون الفلسطينيون من سكان شمالي قطاع غزة خلال وجودهم القسري في جنوبي القطاع على تلقي وجبات الطعام من "التكايا" الخيرية، واستلام طرود غذائية بشكل دوري من المنظمات الإغاثية، مما وفّر لهم قدرا مقبولا من الأمن الغذائي.
لكنّ الظروف التي واجهوها عقب عودتهم إلى مناطقهم في شمالي القطاع أصابتهم بالصدمة، حيث فوجؤوا بعدم توفر التكايا، ولم يحصلوا على طرود غذائية تلبي بعض احتياجاتهم من الطعام، وتثير هذه الأوضاع مخاوف العائدين، خاصة مع فقدانهم المال اللازم لشراء الطعام.
ومنذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي، شرع عشرات الآلاف من النازحين بالعودة إلى مناطقهم التي هُجّروا منها، حسب ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
الحاجة للتكايا
وجدت ميساء نور الدين نفسها في مخيم إيواء وسط مدينة غزة من دون قدرة على توفير الطعام لأسرتها، وتقول للجزيرة نت "موضوع الأكل فيه معاناة كبيرة، خاصة للعائدين من الجنوب، المفروض أن يهتموا (المسؤولون) بنا أكثر".
وتطالب السيدة الفلسطينية بتوفير "تكايا" طعام للعائلات العائدة لتزويدهم بالطعام بشكل دوري، بالإضافة إلى منحهم طرودا غذائية، وتضيف "هم قالوا لنا ارجعوا وستجدون مخيمات وأكلا وأمورا كثيرة، لكن لم نجد، نحن كما ترى لا أحد يهتم بنا، لا بالأكل ولا الشرب ولا أي موضوع".
ويتفق خالد بلاطة مع ميساء على وجود مشكلة كبيرة فيما يتعلق بتوفير الطعام للعائدين للشمال، ويقول إنه كان يحصل على طعام مقبول حينما كان يقيم في مركز إيواء بمدينة دير البلح وسط القطاع، يتضمن وجبات من تكية وطرودا غذائية، بالإضافة إلى أغطية وملابس.
إعلانويضيف "بعد أن رجعنا بالسلامة لغزة، نحن محتاجون إلى تكيات وكوبونات (طرود غذائية) ومواد غذائية وكذلك مواد تنظيف، وأي شيء يساعد الناس".
تقول أمل أبو هربيد إنها تعاني بشدة من أجل الحصول على بعض الطعام، خاصة أن زوجها أصيب خلال الحرب ولا يستطيع العمل والحصول على طعام لأسرته، وتضيف "ربنا يعلم كيف نعاني من قلة الأكل، وبالكاد وبجهد كبير نستطيع أن ندبر الطعام، خاصة أن زوجي مصاب ويده معطلة".
ويضم وسام كحيل صوته إلى سابقيه بأن الحصول على الطعام كان أفضل خلال وجودهم في جنوبي القطاع، ويضيف "لما رجعنا من الجنوب، لم نجد أكلا ولا شربا جيدا ولا أي شيء، أنا أعيل 6 أشخاص يريدون أكلا وشربا، والأطفال يطلبون المصروف، ولا أستطيع تلبية ذلك"، وقد أصيب كحيل خلال جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، مما تسبب في فقدانه عينه اليمنى وكسر في قدمه.
كما لم تجد عائلة صباح الزهارنة العائدة من جنوبي القطاع مأوى سوى منتزه "إسعاد الطفولة" التابع لبلدية غزة، حيث أقامت خيمة داخل أحد مبانيه المدمرة، وتقول إن عدد أفراد العائلة 17 شخصا وهم بحاجة ماسة إلى الطعام.
وتضيف "حينما كنا في الجنوب، كان هناك تكيات ويوزعون علينا وجبات غذائية وطرودا غذائية ومساعدات، ولما عدنا إلى غزة لا يوجد أي شيء"، وتكمل "ربنا يعلم كيف نعيش، ظروفنا صعبة، لا مال معنا كي نشتري طعاما".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بنك الإمارات للطعام يُطلق "بالعطاء نجتمع" لتوفير 7 ملايين وجبة
بتوجيهات ومتابعة حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة بنك الإمارات للطعام، أطلق البنك مبادرة "بالعطاء نجتمع" لتوفير سبعة ملايين وجبة من فائض الطعام وإيصالها إلى المستحقين خلال شهر رمضان المبارك، وذلك من خلال ثلاث مبادرات فرعية تضم؛ "سلال النعم"، و"إفطار زعبيل"، و"فائض الخير"، فضلاً عن تشجيع أفراد المجتمع على تبني أفضل الممارسات التي تساهم في تعزيز الإدارة المستدامة للطعام والحدّ من هدره وفقده.
وقال المهندس مروان أحمد بن غليطة، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بنك الإمارات للطعام، إن مبادرة "بالعطاء نجتمع" لتوزيع وجبات الطعام خلال شهر رمضان المبارك مثال صادق على أن قيم الخير والإحسان والعطاء اللامحدود هي جزء أصيل من قيم المجتمع الإماراتي، وتمثل دعوة إنسانية لأفراد المجتمع والمؤسسات والمساهمين لتعزيز أواصل الرحمة والإسهام في تحسين حياة الملايين. كما تجسّد المبادرة رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لترسيخ مكانة دولة الإمارات نموذجاً عالمياً متكاملاً في مجال العمل الخيري والإنساني، وتعزيز ثقافة البذل والعطاء وتحفيز أفراد المجتمع وأصحاب الأيادي البيضاء على المساهمة المجتمعية الفعالة في الحملات الخيرية والإنسانية.
وأضاف أنه بمتابعة الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، يواصل بنك الإمارات للطعام جهوده ونهجه في إدارة فائض الطعام وجمعه وإيصاله إلى أكبر شريحة من مستحقيه حول العالم، وفق منظومة إنسانية مستدامة، تسعى إلى الحفاظ على استدامة الخير وإغاثة المحتاجين، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، والحد من فقد وهدر الطعام الذي ينعكس على تحقيق أثر بيئي إيجابي.
من جهتها، قالت منال بن يعروف، رئيس الفريق التنفيذي في بنك الإمارات للطعام، إن مبادرة "سلال النِعَم" تهدف إلى توزيع أكثر من 200 ألف وجبة يومياً خلال الشهر الفضيل داخل الدولة وخارجها، حيث ستُجمع تلك الوجبات على شكل تبرعات وطرود غذائية من شركاء البنك من محلات البيع بالتجزئة، والمؤسسات الغذائية، وشركات ومصانع الأغذية، إلى جانب جمع فائض الطعام المطبوخ وغير المطبوخ من الفنادق والمطاعم والمتبرعين من الشركات والأفراد وتوزيعها على المستفيدين بالتنسيق مع شركائه من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية والخاصة".
وأشارت إلى أن بنك الإمارات للطعام سينظّم مبادرة "إفطار زعبيل" لتوفير وجبات إفطار لأكثر من 3 آلاف عامل، تماشياً مع جهود البنك في ترسيخ قيم التكافل المجتمعي واعترافاً وتقديراً لفئة العمال ودورهم في المجتمع.
وأوضحت بن يعروف أن المبادرة الرئيسة ستضم مبادرة "فائض الخير" وهي تعاون استراتيجي بين بنك الإمارات للطعام و"قناة فتافيت" الفضائية، تهدف إلى إعادة استخدام فائض الطعام بطرق إبداعية ومستدامة.
وقالت إنه سيتم تنظيم وإعداد 6 حلقات تلفزيونية بخمس لغات مختلفة (العربية، والإنجليزية، والأثيوبية، والإندونيسية، والأوردية) لوصفات جديدة ومبتكرة، عبر محتوى مرئي واحترافي بمشاركة طهاة ومتطوعين وفئات متنوعة من خلفيات ثقافية متعددة لضمان وصول الرسالة إلى أوسع شريحة ممكنة، وتحقيق تأثير مستدام بمجال الحدّ من الهدر الغذائي.
وضمن مستهدفات المبادرة؛ سيعزز بنك الإمارات للطعام شراكاته الاستراتيجية الداعمة لأهدافه ورؤيته ونهج عمله الإنساني، وذلك من خلال 12 اتفاقية تعاون وشراكة ومذكرة تفاهم مع شركاء القطاع الحكومي والخاص، والمنظمات الإنسانية، والمؤسسات الغذائية، والفنادق، إضافةً إلى شركات من القطاع الخاص.
ويعمل البنك وفق خطته الاستراتيجية 2023 -2027 على تنفيذ مبادرات وحملات وأنشطة إنسانية، إضافةً إلى تقليل نفايات الطعام عبر عقد شراكات شاملة لإدارة الفائض منه، ودعم الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية من خلال المساهمة في تنفيذ مبادرات مشتركة مع جهات حكومية، فضلاً عن تعزيز علاقات التعاون مع بنوك الطعام الدولية، وشبكة بنوك الطعام العربية.