حرب اقتصادية جديدة شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد 3 دول، بينها كندا والمكسيك، بالإضافة إلى الصين، على خلفية حالة الطوارئ الوطنية التي أصدرها وفقا لأمر تنفيذي عقد تنصيبه في 20 يناير الماضي، بسبب «الفينتانيل» المخدر وتدفقه إلى الولايات المتحدة والمهاجرين غير الشرعيين.

رسوم ترامب الجمركية

الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وفق وسائل إعلام بينها وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، شمل رسوما 25% على كل الواردات من المكسيك و10% على كل الواردات من الصين، بالإضافة إلى الرسوم الحالية و25% على كندا ورسوم أخرى بنسبة 10% على منتجات الطاقة الكندية.

قيمة التجارة بين الولايات المتحدة والبلدان الثلاثة حوالي 1.6 تريليون دولار، وفق لما ذكرته قناة «سي إن بي سي عربية» الاقتصادية.

كندا تفرض رسوما جمركية واسعة المدى على الواردات الأمريكي

المكسيك وكندا من جانبهما، ردتا على رسوم ترامب الجمركية، الأولى بالتهديد بفرض رسوم جمركية بنفس النسبة على الولايات المتحدة، والثانية بفرض رسوم جمركية واسعة المدى على الواردات الأمريكية بنسبة 25%، ما يؤثر على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي حوالي 106.6 مليار دولار أمريكي مثل المشروبات الكحولية والأجهزة المنزلية والسلع الرياضية، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فيما قالت الصين إنها سترفع شكوى ضد الولايات المتحدة أمام «منظمة التجارة العالمية».

عطيف: ترامب مستمر في استخدام الأدوات الاقتصادية كوسيلة ضغط

وتعليقا على الأحداث، قال الدكتور محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية، المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، إن فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية، يعكس استمرار نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في استخدام الأدوات الاقتصادية كوسيلة ضغط في العلاقات الدولية، مضيفا أن القرار يتماشى مع توجهاته الحمائية التي تبناها خلال ولايته الأولى «2017-2021»، واستخدم التعريفات الجمركية للضغط على الدول الشريكة اقتصاديا، سواء لتحقيق مكاسب تجارية أو لتحقيق أهداف جيوسياسة، مثل ضبط الهجرة عبر الحدود المكسيكية-الأمريكية.

وأوضح عطيف لـ«الوطن»، أن الولايات المتحدة والمكسيك تُعتبران شريكين اقتصاديين رئيسيين، إذ تمثل الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة حوالي 80% من إجمالي صادراتها، وأشار المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، إلى أن القرار يضع ضغوطا كبيرة على الاقتصاد المكسيكي، ومن المحتمل أن يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي بنسبة تصل إلى 4% في حال استمرار الرسوم طوال العام.

وأوضح عطيف أن الرد المكسيكي بفرض رسوم انتقامية يشير إلى تصاعد التوترات التجارية، ما قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وزيادة عدم الاستقرار الاقتصادي.

تصعيد في التوترات التجارية الإقليمية

ويظهر رد الفعل المكسيكي، وكذلك رد كندا بفرض رسوم بنسبة 25% على الواردات الأمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي، كما يضيف أستاذ العلاقات الدولية، أن هناك تصعيدا في التوترات التجارية الإقليمية.

وتابع الدكتور محمد عطيف قائلا، إن معارضة الصين لهذه الإجراءات ونيتها اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية يزيد من احتمالات نشوب حرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة وعدة دول رئيسية، مما سيؤدي ذلك إلى اضطرابات في سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف السلع، وتباطؤ النمو الاقتصادي في أمريكا الشمالية وربما عالميا.

وأضاف المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، أن إذا استمرت هذه الحرب التجارية، فقد تؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية، على سبيل المثال، قد تسعى المكسيك وكندا إلى تعزيز علاقاتهما مع الصين أو الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتمادهما على السوق الأمريكية، وأعرب الدكتور عطيف، عن اعتقاده أن الدول المتضررة من قرارات ترامب يمكن أن تتعاون مع الصين في إطار منظمة التجارة العالمية، الشيء الذي قد يضع ضغوطا قانونية على الولايات المتحدة، ما قد يزيد من تعقيد النزاع.

بداية لمرحلة جديدة من التوترات التجارية والسياسية

واختتم أستاذ العلاقات الدولية، هذه الخطوة الأمريكية قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التوترات التجارية والسياسية، ليس فقط مع المكسيك، ولكن أيضا مع كندا والصين، مشيرا إلى أن الواضح من خلال قرارات ترامب بشأن فرض الرسوم الجمركية على جيرانه، إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية، فقد نشهد إعادة هيكلة للنظام التجاري العالمي، مع زيادة في النزعات الحمائية، وتغير في أنماط التحالفات الاقتصادية الدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب اقتصادية حرب الرسوم الجمركية ترامب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة المكسيك كندا الصين أوامر ترامب التنفيذية التوترات التجاریة الولایات المتحدة العلاقات الدولیة على الواردات بفرض رسوم

إقرأ أيضاً:

الحرب التجارية تتصاعد.. الصين ترد برسوم مضادة على الواردات الأمريكية

أعلنت وزارة المالية الصينية، يوم الثلاثاء، فرض رسوم جمركية 10% على فول الصويا والذرة الرفيعة ولحوم الخنزير ولحوم البقر والمنتجات المائية والفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان الأميركية، فيما ستفرض رسوما جمركية 15% على واردات الدجاج والقمح والذرة والقطن الأميركية.

جاء ذلك بعد تعهد وزارة التجارة الصينية بالرد على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اليوم.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية عن إضافة 15 شركة أميركية إلى قائمة مراقبة الواردات، مشيرةً إلى أنه يحظر على المستوردين الصينيين بيع السلع ذات الاستخدام المزدوج المستوردة من هذه الشركات الأميركية، حيث تشكل تهديداً للأمن القومي للصين ولمصالحها، وفق وكالة "تاس".

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: مصر طرحت خطتها لإعمار غزة كبديل لخطة ترامب
  • الحرب التجارية اشتعلت.. وإطفاؤها يبدو صعباً!
  • بعد رد الصين وكندا بفرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية.. ما تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي؟
  • بعد رد الصين وكندا| تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي.. ماذا يحدث؟
  • الحرب التجارية تتصاعد.. الصين ترد برسوم مضادة على الواردات الأمريكية
  • أستاذ علاقات دولية: إعمار غزة يجب أن يكون بأيدي أبنائها لبناء وطنهم
  • أستاذ علاقات دولية: إعمار غزة يجب أن يكون بأيدي أبنائها لبناء وطنهم| فيديو
  • بعد فرض رسوم جمركية جديدة.. من المستفيد الأكبر من اشتعال الحرب التجارية؟ أمريكا أم الصين!!
  • ترامب: يعتزم فرض رسوم جمركية على الواردات الزراعية لأميركا
  • رداً على التصعيد التجاري.. الصين تهدد بفرض رسوم على الواردات الأمريكية