تعد العمرة من أعظم الشعائر الإسلامية، التي ترفع الدرجات وتُكفِّر السيئات، وتعم على المسلم بالخيرات، فما حكم تكرارها في اليوم الواحد، والسفر الواحد.

 

 ففي الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (متفق عليه).

العمرة: عبادة غير مؤقتة

على عكس الحج الذي له ميقات مكاني وزماني محدد لا يصح أداء المناسك إلا فيه، فإن العمرة لا تقتصر على وقت أو مكان معين. 

فهي عبادة غير محددة، وبالتالي يجوز تكرارها في أي وقت خلال العام. فقد أشار الإمام ابن قدامة رحمه الله في "المغني" إلى أنه "لا بأس أن يعتمر في السنة مرارًا"، كما أكد الإمام ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" أن حديث "العمرة إلى العمرة" يدل على استحباب الاستكثار من الاعتمار.

تكرار العمرة في السفر الواحد واليوم الواحد

يجوز للمسلم أن يؤدي العمرة في نفس السفر، بل ويستحب له تكرارها في اليوم الواحد على الراجح من أقوال الفقهاء. فقد ورد في الحديث الشريف: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابِعَةَ بَيْنَهُمَا تَنفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ" (أخرجه ابن ماجه). كما نقل الإمام ابن عبد البر رحمه الله عن جمهور العلماء جواز العمرة في أي وقت من السنة.

كيفية تكرار العمرة في السفر الواحد

لتكرار العمرة في نفس السفر، يجب على المسلم الخروج إلى أدنى الحِل خارج الحرم، مثل "التنعيم" أو "عرفات" أو "الجعرانة"، ثم يُحرِم بعمرة جديدة.

 وقد ورد في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ أمرها في العمرة أن تخرج إلى التنعيم وتُحرِم بالعمرة منه، حيث يعتبر التنعيم من أقرب مناطق الحل.

وفي الختام، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ورزقنا وإياكم الإخلاص والقبول. آمين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العمرة تكرار العمرة تكرار العمرة في السفر الواحد السفر الواحد النبي السفر الواحد العمرة فی

إقرأ أيضاً:

مستشار شيخ الأزهر: الإمام الأكبر وجه بإطلاق برامج لمواجهة الأفكار المتطرفة

عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين، ندوة تحت عنوان «من وإلى الأزهر.. وافدون ومبعثون» بحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، والدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، والدكتور عبدالمنعم العدوي، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، وأدار الندوة الدكتور محمد البحرواي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر.

تطوير الطلاب الوافدين

وقالت الدكتورة نهلة الصعيدي، إن الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مهتم بالناحية العلمية للطلاب الوافدين، لذا وجّه بعمل برنامج تصحيح الفكر، وبرنامج مواجهة الشبهات الإلحادية لتحصينهم من الأفكار الهدامة والمتطرفة، فضلا عن إنشاء برنامج دولي لتعليم اللغة العربية يضم 42 مركزًا حول العالم لنشر تعليم اللغة العربية، ما ييسر نشر صحيح الدين الإسلامي وفهمه دون تطرف أو تشدد.

وأشارت إلى أكاديمية تدريب تعليم الطلاب الوافدين، التي يتواجد فيها الكثير من المجالات كتحفيظ كتاب الله وتعليم الفنون المختلفة والخط العربي والتكنولوجيا، ما يعمل على تنمية مواهب الطلاب بإصقالها لتخريج طلاب متميزين في كل المجالات ينفعون أوطانهم ويسهمون في رسم مستقبلهم، مضيفة أن الأزهر يقدم خدمات جليلة للطلاب الوافدين، كما يعمل على تلبية طلباتهم، وتم لأول مرة إنشاء معهد خاص لطلاب الابتدائي الوافدين، فضلا عن مسابقات متميزة كمسابقة مئذنة الشعر التي استمرت لأربع أعوام وتنطلق في عامها الخامس قريبا، بالإضافة إلى ملتقى الطلاب الوافدين.

وتناولت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، جهود مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، مبينة أنه تم إنشاء العديد من الوحدات لتنظيم أمور الوافدين مثل وحدة الرعاية الطلابية، والتحول الرقمي، والتعاون الدولي، وغيرها من الوحدات، بالإضافة إلى إنشاء مكتب لتصديقات الوافدين لتسهيل الكثير من الإجراءات للطلاب، فكان الإصلاح علميا وإداريا وثقافيا؛ بما ييسر على الطلاب الوافدين إقامتهم ونهلهم من علوم الأزهر دون أي معوقات.

الأزهر يحمل رسالة الإسلام

وأوضح الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أن الأزهر مؤسسة عالمية لأنه يحمل رسالة الإسلام، لذلك لم يقصر يوما في رسالته، بالإضافة إلى أنه مؤسسة وطنية، فلا غلو فيه ولا تعصب، ويستخدم المنهج الأشعري، الذي لا يفرق بين أبناء الأمة فالسماحة هي سمته، لذلك أقبل الطلاب من كل أنحاء العالم على الأزهر، مبينا أنه تم فتح أكثر من 1250 رواقا على مستوى الجمهورية لينهل الجميع من علوم الأزهر، مضيفا أن الإمام الأكبر وجّه بفتح رواق للأزهر في الخارج ليتواجد الأزهر بعلومه ومعارفه ومناهجه داخل مصر وخارجها.

من جانبه، أوضح الدكتور عبدالمنعم العدوي، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، أن من أهم مميزات الأزهر القدرة المؤسسية على التطوير، إذ بدأ بالأروقة التي كان عددها 14 رواقا إلى أن وصلت إلى 40، وللطلاب الوافدين منها حظ كبير، فتواجد الطلاب الوافدين كان منذ بدايات الأروقة، فالأزهر فتح أبوابه للجميع منذ القدم وهذا ما أكسبه خبرات كبيرة في التعامل معهم وتطوير وجودهم في الأزهر.

وأضاف أن الأزهر اكتسب عالميته من منهجه الوسطي ومواقفه التاريخية؛ فطالما ساند المستضعفين والمظلومين، كما كان وجهة لأخذ الفتوى ومعلما لعلوم الشريعة واللغة العربية وغيرها من العلوم.

مقالات مشابهة

  • مستشار شيخ الأزهر: الإمام الأكبر وجه بإطلاق برامج لمواجهة الأفكار المتطرفة
  • عماد أبو غازي يوضح كواليس تأليف كتابه «من أوراق الإمام محمد عبده المجهولة»
  • حكم تكرار العمرة في السفر الواحد ونفس اليوم .. اعرف رأي الشرع
  • "أهل القِبْلَةِ كُلهم موحدون".. أبرز إصدارات جناح الأزهر بمعرض الكتاب
  • أشْرَاط وعلامات الساعة.. أحد علماء الأزهر يوضح
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزواره كتاب "أهل القِبْلَةِ كُلهم موحدون"
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم إصدار أهل القِبْلَةِ كُلهم موحدون
  • غرفة دمياط: إقامة معارض لدعم القطاعات والتوسع في" أهلًا رمضان واليوم الواحد"
  • رئيس غرفة دمياط: معارض متخصصة والتوسع في أهلا رمضان واليوم الواحد