تتركز المخاوف على تهديد الإرهاب في الساحل الغربي من أفريقيا، لكن الشرق يحبس أنفاسه ويخشى نافذة يلج منها الخطر للمنطقة غير المستقرة.

مخاوف عبّر عنها قائد برنامج أمن منظمة الأمن في شرق أفريقيا “إيغاد”، أبيب مولونه، الذي دق ناقوس الخطر في الشرق، في وقت تتركز فيه الأنظار على النيجر ومنطقة الساحل، والخشية من تهديد الإرهاب في هذه المنطقة.

وقال مولونه إن السلطة الحكومية في الدول الأعضاء في “إيغاد” “يجب أن تعمل بشكل جماعي وإيجاد حلول من أجل ردع تهديدات الإرهاب والصراعات التي تشهدها المنطقة”.
وتملك الدول الأعضاء في المنظمة ومنطقة القرن الأفريقي بشكل عام، الكثير من الموارد الطبيعية. لكن عدم الاستقرار وتهديدات الإرهاب وتغير المناخ تعد مشاكل رئيسية تؤثر على التنمية والأمن في هذا الموقع الاستراتيجي.

ويقول محللون إن الصراع وعدم الاستقرار في القرن الأفريقي يخلق ملاذاً آمناً للإرهابيين، ويفاقم التهديدات الإرهابية.

مولونه دعا أيضا إلى “بذل الجهود اللازمة لمعالجة النزاعات السائدة وعدم الاستقرار في المنطقة”.

الشرق يخشى الإرهاب

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، لفت قائد برنامج أمن منظمة الأمن في “إيغاد”، إلى أن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنشط في الصومال، وغيرها من الجماعات الإرهابية تتآمر لزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وأوضح أن أحد أسباب نشاط هذه الجماعات، “هو الصراعات المتكررة وعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة”.

وفي هذا الصدد، شدد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جماعية لردع تهديدات الإرهاب من خلال تطوير حل مستدام للصراعات المتزايدة في المنطقة.

ومضى قائلا “الشباب وداعش يعملان في المنطقة، وأحد أسباب ذلك هو وجود حكومة ضعيفة في الصومال التي كانت بمثابة ملاذ آمن للمجموعات الإرهابية. كما أن الهجرة من اليمن تتوسع إلى منطقتنا”.

المسؤول نفسه حذر أيضا من أن “الجماعات الإرهابية في سوريا تبحث عن ملاذ بعد هزيمتها”، مضيفا “هذا الملاذ متاح الآن في منطقة شرق أفريقيا. على سبيل المثال هناك تهديد في السودان”.

ونوّه بأنه “إذا لم يتم حل المشكلة في السودان، يمكن أن تستغل الجماعات الإرهابية الفراغ هناك”.

تركيز على الغرب

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتركز فيه الأنظار على منطقة غرب أفريقيا، إذ قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، إن الانقلاب الأخير في النيجر يضعف مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل حيث تصعّد الجماعات الإرهابية المسلحة نشاطها.

وتتنافس جماعات وتنظيمات إرهابية على النفوذ في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، خاصة بعد انسحاب القوات الأجنبية من المنطقة، وخاصة مثلث مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ووقعت معارك بين تنظيمات “داعش”، ونصرة الإسلام والمسلمين المكوّنة من اندماج 5 جماعات محلية تابعة لتنظيم القاعدة، الشهر الماضي، في مناطق تادنجدجورن وفتلي وهرارا في مالي على الحدود مع بوركينا فاسو،

وتعد هرارا مركزا مهما لـ”داعش” فيما يخص المواد اللوجستية والمصادر الغذائية والطبية.

كذلك اشتبك التنظيمان في معارك طاحنة في منطقة تيسيت، شمال شرقي مالي، وعدة مناطق في المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

العين الاخبارية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجماعات الإرهابیة فی منطقة

إقرأ أيضاً:

"انظروا إلينا نرقص".. رواية لـ"هشام النجار" في مواجهة التطرف والإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تظل المواجهة الفكرية ضد الجماعات الدينية المتطرفة هي المواجهة الأهم، لأن تحرير المجتمعات من الأفكار الرجعية والظلامية يعطي فرصة قوية لتعزيز التنمية الحقيقية والمستدامة، دون الخوف عليها من التخريب أو التدمير، وفي إطار هذه المواجهة الفكرية المطلوبة صدرت حديثا رواية "انظروا إلينا نرقص" للكاتب هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة. 

وخلافا لمؤلفاته السابقة المباشرة، يطرح النجار أفكاره حول التطرف من خلال عمل أدبي، في محاولة منه لإعطاء وجهات نظر متعددة للتداخل والتناقش، ومن بينها بالضرورة الصوت المخالف والصوت المتطرف، وهو ما يصنعه الأدب بامتياز، هو خلق بيئة منطقية لكل فكرة وكل وجهة نظر كي تتحرك من خلال منطقها الداخلي فيكتشفها القارئ ويتعرف عليها بسهولة.

في روايته "انظروا إلينا نرقص" عاد النجار إلى ما قبل يناير 2011 وصولا إلى 30 يونيو2013، متتبعا تنامي فكرة تأسيس تيار أو مركز للتنوير بين الشباب يتحرك داخل المجتمع، مشتبكا مع الحوادث الواقعية، مبتعدا عن نقاشات الورش والصالونات المغلقة التي تصنع من المثقفين أشخاصا منعزلين عن الحياة والواقع، وربما هو نوع من التعويل على حماس الشباب المثقف بدلا من كبار المثقفين المنعزلين عن الشعور بخطورة التطرف والرجعية على مجتمعنا.

يظهر هذا التفاعل من الممارسات الفعلية التي قام بها الشباب عندما خصصوا ندوة لمناقشة طلبة التيار الديني المتشدد في كلية الفنون الجميلة لتفنيد المقولات الكارثية حول تحريم الفن التشكيلي والنحت وحرمة التماثيل، وانتقالهم لمساندة الطلبة في حفل غنائي بكلية الصيدلة تعرضوا لهجوم من مجموعة الطلبة ذي التوجهات السلفية، أو الدفاع عن أحد المنتمين للجماعات الدينية ممن راجعوا أفكارهم واكتشفوا خطيئة ما يدعون الشباب إليه، عندما تعرض للهجوم من رفاقه القدامى.

ولأن مؤلف الرواية باحث متخصص في العالم الذي ارتبطت به روايته، فقد غلب على هذا العالم الروائي صوت الأفكار، وتحاورها، المناقشات الجدلية، تعمد الرد على الأفكار التخريبية للجماعات المتطرفة، والتركيز الواضح على أهمية إعداد تيار نشط يتولى مهمة إزاحة الأفكار التي زرعتها الجماعات الرجعية على مدى عقود طويلة أثرت في المجتمع المصري بشكل فعال وحاسم، وفي الوقت نفسه أظهر تخاذل رموز الجماعات الرجعية أمام المناقشات وأمام تدفق وقوة الحجج في المواجهة الفكرية، وأنهم دائما ما ينسحبون أو يتخلفون عن الحضور أو يلجؤون إلى العنف والتهديدات عندما يشعرون بالهزيمة.

أعطت الرواية مساحة لظهور وعرض شخصية رفاعي سرور وأبنائه، على ألسنة الشخصيات ونقشاتها، وهو الاسم الجهادي الذي ينوب عن سيد قطب في التنظير للتكفيريين، الملهم البديل لقطب كما تقول عنه الرواية، وكتابه الذي يحمل عنوان "عندما ترعى الذئاب الغنم"، الذي يتشابه في جوهره مع كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" في ضرورة تكفير الحكام ومحاربة الذين تكبروا في الأرض بغير حق وجعلوا أنفسهم أربابا.

وتعد رواية "انظروا إلينا نرقص" خطابا هادئا للشباب، تفتح معهم قضايا ونقاشات عامة، وأخرى متخصصة تثيرها الجماعات الدينية مثل الإخوان والسلفيين في الجامعات، أبرزها مفهوم الحرب والسلام في القرآن الكريم، الغزوات والمعارك في التاريخ الإسلامي، لذا فالرواية هي إيمان حقيقي بدور الكلمة في التغيير والمواجهة.

في نهايتها تمزج الرواية بروح متفائلة بين إنجاز فريق الشباب مركز التنوير، وهو المشروع الذي حلم وخطط له أحد أبطال الرواية مدفوعا بالثأر لأخيه الذي قُتل على يد الجماعات الإرهابية، وإنجاز على المستوى الشخصي بزواج زعيمي تأسيس الحركة، وإنجاز على المستوى الوطني بالموجة الجارفة للشعب المصري الذي خرجت تطالب برحيل جماعة الإخوان الإرهابية وضرورة إزاحتها عن الحكم، وهو وعي مصري عام بمدى خطورة الجماعة الإرهابية، عبرت عنه الرواية من خلال تفاعل الشباب بإيجابية في إطار المواجهة الفكرية.  

تنتهي الرواية بقيام ثورة شعبية ضد جماعة الإخوان الإرهابية لإزاحتها عن الحكم

مقالات مشابهة

  • إضاءات على تأسيس دولة كينيا … وحقيقة زنجبار !!
  • لأسباب تكتيكية.. هكذا تستخدم جماعات متشددة الانتحاريات
  • لأسباب تكتيكية وغيرها.. هكذا تستخدم جماعات متشددة الانتحاريات
  • ثروت الخرباوي: التطرف ليس من الإسلام في شيء
  • لأسباب تكتيكية وغيرها.. هكذا تستخدم جماعات متشددة نساء انتحاريات
  • ثروت الخرباوي: منتخب العالم للإرهاب يرتدي العالم ثياب الإسلام ويتسلل لإفريقيا
  • 30 يونيو | باحث: الجماعة الإرهابية ماتت إكلينيكيًا
  • انهيار مجموعة الساحل الخمسة.. هل يفتح الباب لتصاعد الإرهاب في أفريقيا؟
  • "انظروا إلينا نرقص".. رواية لـ"هشام النجار" في مواجهة التطرف والإرهاب
  • باكستان تحث أفغانستان على التعاون في مكافحة الإرهاب