تنور “شام”… مشروع منكه برائحة الأرض لجريح الوطن حسام جنيدي
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
طرطوس-سانا
على الطريق الواصل بين محافظات “حماة وحمص وطرطوس” وعلى قمة جبلية عالية ترصد جمال الطبيعة في مشتى الحلو بريف طرطوس، تفوح رائحة فطائر تنور “شام” الذي أسسه جريح الوطن حسام جنيدي الذي يؤمن من خلاله مصدر رزقه.
الجريح جنيدي الذي أمضى سنوات طويلةً في صفوف الجيش العربي السوري تعرض لإصابات عدة بمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة، عانى خلالها آلاماً كثيرةً وصلت حد العجز واستخدام الكرسي المتحرك وبعده العكازات، لكنها لم تمنعه حسب تعبيره من النهوض من جديد والتمسك بإرادة الحياة والتفكير بالمستقبل له ولعائلته، الذي لطالما كان مشرقاً بنظره رغم كثرة الجراح وعمقها.
بداية العمل بالمشروع كانت قبل ثلاث سنوات، كما أوضح خلال حديثه لمراسل سانا ، حيث إنه اختار هذا العمل لأنه يناسب وضعه الصحي لعدم قدرته على القيام بأعمال مجهدة، مبيناً أنه قام بنفسه بتطويع الحجارة في المكان الذي اختاره لإقامة المشروع، وأنه بدأ بتنور واحد وطاولة وخيمة مصنوعة من القصب.
وسرعان ما اكتسب جنيدي ثقة أهل البلدة لكون المعجنات التي يقدمها مصنوعةً يدوياً بالكامل وامتازت بنكهة خاصة معشقة برائحة أعواد الغار والبلوط والسنديان، مشيراً إلى أن المواد الأولية والخلطات يتم تجهيزها في المنزل بمساعدة والدته، إضافةً إلى الخضراوات التي يتم جني قسم منها من أرضه والباقي من السوق المحلي.
اللقمة الطيبة والكلمة الجميلة والابتسامة التي لا تفارق وجه جنيدي عوامل ساعدت على نجاح مشروعه وجذب الزوار والزبائن من مناطق مختلفة لتذوق المعجنات بأنواعها، ما دفعه إلى إنشاء تنور آخر وتوسيع عدد الطاولات لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزبائن وتجنباً للازدحام، ما وفر فرص عمل لأربع عائلات تعمل معه.
توسع عمل التنور والصدى الجميل الذي وصل إليه يعودان لدعم أهل منطقة مشتى الحلو والقرى المجاورة له وجميع من يزور المشروع، حيث بين جنيدي أن التفاصيل الصغيرة التي بني بها التنور كالبساطة والهدوء والجو العائلي إضافةً إلى تناول الطعام المصنوع بمكونات طبيعية والمجبول بالمحبة والابتسامة التي ترافقهم جميعاً، هي عوامل أساسية في النجاح والاستمرار.
مشاعر الفرح التي تغمر جنيدي اليوم بنجاح مشروعه دفعته لدعوة رفاقه الجرحى إلى زيارته في مشروعه، موجهاً رسالةً لهم بعدم الاستسلام للجراح والسعي إلى مواجهة تحديات الحياة وظروفها والعودة للعمل والبناء، فالوطن الذي بذلوا من أجله الدماء مازال ينتظر منهم العودة للحياة والعمل.
ذو الفقار أبو غبرا
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
“ساكنة دوار الويز ببوسكورة تواجه خطر فقدان حقوقها بعد دخول آليات الحفر إلى أراضيهم”
بقلم: شعيب متوكل
إن سكان بعض الدواوير بضواحي مدينة الدار البيضاء، يعيشون معاناة حقيقية، ناتجة عن مواصلة السلطات الإدارية سعيها الممنهج لإفراغهم من مساكنهم لفائدة شركات مجهولة، دون تمكينهم من أي تعويض كفيل بتوفير حقهم المشروع في السكن اللائق أولا ، وفي ثمن أرضهم التي سكنوها لعقود طويلة.
ويتعلق الأمر بسكان دوار لويز بعمالة النواصر بوسكورة. حيث تم هدم منازلهم التي بنوها فوق أرض مملوكة لهم، مقابل الحصول على شقة بثمن 100000درهم .كما وعدوهم بالحصول على ثمن كل بقعة يملك صاحبها شهادة الملكية. فتوافق الطرفان على ذلك.
إلا أن الساكنة تتفاجئ يومه الأحد 29 دجنبر 2024 , من قدوم آليات للحفر وشاحنات دخلت الأرض وابتدأت التهيئة لإنشاء سور حديدي عليها. دون استشارت أصحابها الذين ينتظرون بيع أرضهم وأخذ ثمنها كما جرى الاتفاق.
خاصة وأن من بين الساكنة فئة قليلة حرمت من حق الاستفادة من الشقة السكنية لأسباب مجهولة ولا زالت تنتظر التسوية.
وربطت ساكنة دوار الويز الاتصال بالسيد قائد المنطقة من أجل الاستفسار عن الأمر فكان جوابه غير مقنع لهم.
وتطالب الساكنة بالتدخل العاجل من السيد عامل الإقليم، من أجل وضع حد فوري لكل المناورات الساعية لتسليم الأرض لشركة مجهولة قبل دفع ثمنها لأصحابها، الذين تم تهجيرهم منها كرها، كما تطالب الساكنة من تمكين الأسر التي تم حرمانها من دوار اللويز من الشقة السكنية لأسباب غير معلومة.
وتحذر الساكنة من أي إجراء يقضي بتسليم الأرض إلى أي شركة قبل قبضهم ثمنها. لأن هذا سيؤدي إلا توتر الأوضاع بينهم وبين ومن سيدخل إلى الأرض.