تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس الأنبا فيلوباتير، أسقف إيبارشية أبوقرقاص، القداس الإلهي بكنيسة الشهيد أبي سيفين بقرية أبيوها، مركز أبوقرقاص، كما كام بتدشين عددًا من الأواني لخدمة المذبح بالكنيسة ذاتها.

كما ترأس صلوات رسامة عدد من أبناء الكنيسة شمامسة في رتبي أبصالتس "مرتل" وأغنسطس "قارئ".

شارك في الصلوات كاهن الكنيسة، وعدد من الآباء كهنة الإيبارشية، وخورس الشمامسة، وأعداد كبيرة من شعب الكنيسة.

وجدير بالذكر، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستعد لبدء صوم "يونان" لعام 2025، المعروف بـ"صوم أهل نينوى"، أحد أصوام الدرجة الأولى، ويتميز بعمقه الروحي ورسالته المرتبطة بالتوبة، حيث يبدأ الصوم يوم الإثنين الموافق 10 فبراير، ويستمر حتى الأربعاء 12 فبراير، ويكون الفصح الخميس الموافق 13 فبراير.
.
ويلتزم الأقباط  بالامتناع عن تناول الأطعمة الحيوانية ومنتجاتها، بالإضافة إلى الالتزام بفترات انقطاع أطول عن الطعام، كتعبير عن التوبة والانضباط الروحي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانبا فيلوباتير كنيسة الشهيد أبي سيفين شمامسة

إقرأ أيضاً:

حوار الفكر الروحي- تأملات في تاريخ التصوف وتطوره

في غرفة بالكلوب هاوس، حيث يجتمع الأصدقاء ويتبادلون الأفكار في ساحة من النقاشات الحيوية والحوارات الهادفة، طرحت هذا الموضوع في إحدى الجلسات، وقد لقي اهتمامًا طيبًا من الحضور. يتناول هذا الطرح تاريخ التصوف في العالم الإسلامي وتطوره، بدءًا من عصر النبي محمد (ﷺ) وصولًا إلى العصور الحديثة، حيث نستعرض تأثيراته في الفكر الإسلامي وتفاعله مع الفلسفات والعقائد الأخرى. كان النقاش محوريًا في تسليط الضوء على العلاقة بين التصوف وعلم الكلام، وكيف أن التصوف قد تطور من ممارسات فردية إلى حركة فلسفية منظمة، ساهمت في إثراء الفكر الديني والفلسفي في العالم الإسلامي.

أملنا أن يكون هذا البحث جديرًا بالاهتمام من قِبل الأصدقاء هنا، وأن يضيف عمقًا إضافيًا للنقاشات التي تتم في هذه الغرفة المميزة.
رؤية مرجعية معاصرة للتصوف بعد دولة المدينة المنورة
التصوف هو أحد جوانب الحياة الروحية في الإسلام، الذي يركز على تنقية النفس وتزكيتها، والابتعاد عن الشهوات الدنيوية في سبيل القرب من الله تعالى. على الرغم من أن التصوف كما نعرفه اليوم لم يكن موجودًا بتلك الصورة الواضحة في عصر النبوة، فإن جذوره موجودة في ممارسات النبي محمد ﷺ وأصحابه. وفي هذا المقال، سنتناول تطور التصوف بعد فترة المدينة المنورة، وكيف نما وتوسع في العصور اللاحقة.
التصوف في عصر النبي ﷺ
قبل الحديث عن ظهور التصوف في الفترات اللاحقة، من الضروري التأكيد على أن النبي ﷺ كان يمثل نموذجًا للمسلم الزاهد، الذي يبتعد عن الدنيا في سبيل مرضاة الله. فعلى الرغم من أن المصطلح نفسه "تصوف" لم يكن مستخدمًا في عصر النبوة، إلا أن حياة النبي ﷺ وممارساته الروحية، مثل عبادته الطويلة في غار حراء، وزهده في الحياة، تمثل المبادئ الأساسية التي سيبني عليها المتصوفة في المستقبل. إذن، يمكن القول أن التصوف نشأ من خلال سعي الصحابة رضي الله عنهم للاقتداء بسلوك النبي ﷺ في التقوى والتجرد عن الدنيا.
التصوف بعد دولة المدينة المنورة
بعد وفاة النبي ﷺ، وتوسع الدولة الإسلامية إلى مساحات واسعة من الأراضي، بدأ بعض المسلمين يشعرون بتغيرات اجتماعية وسياسية كبيرة. فبعد دولة المدينة المنورة، والتي كانت بمثابة "دولة المؤمنين" التي قادها النبي ﷺ، كانت الفتوحات وتوسع الدولة هي الشاغل الرئيسي للعديد من المسلمين. ومع هذه التغيرات، ظهرت رغبة في العودة إلى روحانية الإسلام الأولى من خلال الزهد والتقوى بعيدًا عن صخب السياسة والفتوحات.
ومع مرور الوقت، بدأ بعض الصحابة والتابعين يميلون إلى حياة الزهد والتأمل، بعيدًا عن الانشغال بمشاكل السياسة والسلطة. هنا بدأت ملامح التصوف تظهر أكثر بوضوح، كحركة روحانية تهدف إلى تهذيب النفس، وتعميق العلاقة بالله.
الصحابة والتابعون وتأثيرهم في التصوف
من بين الشخصيات التي كان لها تأثير كبير في تشكيل التصوف في هذه الفترة، يمكننا أن نذكر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، الذي دعا إلى التقشف وترك الزخرف والترف، وعبد الله بن عمر، الذي كان معروفًا بزهده الشديد. أما في صفوف التابعين، فقد كان الحسن البصري من أوائل الذين وضحوا مفهوم الزهد، وأسسوا أفكارًا كانت قريبة من التصوف.
المجتمع المديني في تلك الفترة لم يكن يرفض التصوف بقدر ما كان مشغولًا بالقضايا الفقهية والسياسية التي كانت تشغل المسلمين، مما سمح للتصوف بالنمو تدريجيًا بين الأفراد الذين أرادوا الانعزال عن ضغوط الحياة العامة.
التصوف في العصرين الأموي والعباسي
التصوف في العصر الأموي
مع انتقال العاصمة الإسلامية إلى دمشق في العصر الأموي (661-750م)، بدأ التصوف يبرز كحركة روحية مستقلة. في هذا العصر، لم تكن هناك طرق صوفية منظمة، ولكن التصوف كان يأخذ شكل الزهد الفردي والتقشف كرد فعل على المادية التي سادت البلاط الأموي.
الشخصيات البارزة في هذه الفترة مثل الحسن البصري ورابعة العدوية (التي أسست مفهوم "الحب الإلهي") شكلت الأسس الأولى للفكر الصوفي، الذي تميز بالحب الإلهي والتعبّد كوسيلة للتقرب إلى الله، بعيدًا عن السياسة والمصالح الدنيوية.

التصوف في العصر العباسي
مع قيام الدولة العباسية (750-1258م)، تطور التصوف بشكل كبير. فقد أدخل العباسيون بعض الفلسفات الشرقية والفارسية، مما أثر في الفكر الصوفي بشكل ملحوظ. وبدأت تظهر طرق صوفية منظمة، تأسست حول شخصيات صوفية بارزة مثل الجنيد البغدادي والحلاج، اللذين أسسا لطرق وطرائق جديدة في التصوف.
في هذه الفترة، تميز التصوف بتوجه أكثر فلسفيًا، حيث بدأ بعض المتصوفة يتبنون مفاهيم متقدمة مثل "المعرفة اللدنية" و"الفناء في الله". وكان لبعض الصوفيين مثل ذو النون المصري تأثير كبير في تطور التصوف إلى ممارسات أكثر تعقيدًا.
العلاقة بين التصوف وعلم الكلام
في القرنين الثالث والرابع الهجريين (9-10م)، بدأ التصوف يتأثر بعلم الكلام، الذي كان يركز على قضايا العقيدة، مثل التوحيد، والعدل الإلهي، والقدر. بدأ بعض المتصوفة، مثل الجنيد البغدادي، في استخدام مفاهيم كلامية من أجل تفسير بعض الجوانب الروحية في التصوف، حيث جمعوا بين الشريعة والتصوف والكلام.
التأثيرات الفلسفية والعلمية
مع دخول الفكر الفلسفي اليوناني والفارسي إلى العالم الإسلامي في العصر العباسي، بدأ الصوفيون يدمجون هذه الفلسفات مع أفكارهم الروحية. مثلًا، السهروردي كان قد أسس فلسفة الإشراق، التي جمعت بين التصوف والفلسفة. بالإضافة إلى ذلك، كان للصوفية تأثير على الشعر والفن، حيث أدخلوا مفاهيم الحب الإلهي والتجربة الروحية في أعمالهم الأدبية والفنية.
الردود والانتقادات على التصوف
بالرغم من الانتشار الواسع للتصوف، فقد واجه هذا الفكر العديد من الانتقادات. بعض العلماء الفقهاء مثل الإمام مالك كانوا يرون في التصوف نوعًا من الغلو والتطرف، خصوصًا عندما يتجاوز التصوف حدود الشريعة أو يعارضها. ومن أبرز القضايا التي كانت مثار جدل، تلك الممارسات التي اعتبرها البعض ابتكارًا في الدين، مثل فكرة وحدة الوجود التي تبناها ابن عربي.

التصوف هو أحد التيارات الروحية المهمة التي تطورت في العالم الإسلامي بعد عصر المدينة المنورة. على الرغم من أن التصوف بدأ كحالة فردية من الزهد والعبادة، إلا أنه تطور ليصبح مذهبًا روحيًا وعقائديًا مع مرور الزمن. ومن خلال تأثير الصحابة والتابعين، ثم توسع التصوف في العصور الأموية والعباسية، أصبح التصوف أحد مكونات الثقافة الإسلامية التي أثرت على الفكر الفلسفي، الشعري، والتشريعي.
التصوف كان دائمًا حوارًا بين الروح والشريعة، بين الزهد والفكر، وبين العاطفة والحكمة. ورغم ما واجهه من انتقادات، فإنه لا يزال يشكل جزءًا هامًا من الهوية الروحية للمسلمين اليوم.
التصوف في العصر الأموي (661-750م)
بعد انتقال عاصمة الدولة الإسلامية إلى دمشق في العصر الأموي، بدأ التصوف يتبلور كممارسة فردية في مواجهة الترف والمادية التي سادت في البلاط الأموي. كان هناك العديد من الزهاد الذين عارضوا الفساد الاجتماعي ورفضوا الرفاهية. من أبرز هذه الشخصيات:

الحسن البصري: دعا إلى الزهد وعاش حياة بسيطة بعيدة عن المبالغة والترف.
رابعة العدوية: تعتبر من الأوائل الذين أسسوا التصوف العاطفي المرتكز على الحب الإلهي.
في العصر الأموي، لم يكن هناك تنظيم لطرق صوفية، بل كانت التصوف عبارة عن نزعات فردية تركز على العبادة والزهدم دون الانخراط في المسائل السياسية.
التصوف في العصر العباسي (750-1258م)
مع بداية العصر العباسي وانتقال السلطة إلى بغداد، تطور التصوف بشكل أكبر وأصبح أكثر تنظيمًا. تأثر التصوف في هذه الفترة بالفلسفات الشرقية والهندية والفارسية، وبدأ المتصوفة ينشئون مدارس وطرقًا خاصة بهم.
الجنيد البغدادي: أسس تصوفًا معتدلاً، جمع فيه بين الشريعة والتصوف.
الحلاج: دعا إلى وحدة الوجود، مما جعل موقفه مثيرًا للجدل ونتج عنه اضطهاده.
الشيخ عبد القادر الجيلاني: أسس الطريقة القادرية وأصبح له تأثير كبير على المجتمع الإسلامي.
تأثرت الحركة الصوفية بشكل كبير بالفكر الفلسفي، خاصة بعد دخول الفلسفات اليونانية والفارسية، وأصبح التصوف مزيجًا من العبادة الروحية والفلسفة العقلية.
التصوف وعلاقته بعلم الكلام
في القرنين الثالث والرابع الهجريين، بدأ التصوف يتفاعل مع علم الكلام، وهو علم يبحث في قضايا العقيدة الإسلامية مثل التوحيد والعدل الإلهي. كان التصوف قد بدأ يواجه تحديات عقلية من علماء الكلام، مثل المعتزلة والأشاعرة. وأدى ذلك إلى:
الجنيد البغدادي: قدم مدرسة جمعت بين الشريعة والكلام والعرفان الصوفي.
الغزالي: حاول التوفيق بين التصوف وعلم الكلام الأشعري في كتابه "إحياء علوم الدين".
كما أن بعض المتصوفة مثل ابن عربي طوروا مفاهيم جديدة مثل وحدة الوجود التي أثارت الجدل بين الفلاسفة والعلماء المتكلمين.
التصوف في العصور التالية (القرون المتأخرة)
مع مرور الزمن، تطور التصوف وأصبح له مدارس وطرق متعددة. أشهر هذه الطرق:
الطريقة القادرية- التي أسسها عبد القادر الجيلاني.
الطريقة النقشبندية- التي أسسها بهاء الدين نقشبند.
الطريقة الشاذلية- التي أسسها أبو الحسن الشاذلي.
التصوف أصبح جزءًا أساسيًا في الثقافة الإسلامية، وله تأثير عميق في الشعر والفن والسياسة. في بعض الأحيان كان التصوف يتماشى مع السلطة السياسية، وفي أوقات أخرى كان يشكل تحديًا للسلطة كما في حالة الحلاج.

التصوف تطور من ممارسات فردية في عصر الصحابة إلى حركة فلسفية وروحية منظمة في العصر العباسي. في البداية كان التصوف مجرد تعبير عن الزهد والتقوى، لكنه تطور ليصبح نظامًا فكريًا يمزج بين الروحانيات والعقلانية الفلسفية. العلاقة بين التصوف وعلم الكلام كانت حيوية، حيث دفع المتصوفة إلى تفسير مفاهيمهم الروحية باستخدام المنطق العقلي، مما أدى إلى ظهور مدارس فكرية جديدة داخل التصوف.
بالرغم من ذلك، يظل التصوف حركة روحية تسعى لتطهير النفس والتقرب إلى الله بعيدًا عن الماديات والصراعات الدنيوية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • حوار الفكر الروحي- تأملات في تاريخ التصوف وتطوره
  • الأنبا دانيال يستقبل رفات القديس منصور دي بول بكنيسة السيدة العذراء بصدفا
  • الأنبا نوفير يصلي القداس الإلهي بمشاركة آباء الكنيسة وكهنة الإيبارشية
  • محافظ قنا يشهد توقيع عقود استثمار وحدات المجمع الصناعي بأبو تشت
  • قطعة أرض تتسبب فى مشاجرة وإصابة شخصين بأبو النمرس
  • الكنيسة القبطية تشارك في حفل إفطار السفارة المصرية بأبيدچان
  • الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل ترأس السيسي قمة فلسطين
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يعطي ترخيصا لخادم علماني بكنيسة منوف| صور
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يعطي ترخيصًا لخادم علماني بكنيسة منوف
  • وزير الداخليّة ترأس إجتماعاً... وتشديدٌ على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية