جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@00:54:57 GMT

غزة تنتصر على الإبادة والتهجير

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

غزة تنتصر على الإبادة والتهجير

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

لم تكتفِ غزة العزة بإفشال مخطط العدو للإبادة والتهجير؛ بل علَّمت العدو والعالم كيف تنتصر الإرادة على الطغيان والجبروت، وكيف تنتصر قوة العقل على قوة السلاح، وكيف ينتصر الإيمان على الكُفر والبغي والعدوان.

فصائل المقاومة بغزة العزة لم تكن تدافع عن كرامة وحق الفلسطيني؛ بل كانت تدافع عن كرامة الأمة العربية والفطرة الإنسانية السويَّة.

غزة انتصرت، لأنها أفشلت مخطط العدو المتمثل في الإبادة والتهجير؛ فهذا المخطط كان يعني للعدو بسط قدميه وإعلان سيادته الإقليمية المُطلقة، وقيادته القسرية للأمة العربية وتقرير مستقبلها ومصيرها.

غزة انتصرت لأنها شغلت الإقليم والوطن العربي والعالم بقضية فلسطين مُجددًا، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من مُخطط نسيان عنوانه "المبادرة العربية" و"حل الدولتين"، الذي يعني دولة احتلال صهيوني وصيَّة على شبه دولة تُسمى دولة فلسطين، دولة منزوعة السلاح والسيادة والكرامة.

غزة انتصرت لأنها أعادت خيار البندقية إلى جوار غصن الزيتون مُجددًا، وجعلت مفهوم حل الدولتين يعني تحرير جُغرافية مُهمة من فلسطين المحتلة، وتوسعة رقعة المقاومة ومنتسبيها مستقبلًا تمهيدًا للتحرير الشامل والكامل.

غزة انتصرت لأنها برهنت على أن فلسطين لم تدن للمحتل، وما زالت مُقاوِمة وعصيَّة على الاحتلال، وأن التطبيع مع العدو هو إقرار له بالاحتلال الناعم والاختراق العنيف والاستباحة لكل مُطبِّع.

غزة انتصرت لأنها برهنت للأمة أن فلسطين هي الخندق الأول للصراع مع العدو، وأن تحرير فلسطين يعني تحرير الأمة العربية من أغلال وثقافة "وعد بلفور" و"سايكس- بيكو".

غزة انتصرت لأنها أجبرت العالم على الخروج للشارع ومؤازرتها ونصرتها، وكشفت للعالم زيف السرديات التي تَستَّر بها وخلفها العدو لأكثر من سبعة عقود لتمرير مشروعيته التاريخية المزعومة بأرض فلسطين.

غزة انتصرت لأنها أعطت الحق والمشروعية لأحرار العالم لمُقاضاة الكيان الصهيوني وقادته، واعتبارهم بُغاة ومحتلين ومُجرمي حرب ولأول مرة، بعد أن كانوا يُسوِّقون أنفسهم "ضحايا" تاريخيين، وحِملان وديعة وسط بحر من الكراهية والعداء العربي!

غزة انتصرت لأنها أحْيَت فضيلة النضال وفريضة الجهاد الحقيقي، بعد عقود من تزييف الوعي وتغييب العقل العربي وحشوه بشعارات وتبريرات مُستعارَة ومُزيَّفة.

غزة انتصرت لأنها أسقطت السرديات التي تستر خلفها العدو ورعاته وسكبها في العقل العربي المعاصر لتبرير الاحتلال وتمرير التطبيع كقضاءٍ وقدرٍ.

غزة انتصرت لأنها برهنت للعقل العربي المُحاصَر أن الصراع مع العدو صراع وجود لا صراع حدود، وأن الصراع صراع إرادات لا صراع دبابات، وأن الانتصار بفلسطين يعني استقلال حقيقي وغير منقوص لكافة الأقطار العربية.

غزة انتصرت لأنها برهنت مصداقية التاريخ بأن المَدَنِيَّة لا تَهزِم حضارةً، مهما بلغت المَدَنِيَّة من قوة مادية؛ لأن الحضارة أعمق، ويتسلح أبناؤها بالصبر العظيم دائمًا.

غزة انتصرت لأنها بيَّنت للأُمَّة العربية والعالم أن الكيان الصهيوني ليس كيان سياسي يكتفي وينحسر خَطَرُهُ وتتوقف شروره بالتطبيع؛ بل إنه مشروع استثماري غربي احتلالي لإذلال الأمة العربية وطمس هويتها والتجاسر على ثوابتها، لمنعها من التطور والتنمية والوحدة واكتساب أسباب القوة والمكانة اللائقة بين الأمم.

قبل اللقاء.. عندما يُصبح في كل بيتٍ فلسطينيٍّ شهيدٌ، وحين يتنافس كل بيت فلسطيني على تقديم شهيد أو أسير أو مُبعَد، كوسامِ فخرٍ له، حينها فقط يعلم العالم بوجودِ حقٍ عربيٍّ تاريخيٍّ اسمه فلسطين، وشعب فلسطيني يُناضل بجبروت في سبيل هذا الحق حتى مطلع الفجر.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جرائم مروعة بغزة.. قنابل العدو الصهيوني تقذف طفلا وأشلاء شقيقته لمنزل مجاور

 

الثورة نت/

في مشهدٍ مروع، وثّق ناشطون وصحفيون فلسطينيون فيديو لأطفالٍ تطايرت أجسادهم إلى سطح أحد المنازل بفعل قصف عنيف نفذه جيش العدو الإسرائيلي على حي اليرموك وسط مدينة غزة، مستخدمًا قنابل شديدة الانفجار.

وأظهر الفيديو الذي تداوله ناشطون على مواقع التواصل، أطفالا مصابون وأشلاء لآخرين فوق سطح أحد المباني المجاورة للمبنى المستهدف، في مشهد يُجسّد أبشع صور الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر 2023.

وكان من بين المشاهد الأكثر قسوة، وفق وكالة الاناضول، ما تبقى من جسد طفلة صغيرة قُذفت إلى سطح منزل مجاور جراء القصف، نصف جسدها فقط كان واضحًا، وقد التصق بالخرسانة والدماء.

كانت الفتاة الصغيرة ترتدي ثوبًا ورديًا ملطخًا بالتراب والرماد، فيما راحت خصلات شعرها تتحرك مع موجات الغبار التي أثارها القصف المروع. وعلى بُعد أمتار، كان طفل آخر مصاب قد قُذف هو أيضًا إلى السطح ذاته، والدماء تنزف من رأسه.

الطفل كان يستغيث بصوت متعب طلبًا للنجدة، فيما كانت والدته تصرخ وتبحث عنه بين الركام، بعدما فقدت زوجها وأطفاله الآخرين بالقصف ذاته.

لم تكن تعلم أنه لا يزال على قيد الحياة، مستلقيًا فوق منزل جيرانهم في وضع صحي ونفسي صعب، لكنه كان أملها الوحيد بعد فقدان ما تبقى من أطفالها، إضافة إلى بقية أفراد أسرتها شقيقها وشقيقتها.

نسيبة شحتو، والدة الطفل المصاب تحدثت لوكالة الأناضول وهي بحالة صعبة، قالت إن القصف الإسرائيلي دمّر منزل العائلة بالكامل، وقتل زوجها وأطفالها، ولم ينجُ من العائلة سوى طفل واحد قُذف بفعل الانفجار إلى سطح منزل مجاور.

وأضافت وهي تحاول تماسك نفسها “جميع من بالبيت قضوا، زوجي وأطفالي وأخي وأطفاله وأختي وأطفالها، لم يبق سوى طفل واحد، طار من قوة الانفجار على سطح الجيران، الحمد لله وجدناه حيا، لكن حالته خطيرة”.

وتابعت: “الانفجار كان قويا جدًا، لم يتبق البيت شيء من البيت، عشرة أطفال من العائلة كانوا في البيت وقت القصف، الكل طار، الكل كان يصرخ.. نجونا أنا وابني الوحيد”.

وذكر شهود عيان أن الانفجار الذي وقع كان قوياً جداً، معتقدين بإلقاء جيش العدو الإسرائيلي قنابل شديدة الانفجار والتدمير، ما أدى إلى تدمير المنزل فوق رؤوس ساكنيه، ودفعت قوته بأجساد الضحايا إلى عشرات الأمتار، بينهم أطفال قُذفوا إلى الطوابق العليا من المباني المجاورة.

وفي 23 أكتوبر 2024 كشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية عن استخدام جيش العدو الإسرائيلي قنابل شديدة التدمير من نوع “مارك84” أمريكية الصنع.

وواصلت الأم المكلومة حديثها من أمام أحد المستشفيات بمدينة غزة: “ابني اسمه علي فرج، حالياً في غرفة العمليات، أُصيب في بطنه، أجروا له عملية صعبة”.

وناشدت السيدة الفلسطينية العالم بوقف الإبادة، وقالت بنداء مؤلم: “أنقذوا ما تبقى من شعبنا، لا تريد أن نخسر المزيد (..) نحن بشر، تعبنا من الدمار والموت”.

وفي 24 مارس، قالت وزارة الصحة بغزة إن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال الإبادة الجماعية على مدار 19 شهرا (حتى 23 مارس) بلغ نحو 15 ألفا و613 طفلا، وهو ما يشكل 31 بالمئة من إجمالي القتلى في حينه.

ولم تشر الوزارة إلى عدد الأطفال والنساء الذين قتلوا منذ استئناف العدو الاسرائيلي الإبادة الجماعية في 18 مارس، والتي أسفرت حتى ظهر الخميس عن مقتل 1928 وأصابت 5055 آخرون معظمهم من النساء والاطفال، وفق أحدث بياناتها.

ويخضع أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة لحصار خانق، في ظل شلل تام في المرافق الصحية والخدمات الأساسية، واستمرار إغلاق المعابر لليوم الـ55 على التوالي، ما يُفاقم من حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع.

مقالات مشابهة

  • أدان الإبادة ورفض التجويع والتهجير.. الكوفية الفلسطينية حاضرة في جنازة بابا الفاتيكان ردا للجميل
  • شهداء وجرحى في اليوم الـ 40 لتجدد حرب الإبادة الصهيونية على غزة
  • مبادرة نوبل للمرأة تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة وتتضامن مع فلسطين
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين بغزة إلى 212 شهيداً
  • جرائم مروعة بغزة.. قنابل العدو الصهيوني تقذف طفلا وأشلاء شقيقته لمنزل مجاور
  • “حماس”: تصريحات نتنياهو تكريس لنهج “الإبادة الجماعية”
  • السيد القائد: نفذنا هذا الأسبوع 7 عمليات في فلسطين المحتلة و9 في البحر والموقف العسكري ضد العدو في تصاعد
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدعو للمشاركة في يوم الغضب العالمي ومحاصرة السفارات الأمريكية
  • قائد أنصار الله يهاجم الصمت العربي الرسمي ويحذر من مخططات “إسرائيلية” لاستهداف الأقصى
  • السيد القائد : العدو الإسرائيلي يعتمد على التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة للشعب الفلسطيني