رغم الإجماع العربي «السُّداسي» على الرفض القطعيّ لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، يبدو إصرار «ترامب» والذين معه، من القوى الاستعمارية القديمة «المُطَعَّمة صهيونيًّا»، على عدم التراجع عن مخططات التهجير، لإحداث تغيير في خارطة الشرق الأوسط.
خلال الأيام الماضية، لم ينقطع الحديث عن «مخططات» الرئيس الأمريكي، بفرض مشاريعه الاستعمارية، خصوصًا ما يتعلق بترحيل شعب غزة إلى مصر والأردن، وفقًا للمشروع «الصهيوني» ـ الاستراتيجي العقائدي ـ بعد تدمير القطاع، والعدوان على لبنان، وإسقاط «نظام الأسد» في دمشق، ومحاصَرة طهران!
منذ عودته مرة أخرى، إلى البيت الأبيض، لم تتغير عقلية «ترامب»، و«أوهامه» بالتحكم في البشرية، إذ يعتقد أن ما يقوله هو الحقيقة المطلقة، وأن توقعاته للمستقبل هي نبوءات ثابتة ستتحقق رغم أنف الجميع، فنراه يرسم خرائط العالم المستقبلية، ومحاولته التحكم في مصائر الشعوب، وترويج مخططاته لإعادة توزيع البشر وأماكن إقامتهم، وكذلك تحديد مستقبل الأمم وتقرير مصائرها بدلًا عن الأنطمة والحكومات!
ربما لا يعي «ترامب» والذين معه، أن معظم مَن حكموا «الدولة العبرية»، جاءوا إلى فلسطين التاريخية، ثم استولوا على أراضيها وقتلوا شعبها، بعد ان أسسوا تنظيماتهم الإرهابية وعصابات القتل، مثل «هاجانا وشتيرن وأرجون».
لذلك، عندما يستقبل الرئيس الأمريكي، «الصهيوني المهاجر» بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، نرجو ألا يتغافلان عن أن الحل الجذريّ لأزمة الشرق الأوسط، يتمثل في إعادة يهود المستوطنات إلى الدول التي جاءوا منها، وإن لم يتسنَّ ذلك، فما على «ترامب» إلا ان يستضيفهم في «جرينلاند» أو «آلاسكا»، أو أي مكان آخر يخطط ضمه إلى أمريكا!
لقد أثبتت الولايات المتحدة ـ بكل حكامها من الأفيال والحمير ـ أنها في خدمة «الصهيونية العالمية»، ولذلك لا نبالغ عندما نقول إن مآل ملف التهجير لأهالي غزة، سيكون المعيار الحاسم، لبقاء القضية الفلسطينية حيَّة أو تصفيتها، كما سيكون عاملًا إضافيًّا لترسيخ وتعزيز قوة ونفوذ أمريكا، أو مؤشرًا واضحًا لبداية انهيار أنظمة عربية، وتغيير خارطة الشرق الأوسط!
الحاصل الآن، أن «ترامب» والذين معه في أمريكا وأوروبا، ينأون بأنفسهم أن تكون قواتهم جزءًا من الحل في غزة، لأنهم لا يريدون مواجهة مباشرة مع حماس ولا فصائل المقاومة الفلسطينية، لكن في المقابل، لا حلَّ مطروحًا في الأفق، ما دامت الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، ترفضان ملف التهجير.
أخيرًا.. نعتقد أن الأيام والأسابيع القادمة، سيزداد العرب ارتباكًا مع مخططات «ترامب» للشرق الأوسط، التي لا يمكن فصلها عن القضية الفلسطينية، إذ نتوقع إعادة تحريك قطار «التطبيع العربي» مع «إسرائيل»، وإحياء «صفقة القرن»، وتوسيع «اتفاق إبراهام» باتجاه السعودية، وسحب القوات الأمريكية من سوريا، وممارسة أقصى درجات الضغط على إيران.
فصل الخطاب:
يقول «ونستون تشرشل»: «الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين التطبيع العربي مع إسرائيل صفقة القرن محمود زاهر اتفاق إبراهام مخططات ترامب خريطة الشرق الأوسط الجديد قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: سنعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
أنقرة (زمان التركية) – زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيتم إعادة تشكيل الخارطة السياسية للشرق الأوسط بالتعاون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
نتنياهو صرح بذلك للصحفيين في المطار قبل زيارته إلى واشنطن.
بنيامين نتنياهو اعتبر أن العمليات العسكرية ضد حماس وحزب الله غيرت ديناميكيات المنطقة، وقال نتنياهو: “لقد أعدنا رسم الخريطة بهذه الخطوات، ولكنني أعتقد أن بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل من خلال العمل مع الرئيس ترامب”.
وأكد نتنياهو أن الاتفاق الإبراهيمي الذي تم توقيعه خلال ولاية ترامب الأولى كان نقطة تحول مهمة للمنطقة، وقال: ”كان لهذه الاتفاقات نتائج كبيرة على إسرائيل والشرق الأوسط”.
وأفيد أن نتنياهو سيلتقي أيضاً بمبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال زيارته لواشنطن.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المحادثات ستركز على وقف إطلاق النار في غزة والمرحلة الثانية من مفاوضات تبادل الأسرى.
Tags: الشرق الأوسطترامبنتنياهوواشنطن