4 اتجاهات عالمية للمخاطر في عام 2025
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
تناولت الدكتورة مها حسين عزيز، خبيرة المخاطر العالمية والأستاذة بجامعة نيويورك، أربعة اتجاهات رئيسة للمخاطر في العام الجاري 2025.
قد يواجه العالم المزيد من عدم الاستقرار والصراع في السنوات القادمة
وأشارت في مقال بموقع مجلة "نيوزويك"الأمريكية إلى التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والتكنولوجية الرئيسة التي يمكن أن تعيد تشكيل المشهد العالمي استناداً إلى رؤى من تقرير جامعة نيويورك "ويكيسترات"، ويجمع تحليلات من 132 خبيراً من 37 دولة.1. نهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة وصعود عالم متعدد المراكز
وقالت الدكتورة مها إن الزعامة العالمية للولايات المتحدة انتهت فعلياً خلال السنوات الأربع المقبلة مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. وسيؤدي انعزال الولايات المتحدة بعيداً عن المشاركة الدولية إلى آثار واسعة النطاق على الأمن ومبادرات المناخ والصحة العالمية. وفي حين حاول بايدن استعادة النفوذ الأمريكي، أسفرت جهود إدارته عن نتائج مختلطة. تعاني أمريكا الآن من تراجع أكبر عن الزعامة العالمية.
Extreme weather, biodiversity loss, and other environmental challenges top World Economic Forum’s Global Risks Report 2025 as the most severe long-term risks, underscoring the urgent need for action to protect our planet.
Via @WEF: https://t.co/QNE2pxc767 #WEF25 #Risks25 pic.twitter.com/O0hLagOPRZ
ومن المتوقع أن تتبدد قوة الولايات المتحدة مع انسحابها، مما يمهد الطريق لعالم أكثر تعدداً للمراكز. وسوف يتدخل لاعبون عالميون آخرون لملء الفراغ بما في ذلك الجهات الفاعلة غير الحكومية وأفراد مثل الملياردير مايكل بلومبرغ، الذي يمول مبادرات المناخ التابعة للأمم المتحدة. ومع ذلك، ستكون فترة الانتقال محفوفة بعدم الاستقرار. ومن المرجح أن تستغل الجماعات المتطرفة والدول المارقة والقوى العظمى الصاعدة فراغ القيادة، مما يزيد من المخاطر الجيوسياسية في عام 2025.
2. استمرار تراجع الديمقراطيةوفقاً لمنظمة فريدوم هاوس، كانت الديمقراطية العالمية في تراجع منذ ما يقرب من عقدين من الزمان. وجلبت انتخابات عام 2024، التي شهدت تصويت ما يقرب من نصف سكان العالم في أول دورة انتخابية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، تحولات سياسية كبيرة. عانى العديد من القادة الحاليين من انتكاسات، لكن الشرعية السياسية ما تزال في أزمة.
ومع تراجع الولايات المتحدة عن تعزيز الديمقراطية العالمية، فإن قِلة من الجهات الفاعلة لديها القدرة على الدفاع عن القيم الديمقراطية على الساحة العالمية. ومن المتوقع أن ترتفع المشاعر المناهضة للحكومات، مما يزيد من عدم الاستقرار في البلدان التي تتأرجح بالفعل على حافة الانهيار، مثل إيران وميانمار وهايتي والسودان. ودون تدخل كبير، سيمثل عام 2025 عاماً آخر من التراجع الديمقراطي.
3. عصر جديد من الصراع الاقتصادي العالمي
حدد تقرير المخاطر العالمية "للمنتدى الاقتصادي العالمي" الصراع المسلح القائم على الدولة باعتباره الخطر الجيوسياسي الأول. ومع ذلك، تؤكد الدكتور مها على مصدر قلق ملح بالقدر نفسه، وهو: الاتجاه المتزايد للحرب الاقتصادية العالمية. في حين قد يبذل ترامب جهوداً لإنهاء حرب أوكرانيا، فمن غير المرجح أن يهدأ الصراع العالمي الأوسع في عام 2025.
Wars in Gaza, Ukraine, and elsewhere are adding up to make 2025 a particularly dangerous year for global stability.
Experts prioritize the 30 global hot spots that could most significantly affect the United States: https://t.co/wE0uqrpuGb pic.twitter.com/4JmYRDu2lV
إن سياسات ترامب الاقتصادية تشير إلى تحول عدواني مع فرض تعريفات جمركية قاسية على كندا والمكسيك والصين. في دافوس، حض ترامب قادة الأعمال العالميين على الاستثمار في الولايات المتحدة والا واجهوا التعريفات الجمركية. وحذر البنك الدولي من أن هذه السياسات قد "تثبت" الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى تفاقم التضخم وتأجيج السخط الاقتصادي العام.
إلى ذلك، فإن تعليق ترامب لجميع المساعدات الخارجية - باستثناء مصر وإسرائيل - قد يؤثر بشدة في جهود التنمية العالمية. يمكن أن يكون لهذه الحرب الاقتصادية عواقب بعيدة المدى، وزعزعة استقرار الاقتصادات وتفاقم التفاوت العالمي.
4. تسارع الذكاء الاصطناعي ومخاطره الاجتماعية
يطرح التقدم السريع للذكاء الاصطناعي تحديات جديدة، وخاصة فيما يتعلق بالتنظيم والمخاطر الاجتماعية. وبرغم تزايد الاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي، تظل الأطر التنظيمية ضعيفة. ويمثل قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي والميثاق الرقمي العالمي للأمم المتحدة خطوات نحو الرقابة، لكن القدرة على التنفيذ ما تزال تشكل تحدياً.
وحددت الكاتبة ثلاثة مخاطر اجتماعية بالغة الأهمية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في عام 2025، وهي كما يلي:
1. روبوتات الدردشة وانتشار المحتوى الضار
أثبتت روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قدرتها على نشر رسائل خطيرة. وظهرت حالات من روبوتات الدردشة التي تشجع على إيذاء النفس أو تروج للسرديات المتطرفة. وتستغل الجماعات المتطرفة مثل "داعش" الذكاء الاصطناعي لتعزيز حملات التجنيد.
2. البطالة الناجمة عن الذكاء الاصطناعي
وفقا لتقرير "وظائف المستقبل 2025" الصادر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي"، يخطط 41% من أصحاب العمل لتقليص قوتهم العاملة بسبب التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وقد بدأ هذا التحول بالفعل، وفي حين تستثمر بعض شركات التكنولوجيا، مثل مايكروسوفت، في برامج رفع مهارات الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن يشعر العديد من العمال بالتخلي عنهم. وقد يؤدي القلق الاقتصادي الناتج عن ذلك إلى زيادة الاستياء تجاه الحكومات وصناعة التكنولوجيا.
3. التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي
إن الطلب المتزايد على قوة الحوسبة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي يخلق تحديات بيئية كبيرة. وتتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من المياه والطاقة. على سبيل المثال، إذا استخدم واحد من كل عشرة أفراد تطبيق ChatGPT أسبوعياً لمدة عام، فسيستهلك أكثر من 400 مليون لتر من المياه - وهو ما يعادل النقص الحاد الذي شهدته حرائق الغابات في لوس أنجليس. تتخذ بعض شركات الذكاء الاصطناعي خطوات نحو الاستدامة، لكن هذه التدابير قد لا تكون كافية لتعويض الأثر المتزايد لهذه الصناعة على البيئة.
وسلطت الكاتبة الضوء أيضاً على عالم في مرحلة انتقالية، مع تزايد عدم اليقين في القيادة والديمقراطية والاستقرار الاقتصادي والأخلاق التكنولوجية. ومع تراجع الولايات المتحدة عن المشاركة العالمية، ستحدث تحولات سياسية وجيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها.
ويشير تراجع الديمقراطية وتأثير التوسع في الذكاء الاصطناعي إلى أن عام 2025 سيكون عاماً من المخاطر المتزايدة. ولتخفيف هذه المخاطر، يتطلب الأمر تعاوناً دولياً واستشرافاً تنظيمياً وتدابير سياسة استباقية. ودون جهود منسقة، قد يواجه العالم المزيد من عدم الاستقرار والصراع في السنوات القادمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب بالذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی عدم الاستقرار فی عام 2025
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي تكلفة عالية على البيئة
يتحول العالم بشكل سريع ومكثف إلى عصر الذكاء الاصطناعي، لكن الدراسات والأبحاث تكشف بصمته الكربونية العالية وتأثيراته البيئية الناتجة بشكل رئيسي عن استهلاك الطاقة الكبير، واستخراج الموارد، وإنتاج النفايات الإلكترونية.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كشفت دراسة رائدة عن التأثير البيئي الهائل لأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث قدر الباحثون فيها أنها تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إدارة ترامب توقف برنامجا يراقب جودة الهواء عالمياlist 2 of 2كيف نعلم أننا مسؤولون عن تغير المناخ؟end of listوتضمنت الدراسة التي أجرتها جامعتا "تشجيانغ" و"نانكاي" تحليل التأثير البيئي لـ79 نظاما رئيسيا للذكاء الاصطناعي تم تطويرها بين عامي 2020 و2024، وكشفت عن اتجاهات مثيرة للقلق في استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.
وأظهر التحليل أن المتطلبات التشغيلية تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب، حيث تمثل بعض الأنظمة مثل "جيميني ألترا" (Gemini Ultra) من غوغل أكثر من ثلث الانبعاثات بين أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وأشارت الدراسة إلى أن البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي نمت بشكل كبير لدرجة أنها تنافس الانبعاثات السنوية لدول بأكملها، كما أن المطالب التشغيلية في الاستخدام اليومي للذكاء الاصطناعي تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب.
يتطلب تدريب النماذج الكبيرة، مثل "جي بي تي" (GPT) أو نماذج التعلم العميق، كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينتج تدريب نموذج كبير انبعاثات كربونية تعادل انبعاثات عشرات السيارات طوال عمرها الافتراضي.
إعلانكما تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء للتبريد وتشغيل الخوادم، وإذا لم تكن هذه المراكز تعتمد على مصادر طاقة متجددة، فإنها تسهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتشير تقديرات إلى أن مراكز البيانات على مستوى العالم تستهلك ما بين 1% و2% من إجمالي الكهرباء العالمية، ومن المتوقع أن تزيد تلك النسبة مع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي.
فعلى سبيل المثال، يتطلب تدريب نموذج "جي بي تي-3" طاقة تقدر بحوالي 1287 ميغاواتا في الساعة، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة لـ120 منزلا في الولايات المتحدة لمدة عام.
كما تشير التقديرات إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قد يستهلك ما يتراوح بين 7% إلى 10% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030 إذا استمر النمو الحالي. وإذا كان مصدر تلك الطاقة من الفحم الحجري فإن التاثيرات البيئية ستكون هائلة.
التصنيع والاستهلاك
يعتمد تصنيع الأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي، مثل وحدات معالجة الرسومات "جي بي يو" وشرائح الذكاء الاصطناعي، على معادن نادرة مثل الليثيوم والكوبالت.
ويؤدي استخراج تلك المعادن المهمة في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تدمير البيئة، بما في ذلك إزالة الغابات لاستخراجها وتلويث التربة والمياه، كما أن عمليات التعدين واستخراج تلك الموارد تتطلب بدورها طاقة كبيرة، مما يزيد من البصمة الكربونية.
وتستخدم مراكز البيانات أيضا كميات كبيرة من الماء لأغراض التبريد، حيث يتم تبريد الخوادم لمنع ارتفاع درجة حرارتها، وتشير الدراسات إلى أن بعض مراكز البيانات الكبيرة يمكن أن تستهلك ملايين اللترات من الماء سنويا.
ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتقادم الأجهزة بسرعة أو يتم التخلي عنها، مما يزيد من كمية النفايات الإلكترونية التي يتم التخلص منها، وتحتوي تلك الأجهزة الإلكترونية على مواد سامة يصعب إعادة تدويرها، مما يؤدي إلى تلوث البيئة عند التخلص منها، وتزيد من نسبة الانبعاثات التي يؤدي تراكمها إلى التغير المناخي.
إعلانومع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مثل النقل والصناعة والترفيه، يزداد الطلب على الطاقة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري إذا لم يتم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
تأثيرات غير مباشرةتؤدي صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تأثيرات غير مباشرة على البيئة، إذ من الممكن أن يجعل الإنتاج في جميع القطاعات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها.
كما أن زيادة الاعتماد على التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية التي ينظمها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون من وسائل النقل بجميع أنواعها.
من جهة أخرى، يؤثر بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي التي قد تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، على النظم البيئية الطبيعية والتنوع البيولوجي، كما يؤدي استخراج الموارد لتصنيع الأجهزة إلى إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية.
وبشكل عام، قد تؤدي زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى نمط حياة أكثر استهلاكا للطاقة، ما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية.
لذلك يجب أن يكون التطوير المستقبلي للذكاء الاصطناعي مصحوبا بسياسات بيئية صارمة لضمان ألا تأتي فوائده على حساب البيئة