ندوة بمعرض الكتاب تناقش ضرورة الطاقة النووية في مصر
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
أقيمت ندوة تحت عنوان «الطاقة النووية بين الاستخدامات السليمة والتقبل المجتمعي»، في قاعة المؤسسات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعقد في دورته الـ56 بمركز المعارض بالتجمع الخامس، والذي يستمر حتى 5 فبراير الجاري.
جاءت الندوة بحضور كل من الدكتور عبد الحميد عباس الدسوقي، مساعد رئيس مجلس إدارة الهيئة للمشروعات والدراسات، ومراد إصلانوف، مدير المكتب الإقليمي لشركة روساتوم في مصر، ومراد جاتين، مدير المركز الثقافي الروسي في مصر، وأدارها عصام حسن.
من جهته أكد الدكتور عبد الحميد عباس الدسوقي خلال الندوة أن الطاقة النووية ليست وليدة اللحظة، بل أن مصر بدأت في استخدامها منذ عام 1945 عبر مبادرة لتوظيفها للأغراض السلمية.
وأضاف أن الطاقة النووية حظيت بدعم كبير من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي وجه جهوده نحو تطوير هذه الطاقة لخدمة الأغراض المدنية.
وأوضح الدسوقي أن الطاقة النووية تستخدم في مجالات متعددة، أبرزها في العلاج الطبي، خصوصًا في علاج السرطان، بالإضافة إلى تطبيقاتها في الصناعة والزراعة، مثل تحسين جودة البذور ومكافحة الآفات الزراعية. كما لفت إلى أن الطاقة النووية ليست مقتصرة على توليد الكهرباء، بل تلعب دورًا مهمًا في تحلية مياه البحر. وذكر أن هناك محاولات قديمة لتطوير مفاعلات نووية لهذا الغرض، مثل المشروع الذي بدأ في التسعينيات في منطقة برج العرب، والذي توقف نتيجة بعض التغييرات.
وأشار أيضًا إلى أن مصر مرت بعدة مراحل لتطوير قدراتها النووية، لكن بعض المشاريع توقفت لأسباب سياسية واقتصادية، مثل التعاون الذي بدأ مع فرنسا في عام 1979 ولم يُكتب له النجاح. في عام 2007، تم الإعلان عن مشاريع جديدة لتطوير المحطات النووية، وكانت هيئة المحطات النووية مسؤولة عن تبني مشروع محطة الضبعة.
وأكد الدسوقي أن الطاقة النووية أصبحت اليوم ضرورة وليست مجرد رفاهية، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية. وأوضح أن الملوثات الناتجة عن مصادر الطاقة التقليدية قد تسببت في ارتفاع درجات حرارة الأرض، مما قد يؤدي إلى كوارث بيئية مثل ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر.
وتابع الدسوقي أن العالم يسعى إلى تحقيق «صفر انبعاثات كربونية»، مما يجعل الطاقة النووية خيارًا أساسيًا جنبًا إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح. وأكد أن تنوع مصادر الطاقة أصبح أمرًا ضروريًا لضمان استدامة إنتاج الكهرباء، وهو ما يجعل الطاقة النووية أحد الحلول الاستراتيجية لمستقبل الطاقة في مصر والعالم.
وفيما يتعلق بالمتطلبات الفنية لإنشاء المحطات النووية، أشار الدسوقي إلى أن هناك محورين أساسيين هما الأمان للإنسان والبيئة، وكذلك الجوانب الاقتصادية من حيث توليد الطاقة بتكلفة منخفضة.
من جانبه، أعرب مراد إصلانوف عن سعادته بوجوده في معرض الكتاب، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تتيح له الفرصة لتبادل الأفكار وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الطاقة النووية، خاصة أن روسيا تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 80 عامًا في هذا المجال. وأضاف أن التعاون بين مصر وروسيا في المجال النووي يمتد لعقود، مشيرًا إلى أن روسيا كانت من أوائل الدول التي استخدمت الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وأوضح إصلانوف أن شركة «روساتوم» تُعد من الشركات العالمية الرائدة في صناعة الطاقة النووية، حيث تعمل في أكثر من 60 دولة وتساهم بشكل كبير في تطوير محطات نووية حول العالم. كما أكد أن محطة الضبعة النووية ستكون رائدة في مجالات التكنولوجيا والعلم، وأن روسيا تسعى لتعزيز التعاون مع مصر في هذا القطاع الحيوي.
وفي ذات السياق، تحدث مدير المركز الثقافي الروسي في مصر عن العلاقات التاريخية بين روسيا ومصر، مؤكدًا أنها تمتد لقرون. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، خاصة في المجالات الثقافية والعلمية. كما أكد أهمية مشروع محطة الضبعة النووية في تعزيز الطاقة والتنمية في مصر والمنطقة.
اقرأ أيضاًمعرض الكتاب يناقش «مستقبل الثقافة الرقمية في مصر»
بقاعة أحمد مستجير.. معرض الكتاب يناقش «مستقبل الدراسات الجغرافية»
معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يناقش «لمحات من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر الطاقة النووية معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب المركز الثقافي الروسي شركة روساتوم أن الطاقة النوویة إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
حميد برادة يكشف أسراره في لقاء في معرض الكتاب بمناسبة صدور كتابه "انطولوجيا الحوارات الصحافية"
كتاب جديد أصدره قيدوم الصحافيين المغاربة حميد برادة جمع فيه أبرز حواراته الصحافية التي أجراها في مجلة « جون افريك » الفرنسية مع عدة شخصيات ما بين 1977 و2012. الاصدار الجديد بالفرنسية بعنوان حمل عنوان » أنطولوجيا الحوارات الصحافية.. الجزء الأول 1977 – 2012 ).
وقد احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج الأحد 27 أبريل 2025 في ختام الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، لقاء تقديم الكتاب بحضور مؤلفه الصحافي والكاتب حميد برادة وذلك بحضور فعاليات من عالم الفكر والإعلام والسياسة والثقافة.
ورغم ظروفه الصحية، أبى حميد برادة، إلا أن يساهم في فعاليات البرنامج الثقافي للمجلس، بلحظة بوح من خلال مؤلف انطولوجيا حواراته مع نخبة من كبار الشخصيات والمفكرين والتي سلط فيها الضوء حول التاريخ السياسي العربي ( خاصة في علاقته بفرنسا ) ما بين سنوات 1977 و 2000 موثقا لذاكرة يقظة من تاريخ المنطقة المغاربية والقارة الإفريقية، والأنظمة الوليدة بعد الحصول الاستقلال.
أماط برادة اللثام على مجموعة من » أسراره » و منها المصادفة التي جعلته يعبر عن موقفه الرافض لحرب الرمال سنة 1963 من قلب الحزائر في نفس اللحظة التي كان الراحل المهدي بن بركة يعبر عن نفس الموقف من قلب القاهرة دون سابق تنسيق بينهما و هو ما سيكلفهما حكما غيابيا بالإعدام.
كما تحدث عن بعض تفاصيل وظروف حواره الصحفي مع الملك الراحل الحسن الثاني و ما جرى من نقاش على هامش للقاء الصحافي حول وضعية المعتقلين السياسيين وخاصة ابراهام السرفاتي ، كما تحدث برادة عن ظروف اضطراره إلى العمل السري خلال الفترة التي أعقبت انتخابه رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، هذا الأخير الذي تبني في مؤتمره موقفا معارضا لتوجهات الدولة، وظروف وتداعيات اتهام هذا بعض قياديي المعارضة ب » التآمر ضد النظام « ، في الوقت الذي أعتبر فيه بلاغ مؤتمر أ.و.ط.م أن المؤامرة الحقيقة هي تلك التي كانت تحاك ضد مناضلي قوى المعارضة و لاسيما الحركة الإتحادية. كما تطرق المؤلف إلى ظروف اضطراره إلى الفرار من المغرب و اللجوء إلى الجزائر ، وكذلك » صدفة » عودته إلى المغرب و دهشته عندما سلم جواز سفره الجزائري إلى الشرطي في مطار محمد الخامس و بادره بالقول : سي حميد برادة مرحبا بك في بلدك » ، و هو الذي كان متوجسا من سفر مهني قاده من باريس إلى دكار رفقة مدير مجلة جون افريك الراحل البشير بن يحمد ليكتشف أن رحلة الطائرة ليس مباشرا و أن هناك توقفا في الدارالبيضاء.
من جهته اعتبر ذ. محمد الطوزي أن حميد برادة يظل علامة فارقة في التاريخ المغربي الراهن و أن الأجيال الجديدة من الباحثين و الصحفيين مطالبة بأن ينهلوا من عطاءات الذي قلما نجد شخصا مثله متمكن في المعرفة العميقة بنخب و مجتمعات و عقليات الفرنسيين و الجزائريين والمغاربة.
و أثنى الطوز على مهنية برادة العالية و على مصداقيته و تقيده بضبط و تدقيق المعطيات قبل نقلها إلى الجمهور . الإصدار الجديد الصادر باللغة الفرنسية عن دار النشر « كولت » بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج تضمن العديد من الحوارات التي أجراها برادة مع العديد الشخصيات البارزة في عالم السياسة والثقافة والفكر منهم الراحل الحسن الثاني والرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سيدار سنغور، وعبد الرحيم بوعبيد وميشيل جوبير وعبد الله العروي ومحمد بنسعيد آيت يدر وجان لا كوتير وأحمد رضى كديرة وأحمد بن بلا وهيبر فيدرين وبوعلام صنصال وامحمد بوسته وراشد الغنوشي ومحمد الفقيه البصري.
كلمات دلالية المغرب حمبد برادة حوارات