تايمز: فيديو الجندي الأوكراني الذي شاهده الملايين وهو يلفظ أنفاسه
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
قالت صحيفة تايمز البريطانية إن الملايين من الناس شاهدوا الشهر الماضي، على منصات وسائل التواصل الاجتماعي جنديا أوكرانيا وهو يصارع سكرات الموت بعد اشتباكه مع أحد المقاتلين الروس.
وأضافت أن المفارقة تكمن في أن الفيديو الذي يصور تفاصيل مصرع الجندي دميترو ماسلوفسكي انتشر كالنار في الهشيم بعد أن التقطتها كاميرا القتيل المربوطة على جبهته، والتي استولى عليها الجندي الروسي.
ووصفت الصحيفة في تقريرها الفيديو بأنه عمل غير مسبوق إذ يُظهر كيف أن ماسلوفسكي اقترب من الجندي الروسي أندريه غريغورييف (35 عاما)، الذي ينتمي لعرقية ياقوت في جمهورية ساخا التابعة للاتحاد الروسي، واشتبكا في صراع بالأيدي.
هذا كل شيء يا أميوتضمن الفيديو آخر الكلمات التي نطق بها القتيل مودعا والدته وهو يدير وجهه نحو السماء قائلا: "هذا كل شيء يا أمي، وداعا". ثم التفت إلى خصمه الروسي موجها كلامه إليه: "دعني أرحل عن هذه الدنيا في سلام. لقد حطمتني. لا تلمسني، ابعد عني من فضلك، أريد أن أموت وحيدا".
والغريب أنه لم يكن أحد حتى ليلة 17 نوفمبر/تشرين الثاني، سوى الرقيب فاليري تيترين (37 عاما) وعدد قليل من الجنود الآخرين، يعرف كيف لقي ماسلوفسكي حتفه.
وفي منتصف تلك الليلة، خرجت دورية أوكرانية بحثا عن ماسلوفسكي (30 عاما)، واسمه الحركي "كوبرا". كان 3 من الأوكرانيين السبعة مصابين بجروح قبل الشروع في مهمة البحث عن رفيقهم. كانوا مضرجين بالدماء وجراحهم مضمدة جراء إصابتهم بالرصاص والشظايا في قتال اليوم السابق. ومع ذلك كانوا ملتزمين بالبحث.
إعلان صراع بالأيديكان ذلك أكثر من مجرد تكليف عسكري، بل كان مهمة شخصية، فالقتيل صديقهم، كما تروي التايمز.
وقد التقطت طائرة مسيّرة اللحظات الأخيرة لدميترو ماسلوفسكي في وقت سابق من اليوم، بينما كان يشتبك في صراع بالأيدي مع المقاتل الروسي وسط أنقاض قرية ترودوف، على بعد 48 كيلومترا غربي مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا. وبعد 7 دقائق من القتال فارقت الروح جسد الجندي الأوكراني.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن تيترين القول "كان كوبرا صديقا جيدا وودودا ويحظى بإعجاب على نطاق واسع، وكان جنديا شديد الحماسة".
وتابع: "تلقينا أوامر بالبحث عن جثته وإعادتها إلى الوطن. كان نصف أفراد الدورية مصابين بالفعل قبل أن نبدأ العمل، لكن لم يكن أحد منا يرغب في ترك كوبرا هناك".
جروح بالغةونجح تيترين ودوريته في العثور على جثة صديقهم في وقت متأخر من تلك الليلة، ولفوها في بطانية وبدؤوا في نقلها إلى المواقع العسكرية التابعة للجيش الأوكراني.
وقال إن كوبرا كان مصابا بجروح بالغة، مضيفا "لم أستطع التعرف عليه بشكل صحيح في الظلام، حتى تحت ضوء القمر، إلى أن قمت بتفتيش معداته وفحص جهاز اللاسلكي الخاص به".
وأردف قائلا: "لو انتظر ماسلوفسكي 15 دقيقة أخرى، لربما كنا قد وصلنا وتعاملنا مع ذلك الروسي. لكن الحرب لا شأن لها بالانتظار".
واختتم الرقيب حديثه قائلا: "كانت مهمتنا الرئيسية هي إيقاف التسلل الروسي. وقد كان كوبرا يضع ذلك في الاعتبار حيث فعل كل شيء بشكل صحيح، وقاتل حتى النهاية".
بطل أوكرانياوطبقا للصحيفة، فقد رأى ماسلوفسكي النور في قرية يانيشيفكا، التي تبعد أكثر من 160 كيلومترا شمال مدينة أوديسا الواقعة جنوبي أوكرانيا على ساحل البحر الأسود. وهو أكبر 3 أطفال في الأسرة، وقد تربى في كنف والدته أولكساندرا وحدها، بعد أن غادر والده المنزل عندما كان في السادسة من عمره.
إعلانوقلَّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف قبل أسبوعين أولكساندرا، التي تعمل معلمة في مدرسة القرية، وسام "بطل أوكرانيا" بعد وفاة ابنها.
ودُفن ماسلوفسكي في يانيشيفكا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولم يكن أهالي القرية يعرفون في ذلك الوقت سوى أنه قُتل في الحرب. ثم ظهر الفيديو في مطلع العام الجديد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أنّ روسيا "انتهت تقريبا" من إصدار جوازات سفر لسكان المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها بلاده.
وقال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولين في وزارة الداخلية في موسكو، "العام الماضي، اكتملت تقريبا عملية إصدار جوازات سفر لسكان المناطق المحرّرة في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا".
وبحسب وزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، فقد تم إصدار ما مجموعه 3,5 ملايين جواز سفر.
وفي سبتمبر 2022، أعلنت روسيا ضم هذه المناطق الأربع في شرق وجنوب أوكرانيا، رغم أنها لا تسيطر عليها بشكل كامل.
وبحسب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، فإن سكان المناطق المحتلة يخضعون لضغوط للتقدم بطلب للحصول على جوازات سفر روسية، وهو ما بات ضروريا في إطار القيام بمجموعة من الإجراءات الإدارية هناك، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس.
ومنذ سنوات، تقوم موسكو بتوزيع جوازات سفر روسية على سكان المناطق الأوكرانية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق، إضافة إلى القرم، وقامت بالأمر نفسه في المناطق الانفصالية في جورجيا ومولدوفا.
من جانبها، تندد كييف بأساليب "غير قانونية" تنتهك سيادتها، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه لن يعترف بجوازات السفر الروسية الصادرة لسكان المناطق الأوكرانية المحتلّة من قبل موسكو.