تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعيش إيران في حالة من الجمود، حيث لا أحد يستطيع التنبؤ بما إذا كانت البلاد ستتجه نحو المفاوضات أو الحرب، وهو خيار يتوقف على المرشد الأعلى علي خامنئي. 

ووفقًا لمقال لشبكة إيران انترناشيونال، في هذه الحالة من عدم اليقين أبطأت أو أوقفت العديد من التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بينما يقتصر ما يحدث على القمع، التقييد، وانتهاك حقوق المواطنين.

في الوقت ذاته، أصبح الرئيس مسعود طبيبكتيان، الذي يظل مخلصًا لخامنئي، نسخة أضعف من سابقيه محمد خاتمي وحسن روحاني، وهو ما يزيد من غضب الشعب الإيراني، ولم تحدث أي تغييرات إيجابية في البلاد بعد مرور ستة أشهر على تولي بزشكيان الرئاسة، بينما يتركز الانتباه على المواجهة بين خامنئي ودونالد ترامب.

وتصريحات خامنئي الأخيرة لم توضح كثيرًا المسار الذي ستسلكه إيران، يراها بعض المحللين بمثابة علامة على الاستعداد للمفاوضات، بينما يرى آخرون أن هذه التصريحات تشير إلى استمرارية السياسات المعادية للولايات المتحدة. 

هذا الغموض ساهم في تعميق الركود الاقتصادي في البلاد، حيث فقدت العملة الإيرانية أكثر من 30% من قيمتها منذ بداية سبتمبر، فيما قفزت معدلات التضخم إلى 50% وفقًا للتقارير الإعلامية من طهران.

في الوقت نفسه، لا يزال موقف ترامب من المفاوضات غامضًا، وقد يضع شروطًا يصعب على إيران قبولها، فسياسته تجاه إيران أيضًا لا تزال غامضة، مع موقف واحد واضح وهو معارضة حصول إيران على أسلحة نووية.

هذا الوضع الطويل من الانتظار والتعليق لم يشل فقط الشؤون الأساسية للبلاد بل فاقم من الأزمة الاقتصادية وظروف الحياة المعيشية، وصادرات إيران النفطية، التي كانت تحت عقوبات قاسية، لا تزال مستمرة بشكل سري، لكن من المتوقع أن تتراجع مع عودة ترامب إلى الساحة السياسية.

وفي الوقت نفسه، يتم إهدار الكثير من الإيرادات النفطية من قبل قادة الحرس الثوري الإيراني والمقربين من النظام، فسوق الأسهم والاستثمارات والإنتاج تشهد حالة من الغموض التام، فيما تستمر أسعار السلع الأساسية في الارتفاع. 

كما وصل سعر الدولار والعملات الذهبية إلى مستويات قياسية، بينما يعاني الناس من صعوبة في شراء الأساسيات مثل البطاطا والبصل.

في هذا السياق، استنتج العديد من الإيرانيين أن المفاوضات أو عدمها لن تغيّر من واقعهم، إذ أظهرت سنوات من المفاوضات والاتفاقات والفشل المتكرر أن حياتهم اليومية تظل في أزمة بغض النظر عن نتائج المحادثات. 

وبات الناس يدركون الآن أن الاتفاق أو عدمه لن يؤثر في مصيرهم، حتى وإن تم تخفيف العقوبات وعودة مبيعات النفط، فإن الإيرادات لن تفيدهم، بل ستوجه إما لدعم وكلاء إقليميين مثل حزب الله وحماس أو يتم استخدامها لشراء ولاء القوات الأمنية أو تضيع بسبب الفساد.

بناءً على ذلك، يعتقد الكثيرون أن الإصلاح لم يعد ممكنًا، وأن الحل الوحيد هو نهاية إيران، وهذه المشاعر باتت أكثر وضوحًا في الخطاب العام وفي المساحات الإلكترونية.

بالنسبة للكثيرين، لم يعد يهم ما إذا كانت مفاوضات إيران والولايات المتحدة ستنجح أم لا، لأن التجربة الماضية أثبتت أن إيران لن تتغير، وعندما تكون ضعيفة، تتفاوض وتتساهل لتخفيف الضغط الدولي؛ وعندما تكون قوية، تستأنف سياساتها العدوانية.

هذه الثقة المنهارة هي نتيجة سنوات من الوعود غير المنفذة واستغلال النظام للأزمات الداخلية والدولية، والآن، أكثر من أي وقت مضى، يشعر الناس بالغضب وخيبة الأمل، وتزداد هذه المشاعر تعبيرًا عبر اللغة الحادة والمباشرة ضد خامنئي نفسه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيران على خامنئي

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يجدد دعوته إلى تفكيك برنامج إيران النووي بشكل كامل

جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دعوته إلى تفكيك البنية التحتية النووية لإيران بالكامل، وذلك بالتزامن على وقع تواصل المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن اتفاق نووي.

وقال نتنياهو في تصريحات صحيفة، مساء الأحد، إن "الاتفاق الجيد" الوحيد هو الذي ينجم عنه إزالة "كل البنية التحتية"، وفقا لوكالة رويترز.

وأضاف رئيس وزراء الاحتلال، أنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن يمنعها أيضا من تطوير صواريخ باليستية.


ومنذ فترة طويلة، دأب نتنياهو ومسؤولون آخرون في دولة الاحتلال الإسرائيلي على التعهد بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، خاصة بعد الهجمات المتبادلة بين الجانبين العام الماضي.

وتواصل الولايات المتحدة مفاوضاتها التي انطلقت في 12 نيسان /أبريل الجاري مع إيران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران.

وكانت رويترز نقلت عن مسؤول إيراني، لم تسمه، أن إيران تعتبر برنامجها الصاروخي نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة.

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد يوم واحد من اختتام الجولة الثالثة من المفاوضات بين واشنطن وطهران، والتي استضافتها العاصمة العمانية مسقط.


وترأس المفاوضات من الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، ومن الجانب الأمريكي ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.

والأسبوع الماضي، استضافت العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية من مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، بمشاركة من عراقجي وويتكوف أيضا.

ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات بين الجانبين في 3 أيار /مايو من الشهر المقبل، حسب ما نشره وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، السبت الماضي، على حسابه على منصة "إكس".

مقالات مشابهة

  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو بتدمير مفاعلاتها النووية… عواقبه على إسرائيل لا يصدق
  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • إيران تتحدث عن مستقبل المفاوضات مع أميركا وتنتقد إسرائيل
  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو: أي مغامرة ستواجه برد ساحق
  • إيران تعلق على تهديدات نتنياهو: أيّ ضربة ستقابل فوراً بردّ انتقامي
  • ترامب: سنتوصل لاتفاق مع إيران دون إسقاط القنابل
  • إيران تحدد خطوطها الحُمر في التفاوض مع أمريكا.. الصواريخ واليورانيوم
  • إيران تحدد خطوطها الحمراء في التفاوض مع أمريكا.. الصواريخ واليورانيوم
  • نتنياهو يجدد دعوته إلى تفكيك برنامج إيران النووي بشكل كامل
  • إسرائيل تسعى إلى التخريب وعرقلة المفاوضات مع إيران