سلمى الخمياسية: الفن لغة بلا صوت وبلا حروف وبلا كلمات
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
◄ الفنان أنور سونيا أيقونة الحراك الفني العُماني
◄ الألوان واللوحات الفنية وسائل للتأمل والشفاء من المعضلات النفسية
◄ أطمح في تأسيس أكاديمية فنية للتسويق لأعمال الفنانين العُمانيين "دون قيود"
الرؤية- إيمان العويسية
يتجلّى الفن كأحد أرقى وسائل التعبير الإبداعي الإنساني؛ إذ تتحول المشاعر والتجارب إلى لوحاتٍ تنبض بالحياة، ومن هذا المنطلق، استهلت الفنانة التشكيلية سلمى الخمياسية رحلتها الإبداعية، وتحديدًا في الفن التجريدي والسيريالي؛ لتجعل من كل عمل فني رسالة تحمل في طياتها الكثير من الرسائل التي تعكس فيها هويتها وتجاربها والقضايا الإنسانية.
ومنذ نعومة أظفارها، خاضت الفنانة التشكيلية سلمى الخمياسية رحلتها مع الفن؛ حيث اكتشفت موهبتها في التعبير عن مشاعرها من خلال الرسم بين سن 12 و15 عامًا. في تلك المرحلة العمرية، لم تكن الخمياسية على دراية بالمدارس الفنية المختلفة، لكن الفن كان وسيلتها للتعبير عن مكنوناتها الداخلية. ومع مرور الوقت، طوَّرت موهبتها بالتعلم الذاتي، ولا تزال تعمل على صقل مهاراتها واكتشاف أبعاد جديدة لفنها.
وفي تصريحات خاصة لـ"الرؤية"، تقول الخمياسية: توجهت في البداية نحو فن البورتريه ورسم الطبيعة الكلاسيكية، لكنَّ شيئًا ما في داخلي كان يوجهني لأساليب مختلفة، ووقتها لم أكن أعرف عنها الكثير، غير أنني وجدت نفسي أُبدعُ فيها، فتتحول فرشاتي إلى ريشة رشيقة تصول وتجول في عالم بديع متنوّع، ومع الوقت والبحث وجدتُ أن أسلوبي أقرب للفن التجريدي والسيريالي والقليل من التعبيري". وتشير الخمايسية إلى أنها لا تؤمن بمحدودية المدارس أو الأساليب الفنية؛ فالفن- بالنسبة لها- محيطٌ واسع يتجدد باستمرار مع تقدم الأزمنة والتطور التكنولوجي، وما يصاحبه من تطور كينونة الفنان وشخصيته؛ مما يخلق أساليب ومدارس جديدة تُلهم الفنانين والمتلقين، على حدٍ سواء.
وتضيف الخمياسية أنها تأثرت بالعديد من الفنانين، أولهم الفنان أنور سونيا أيقونة الحراك الفني العُماني، والذي كان أول من أشاد بأعمالها رغم أنها لم تدرس الفن أكاديميًا. وتتابع بالقول: "لن أقول أني تأثرتُ بأسلوبه واتبعت تقنياته، لكنه ألهمني الشغف والمثابرة والعمل فيما أحبه". وأعربت الخمايسية عن إعجابها بأساليب فنانين عُمانيين بارزين، مثل عالية الفارسية وأعمالها الرائعة، والفنان عبد الكريم الميمني، والفنانة نائلة المعمرية، والفنان سالم السلامي.
والفن من وجهة نظر الخمياسية "لغة بصرية بلا صوت وبلا حروف وبلا كلمات"؛ إذ يُتيح لها فرصة التعبير عن مشاعرها وتجاربها الشخصية. وتؤكد الخمايسية أنها تستلهم أعمالها من الأحداث المجتمعية والقضايا الإنسانية المحيطة بها، لتقدم من خلالها رسائل تحمل عمقًا إنسانيًا واجتماعيًا ونفسيًا. وتُشير في هذا السياق إلى أن الفن يؤدي دورًت مهمًا في العلاج النفسي؛ حيث ترى أن الألوان واللوحات الفنية يُمكن أن تكون وسيلة للتأمل والشفاء.
وترى الخمياسية أن الفن التجريدي أو ما يطلق عليه الفن غير الواقعي أو التصويري بشكل عام-رغم توسعه- إلّا أنه لا يحظى بالمكانة المرجوة في المجتمع؛ إذ إن هذه المدارس الفنية ما تزال غير مقبولة من بعض الجمهور، لكن في المقابل هناك متلقين ومتذوقين آخرين منصفون لها. وتوضح الخمياسية أن العديد من الفنانين تبنوا هذا النوع من الفن، وعملوا على دمجه مع الفنون المعاصرة والحديثة.
وكل لوحة تقدمها الخمياسية تعكس مشاعر مختلطة متأثرة بموقف معيّن، ولهذا ترى أن كل أعمالها قريبة من قلبها بطريقة مختلفة. وتشير إلى أن الفن انعكاس لتجارب الفنان وثقافته، وقد ساعدتها بيئتها الثقافية المتنوعة وشخصيتها الحساسة على تكوين رؤيتها الفنية الخاصة.
وتحاول الخمياسية من خلال أعمالها الفنية طرح قضايا مجتمعية بشكل خاص، والقضايا العامة غير محدودة الجغرافيا، مع تقديم الرسائل الإنسانية والعمل على تقديم المساعدة والنصيحة.
طموح الخمياسية المستقبلي يتمثل في إنشاء مؤسسة أو أكاديمية فنية تهدف إلى دعم الفن التشكيلي وتسويق أعمال الفنانين العُمانيين دون فرض أي حدود للمدارس والأساليب الفنية، مع التركيز على تبني الأفكار الجديدة والمبتكرة.
وتُوجِّه الخمياسية رسالة "لكل من يرغب في فهم الفن التجريدي والسريالي"، قائلةً: "على المتلقي أن يُدرك أن الأساليب الفنية تنبُع من الواقع، ومن الأماكن والأفراد والحياة بشكل عام، وكل ما في الأمر أن الفنان جرَّدها شيئًا فشيئًا ليُعبِّر عنها بشكل أوسع بدلًا من حصرها في نطاق زمني ضيق أو مكان بعينه، وعلى المُلتقي أن يمنح نفسه فرصة لفهم العمل الفني، ليس بالضرورة من منظور الفنان نفسه، ولكن من منظوره الشخصي وتجاربه في الحياة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الفن غدار.. علاء زينهم: أعمل على تاكسي بعد خروجي على المعاش
تحدث الفنان القدير علاء زينهم عن تفاصيل الخلاف الذي نشأ بينه وبين زعيم الكوميديا في مصر والعالم العربي، عادل إمام.
وخلال لقائه مع الإعلامية إيمان أبوطالب في برنامج "بالخط العريض" على شاشة تليفزيون الحياة، أشار علاء إلى أنه تفاجأ في إحدى المسرحيات عندما اقترب منه عادل إمام ووضع يده على كتفه وكأنه ينوي ضربه بالقلم على وجهه.
وأضاف أنه وضع يده على وجهه ورفض الرد على ما حدث على المسرح، ثم غادر المسرح، لكن عادل إمام تبعه وأقسم له بالطلاق أنه لم يقصد إيذاءه وأن ذلك ليس من طبعه.
معرض القاهرة للكتاب يناقش "علاقة الفن التشكيلي بالمجتمع" جاليري المشهد يفتتح معرض الفنان الراحل محمد رياض سعيد أيقونة السيريالية المصرية (صور)وعن تجربته في العمل مع عادل إمام، قال علاء زينهم إنه يعتبر الزعيم شخصًا يتعامل مع فريق العمل كعائلة واحدة، حيث يجتمع معهم قبل التصوير لتناول الفول والطعمية وشرب الشاي، وهو ما كان يفعله أستاذه فؤاد المهندس مع فريقه، بهدف تعزيز روح الجماعة وكسر الحواجز بين الأعضاء.
كما أكد الفنان القدير علاء زينهم أنه شهد خلافًا مع الفنان الراحل سيد زيان أثناء عملهما معًا في مسرحية "العسكري الأخضر"، حيث حاول سيد زيان مزاحًا ضربه على وجهه، لكنه تصدى له ووبخه، وهو ما يرفضه تمامًا.
وفي سياق آخر، أوضح علاء أنه يشعر بقربه من الصوفية، رغم أنه لا يعرف الكثير عنها، مشيرًا إلى أنه زاهد في الحياة وليس لديه أحلام أو تطلعات.
كما أكد أنه لم يعتمد على الفن كمصدر رزق وحيد، حيث عمل في مجال الحسابات بإحدى شركات التأمين، وبعد تقاعده عمل كسائق تاكسي، لأنه يدرك جيدًا أن الفن قد يكون غدارًا وليس له دخل ثابت.
وأكد الفنان علاء زينهم أنه لا يشعر بالظلم رغم حصوله على جائزة واحدة طيلة مسيرته الفنية التي وصلت لأكثر من ٣٠٠ عمل سينمائي ومسرحي ودرامي.
وقال إنه لا يعتبر نفسه نجم دور ثاني بل دور ثالث ورابع مؤكدا أنه لا يهمه على الإطلاق أنه يكون نجم شباك فكل ما يهمه هو القيام بعمله على أكمل وجه.
وكشف زينهم خلال اللقاء أنه رفض دور متحرش كانت عرضته عليه الفنانة المخرجة إيناس الدغيدي في أحد افلامها حيث رفض أولاده القيام بهذا الدور وقالوا له "بعد هذا العمر هتقوم بدور متحرش يا بابا".