شدد مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، اليوم الاثنين، خلال استقباله وزير الدولة لشؤون الأمن البريطاني توم تو غندهات على أهمية إبرام مذكرات تفاهم بين العراق وبريطانيا. وذكر بيان لمكتب الاعرجي ورد لـ السومرية نيوز، ان الأخير "استقبل وزير الدولة لشؤون الأمن البريطاني، توم تو غندهات، والوفد المرافق له، بحضور السفير البريطاني في بغداد، ستيفن هيتشن، وجرى خلال اللقاء ، استعراض مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب بحث تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين العراق والمملكة المتحدة".




وأكد الأعرجي للوفد، أن "العراق انتصر على داعش الإرهابي، لكنه يخوض معركة استخبارية لتعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على ما تحقق من منجزات أمنية وتجفيف منابع الإرهاب بكل أشكالها"، مشيرا إلى أن "العراق يمتلك خبرة ميدانية ويحتاج إلى تعزيزها بالخبرات الأكاديمية".

وشدد الاعرجي، وفق البيان، على "أهمية إبرام مذكرات التفاهم بين البلدين، لتعزيز قدرات وإمكانيات وزارة الداخلية، وكذلك الاستفادة في مجال الأمن السيبراني ومكافحة المخدرات".

وفيما يتعلق بملف مخيم الهول السوري، أكد الأعرجي، أن "الهدف هو إنهاء هذا الملف من خلال تعاون المجتمع الدولي، لإزالة خطر هذا المخيم عن المنطقة".


من جانبه أعرب توغندهات، عن "تطلع المملكة المتحدة لإبرام مذكرة تفاهم في مجال مكافحة المخدرات والاتجار بالبشر، مؤكدا أهمية استمرار دعم المجتمع الدولي للعراق".

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

حملة إيرانيّة على سوريا..عبر العراق

توجد نقطتان يبدو مفيدا التوقف عندهما. تتعلق النقطة الأولى بحرص الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع على أن تكون زيارته الخارجية الأولى للمملكة العربيّة السعودية، وذلك تمهيدا للتوجه إلى تركيا. أمّا النقطة الأخرى، فتتعلق بالحملة العراقيّة على سوريا، وهي حملة إيرانيّة، تولاها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي المعروف بتزمته وتعصبه ذي الطابع المذهبي. تكشف الحملة العراقيّة مدى التضايق الإيراني من الخروج من سوريا بعدما كان هناك رهان لدى الحرس الثوري على نجاح في إحداث تغيير ديموغرافي دائم يشمل مناطق سورية معيّنة، خصوصا في دمشق ومحيطها وعلى طول الحدود مع لبنان.
من خلال زيارته للرياض، يتبين أن الرئيس السوري الجديد يعرف ما الذي يريده تماما ويعرف أهمّية السعودية في مساعدته على تحقيق أهدافه. في مقدّم هذه الأهداف رفع العقوبات الأميركية والدولية عن سوريا في أسرع وقت. ليس أفضل من السعودية للمساعدة في ذلك. من هذا المنطلق، بدا طبيعيا الوصول إلى تفاهم في شأن الحصول على دعم سعودي لسوريا، بما في ذلك لمشاريع إعادة الإعمار، عبر المحادثات بين أحمد الشرع والأمير محمّد بن سلمان ولي العهد السعودي.
تعكس الزيارة التي قام بها الشرع للسعودية رغبة في تأكيد البعد العربي للنظام الجديد من جهة وأن سوريا تغيّرت كلّيا من جهة أخرى. لم تعد دولة تابعة لإيران ولم تعد تصدّر الإرهاب كما يدعي المسؤولون العراقيون. كذلك، لم تعد مصدرا للمخدرات التي تهرب إلى دول الخليج العربي كما لم تعد مصدرا لتهريب أسلحة إلى الأردن من أجل ضرب الاستقرار في المملكة. أكثر من ذلك، لم تعد سوريا قاعدة عسكريّة إيرانية ينتقل عبرها السلاح إلى "حزب الله" في لبنان، كما لم تعد تمارس سياسة الإبتزاز تجاه معظم دول العالم، خصوصا الدول العربية خدمة للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة...
تبدو كلّ خطوة من الخطوات التي يقوم بها أحمد الشرع مدروسة بدقّة متناهية، بما في ذلك خطوة الذهاب إلى السعودية قبل التوجه إلى تركيا. هناك مليونا سوري يعملون في السعودية أو يقيمون فيها. لكنّ يبقى الأهمّ من ذلك كلّه أنّ الزيارة تأتي في ظلّ توازن جديد في المنطقة وصورة جديدة لها. لم يكن ممكنا ذهاب أحمد الشرع بالطريقة التي ذهب بها إلى الرياض لولا هذا الإنقلاب الكبير الذي غيّر المنطقة وسيغيرها أكثر في المستقبل.
ليس سرّا وجود علاقة أكثر من جيدة بين النظام الجديد في سوريا من جهة وكلّ من تركيا وقطر من جهة أخرى. لكنّ ذلك لا يمنع، أقلّه ظاهرا، وجود حضور سوري مختلف في المنطقة خارج الإطار التركي القطري، خصوصا أنّها المرّة الأولى منذ 59 عاما يحصل هذا التحوّل الكبير في هذا البلد وبما يتجاوز حدوده، خصوصا إلى لبنان. لماذا 59 عاما وليس 54 عاما أي منذ احتكار حافظ الأسد للسلطة في ضوء الإنقلاب الذي نفّذه على رفاقه البعثيين في 16 نوفمبر (تشرين الثاني)  1970؟ يعود ذلك إلى أنّ سيطرة الطائفة العلوية على سوريا بدأت عمليا مع الإنقلاب الذي نفذه الضابطان العلويان صلاح جديد وحافظ الأسد في 23 فبراير (شباط) 1966. بعد نحو أربع سنوات نفّذ حافظ الأسد إنقلابه على صلاح جديد واسّس في 1970 لنظام تتحكّم به العائلة وتوابعها على وجه الخصوص.
ما حصل في سوريا تغيير كبير، بل انقلاب، على الصعيد الإقليمي ستبدأ تفاعلاته في الظهور شيئا فشيئا، خصوصا إذا استطاع الشرع إثبات أنّّه قادر على الإبتعاد عن التزمت والإعتراف بالتنوع السوري بالأفعال وليس بمجرد الكلام.
يشير الإنفتاح السعودي على سوريا إلى فهم عميق للحدث وإنعكاساته، خصوصا مع خروج إيران وميليشياتها من سوريا للمرّة الأولى منذ العام 1980 عندما بدأ تعاون عسكري واستخباراتي في العمق بين دمشق وطهران مع بدء الحرب العراقية – الإيرانية التي وقف فيها حافظ الأسد إلى جانب "الجمهوريّة الإسلاميّة" طوال ثماني سنوات. ذهب حافظ الأسد إلى حد العمل على تمكين إيران من الحصول على صواريخ بعيدة المدى، كانت تمتلكها ليبيا، من أجل قصف المدن العراقيّة، بما في ذلك بغداد والبصرة. يفسّر ما قدمه النظام السوري لإيران في عهدي حافظ الأسد وبشار الأسد كلّ هذا الحرص الإيراني على استعادة سوريا كما يفسّر تلك الحملة العراقية على أحمد الشرع، وهي حملة لا تقتصر على نوري المالكي، بل ليس مستبعدا أن يكون رئيس الوزراء الحالي محمّد شيّاع السوداني مباركا لها.
بات في الإمكان القول إنّ المنطقة كلّها دخلت مرحلة جديدة في ضوء خسارة إيران لسوريا. ثمة من يرفض تصديق ذلك وثمّة من بدأ يستوعب أنّ الهزيمة التي لحقت بحزب الله في لبنان على يد إسرائيل ما كان ممكنا أن تأخذ كلّ هذا البعد والحجم من دون سقوط بشّار الأسد ونظامه في سوريا. هذا يجعل في الأفق صورة تحتاج إلى أن تكتمل. لم تكن زيارة احمد الشرع للسعودية، التي تلتها زيارة لتركيا، سوى خطوة أخرى على طريق إكتمال الصورة الجديدة للمنطقة تحت عنواني التوازن الإقليمي الجديد.. وبداية النهاية للمشروع التوسعي الإيراني في الشرق الأوسط والخليج.
يبقى سؤال: هل في استطاعة إيران إعادة عقارب الساعة إلى خلف في المنطقة العربيّة وفي سوريا تحديداً؟ الجواب أنّه سيكون على "الجمهوريّة الإسلاميّة"، التي ترفض إعادة النظر في مواقفها وسياساتها، الاهتمام الآن بالدفاع عن بقاء النظام واستمراره في عالم تغيّر مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
بالنسبة إلى سوريا نفسها، ستكون الأيام والأسابيع المقبلة فرصة لمعرفة هل يستطيع أحمد الشرع أن يكون في مستوى التنوع الذي تتميز به سوريا؟ الأكيد أنّ نوري المالكي وآخرين في العراق يستطيعون إعطاء دروس في كلّ شيء، خصوصا في مجال ممارسة التعصب المذهبي. لكن ليس في مجال التنوع وإدارته.

مقالات مشابهة

  • قفزة قياسية بالاتفاقات الاقتصادية بين العراق ومصر
  • وزيرة المالية تؤكد على أهمية الشراكة مع البنك الدولي
  • حملة إيرانيّة على سوريا..عبر العراق
  • قرقاش: بات التعاون بين الدول العربية أكثر أهمية للحفاظ على استقرار المنطقة
  • السوداني يؤكد لظريف أهمية تعزيز التعاون المشترك والتنسيق إزاء ما تشهده المنطقة
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين العراق والمغرب
  • رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف يؤكد أهمية التعاون الدولي خلال محاضرة في الجامعة العراقية
  • بوغدانوف يبحث مع الرئيس العراقي مواجهة التحديات وترسيخ الأمن في المنطقة
  • محافظ بني سويف.. أهمية النهوض بالقطاع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي.. و3 مراكز لخدمة تطعيم الحج والعمرة
  • الأمين العام للأمم المتحدة يشدد على أهمية حل الدولتين ورفض التطهير العرقي