المهرجانات الشتوية في المحافظات
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
يأتي شتاء هذا العام مختلفا فـي تفاصيله على ربوع سلطنة عُمان؛ حيث تشكّل المحافظات تنافسا واضحا فـي فعالياتها وأحداثها، لتجعل من لياليه وأيامه مساحة للمتعة والترفـيه للمقيم والزائر، والتعريف بالمفردات الثقافـية والسياحية التي تتميز بها كل محافظة دون غيرها.
لذلك كان الإقبال أكبر من الأعوام الأخيرة السابقة فـي تنظيم المهرجانات الشتوية فـي المحافظات، التي تفاوتت بين الفعاليات المبهرة والحركة الاقتصادية من محافظة إلى أخرى، فكان التنافس أكبر من حيث الكمّ والكيف فـي التنظيم، مما أدى إلى هذا الإقبال الكبير فـي النشاط الاقتصادي والبرامج السياحية التي تباينت فـي مستواها نتيجة لهذه المواسم السياحية.
ولا شك أن هذا التفاوت مردّه إلى حجم الإمكانيات المتاحة للمحافظات لإقامة هذا الحراك، الذي أوجد حالة استثنائية فـي فصل الشتاء وحراكا متنوعا اقتصاديا وثقافـيا ورياضيا وفنيا.
لكننا نحتاج فـي كل محافظة إلى تقييم مثل هذه الفعاليات، فمن المؤكد أن البرامج المتشابهة لا تخدم هذا المشروع، وأن المهرجان الشتوي إن لم يكن مختلفا، ومتميزا، وقادرا على تقديم الجديد والتنوع، لن يحقق الأهداف.
التقييم يكون موضوعيا، ماذا حقق المهرجان للمحافظة؟ وأين أصاب وأين تراجع؟ وكيف يمكن مع السنوات القادمة أن نجعل منه علامة فارقة؟ فالأمر لم يعد يقتصر على زوار الداخل، بل أيضا الاستقطاب من خارج الدولة، وإن لم يجد الزائر البرامج العائلية التي تجعله يعود سائحا فـي المرات القادمة، فهذا يعني أننا لم نتقدم خطوة.
التقييم الموضوعي يجدد ويضيف الفعاليات المبتكرة، التي يمكن الاستفادة فـيها من تجارب الدول التي تهتم بمثل هذه الأنشطة التي أصبحت عمود اقتصادها.
بالتأكيد أن إقامة المهرجانات الشتوية ستكون بصورة مختلفة مع قادم الأيام من حيث التطور والابتكار، وسيُضاف عليها الكثير من الأفكار التي تجعلها موسما سياحيا فـي المحافظات التي تتنافس فـيما بينها على من يكون الأكثر جاذبية.
لكن هذه المهرجانات تحتاج إلى ذراع إعلامي قادر على التعريف بها قبل أشهر من انطلاقتها، وإلى الترويج لها داخليا وخارجيا، وإلى استبيان مرتاديها حول احتياجاتهم غير المتوفرة فـيها.
كل هذه العوامل ستقرّب بين أفكار صانع الترفـيه فـيها وبين مرتاديها، وهذا هو الأمر الأهم، خاصة وأننا نحتاج إلى تشجيع المزيد من السياحة الداخلية كمرتكز أساسي لمشروع هذه المهرجانات.
ما زلنا فـي بداية هذا المجال، الذي كان لافتا هذا العام وجذب الانتباه فـي الداخل والخارج، وقصدته أعداد كبيرة جدا فـي بعض المحافظات، وتحتاج التجربة إلى وقت لتنضج، وأتوقع أن تكون المنافسة حامية بين المحافظات فـي قادم السنوات، وهذا ما سيعزز فكرة اللامركزية بينها كما أراد لها المقام السامي.
لذلك لا بد أن تُدعم هذه المهرجانات، وأن تتحول إلى نقطة جذب، وأن تكون قائمة على فكرة الدخل المالي الذي سيطورها ويفعّل أيضا الحالة الاقتصادية فـيها، وتقدّم الصور الجلية لأبناء وبنات سلطنة عمان فـي التميز، وتُتاح لهذه الفئة من رواد الأعمال المزيد من الفرص والتمكين فـي تنفـيذ المشاريع التجارية والتحضيرية.
سالم الجهوري كاتب صحفـي عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
نصائح تقى من حساسية الأنف والصدر خلال التقلبات الشتوية
تزداد حالات الإصابة بحساسية الأنف والصدر «الشعب الهوائية» خلال الأجواء الباردة لفصل الشتاء، مع التقلبات الجوية وظهور الرياح الشديدة والأتربة المصاحبة لشهر «أمشير»، ويوجد ارتباط وثيق بين حساسية الأنف وحساسية الصدر، حتى إن التسمية الحديثة لهما هى حساسية الجهاز التنفسى، والذى نصفه «العلوى» وهو الأنف، و«السفلى» هو الشعب الهوائية، لهذا نجد فى كثير من الأحيان يعانى مريض حساسية الأنف من بعض المشاكل فى الشعب الهوائية، والعكس صحيح.
ويقول الدكتور أحمد الموصلى، استشارى جراحات ومناظير الأنف والأذن والحنجرة، يعانى مريض حساسية الأنف من بعض المشاكل فى الشعب الهوائية، كما أن مرضى الأزمات الربوية يعانون مشاكل أنفية، ولحسن الحظ نجد أن علاج الحساسية فى الأنف أو الشعب الهوائية يؤدى بالضرورة إلى تحسن الحساسية فى الطرف الآخر.
وتتسبب حساسية الأنف فى وجود إفرازات مخاطية تخرج من فتحة الأنف الخلفية لتصل إلى الحلق ومنه إلى الحنجرة، هذه الإفرازات تعتبر وسطاً خصباً لتكاثر البكتيريا ما يؤدى لحدوث احتقان شبه مزمن فى الحنجرة.
ويؤكد الدكتور أحمد الموصلى أن الأمراض التنفسية تنتشر خلال تقلب الجو البارد، وإذا لم يتلقَّ المريض العلاج المناسب على وجه السرعة يبدأ ظهور الأعراض، ما يؤدى إلى حدوث التهابات بالشعب الهوائية، وتزيد مشاكل المريض ومعاناته، وكثيراً من أطباء الأنف والأذن والحنجرة يقومون بوصف علاج للصدر لمرضاهم إلى جانب علاج حساسية الأنف، تجنباً لحدوث أى مشاكل قد تحدث فى الشعب الهوائية».
وينصح الدكتور أحمد الموصلى، بضرورة الالتزام بارتداء الكمامات، للحماية من أثر الغبار والأتربة خارج البيت، ولمن يعانون أزمات صدرية وتنفسية، بجانب الوقاية من فيروس كورونا ومتحوراته إذا ظهرت، وأيضاً عدم وجود مضاعفات أكبر مع الإصابة، وكذلك غلق النوافذ بشكل جيد أثناء العواصف الترابية، وهناك أطعمة يجب تناولها بكثافة فى تلك الفترة المتقلبة، وتحديداً الغنية بفيتامين ج «سى»، والحديد مع تناول الشوربة الساخنة والقلقاس والسبانخ الغنية بالحديد، والتى تسهم فى إمداد الجسم بالطاقة ورفع وتقوية المناعة للجسم.
وحذر من التعرض للأدخنة الناجمة عن احتراق التبغ والبخور أو أى وسائل من وسائل التدفئة، واستنشاق المواد المعطرة المختلفة، أو تناول أى من الأدوية المسكنة أو استخدام البخاخات دون الرجوع للطبيب المختص.
وهناك فارق كبير بين حساسية الأنف وأعراض نزلات البرد، حيث إن الإصابة الأولى لها تاريخ مرضى طويل ولا ترتبط بفصل الشتاء، وتتميز إفرازات الأنف بأنها دائماً مائية، وتصاحبها نوبات من العطاس وحكة فى داخل الأنف وسقف الحلق، كما أن الحساسية لا يصاحبها ارتفاع فى درجة الحرارة أو آلام بالجسم.
ويجب تناول المشروبات الدافئة، والفاكهة والخضراوات الطازجة التى تحتوى على نسبة عالية من فيتامين «ج»، وهو يرفع المناعة ووقاية جيدة من نزلات البرد، مع تناول بعض المسكنات، وأشهرها الباراسيتامول، وفيتامين ج والأدوية التى ترفع المناعة واقراص الحساسية أو الشراب تحت الإشراف الطبى التام، لتقليل التفاعل الذى يحدث مع وجود الأتربة والغبار.
ومن لديه سابق معرفة بوجود حساسية، يجب تناول أدوية الحساسية سواء الصدر أو الأنف، لأنها تزيد مناعة الجهاز التنفسى والصمود أمام الملوثات وأسباب الحساسية.
ويختتم الدكتور أحمد الموصلى، حديثه قائلاً من الأشياء المهمة التى يغفل عنها كثير من الناس، هى ضرورة تناول الغذاء الصحى المتوازن، ويشمل كل أنواع الغذاء البروتين والنشويات والدهون والخضراوات والفاكهة، وهى تقدم للجسم العديد من أنواع الفيتامينات والمعادن المطلوبة لتقوية جهاز المناعة ومواجهة الأمراض.
وتناول المشروبات الدافئة مثل القرفة والجنزبيل والكركديه له فوائد صحية لتقليل احتقان الحلق ويعطى فرصة لزيادة مناعة الجسم بزيادة الدورة الدموية.
ومن أهم وسائل الوقاية هى سرعة العلاج عند ظهور بدايات الأعراض، لأن كثيراً من الأشخاص لا يذهب للطبيب إلا عند تفاقم الحالة الصحية ويكون العلاج أصعب بهذه المرحلة المتأخرة، والمطلوب اللجوء للطبيب مبكراً فور حدوث الإصابة فى أول مراحلها.