ودعها مليون مواطن.. جنازة حزينة لـ أم كلثوم بكت فيها الشوارع والميادين
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
«لا إله إلا الله مع السلامة يا صوت الشعب».. قبل 50 عامًا غطى الحزن سماء البلاد وأعلنت حدادها بعد أن ودعت «الست» محبيها الذين تلقوا صدمة خبر وفاتها؛ ليخرج الملايين من الرجال والنساء والشباب والكبار في صمت ودموع، مشهد مهيب لم تشهده مصر من قبل، وكأنهم يسيرون خلف حلم ضاع وشيء لن يعوض؛ حيث كانت جنازة «أم كلثوم» ليست مجرد جنازة، بل كانت وداعًا لأحد رموز الوطن الخالدة، في مشهد لن يُمحى من ذاكرة التاريخ، وتوقفت مصر عن الحركة، وكأنها فقدت روحها.
كان الصباح لا يزال مبكرًا إذ اتخذت الجموع طريقها إلى الميدان الكبير؛ جاء إلى أم كلثوم كل مَن أعطتهم الحب فكان ما عاشته معهم عميقًا صافيًا ونقيًا، حب الخالق والوطن؛ لتوديع الحنجرة التي ألهمت الملايين وصوتها كان وطنًا في حد ذاته، إذ بدت شوارع القاهرة ضيقة رغم اتساعها وتدافع الناس وكأن الأرض تضيق برحيلها، وفقًا لما رصدته كاميرا «ماسبيرو».
مشهد جنازة أم كلثومفي مشهد يكسر القلوب كان النعش محمولًا على أجنحة الحزن؛ والرجال يبكون بصمت، والنساء يصرخن كأنهن فقدن أمهاتهن، وشعر كل مَن سار خلف نعش أم كلثوم أنه فقد شيئًا غاليًا، بسبب الدفء الذي كان يأتي من أغنياتها التي لامست قلوبهم وجراحهم، هذا المنظر لم يكن في شوارع القاهرة فقط بل أبكت العالم العربي بأسره والعالم أجمع نقل الجنازة المهيبة التي لم يكن لها مثيل، في مشهد لن يُمحى من الذاكرة.
قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، لـ«الوطن»، إن رحيل أم كلثوم كان صدمة كبيرة للجماهير، ولا يمكن تخيل الفن دون وجود الست، لأن منذ أن جاءت أم كلثوم إلى القاهرة عام 1925 حتى اليوم 2025 أحدثت حالة فريدة من نوعها ولم تتكرر خلال الـ100 عام، فنحن نحتفل بقرن من أم كلثوم في حياتنا على مر العصور ومختلف الأجيال كما أنه من المهم الاحتفال بذكرى أم كلثوم الـ50 ومرور هذه السنوات دون وجودها يسبب حالة فقدان عامة لكل من عاصرها حية أو في عاش أغنياتها.
أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة، بل كانت وطنًا صغيرًا في قلب كل عربي، وكانت الجنازة بحرا بشريا لا نهاية له، يتوافد الجماهير من كل حدب وصوب، فرحيل «كوكب الشرق» لم يكن عاديًا بل كان صدمة؛ حسبما ذكرت جريدة الأهرام يوم 6 فبراير 1975، أن 3 فبراير 1975م توفيت أم كلثوم في القاهرة، منحت شقيقة أم كلثوم «سيدة» وابنتها «سعدية» زجاجتين من ماء زمزم للأطباء لغسل جثمانها، كان بعثهما «الأمير عبدالله الفيصل» من السعودية يوم وفاتها، وتم لف جثمانها في 11 ثوبًا كان الأخير ثوب من «الملس الأخضر الفلاحى» ويرمز للأرض التى نبتت منها.
يوم 5 فبراير 1975 فى الساعة الـ6 وعشر دقائق صباحًا وصل الجثمان إلى جامع عمر مكرم، وفي تمام الـ11 أعطيت الإشارة لفرقة موسيقى الأمن، وبدأ موكب الجنازة يتحرك من الجامع لميدان التحرير، وسط ملايين البشر من الجانبين وهديرها يردد «لا إله إلا الله لا إله إلا الله».. «مع السلامة يا ست.. مع السلامة يا ثومة يا صوت الشعب مع السلامة يا عظمة مصر يا صوت الخير»، وكان يتقدم الجنازة الدكتور عبدالعزيز حجازي، رئيس الوزراء، وسيد مرعي، رئيس مجلس الشعب، وحسن كامل، مندوبا عن رئيس الجمهورية، والدكتور عزيز صدقي، مساعد رئيس الجمهورية، وممدوح سالم، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، والدكتور عبدالعزيز كامل، وزير الأوقاف.
«نيويورك تايمز» وصفت في تقرير لها عن جنازة أم كلثوم بـ«أن تهافت الجميع عليها في حياتها، وتدفق مئات الآلاف من الجماهير كالنهر لوداعها»، وصفت أن أم كلثوم «السيدة الأشهر في مصر منذ كليوباترا»، وأنها تغنَّت باسم الوطن والدين ومليئة بالعواطف الحزينة؛ كما وتستمر الأغنية لمدة ساعة أو أكثر، وهي فتاة قروية غنت لأول مرة في حفلات زفاف القرية مع والدها وكانت نجمة ذات جاذبية شعبية هائلة في أوائل التسعينيات.
وعلى مدار نصف القرن التالي، وحتى عام 1972 عندما بدأت صحتها تتدهور، أقامت حفلة موسيقية شهرية واحدة على الأقل، ودائمًا يوم الخميس، وأصبح يحتشد الناس في جميع أنحاء العالم العربي حول أجهزة الراديو في المنازل والمقاهي خلال حفلاتها الموسيقية، مع انتشار البث الإذاعي، وأكدت «نيويورك تايمز»، في نهاية التقرير، أن تأثير واستحواذ أم كلثوم على جمهورها بدا واضحًا خلال الجنازة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أم كلثوم كوكب الشرق مع السلامة أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
موعد ومكان جنازة الدكتور سامي عبد العزيز
سامي عبد العزيز.. أعلنت الصفحة الرسمية لكلية الإعلام جامعة القاهرة، عن موعد جنازة الدكتورسامي عبد العزيز، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة.
موعد جنازة سامي عبد العزيزوأشارت الصفحة الرسمية لكلية الإعلام جامعة القاهرة في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى أن صلاة الجنازة ستقام في تمام الساعة 12مساءً، عقب صلاة الظهر في مسجد السلام بجوار مقابر الوفاء والأمل.
واختتمت المنشور بالدعاء له: «رحم الله الأستاذ الدكتور سامي عبد العزيز».
سامي عبد العزيز الشركة المتحدة تنعى الدكتور سامي عبد العزيزومن جانبها، نعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الدكتور سامي عبد العزيز، قائلة: «تنعي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بخالص الحزن والأسى، الأستاذ الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق، الذي وافته المنية مساء أمس الأحد.. داعين الله عز وجل أن يرزقه الجنة ويلهم أسرته الصبر والسلوان».
سامي عبد العزيزمن هو سامي عبد العزيز؟
- يعد سامي عبد العزيز من أبرز المتخصصين في الإعلام السياسي وإدارة الاتصال في الوطن العربي، كما أنه أكاديمي وخبير في مجال الإعلام.
- حصل عبد العزيز على درجة البكالوريوس في الإعلام من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، حيث تخصص في العلاقات العامة والإعلان.
-وواصل دراساته العليا في المجال نفسه، فحصل على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الاتصال الجماهيري من جامعة متشجن بالولايات المتحدة الأمريكية.
- شغل الدكتور سامي عبد العزيز العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية، وكان عميدًا لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، كما أشرف على العديد من الأبحاث والدراسات المتخصصة في الإعلام السياسي وإدارة الأزمات والاتصال المؤسسي.
- بالإضافة إلى أشرافه على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وأسهم في تطوير المناهج التعليمية الخاصة بالعلاقات العامة والاتصالات التسويقية.
اقرأ أيضاً«الأعلى للإعلام» ناعيا الدكتور سامي عبد العزيز: كان مثالا في التفاني وحب العمل
بيان زوجة الدكتور سامي عبد العزيز بشأن الجنازة والعزاء
مصطفى بكري ناعيا الدكتور سامي عبد العزيز: رحل وقلبه ينبض بحب الوطن