زنقة 20:
2024-12-27@12:59:45 GMT

الشعوب المعذبة في الأرض، شعب الجزائر نموذجا

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

بقلم : محمد إنفي

لم أقتبس هذا العنوان، لا من الكاتب الفرنسي Frantz Fanon صاحب كتاب Les Damnés de la terre ولا من الكاتب المصري الكبير، طه حسين صاحب المجموعة القصصية التي تحمل عنوان المعذبون في الأرض؛ بلأملته علي الظروف المعيشية الصعبة التي يمر منها الشعب الجزائري، رغم ما تزخر به بلاده من خيرات.

فإذا كان الأديب المصري قد تناول، إبان الأربعينيات من القرن الماضي، موضوع المعذبين في الأرض في كتابعبارة عن مجموعة من القصص، نقل من خلالها معانات فئات من الشعب المصري مع الفقر والجهل والمرض، والكاتب الفرنسي “فرانز فانون” قد تناول بأسوب تحليلي ونقدي، خلال الخمسينيات من نفس القرن، في الكتب المشار إليه أعلاه، معاناة الشعوب المستعمرة ونضالها من أجل التحرر، فأنا أتناول هذا الموضوع في سنة 2023،في مجرد مقال رأي متواضع، أوحت لي به أوضاعالجزائر الجديدة (“القوة الإقليمية الضاربة”) التي يعاني شعبها الأمرين من أجل الحصول على شيء من الحليب أو الزيت أو السكر أو العدس أو اللوبيا أو البطاطا أو غيرها من المواد الغذائية الأساسية.

إن المعذبين في الأرض كأفراد، لا يوجدون في الجزائر فقط؛ بل يوجدون حتى في البلدان المتقدمة، وإن بأعداد وأوضاع متباينة من بلد إلى آخر. لكن، لما يكتسي هذا العذاب طابعا جماعيا، فالأمر يصبح مقلقا. فمجرد التفكير فيه يثير سيلا من الأسئلة حول الأسباب والمسببات، خصوصا لما نكون أمام حالات لا تخص أفرادا بأعداد محدودة، وإنما تتعلق بشعوب تعيش أوضاعا وظروفا صعبة قد تصل إلى مستوى الكارثة أو المأساة.

وفي هذه الحالة، نكون أمام ظاهرة اجتماعية ومجتمعية خطيرة. وهذا ما يجعل منظمة الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر، من حين لآخر، حول الأوضاع المقلقة في بعض البلدان، والتي غالبا ما تعود إلى غياب الاستقرار السياسي الذي يُولِّد أوضاعا اقتصادية واجتماعية وحقوقية…صعبة، قد يصل مداها إلى المجاعة كأقصى وأقسى مستوى من العذاب.

 وحتى لا نبتعد عن محيطنا الإقليمي، نشير إلى أن فيقارتنا الأفريقية، توجد شعوب تعيش هذه الأوضاع المأساوية، إما بسبب النزاعات العرقية أو الاضطرابات السياسية؛ إذ كثيرا ما تحدث انقلابات عسكرية أو حروب أهلية أو غيرها من عوامل ومظاهر الاضطراب، في بلدان تعاني من الفقر والعوز وكل مظاهر الهشاشة. وقد تعقَّد الوضع في إفريقيا بعد أن تسللت إليها الحركات الإرهابية، مستغلة الأوضاع غير المستقرة في بعض دولها.

لكن الغريب أن نجد من بين الشعوب الإفريقية المعذبة في الأرض، شعب شمال إفريقي، لا هو من الشعوب الفقيرة، ولا هو يعاني من الحرب أو من الاضطرابات السياسية والاجتماعية؛ ومع ذلك، فهو يعاني الأمرين من أجل الحصول على ما يسد به رمقه ويحارب به الجوع والعطش بسبب قلة المياه وندرة المواد الغذائية الأساسية. ولهذا السبب اخترته كنموذج في هذا المقال.

فالشعب الجزائي (أو الشعوب الجزائرية: شعب القبائل، شعب الأزواد، شعب الزوالي، شعب الصحراء الشرقية…) الذي تزخر أرضه بثروات طبيعية هائلة تدر على خزينة الدولة ملايير الدولارات، وبلاده تعتبر البلد الأكبر مساحة في إفريقيا، وبها مساحات شاسعة صالحة للفلاحة والزراعة، ومع ذلك، فهو يعيش الفقر والحرمان في أجلى صوره. فما نراه اليوم في الجزائر من طوابير لا متناهية منذ الفجر، وما يحصل فيها من ركض وراء شاحنات توزيع الحليب، لأمر مخجل ومقرف حقا.وما هذا إلا دليل على إفلاس النظام العسكري المتحكم في رقاب الشعب الجزائري. فوضع هذا الشعب يشكل استثناء بين الدول النفطية. فأين ذهبت، إذن، ثرواته حتى أصبح معرضا للجوع والعطش وكل أنواع الحرمان؟

الجواب يوجد جزء منه في تندوف حيث تقيم “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” المزعومة منذ خمسة عقود على حساب الشعب الجزائري. فالنظام العسكري يسلح ويمول مليشيات البوليساريو لضرب مصالح المغرب وزعزعة استقراره؛ كما يقوم بتأدية رواتب قيادات الوهم من رئيس “الجمهورية” وحاشيته إلى “الوزراء” و”البعثات الديبلوماسية“ وغير ذلك من “المؤسسات” الوهمية، “المدنية” و”العسكرية”؛ هذا فضلا عنديبلوماسية الشيكات والهبات لاستجداء الاعتراف بالجمهورية الوهمية، “جمهورية الخيام والغبرة والعجاج“.

أما الجزء الآخر من الجواب على السؤال أعلاه، فيوجدفي العقارات والحسابات البنكية للجنرالات والمسؤولين الكبار بالخارج. فهؤلاء يبذرون ويبددون وينهبون ثروات الشعب الجزائري بشتى السبل. لقد جعلوا الجزائر الغنية بثرواتها المتنوعة، متأخرة في كل شيء. فالجزائر العاصمة صُنِّفت في مقدمة المدن الأسوأ في العالم(تحتل المرتبة الثالثة). ويتذكر الجمهور الذي تابع الفعاليات الرياضية التي أقيمت بالمدن الجزائرية، مدىرداءة وسائل النقل والتجهيزات الرياضية والبنيات التحتية وغيرها.    

خلاصة القول، كل شيء في الجزائر يدين نظامها الغبي،الأهبل، الأرعن، المستبد، الفاسد، المفسد، العجوز… لقد أفقر البلاد وجعل شعبها يقضي ساعات طوال في طوابير لا متناهية من أجل الحصول على شكارة حليب أو علبة زيت أو كيلو عدس أو لوبيا أو بطاطا أو بصل وغيرها من المواد الاستهلاكية الضرورية. أليس في هذا تعذيب مادي ونفسي للمواطن الجزائري؟ أليس من العار أن يكون الحد الأدنى للأجر في الجزائر الغنية أقل بكثير من بلدان ليس لها لا بترول ولا غاز؟ ألا تدل القيمة المتدنية للدينار الجزائري على ضعف اقتصاد البلاد رغم غناها؟…؟…؟

طنجة في 20 غشت 2023  

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الشعب الجزائری فی الجزائر فی الأرض من أجل

إقرأ أيضاً:

اليهود الإسبان في إحتفالات حانوكا : الملك محمد السادس جعل من المغرب نموذجاً للتعايش والتسامح في العالم

زنقة 20. الرباط

احتضنت مدينة ملقة، التي تعد رمزاً للتنوع الثقافي وملتقى الحضارات، يوم الأحد الماضي النسخة الأولى من جوائز “حانوكا” أو “عيد الأنوار”.

هذا الحدث البارز، الذي نظمته فيدرالية الجاليات اليهودية في إسبانيا، التي يرأسها السيد “دافيد أوباديا شوكرون” المغربي الأصل، جمع نخبة من الشخصيات الدينية عن الديانات الثلاث وسياسيين يتقدمهم عمدة مدينة مالقة و مندوبة الحكومة الإسبانية وعندج طوريمولينوس ونائبة عمدة بين المدنية وممثل عن القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء وجمعويين وممثلين عن جماعات دينية مختلفة من ملقة ومنطقة كوستا ديل سول.

رئيس ذات الفيدرالية شدد في تصريح لمنبر Rue20 Español، التي غطت الحدث، على الدور المحوري والهام الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس، في التعايش والتسامح فيما بين الديانات السماوية.

و أضاف “دافيد أوباديا” على متن تصريحه، بأن جلالة الملك جعل من المملكة المغربية نموذجاً للتعايش والتسامح تفتخر به الجاليات اليهودية خاصة وبقية الجاليات عبر العالم.

وتستمر الاحتفالات من 25 ديسمبر حتى 2 يناير، بالتزامن مع عيد “حانوكا”، الذي يعبر عن انتصار النور على الظلام. يحمل هذا العيد رسالة أمل عميقة تعكس تطلعات الإنسان في مواجهة التحديات المعاصرة.

أقيمت الفعالية في قاعة إدغار نيفيل، بحضور رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا، السيد ديفيد عبادي، الذي شدد في كلمته على أهمية التعاون الثقافي كركيزة أساسية لتعزيز التعايش والتنوع بين الثقافات.

تميز الحدث بتكريم ثلاث شخصيات مؤثرة تسعى لنشر رسالة السلام والوئام في العالم. كما شهد الحفل إضاءة شمعدان الحانوكيا ذو التسعة أذرع، حيث أوقدت ثماني مصابيح زيتية، في طقس رمزي يبرز معاني النور والصفاء، بمشاركة نخبة من الحضور المميزين.

شكلت هذه المبادرة فرصة فريدة للتأمل في المعاني الرمزية للنور، باعتباره تجسيدا للسعي نحو المعرفة، والحكمة، والفهم المتبادل بين البشر.

شارك في الحفل ممثلون عن هيئات وجماعات متعددة، مما يعكس التزاما مشتركا بتعزيز الحوار بين الأديان وبناء جسور التفاهم بين الثقافات والمعتقدات المختلفة. وأكد هذا الحدث على عمق روابط الاحترام والتآلف بين المجتمعات الدينية في ملقة، داعما قيم التعايش المتناغم والتسامح.

ختاما، جاءت هذه الاحتفالية لتكون شاهدا حيا على قيم النور والسلام والوحدة في التنوع، وهي القيم التي تميز مدينة ملقة وتجعلها مثالا يحتذى به في الانفتاح الثقافي والإنساني.

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي .. المغاربة يتصدرون قائمة الشعوب الأكثر تسامحًا مع الأديان الأخرى
  • اليمن يعتدي على إسرائيل
  • محمد بن راشد: هدفنا أن تكون حتّا نموذجاً عالمياً في التناغم بين الإنسان والطبيعة ورمزاً لابتكار مستدام
  • إرهابي يسلم نفسه للجيش الجزائري وبحوزته أسلحة وذخائر
  • تركيا تسمح لحزب ديمقراطية الشعوب الكردي بزيارة أوجلان لأول مرة منذ 10 سنوات
  • كيف تعامل الرئيس الجزائري مع حملة مانيش راضي الغاضبة؟
  • بعد اجتياح وسم “مانيش راضي” لمواقع التواصل.. تبون يهدد الشعب الجزائري 
  • ‏البابا فرنسيس في رسالة الميلاد: "لتصمت الأسلحة في أوكرانيا المعذبة"
  • اليهود الإسبان في إحتفالات حانوكا : الملك محمد السادس جعل من المغرب نموذجاً للتعايش والتسامح في العالم
  • هآرتس: عندما يصبح الجيش الإسرائيلي نموذجا للوحشية