زنقة 20:
2024-07-07@07:08:05 GMT

الشعوب المعذبة في الأرض، شعب الجزائر نموذجا

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

بقلم : محمد إنفي

لم أقتبس هذا العنوان، لا من الكاتب الفرنسي Frantz Fanon صاحب كتاب Les Damnés de la terre ولا من الكاتب المصري الكبير، طه حسين صاحب المجموعة القصصية التي تحمل عنوان المعذبون في الأرض؛ بلأملته علي الظروف المعيشية الصعبة التي يمر منها الشعب الجزائري، رغم ما تزخر به بلاده من خيرات.

فإذا كان الأديب المصري قد تناول، إبان الأربعينيات من القرن الماضي، موضوع المعذبين في الأرض في كتابعبارة عن مجموعة من القصص، نقل من خلالها معانات فئات من الشعب المصري مع الفقر والجهل والمرض، والكاتب الفرنسي “فرانز فانون” قد تناول بأسوب تحليلي ونقدي، خلال الخمسينيات من نفس القرن، في الكتب المشار إليه أعلاه، معاناة الشعوب المستعمرة ونضالها من أجل التحرر، فأنا أتناول هذا الموضوع في سنة 2023،في مجرد مقال رأي متواضع، أوحت لي به أوضاعالجزائر الجديدة (“القوة الإقليمية الضاربة”) التي يعاني شعبها الأمرين من أجل الحصول على شيء من الحليب أو الزيت أو السكر أو العدس أو اللوبيا أو البطاطا أو غيرها من المواد الغذائية الأساسية.

إن المعذبين في الأرض كأفراد، لا يوجدون في الجزائر فقط؛ بل يوجدون حتى في البلدان المتقدمة، وإن بأعداد وأوضاع متباينة من بلد إلى آخر. لكن، لما يكتسي هذا العذاب طابعا جماعيا، فالأمر يصبح مقلقا. فمجرد التفكير فيه يثير سيلا من الأسئلة حول الأسباب والمسببات، خصوصا لما نكون أمام حالات لا تخص أفرادا بأعداد محدودة، وإنما تتعلق بشعوب تعيش أوضاعا وظروفا صعبة قد تصل إلى مستوى الكارثة أو المأساة.

وفي هذه الحالة، نكون أمام ظاهرة اجتماعية ومجتمعية خطيرة. وهذا ما يجعل منظمة الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر، من حين لآخر، حول الأوضاع المقلقة في بعض البلدان، والتي غالبا ما تعود إلى غياب الاستقرار السياسي الذي يُولِّد أوضاعا اقتصادية واجتماعية وحقوقية…صعبة، قد يصل مداها إلى المجاعة كأقصى وأقسى مستوى من العذاب.

 وحتى لا نبتعد عن محيطنا الإقليمي، نشير إلى أن فيقارتنا الأفريقية، توجد شعوب تعيش هذه الأوضاع المأساوية، إما بسبب النزاعات العرقية أو الاضطرابات السياسية؛ إذ كثيرا ما تحدث انقلابات عسكرية أو حروب أهلية أو غيرها من عوامل ومظاهر الاضطراب، في بلدان تعاني من الفقر والعوز وكل مظاهر الهشاشة. وقد تعقَّد الوضع في إفريقيا بعد أن تسللت إليها الحركات الإرهابية، مستغلة الأوضاع غير المستقرة في بعض دولها.

لكن الغريب أن نجد من بين الشعوب الإفريقية المعذبة في الأرض، شعب شمال إفريقي، لا هو من الشعوب الفقيرة، ولا هو يعاني من الحرب أو من الاضطرابات السياسية والاجتماعية؛ ومع ذلك، فهو يعاني الأمرين من أجل الحصول على ما يسد به رمقه ويحارب به الجوع والعطش بسبب قلة المياه وندرة المواد الغذائية الأساسية. ولهذا السبب اخترته كنموذج في هذا المقال.

فالشعب الجزائي (أو الشعوب الجزائرية: شعب القبائل، شعب الأزواد، شعب الزوالي، شعب الصحراء الشرقية…) الذي تزخر أرضه بثروات طبيعية هائلة تدر على خزينة الدولة ملايير الدولارات، وبلاده تعتبر البلد الأكبر مساحة في إفريقيا، وبها مساحات شاسعة صالحة للفلاحة والزراعة، ومع ذلك، فهو يعيش الفقر والحرمان في أجلى صوره. فما نراه اليوم في الجزائر من طوابير لا متناهية منذ الفجر، وما يحصل فيها من ركض وراء شاحنات توزيع الحليب، لأمر مخجل ومقرف حقا.وما هذا إلا دليل على إفلاس النظام العسكري المتحكم في رقاب الشعب الجزائري. فوضع هذا الشعب يشكل استثناء بين الدول النفطية. فأين ذهبت، إذن، ثرواته حتى أصبح معرضا للجوع والعطش وكل أنواع الحرمان؟

الجواب يوجد جزء منه في تندوف حيث تقيم “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” المزعومة منذ خمسة عقود على حساب الشعب الجزائري. فالنظام العسكري يسلح ويمول مليشيات البوليساريو لضرب مصالح المغرب وزعزعة استقراره؛ كما يقوم بتأدية رواتب قيادات الوهم من رئيس “الجمهورية” وحاشيته إلى “الوزراء” و”البعثات الديبلوماسية“ وغير ذلك من “المؤسسات” الوهمية، “المدنية” و”العسكرية”؛ هذا فضلا عنديبلوماسية الشيكات والهبات لاستجداء الاعتراف بالجمهورية الوهمية، “جمهورية الخيام والغبرة والعجاج“.

أما الجزء الآخر من الجواب على السؤال أعلاه، فيوجدفي العقارات والحسابات البنكية للجنرالات والمسؤولين الكبار بالخارج. فهؤلاء يبذرون ويبددون وينهبون ثروات الشعب الجزائري بشتى السبل. لقد جعلوا الجزائر الغنية بثرواتها المتنوعة، متأخرة في كل شيء. فالجزائر العاصمة صُنِّفت في مقدمة المدن الأسوأ في العالم(تحتل المرتبة الثالثة). ويتذكر الجمهور الذي تابع الفعاليات الرياضية التي أقيمت بالمدن الجزائرية، مدىرداءة وسائل النقل والتجهيزات الرياضية والبنيات التحتية وغيرها.    

خلاصة القول، كل شيء في الجزائر يدين نظامها الغبي،الأهبل، الأرعن، المستبد، الفاسد، المفسد، العجوز… لقد أفقر البلاد وجعل شعبها يقضي ساعات طوال في طوابير لا متناهية من أجل الحصول على شكارة حليب أو علبة زيت أو كيلو عدس أو لوبيا أو بطاطا أو بصل وغيرها من المواد الاستهلاكية الضرورية. أليس في هذا تعذيب مادي ونفسي للمواطن الجزائري؟ أليس من العار أن يكون الحد الأدنى للأجر في الجزائر الغنية أقل بكثير من بلدان ليس لها لا بترول ولا غاز؟ ألا تدل القيمة المتدنية للدينار الجزائري على ضعف اقتصاد البلاد رغم غناها؟…؟…؟

طنجة في 20 غشت 2023  

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الشعب الجزائری فی الجزائر فی الأرض من أجل

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد أن دماء شهداء جنين وقودًا للانتفاضة ضد العدو الصهيوني

الثورة نت../

نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس شهداء المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني صباح اليوم الجمعة في جنين بالضفة الغربية، مؤكدة أن دماء الشهداء “وقودٌ للانتفاضة ضد الاحتلال”، وأن “سياسة الإرهاب والخراب الصهيونية لن تكسر إرادة شعبنا”.

وقالت حماس في بيان إن جرائم العدو المتواصلة في غزة وجنين وطولكرم وكل الأرض المحتلة، لن تُفلِح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأن هذه الدماء الزكية ستشكل وقوداً لانتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وسياسة الخراب والدمار التي يريد فرضها عليه.

وشددت على أن سياسات الحكومة الصهيونية المتطرفة في الضفة، والتي يقودها سموتريتش، عبر إجراءات الضم وتوسيع المستوطنات، وفرض الوقائع على الأرض، والقتل اليومي والتهديد بتحويل مدن الضفة إلى خراب؛ “هي الوجه الأبشع للفاشية الصهيونية المستمرة في انتهاك كافة القوانين”.

وأكدت أن هذه السياسات سيتصدى لها الشعب الفلسطيني ومقاومته بكل الوسائل.

وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتهم، واتخاذ قرارات واضحة لوقف هذه الجرائم المستمرة، “ولجم الفاشيين الجدد من قادة الاحتلال”، وتقديمهم للعدالة الدولية للمحاسبة كمجرمي حرب.

واستشهد سبعة فلسطينيين، صباح اليوم الجمعة، برصاص وصواريخ مسيرات الاحتلال خلال عدوان صهيوني واسع استمر أربع ساعات متواصلة في مدينة ومخيم جنين.

مقالات مشابهة

  • 420 مليون يورو.. الجزائر وإيطاليا توقعان اتفاقًا لإنتاج الحبوب
  • الجزائر وإيطاليا توقعان اتفاقا بقيمة 420 مليون يورو لإنتاج الحبوب
  • تفاصيل مكالمة وزير الخارجية ونظيره الجزائري.. استثمار وتنسيق في مختلف القضايا
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الجزائري.. اعرف التفاصيل
  • الجزائر.. اتفاق بـ455 مليون دولار مع بي إف الإيطالية لإنتاج الحبوب
  • وزير الخارجية: الشعب المصري قدم نموذجا في التضامن مع الأشقاء السودانيين
  • حماس تؤكد أن دماء شهداء جنين وقودًا للانتفاضة ضد العدو الصهيوني
  • “غوغل” يحتفل بذكرى إستقلال الجزائر
  • أمريكا والدول الغربية ذات الوجهين: لا تستطيع فرض قبول الشعوب بها، ولا منع فرارهم منها شرقا
  • رئيس البرلمان العربي يهنئ الجزائر بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال