زنقة 20:
2025-03-16@10:02:54 GMT

الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

بقلم : التيجاني بولعوالي – هولندا

بينما كنت أتمشى في شارع ليس بعيدا عن منزلي، إذا بي ألمح هذه الكتب (في الصورة) التي وضعها هنا أصحاب المنزل المقابل لمن يرغب في أن يأخذها مجانا. ربما ليقرأها بدوره أو ليهديها لمن يريد قرأتها أو لمكتبة خاصة أو عامة.

وقفت هنيهة لأتصفح عناوين هذه الكتب، لكن وجدت أنها بعيدة عن تخصصي واهتمامي.

بعضها أعمال روائية باللغة الهولندية تحت عنوان: “القارة السخية”، و”الانتصار”، و”قل لي من أنا”، و”مسرح الزنبق”. وهي عناوين مثيرة تغري بالقراءة لمن له الوقت الكافي لذلك، وله أيضا مساحة كافية في المنزل لاستيعاب مزيد من الكتب التي لا تريد أن تنقضي، ولا يتوقف عاشقها عن شرائها ولو كلفته ميزانية إضافية على حساب مصاريف أخرى قد تكون ضرورية.

وقد حرصت على التقاط صورة لهذه اللحظة المهمة التي تنطوي على رسالة عميقة لمجتمعنا المسلم، الذي لم يعد يكترث بالقراءة ولا بالكتاب ولا بتقاسم المعرفة وتذليل الوسائل لنشرها وتحبيبها إلى النشء والأطفال والشباب.
أثناء العودة إلى المنزل سرحت بخاطري متأملا بتحسر وضعية القراءة والمعرفة في أمتنا التي كان يُنظر إليها في الماضي على أنها “أمة إقرأ”. تذكرت كيف نقل القرآن الكريم عرب الجاهلية من ظلام الجهل إلى نور العلم، وكيف تعاطى المأمون في بيت الحكمة مع علوم الإغريق والفرس والسريان والأقباط، وكيف كان يدفع وزن الكتاب المترجم ذهبا، وكيف كان هارون الرشيد لا يقبل الجزية نقدا ومتاعا فقط، بل كتبا أيضا.
وتذكرت في مقابل ذلك كيف آلت إليه الأمور في حاضرنا، وكيف تُباع الكتب والجرائد والمجلات بأبخس ثمن لباعة التوابل والأعشاب والمكسرات لاستعمالها بدل الورق العادي الأغلى بكثير من كتب ومنشورات العلم والثقافة والأدب!

هناك حقا شريحة قارئة وعالمة في مجتمعنا تعشق الكتاب والمعرفة والعلم، لكنها قلة قليلة جدا جدا. وهناك أيضا شريحة أخرى، قد تكون أفرادا أو مؤسسات، تمتلك مكتبات هائلة لكنها لا تعدو أن تكون “إكسيسوارا” للزينة والتأثيث، وقلما تفتح الكتب للقراءة، أو على الأقل في وجه الطلبة والباحثين والمهتمين.
خلاف ذلك، لا يشتري أكثر الناس الكتاب في الغرب إلا ليقرؤوه ثم يتخلصون منه بعد ذلك، إما بإهدائه لصديق، أو لمكتبة، أو وضعه أمام أبواب المنازل لمن يرغب في أخذه مجانا. وإذا اضطر البعض لبيع الكتاب، فيبيعونه بثمن رمزي أقل من ثمنه في المكتبة بأضعاف مضاعفة، فالكتاب الذي يقدر ثمنه ب 25 يورو تشتريه في أسواق الكتب المستعملة أو عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بيورو واحد أو نصف يورو، وإذا كان في تخصص مهم ربما بثلاثة أو خمسة يوروهات.

ولعل قول جوزيف برودسكاي ينطبق إلى حد ما على هذه الظاهرة: “الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها!”

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. شاهد هلع وخوف و “جرسة” الفنان السوداني عبد العزيز القلع من “ثعبان” الصحفي “دندش” وكيف كانت ردة فعله عندما طالبه الأخير بلمسه

أثار الصحفي والإعلامي السوداني, أحمد دندش حالة من الخوف والهلع عند الفنان الشاب عبد العزيز القلع, الذي حل ضيفاً عليه في برنامجه “السرداب”.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن “دندش”, أثار مخاوف ضيفه في الفقرة الأخيرة من برنامجه والتي بخير فيها ضيفه بين الإجابة على سؤال صعب أو الإمساك بالثعبان الذي يستعين به.

المطرب الشاب دخل في حالة هلع شديد مطالباً مستضيفه بإنهاء الحلقة ومؤكداً بعدم خوضه مغامرة مسك الثعبان.

وكتب “دندش” على المقطع بحسب ما نقل محرر موقع النيلين, من صفحته عل  فيسبوك: (الثعبان مابتمسك…والسؤال مابتغير…(جرسه) عزيز القلع دي كوم براها).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. شاهد هلع وخوف و “جرسة” الفنان السوداني عبد العزيز القلع من “ثعبان” الصحفي “دندش” وكيف كانت ردة فعله عندما طالبه الأخير بلمسه
  • خيط الجريمة.. قصة كهربائى قتل والده لسرقة مبلغ مالى فى منشأة ناصر
  • هاكر فى الظل.. اختراق متاجر بى تك وكيف تم تسريب بيانات العملاء؟
  • "جريمة منتصف الليل" الحلقة 14: كشف المتورطين وسقوط شبكة الجريمة
  • النساء لن تدخل الجحيم.. إصدار جديد بهيئة الكتاب لـ سليمان العطار
  • “الكتاب الأبيض”.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أوروبا لدعم أوكرانيا و”ردع” روسيا
  • خيط الجريمة.. قصة عامل قمامة قتل عجوز بعدما طالبته بالإيجار فى الجيزة
  • «عقلان وثقافتان».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ سليمان العطار
  • بالمخالفة للقانون.. القبض على مالك مطبعة يقلد الكتب الدراسية بالجيزة
  • ضبط مالك مطبعة بدون ترخيص بالجيزة لقيامه بنسخ وتقليد الكتب الدراسية