هكذا إستغلّ الإرهابي “أبو مصعب عبد الودود” وزوجته فواتير الكهرباء والغاز لجمع الأموال
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
يكشف ملف قضائي ستناقشه محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء خلال دورتها الجنائية الحالية، عن وقائع مثيرة وأخرى خطيرة، تتعلق بمتهمين موقوفين متورطين في قضايا إرهاب. قاموا بعد مغادرتهم المؤسسات العقابية، بتجنيد شاب من أبناء براقي والكاليتوس شرقي العاصمة، في التنظيم الإرهابي الدولة الإسلامية ” داعش” في سوريا والعراق.
وكان شاب إرهابي سابق ” المدعو ج.كمال” المكنى ” أبو مصعب الغريب” المتواجد حاليا ضمن تنظيم الدولة داعش. يكلفه بمهمة جلب شباب مسبوقين قضائيا، أو لديهم أفكار متطرفة، لأجل تجنيدهم في صفوف ” داعش”.
والغريب في القضية أن المتهم الرئيسي “إرهابي سابق برفقة زوجته، “ز.محمد” المكنى “أبو مصعب عبد الودود”. كان يجمع برفقة زوجته التبرعات والاموال من أبناء الحي لمساعدة عائلة صهره المحكوم عليه بالسجن، بتهمة الارهاب. بغرض التكفل بقفة السجن ليمتد نشاطهما إلى مساعدة معظم المساجين المتورطين في قضايا لها صلة بالجماعات الإرهابية. وهذا باستغلال فواتير الكهرباء والغاز لجمع الإعانات دون اعتماد من السلطات الإدارية.
يستخلص من ملف التحري أنه بناء عن معلومات وردت إلى مصالح الشرطة القضائية بالعاصمة. تتعلق بتواجد شخص يبلغ من العمر حوالي 30 سنة، ومسبوق قضائيا، يقيم ببلدية براقي. يقوم بتجديد شباب جزائري للإلتحاق بالتنظيم الإرهابي المسمى بالدولة الإسلامية للعراق و الشام (داعش).
إستغلال فواتير الكهرباء والغاز لجمع التبرعاتوفي بداية التحقيق تم تحديد هوية المعني ويتعلق الأمر بالمدعو “ز. محمد” المكنى “أبو مصعب عبد الودود”. و بتاريخ 10/05/2016 تم توقيفه على مستوى حيه. ولدى سماع المتهم كشف عن وقائع خطيرة حيث أقر بعلاقته بالعناصر الإرهابية الناشطة ضمن تنظيم الدولة داعش. كما اعترف بتجنيده لشباب من أبناء حيه وضواحيه للالتحاق بذات التنظيم.
مضيفا أن المدعو “د. قاسم” من معارفه المقربين من أبناء الحي حيث بمجرد زواجه سنة 2012. وتزامنت مع ضلوع صهره والد زوجته المدعو “س. مصطفى”.
في قضية إرهابية المحكوم عليهما بالسجن راودتهما فكرة جمع الأموال عن طريق التبرعات التي تجمع من أبناء الحي. لمساعدة عائلة صهره كونها معوزة والبداية كانت بالتكفل بقفة السجن ليمتد نشاطهما إلى مساعدة معظم المساجين المتورطين في قضايا لها صلة بالجماعات الإرهابية. إلى غاية يومنا هذا باستغلال فواتير الكهرباء والغاز لجمع الإعانات دون اعتماد من السلطات الإدارية.
مؤكدا المتهم أنهما كانا يتخذان من فواتير الكهرباء والغاز حجة للتقرب من أبناء الحي لجمع مبالغ مالية متفاوتة خصص جزء منها مقدر ب 40.000 دج بهدف مساعدة المدعو “خ. أسامة المكنى” ” أبو تراب” لمغادرة التراب الوطني والالتحاق بتنظيم الدولة داعش.
واكد المتهم أن علاقته بالتنظيم منذ سنة 2011 بعد معرفته بأحد أبناء حيه المدعو “ج.كمال” المكنى ” أبو مصعب الغريب” المتواجد حاليا ضمن تنظيم الدولة داعش بسوريا، حيث توطدت علاقته معه بعد مغادرته السجن سنة 2011. ومع الوقت تمتنت علاقة الصداقة وكسب ثقته و أصبحا يتبادلان أطراف الحديث عن النزاع القائم وشرعية الجهاد ضمن تنظيم الدولة داعش.
وأقر المتهم انه خلال شهر جوان سنة 2015 و التقى ب” ج كمال” وهو على متن سيارته النفعية، حيث اخطره انه بصدد مغادرة التراب الوطني والالتحاق بتنظيم الدولة داعش عبر تركيا عما قريب.د، مقترحا عليه مرافقته.
وقبل سفره قدم إلى مقر إقامته وترك في تصرفه هاتف نقال ذكي به تطبيقة تلغرام. ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية باسم “جيلاد نسيم” بهدف اقتناء شريحة هاتفية
وبعدها سمع عنه انه التحق بالتنظيم الإرهابي برفقة المدعو “ب.عيسى”، لتنقطع أخباره إلى غاية شهر سبتمبر 2015. تلقى أول اتصال عبر تطبيقة تلغرام و أكد له انه يجري تدريباته القتالية بمعسكر تدريب. كواتصل به أين كانت تدور حواراته عن أمور الجهاد و أوضاع المقاتلين كما كان يطلعه عن أحوال الحي و عائلته فيما كان هو الآخر يلح عليه للالتحاق بركبه.
أضاف المتهم” ز. محمد” انه تم تزكيته من قبل المدعو “ج.كمال” للجماعة الإرهابية بحيث تمت تكنيته باسم “مصعب عبد الودود” .
تجنيد شباب للإلتحاق بداعشوفي نفس السياق الحديث معه اقترح عليه شابين متحمسين للالتحاق بصفوفهم كل من المدعو “خ. أسامة” المكنى “أبو تراب “والمدير” ت. محمد” ، كما قام أيضا بتسليم بالمدعو “خ. أسامة” مبلغ مالي مقدر ب 40 ألف دج حصيلة التبرعات لشراء العملة الصعبة و بقي يتابع الأحداث عن كتب إلى غاية مغادرتهم أرض الوطن ووصولهم إلى تركيا.
ليتم التكفل بهما من طرف احد عناصر التنظيم المسمى “موقاس فارس” المكنى “أبو دجانة البتار” الذي يعتبر المكلف بالتنسيق والعناصر الجدد، مؤكدا المتهم انه بمجرد التحاق المعنيان بالأمر بالتنظيم بالأراضي السورية ، أصبح يتواصل مع المدعو “موقاس فارس “كما يقي في اتصال شبه دائم مع العناصر الإرهابية منهم المدعو” عماري محمد” المكنى ى أبو هيئة القريشي”، المدعو “راحم يعقوب” المكنى “أبو عبد الرحمان المهاجر ” والمدعو عبد الحق” المكنى ى أبو معاوية” …وغيره عبر تطبيقة التلغرام.
كما اعترف المتهم عن اقتراح شابا آخر من الحي مسبوق في قضايا إرهاب المدعو “لعمش سيد احمد ” على نفس الارهابي بغرض تجنيده، وبدوره قام ” سيد احمد” باقتراح شابين آخرين من حث الكاليتوس كونهما متحمسين للجهاد في ” داعش” ويتعلق الأمر بالمدعو “م. محمد الأمين” المكنى” أبو حذيفة” المدعو “ل. أمين” المكنى “أبو عبيدة” حيث وضع تحت تصرفهما الإرهابي ” موقاس فارس” المكنى “أبو دجانة البتار” حيث وبمجرد محاولتهما مغادرة ارض الوطن باتجاه دولة تركيا تم إيقافهما على مستوى مطار هواري بومدين الدولي ، أين تم إخلاء سبيلهما بعد إجراءات التحقيق، ليتمكنا لاحقا من معاودة الكرة ومغادرة التراب الوطني عبر مطار هواري بومدين،
وأضاف المعني بالأمر انه خلال تلك الفترة اتصل به المدعو “حنجار عبد الله” عبر تطبيقة التلغرام طالبا منه إمكانية التكفل بإحدى البنات تبلغ من العمر 18 سنة قصد الزواج من احد المجندين من معارفه حتى يتسنى لها الالتحاق بتنظيم الدولة داعش ، مضيفا انه تلقى محادثة من المدعو “موقاس فارس” المكنى طالبا منه ضرورة مساعدة زوجين متواجدين بمدينة الحراش ، بصدد الالتحاق بالتنظيم وذلك بتزويدهم بمبلغ مالي مقدر ب 150.000 دج كسلفية منه إليه على أن يتم استرجاعه بمجرد تواصله بأحد معارفه، إلا أنه أخطره بعدم حيازته على المبلغ المطلوب.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: فی قضایا أبو مصعب ج کمال
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات الفرنسية تُحذّر من الأشكال الجديدة للتهديد الإرهابي
تشعر أجهزة الاستخبارات، بما في ذلك المديرية العامة للأمن العام، التي تقود مكافحة الإرهاب في فرنسا، بالقلق من مُستقبل مُحبط للقاصرين وماضٍ جهادي لمُجتمعاتهم لا يُمكن التخلّص منه، مؤكدة في ذات الوقت أنّ الدولة الفرنسية تُحافظ على يقظتها في مواجهة الإرهاب الإسلاموي، وخاصة ضدّ الجهادية الناشئة في مُجتمعات دول شمال القوقاز والوافدة منها.
وتعزّزت هذه المعلومات بعد القبض منذ أيّام على مراهقين فرنسيين كانا على اتصال بإرهابي أراد تنفيذ هجوم خلال الألعاب الأولمبية. كما تؤكد التحقيقات انتشار الشبكات التقليدية جنباً إلى جنب مع شبكات القُصّر، وكذلك الشباب القوقازيين الذين يسهل اختراقهم عبر دعاية تنظيم داعش الإرهابي.كما جرد أخبراً إسلاميان مزدوجي الجنسية، من الذين أدينوا بالقتال في صفوف هيئة تحرير الشام أو بتمويلها، من الجنسية الفرنسية. أما الثالث، وهو فرنسي تركي فغادر من جديد إلى سوريا.
«Semer l’horreur dans la masse des kouffars»: en France, ces récents coups de filets qui prouvent la persistance de la menace islamiste. #terrorisme #islamisme https://t.co/9J0KkLRLSw
— Niverolle des Aravis (@Montifringilla5) January 27, 2025 المُستقبل المُقلق للقُصّروحسب الأرقام التي قدّمها مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، وبينما كان المراهقون يُمثّلون 1% من لوائح الاتهام بارتكاب جرائم إرهابية في 2022، ارتفعت نسبتهم لتصل إلى 10% في 2023، و 23% في 2024. كما ثبت اليوم أنّ نحو 65% من حالات التطرّف والعنف قبل تحوّلها للإرهاب العملي، لقاصرين.
وعلّق الكاتب والمحلل السياسي في "لوفيغارو" جان تشيتشيزولا، بالقول إنّ المُستقبل المُثير للقلق هو مستقبل القٌصر المُنخرطين في الجهاد، خاصة من الذين ينتمون إلى ما تُسمّيه أجهزة المخابرات "مجتمع شمال القوقاز" بتشعّباته الشرقية.
وسبق أن حذّر عثمان نصرو وزير الدولة لشؤون المواطنة، من خطورة "المراهقات والمراهقين الذين ينقطعون عن والديهم وأصدقائهم والمُجتمع بالتدريج من خلال بعض الدُّعاة والشبكات الاجتماعية، التي تُشكّل اليوم الوسيلة الرئيسية للانفصال المُجتمعي للأجيال الشابة".
«Semer l’horreur dans la masse des kouffars»: en France, ces récents coups de filets qui prouvent la persistance de la menace islamistehttps://t.co/fbl1wdHubo
par @Le_Figaro
يوم 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبض على فتاة من مواليد 2008 وصبي من مواليد 2007 على التوالي في مدينتي تالانس مقاطعة جيروند، وبو مقاطعة بيرينيه أتلانتيك، وهما مولودان في روسيا لعائلة من أصل شيشاني. وقدما إلى قاضي التحقيق في مكافحة الإرهاب لتوجيه الاتهام إليهما. الفتاةبعدم الإبلاغ عن جريمة إرهابية، أما الصبي، فبالارتباط الإجرامي في عمل إرهابي.
وكان المُشتبهان يلتزمان بأيديولوجيا تنظيم داعش. ونشطا على شبكة الإنترنت، وألقيا خطابات عنيفة، لـ "بثّ الرعب في جموع الكفار". كما تفاخرا قائلين "باستخدام الكلاشينكوف، وفي خمس دقائق يُمكننا إسقاط ما لا يقل عن 100 كافر".
وبعيداً عن هذه التصريحات المُثيرة للقلق، كان الاثنان على اتصال بشيشاني آخر، 18 عاماً، اعتقلته المديرية العامة للأمن العام في 22 مايو (أيار) الماضي في سانت إتيان. وبعد اتهامه بالتآمر الإجرامي في مشروع إرهابي، كان المُشتبه به على اتصال، عبر رسائل مشفرة، مع جهاديين في الخارج، مُرتبطين بتنظيم داعش الإرهابي في خراسان، الفرع الأفغاني النشط للغاية منذ 2022. وكان يُخطط لمُهاجمة "الكفار" في المقاهي والمطاعم المُحيطة بملعب جيفروي غيشارد ضمن فعاليات كرة القدم في الألعاب الأولمبية.
Islamisme : face à l’explosion du nombre de mineurs radicalisés, le gouvernement muscle la ripostehttps://t.co/iji2xV6F9P
par @Le_Figaro
وبالإضافة إلى شبكات القصر المُتطرّفين هذه، فإنّ السلطات الفرنسية يقظة أيضاً في مواجهة ما وصفه أحد الخبراء بـِ "باستمرارية الشبكات السورية العراقية". ففي 21 يناير (كانون الثاني) 2025، في باريس، احتجزت شقيقتا الجهادي المخضرم سليمان الخلفاوي، وذلك لاتهامهما بتمويل الإرهاب.
وسعت الاستخبارات بالعملية إلى جمع الأدلة عن حياة الجهاديين المعروفين الذين لا زالون يُقاتلون في سوريا. ويُعتبر ملف الخلفاوي،49 عاماً، خطيراً، فهو إسلامي جزائري، من قُدماء الجهاديين في البوسنة، والأفغان، مثل صديقه أحمد العيدوني، 55 عاماً، الذي حُكم عليه في 2019 بالسجن 16 عاماً بسبب قتاله في سوريا والعراق. وكان يُشتبه في تنفيذه هجوماً خططت له "مجموعة فرانكفورت" على سوق عيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية في 2000.
وتأكّد كذلك أنّ الخلفاوي على اتصال مع مُحارب قديم آخر هو فريد ملوك، 59 عاماً، عضو سابق في الجماعة الإسلامية المسلحة، وجهادي سابق في أفغانستان. وهناك الكثير من الجهاديين القُدامى، أخطرهم نيكولا بيلوني، صهر الخلفاوي.
INFO LE FIGARO - Dans les rangs des rebelles ayant chassé Bachar el-Assad du pouvoir, on compte des combattants jihadistes condamnés de longue date en France. https://t.co/nG1TsCegOn pic.twitter.com/tKvpf9qx9K
— Le Figaro (@Le_Figaro) December 9, 2024 خطر كامنوفي الوقت الحالي، يظل التحليل الأساسي لقيادة الاستخبارات في باريس كما هو، ما يقرب من 10 فرنسي بين رجال ونساء كانوا مُحتجزين سابقاً في محافظة إدلب السورية يخضعون للمراقبة ولا يُشكّلون خطراً مباشراً بعد، لكنّ أجهزة الأمن تبقى تشعر بالقلق.
وتُواصل الأجهزة الأمنية جهود التصدّي للإرهاب، وحتى اليوم أمكن تدريب نحو 36000 فرنسي على الوقاية من التطرّف، ومواجهة أعضاء، ومؤيدي تنظيم الإخوان الإرهابي، وغيرهم من الإسلامويين المُتشددين خاصة الشباب والقُصّر منهم.