أش أ: الصين تحتج على «تشويه صورتها» خلال اجتماع كامب ديفيد
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
احتجت الصين على ما وصفته بـ«تشويه صورتها» من جانب الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي في كامب ديفيد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ون بين- في مؤتمر صحفي- إن الصين قدمت احتجاجات شديدة إلى الأطراف المعنية بشأن قيام قادة الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بـ«تشويه صورة الصين ومهاجمتها» خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي في كامب ديفيد، بحسب الموقع الرسمي لشبكة (سي جي تي إن) الصينية.
وأضاف وانج: «قام قادة الدول الثلاث بتشويه سمعة الصين ومهاجمتها بشأن قضية تايوان وبحر الصين الجنوبي في اجتماع كامب ديفيد، وتدخلوا بشكل صارخ في الشئون الداخلية للصين، وانتهكوا بشكل خطير المعايير الأساسية الدولية».
وأشار إلى أن الصين تعرب عن استيائها الشديد لهذا الأمر، وقد قدمت احتجاجا صارمًا للأطراف المعنية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصين كامب ديفيد كوريا الجنوبية استياء کامب دیفید
إقرأ أيضاً:
السفر إلى الصين من بوابة "سوق السفر العربي"
تشو شيوان **
تستضيف إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الأيام معرض سوق السفر العربي 2025، وهو واحد من أهم المعارض المخصصة للسفر في المنطقة والعالم، وتشارك الصين بجناح مُميز يشجع الزوار الدوليين لزيارة الصين والاستمتاع بتجاربها الفريدة.
ومن الملاحظ أن الصين أصبحت واحدة من الوجهات السياحية العالمية البارزة، فالكثيرون من حول العالم يريدون استكشاف الصين، واستكشاف تراثها المادي والحضاري والتاريخي وأيضًا استكشاف فرص التطور والتكنولوجيا المتقدمة.
ويعود نجاح الصين في إبراز مقوماتها السياحية إلى استراتيجية ذكية تجمع بين التطور الاقتصادي، البنية التحتية المذهلة، والتسويق الثقافي الفعّال، بالإضافة لتسهيلات الدخول حيث أقرت الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة لمواطني 54 دولة، مع تمديد فترة الإقامة من دون تأشيرة عبور إلى 240 ساعة، وتواصل الصين هذا العام تحسين سياسة الدخول، من خلال التوسّع المنتظم في قائمة الدول المعفاة من التأشيرات من جانب واحد، وتحسين كفاءة العبور دون تأشيرة، إلى جانب تطوير إجراءات تخليص الدخول، وتوفير مجموعة من الخدمات للأجانب، مثل أدلة الدخول، وخدمات الاتصالات، وصرف العملات، والدفع عبر الهاتف المحمول في مناطق الوصول.
من حيث الأرقام، فقد ظهرت بيانات أصدرتها مديرية الثقافة والسياحة في بلدية بكين، عاصمة الصين، أن المدينة سجلت زيادة في السياحة الوافدة خلال الربع الأول من العام الجاري 2025 وسط جهود العاصمة لتحسين سهولة السفر والدفع للزوار وتنويع التجارب السياحية فيها، وأشارت البيانات إلى أن بكين استقبلت 891 ألفا من السياح الوافدين خلال الفترة ما بين شهري يناير ومارس الماضيين، بزيادة 61.3% على أساس سنوي مع استمرار ازدهار السياحة الوافدة في ضوء مواصلة البر الرئيسي التخفيف من سياسة العبور دون تأشيرة، فيما قالت مديرية بلدية شانغهاي للثقافة والسياحة إن المدينة استقبلت خلال الفترة ما بين شهري يناير ومارس الماضيين أكثر من 1.74 مليون سائح وافد بزيادة 37.1% على أساس سنوي، من بينهم، بلغ عدد الزوار الأجانب نحو 1.26 مليون زائر بزيادة 61.9% على أساس سنوي، فيما استقبلت منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في الصين 44.63 مليون زيارة سياحية خلال الربع الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 9.08% على أساس سنوي، وفقا لمديرية الثقافة والسياحة في المنطقة يوم الإثنين الماضي.
وأول ما يلفت الانتباه في الصين هو التطور الهائل في البنية التحتية، من حيث شبكة الطرق السريعة، والقطارات فائقة السرعة (مثل خط شنغهاي- بكين)، والمطارات الحديثة مما سهل التنقل بين المدن الصينية، حتى المناطق النائية أصبحت متاحة بفضل الاستثمارات الحكومية الضخمة وهذا التطور لم يخدم الاقتصاد فحسب، بل شجّع الصينيين على استكشاف بلادهم بدلًا من السفر للخارج.
أيضًا استفادت الصين من تنوّعها الثقافي والجغرافي بشكل ممتاز؛ فالحملات التسويقية ركّزت على المواقع التاريخية مثل سور الصين العظيم ومدينة شيآن، إضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة مثل جبال زانججياجيه ومنطقة قويلين، كما أن إدراج مواقع صينية جديدة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي ساهم في تعزيز المكانة السياحية للصين خصوصًا لمحبي مثل هذه التجارب.
الصين من أكثر الدول تقدمًا في مجال الدفع الإلكتروني والتطبيقات الذكية، فمنصات مثل "وي تشات" و"آليباي" جعلت حجز الفنادق وشراء التذاكر، وحتى طلب الطعام أمرًا في غاية السهولة، وحتى الزوار الأجانب أصبحوا قادرين على الاعتماد على هذه التطبيقات بفضل دعم اللغات الأجنبية، وهنا يمكنني القول بأن التكنولوجيا حوّلت التجربة السياحية في الصين إلى تجربة سلسة وخالية من التعقيدات، وفرصة لاستكشاف التطور المستقبلي التكنولوجي وتأثيره على مناحي الحياة كافة.
الحكومة الصينية لعبت دورًا محوريًا في التركيز على الثقافة الصينية كمنتج سياحي جذاب، فالأمر لا يتعلق بالاقتصاد فقط، بل بالهوية أيضًا، فالحملات الإعلامية والتعليمية ربطت بين السفر داخل الصين والاعتزاز بالثقافة المحلية. برامج مثل "Beautiful China" ركزت على تمجيد التنوع الطبيعي والحضاري، مما خلق شعورًا بالفخر الوطني وحفّز السياحة الداخلية والخارجية بشكل كبير، فالسياح الدوليين يحبون اكتشاف ثقافة الصين ومخزونها التاريخي العميق.
الصين لم تنجح في جذب السياح لأنها تمتلك معالم جميلة فقط؛ بل لأنها فهمت كيف تقدم تجربة شاملة: بنية تحتية متطورة، تسويق ذكي، وتكنولوجيا تسهّل تجربة السفر، والأهم من ذلك جعلت المواطن الصيني يشعر أن بلاده تستحق الاستكشاف، وهذا المزيج هو ما يجعل الصين نموذجًا ناجحًا في مجال الترويج السياحي، وسنجد الصين وجهة سياحية تزدهر كثيرًا في قادم الأيام، ومن هنا ادعوا الأصدقاء العرب لزيارة الصين واستكشاف تاريخها العميق وثقافتها المتنوعة.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر