جعل أمريكا عظيمة مجددا عبر تطهير الشعب الفلسطيني عرقيا
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
تعكس تعليقات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول مكالمته مع ملك الأردن واقتراحه بأن تستقبل الأردن الفلسطينيين، جهلا واضحا بطبيعة القضية الفلسطينية والتاريخ السياسي للمنطقة، إذ فشل ترامب في فهم أن الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى الأردن كانوا في الأصل مواطنين أردنيين من الضفة الغربية، التي كانت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية قبل الاحتلال الإسرائيلي، وعندما حدث الاحتلال، تم تهجيرهم قسرا إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، التي تُعرف الآن باسم الأردن.
لم تكن تصريحات ترامب مجرد ملاحظة عابرة؛ بل كانت جزءا من استراتيجية أمريكية أوسع لدعم التطهير العرقي الإسرائيلي، التي بدأها سلفه جو بايدن، وهي مهمة فشل الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذها بالكامل عبر القوة العسكرية. وقد أوضح ترامب أنه ناقش الأمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول استقبال حوالي 1.5 مليون فلسطيني (حوالي 70 في المئة من سكان قطاع غزة)، مما يؤكد أنه كان عازما على تنفيذ هذه الخطة الإجرامية، بغض النظر عن مصالح حلفائه العرب، بل وحتى القانون والمنظمات الدولية. وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة ليست مجرد داعمة لإسرائيل، بل شريكا فاعلا وجريئا في سياساتها التوسعية العدوانية وجرائمها ضد الإنسانية.
هذا يؤكد أن الولايات المتحدة ليست مجرد داعمة لإسرائيل، بل شريكا فاعلا وجريئا في سياساتها التوسعية العدوانية وجرائمها ضد الإنسانية ومن المفارقات أن ترامب، الذي يتبنى سياسة منع وتقييد الهجرة إلى الولايات المتحدة، رغم أن أمريكا نفسها بلد بُنِيَ على أيدي المهاجرين بما في ذلك عائلته، يريد طرد السكان الفلسطينيين الأصليين من أرض أجدادهم لصالح المهاجرين اليهود والسماح بتوسيع دولتهم الفاشية العنصرية العنصرية الفصلية على هذه الأرض.
ترامب ليس استثناء في هذه الاستراتيجية المجنونة، كما ذكرت سابقا، فمنذ البداية، دعمت الولايات المتحدة إسرائيل دبلوماسيا في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقانونيا عبر تهديد المحكمة الجنائية الدولية وتجريم أعضائها، واقتصاديا بضخ مليارات الدولارات في إسرائيل (رغم الأزمات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة، مثل حرائق كاليفورنيا التي كشفت عن ضعف البنية التحتية للبلاد). وعسكريا، نشرت واشنطن حاملات طائرات وغواصات نووية، وزودت إسرائيل بأحدث الأسلحة الفتاكة، مثل القنابل الذكية التي تزن 2000 رطل، والتي تُستخدم عادة ضد التحصينات العسكرية ولكنها استُخدمت لاستهداف البنية التحتية المدنية، ناهيك عن توفير الدعم الاستخباراتي والإرشاد العسكري.
علاوة على ذلك، لعبت واشنطن دورا رئيسيا في التلاعب الإعلامي، ساعية إلى تشويه الحقائق وإخفاء جرائم إسرائيل، مثل قصف البنية التحتية المدنية والرضع حديثي الولادة، وتبني الدعاية الإسرائيلية بالكامل، سواء عبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية أو حتى الرئيس بايدن نفسه. وبعد وقف إطلاق النار، ظهرت أدلة واضحة على أن إسرائيل كانت تخطط منذ البداية لطرد سكان غزة قسرا عبر تدمير مستشفياتهم وجامعاتهم وطرقهم وشبكات المياه والكهرباء ومدارسهم وأسواقهم بشكل منهجي دافعة السكان جنوبا، بينما تروج في الوقت نفسه لشراء الأراضي في غزة كما لو كانت المنطقة خالية من سكانها الشرعيين.
اليوم، لم يعد التهجير القسري للفلسطينيين مجرد نظرية مؤامرة، بل سياسة إسرائيلية أمريكية صريحة تتناقض صراحة مع القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان. وهذا يكشف عن ازدواجية المعايير التي تعرضت لها الولايات المتحدة وحلفاؤها لانتقادات عالمية
لم يكن هذا مجرد وهم تروجه الصهيونية المتطرفة، بل سياسة رسمية مدعومة من إدارة ترامب، التي تعاملت مع القضية الفلسطينية على أنها مجرد صفقة عقارية. ولم تكن صفقة ترامب المزعومة (صفقة القرن) سوى تحقيق لأحلام نتنياهو الفاشية، محاولة ابتزاز الدول العربية لتمويل الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين مقابل تخليهم عن تطلعاتهم الوطنية. وقد تم الترويج لهذه الفكرة بقوة من قبل السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وصهر ترامب، جاريد كوشنر، الذي صرح علنا بأن الفلسطينيين غير قادرين على حكم أنفسهم.
شجعت مثل هذه السياسات المتطرفين اليهود على تصعيد هجماتهم على المسجد الأقصى وتوسيع المستوطنات غير القانونية، مستهدفين السكان الفلسطينيين المحليين في الضفة الغربية، مما أثار مقاومة فلسطينية. وفي الوقت نفسه، واجهت الدول العربية والإسلامية ضغوطا أمريكية هائلة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، متجاهلة تماما مبادرة السلام العربية ومعززة شعور الفلسطينيين بالتخلي عنهم دون حلول سياسية مجدية.
كل هذه العوامل أدت إلى أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ وهي نتيجة مباشرة للسياسات التي دافع عنها ترامب. فسياساته، على عكس معتقداته، لا تُطفئ الحروب بل تخلق الفوضى والاضطرابات السياسية والحروب الإقليمية.
اليوم، لم يعد التهجير القسري للفلسطينيين مجرد نظرية مؤامرة، بل سياسة إسرائيلية أمريكية صريحة تتناقض صراحة مع القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان. وهذا يكشف عن ازدواجية المعايير التي تعرضت لها الولايات المتحدة وحلفاؤها لانتقادات عالمية، مما أضر بمصداقيتهم ومكانتهم الدولية.
وهكذا، بينما تفاخر ترامب بـ"جعل أمريكا عظيمة مجددا"، فإن أفعاله ساهمت في الواقع في تشويه صورتها وسمعتها. ومع ذلك، فإن الشعب الفلسطيني -الذي صمد أمام المذابح والاحتلال- لن يتأثر بتصريحات ترامب الجوفاء. وسيظل صموده شهادة على أن السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية لم تضر الفلسطينيين فحسب، بل كانت كارثية على مكانة أمريكا نفسها في العالم.
(تمت ترجمة المقال من اللغة الإنجليزية عن موقع ميدل إيست مونيتور)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الفلسطينيين الإسرائيلي غزة التهجير إسرائيل فلسطين غزة تهجير ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
المناطق_متابعات
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن روسيا لا تنوي الكشف عن تفاصيل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن التسوية الأوكرانية حتى اكتمالها رسميًا.واشنطن – سبوتنيك. وقال لافروف في مقابلة مع شبكة “سي.بي.إس.نيوز” الأمريكية: “نحن أشخاص مهذبون للغاية، وعلى عكس البعض الآخر، لا نناقش علنًا ما يُناقش في المفاوضات. وإلا، فلن تكون المفاوضات جادة”.واقترح وزير الخارجية الروسي أيضًا مناقشة هذه القضية مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لأنه “يسعده التحدث إلى أي شخص عبر وسائل الإعلام، حتى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.وفي وقت سابق، قال لافروف للشبكة الأمريكية إن ترامب “ربما يكون الزعيم الوحيد على وجه الأرض الذي يُدرك ضرورة معالجة الأسباب الجذرية” للأزمة الأوكرانية. وأضاف أن ترامب يعتقد “عن حق” أن الجانبين “يسيران في الاتجاه الصحيح”، لكنه أضاف أن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى “صقل”.واليوم، قال ترامب عبر منصة “تروث سوشيال”: “وصلتُ للتو إلى روما. كان يومًا جيدًا من المحادثات والاجتماعات مع روسيا وأوكرانيا. إنهم قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، وينبغي أن يجتمع الجانبان الآن، على أعلى المستويات، لإنهاء الأمر”، مضيفا أنه “تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية”.وأمس الجمعة، قال ترامب عبر “تروث سوشيال” إن “العمل على اتفاق السلام الشامل بين روسيا وأوكرانيا يسير بسلاسة. ويبدو أن النجاح قادم في المستقبل”.وأشار ترامب في وقت لاحق إلى أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، الذي زار روسيا أمس، عقد “اجتماعًا جيدًا”.من جانبه، صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أمس الجمعة، بأن لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وويتكوف، استمر نحو ثلاث ساعات وكان بناءً ومفيدًا.وقال أوشاكوف للصحفيين: “جرت محادثة لمدة ثلاث ساعات، وكانت بناءة ومفيدة للغاية في طبيعتها”.وكان ترامب قد أعلن، في وقت سابق، عزمه على “إنهاء النزاع” في أوكرانيا والتحدث مع روسيا وأوكرانيا حول التسوية ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت قريب، لكن الجانب الروسي لم يؤكد إحراز أي تقدم في هذا الخصوص خلال الأيام الأخيرة، ويكمن السبب في تشدد موقف رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي من مسألة التسوية السلمية للنزاع ودعم عدد من الدول الأوروبية لموقفه هذا بهدف إطالة أمد الحرب.ويوم الأربعاء الماضي، كان من المقرر عقد محادثات في لندن بين وفود أمريكية وأوروبية وأوكرانية لتسوية النزاع.ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كانت الولايات المتحدة تنوي اقتراح اعتراف الدول الأوروبية وأوكرانيا بضم القرم لروسيا، بينما كان حلفاء نظام كييف يأملون في الحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل ذلك، لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف ألغوا الزيارة، ثم انسحب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا من المشاركة في الاجتماع، ونتيجة لذلك، عُقد الاجتماع على مستوى أدنى.وكما ذكرت الصحيفة، فإن سبب إفشال المحادثات كان غضب واشنطن من رفض كييف قبول مقترحات التنازل عن الأراضي، وبدلًا من ذلك تفضل مناقشة وقف إطلاق النار الكامل أولًا، ثم كل شيء آخر لاحقًا. نسخ الرابط تم نسخ الرابط 26 أبريل 2025 - 9:13 صباحًا شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد26 أبريل 2025 - 8:16 صباحًا“الأرصاد”: رياح نشطة على منطقة تبوك أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:39 صباحًامقترح أوكراني جديد للسلام مع روسيا.. هذه تفاصيله أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:36 صباحًالقوة البصر.. التغذية الجيدة حل سحري أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:30 صباحًاقد تكون سامة… احذر من تناول بذور هذه الفاكهة! أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:26 صباحًايوتيوب تدعم ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي26 أبريل 2025 - 8:16 صباحًا“الأرصاد”: رياح نشطة على منطقة تبوك26 أبريل 2025 - 7:39 صباحًامقترح أوكراني جديد للسلام مع روسيا.. هذه تفاصيله26 أبريل 2025 - 7:36 صباحًالقوة البصر.. التغذية الجيدة حل سحري26 أبريل 2025 - 7:30 صباحًاقد تكون سامة… احذر من تناول بذور هذه الفاكهة!26 أبريل 2025 - 7:26 صباحًايوتيوب تدعم ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي فيه مخاطر وتحديات غير مسبوقة الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي فيه مخاطر وتحديات غير مسبوقة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن