أكد مختصون في التربية والإدارة التعليمية أن مشكلة غياب الطلاب قبل الاختبارات تُعد من الظواهر التي تستدعي حلولًا جذرية، نظرًا لتأثيرها السلبي على التحصيل الدراسي والانضباط المدرسي.
وأوضحوا في حديثهم لـ "اليوم" أن أسباب هذه الظاهرة تتراوح بين ضعف الرقابة الأسرية، وانتشار ثقافة التهاون بالحضور، إلى جانب القلق الزائد من الاختبارات.


أخبار متعلقة المركز الوطني للأرصاد ينبه من تكون أمطار على منطقة عسيرصور| احتفاء منظمات بيئية غير ربحية باليوم العالمي للأراضي الرطبةكما أكدوا على ضرورة تعاون الأسر والمدارس لتعزيز الالتزام الدراسي، واقترحوا استراتيجيات تحفيزية مثل تنظيم مراجعات تفاعلية، وتطبيق لوائح الانضباط بحزم، إلى جانب توفير دعم نفسي وتربوي لمساعدة الطلاب على تجاوز الضغوط الدراسية وتحقيق الاستقرار الأكاديمي.
قالت الباحثة والأخصائية الاجتماعية أمل الشهراني لـ "اليوم": إن مشكلة غياب الطلاب قبل الاختبارات تُعد من الظواهر التربوية التي تحتاج إلى معالجة جذرية، نظرًا لتأثيرها السلبي على التحصيل الدراسي والانضباط المدرسي.امل الشهرانيامل الشهراني
ضعف الرقابة الأسرية
وأوضحت أن لهذه الظاهرة عدة أسباب، من بينها ضعف الرقابة الأسرية وانتشار ثقافة التهاون بالحضور في الأيام الأخيرة من العام الدراسي، حيث يعتقد بعض الطلاب أن هذه الأيام ليست ذات فائدة تعليمية تُذكر.
كما أن القلق الزائد من الاختبارات يدفع بعض الطلاب إلى العزلة والمذاكرة في المنزل، مما يعزز غيابهم عن المدرسة.
وأكدت "الشهراني" أن التصدي لهذه المشكلة يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الأسر والمدارس، من خلال توعية أولياء الأمور بأهمية الانتظام الدراسي حتى آخر يوم دراسي، وتعزيز دور الإرشاد التربوي في تخفيف قلق الطلاب وتحفيزهم للحضور عبر أنشطة تعليمية تفاعلية. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أسباب غياب الطلاب
الحزم في تطبيق اللوائح
وأضافت أن تطبيق لوائح الانضباط بحزم، خاصة فيما يتعلق بحسم درجات المواظبة، سيشكل دافعًا قويًا للطلاب للالتزام بالحضور، لا سيما أن الربط بين الحضور والمعدل التراكمي قد يسهم في رفع نسبة الانضباط وتقليل معدلات الغياب بشكل ملحوظ.
وأشارت إلى أهمية تبني المدارس استراتيجيات تعليمية حديثة، مثل تخصيص مراجعات تفاعلية ومسابقات تعليمية، لجعل البيئة الصفية أكثر جذبًا وتحفيزًا للطلاب، إلى جانب ملء حصص الانتظار بأنشطة تعليمية مفيدة في حال كان هناك غياب للمعلمين، مما يضمن استثمار وقت الطلاب بشكل مثمر ويجنبهم الشعور بالملل أو الفراغ.
وأوضحت أن ترك الطلاب دون إشراف أو توجيه قد يثير قلق الأسر، خاصة في الأسبوع الأخير قبل الاختبارات، فضلًا عن أنه قد يتسبب في حدوث فوضى داخل الصف الدراسي، مما قد يؤدي إلى وقوع بعض الطلاب أو تعرضهم للإيذاء، لا سيما في الصفوف الأولية التي تحتاج إلى متابعة مستمرة وإشراف دقيق.
وأكدت الشهراني أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب جهدًا مشتركًا بين جميع أطراف العملية التعليمية، من أسر ومعلمين وإدارات مدرسية، لضمان تحقيق بيئة تعليمية أكثر التزامًا وتحفيزًا للطلاب، وصولًا إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
ترسيخ الالتزام بين الطلاب
أكدت المختصة في الإدارة والتخطيط التربوي، هيفاء ناصر البليهيد، أن التحصيل العلمي يمثل عنصرًا أساسيًا في نجاح الطلاب، إلا أن الأهم من ذلك هو ترسيخ مفهوم الالتزام الحقيقي لديهم.هيفاء البليهيدهيفاء البليهيد
وأشارت إلى أن الميدان التعليمي يعاني من ظاهرة الغياب المتزايد في الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي، إذ يشهد الطلاب تسربًا ملحوظًا واستئذانات متكررة خلال اليوم الدراسي، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة وأبعادها.
عوامل تؤدي لغياب الطلاب
وأوضحت البليهيد أن هناك عاملين رئيسيين يسهمان في انتشار هذه الظاهرة ويدعم كل منهما الآخر. يتمثل الأول في نظرة بعض أولياء الأمور والطلاب إلى أن الحضور في هذه الفترة غير ضروري، حيث يعتبرون أن الطالب قد استوفى متطلبات الفصل الدراسي، ما يجعلهم يقللون من أهمية المواظبة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت أن العامل الثاني، فهو حرص إدارات المدارس على إنهاء إجراءات رصد الدرجات وتسليم الأسئلة قبل فترة طويلة من الاختبارات، مما يضع المعلمين في موقف حرج بين الالتزام بإكمال العملية التعليمية أو الامتثال لتوجيهات الإدارة.
وأكملت "البليهيد" ونتيجة لذلك، يدرك الطلاب أنهم لن يحصلوا على درجات إضافية، مما يعزز لديهم الشعور بعدم جدوى الحضور، بينما يتعين على المعلم تسليم سجلاته في وقت مبكر رغم إدراكه لتأثير ذلك على التحصيل العلمي.
الغياب يهدر الجهود التعليمية
وأضافت البليهيد أن هذا النهج يؤدي إلى انهيار الجهود التعليمية المبذولة طوال العام خلال الأسابيع الأخيرة، كما أنه يسهم في تراجع الدافعية لدى الطلاب والمعلمين على حد سواء.
وأكدت أن تقليص اليوم الدراسي خلال هذه الفترة قد يسهم في تعزيز النشاط والالتزام، داعيةً وزارة التعليم إلى منح مديري المدارس مزيدًا من المرونة في التعامل مع هذه الظاهرة لضمان نجاح العملية التعليمية.
أوضح الخبير في العلاقات الإنسانية والتربوية د. عبدالعزيز آل حسن أن هناك عدة أسباب وراء تفشي ظاهرة الغياب قبل الامتحانات، أبرزها الضغط النفسي الناتج عن القلق مند عبدالعزيز آل حسنعبدالعزيز آل حسنالنتائج، سوء إدارة الوقت الذي يؤدي إلى الإرهاق وفقدان الدافعية، إضافة إلى التأثيرات الأسرية مثل ضعف الدعم النفسي أو المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. كما أن بعض الطلاب لا يشعرون بالانتماء للبيئة المدرسية، مما يدفعهم للغياب.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تؤدي إلى فقدان المعلومات والمهارات الأساسية، مما يضعف الأداء في الامتحانات، ويزيد من التوتر والقلق، ويؤثر سلبًا على الدافعية والانضباط المدرسي، حيث يتعود الطلاب على مخالفة النظام وعدم الالتزام بالخطة الدراسية.
واقترح آل حسن عددًا من الحلول، منها تنظيم جلسات مراجعة ودروس تقوية، وتقديم ورش عمل حول إدارة الوقت، وتوفير خدمات استشارية نفسية لمساعدة الطلاب، إضافة إلى تعزيز التواصل بين الطلاب والمعلمين، ورصد الغياب والتواصل مع أولياء الأمور، وتنظيم أنشطة ترفيهية ورياضية لتعزيز الروح الجماعية وتخفيف الضغوط.
وأكد أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تعاون وزارة التعليم وإدارات المدارس وأولياء الأمور لضمان استمرارية العملية التعليمية وتحقيق أفضل النتائج للطلاب.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: غياب الطلاب العملیة التعلیمیة الانضباط المدرسی غیاب الطلاب هذه الظاهرة بعض الطلاب

إقرأ أيضاً:

«السدو».. أمانة

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة «الحداء».. إيقاع الصحراء ووسيلة للتواصل مع الإبل الأزياء التراثية تستعيد بريقها في رمضان رمضانيات تابع التغطية كاملة

داليا حسن الزيودي شابة إماراتية ورثت شغف ممارسة حرفة «السدو» عن والدتها، حيث تعلَّمتها وبرعتْ فيها، وصاغتها بإتقان، لتحيك قطعاً مفعمةً بالنقوش والدّلالات، لاستدامة هذا الموروث الأصيل وصونه للأجيال القادمة، من خلال مشاركاتها في المعارض أو عبر تقديم ورش تفاعلية في مدرستها لتنقل هذه المعرفة وتأصيلها بين الأطفال وتوعيتهم بأهمية حفظ وصون موروث الأجداد.
تجلس الزيودي وراء النول بكل ثقة، وبمهارة عالية تحيك أجمل القطع، لتسلط الضوء على حرفة «السدو» التقليدية ومراحل صناعتها، وتشرح للجمهور مراحل صناعة «السدو» من جزِّ الصوف إلى الحياكة.

عروض حية
لا تكتفي الزيودي، ذات الـ 17 عاماً، بحياكة أجمل القطع، وإنما تشارك في عروض حية بالمعارض، متحدثة عن مراحل صنع «السدو»، من جزّ الصوف إلى إبداع الأدوات المزركشة الجميلة، بتصاميمها الهندسية، التي برعت في تشكيلها المرأة الإماراتية منذ القِدم، حيث وفرت من بيئتها مواد زينتها وديكور بيتها ولوازمها الأساسية، من غسل الصوف وغزله وصبغه ومده على النول لإبداع أشكال غاية في الجمال، لتمتع الزوار بنوع من النسيج التقليدي، وتستعرض حرفة شكّلت جزءاً أساسياً من حياة أهل البادية، وتفاصيل حياتهم، فقد استُخدمت في تجهيز الخيام التي سكنوها، وحياكة البطاطين والوسائد ومفارش الأرضيات، وزينة رِحال الإبل، وغيرها.

لوحات بصرية
وتحرص الزيودي على استخدام السدو ومواده الأوّلية من صوف الأغنام وشَعر الماعز ووَبر الإبل ضمن لوحات بصرية تجذب الحضور، لاسيما أنه يحتل مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي الحريص على حفظه للأجيال كموروث عريق، يعكس مثالاً ملموساً عن براعة الأوّلين في التكيّف مع بيئتهم الطبيعية. وكانت نقوش «السدو» تعتمد قديماً على طقوس معيّنة مستوحاة من الصحراء والبيئة المحلية، وكان عدد الخيوط يختلف بحسب عرض أو طول القطعة وتصميمها، ومع الإبقاء على الموروث التقليدي، تم ابتكار نقوش جديدة.

إرث مستدام
وقالت الزيودي، التي تتابع دراستها بالصف الثاني عشر، إنها تعلّمت حرفة «السدو» من خلال برامج مؤسسة التنمية الأسرية، موضحة أنها واجهت العديد من الصعوبات في البداية، لكن حبها للأعمال اليدوية التراثية جعلها تتخطى كل ذلك، لتسهم في استدامة الموروث المحلي، وتكعس مدى قدرة المرأة الإماراتية على الابتكار والإبداع، لتبهر الحضور بمجموعة من الأعمال الفنية التي تقوم بتقديمها كحرفية معاصرة.

صون عاجل
يُعد «السدو» أحد أبرز الحرف المتوارثة، فقد تمكّنت الإمارات عام 2011 من إدراجه في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي المعنوي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل.

مقالات مشابهة

  • «السدو».. أمانة
  • عاجل وردنا للتو| إعلان هام من العاصمة صنعاء.. وهذا ما سيحدث ابتداءً من يوم غدٍ الخميس
  • "فبيصي" يجتمع بمسئولي العلاقات العامة والإعلام بالمديرية والإدارات التعليمية بالفيوم
  • وكيل "تعليم المنيا" يحيل مدير مدرسة للتحقيق بسبب عدم الانضباط الدراسي
  • غدًا.. المدارس تخصص فقرة في الإذاعة لتوعية الطلاب بخطورة التنمر.. ونواب: ستعزز القيم الأخلاقية لأبنائنا.. وستقلل من هذه الظاهرة في مجتمعنا
  • ترامب يهدد بوقف تمويل المؤسسات التعليمية حال سمحت بـاحتجاجات غير قانونية
  • مختصون: منصة "تجاوب" تُعزِّز نهج المشاركة المجتمعية والإسهام في تطوير الخدمات
  • خفض السكر التراكمي خلال 3 أشهر بتعديل 4 أشياء فقط.. فيديو
  • مدير التعليم بالسويس يُشدد على الانضباط المدرسي في رمضان واستعدادات شاملة للامتحانات
  • محافظ الدقهلية يتفقد مدرسة بن لقمان بشارع الجمهورية للتأكد من سير العملية التعليمية وانتظامها