قال وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إن سيدة الغناء العربي أم كلثوم، لم تكن مجرد مطربة، بل أيقونة ثقافية وفنية تجاوز تأثيرها الحدود الجغرافية، لتصبح رمزًا للفن العربي الراقي في العالم أجمع.

وأكد هنو، أن هذا الحفل هو التكريم اللائق بإحياء «ذكرى كوكب الشرق»، مشيرا إلى أن إقامة هذا الحدث في باريس، بوصفها المدينة التي احتضنت حفلات أم كلثوم التاريخية، وهو ما يعكس مدى انتشار، وتأثير الموسيقى المصرية على المستوى العالمي.

وأشاد بالجهود المبذولة من دار الأوبرا المصرية والأوركسترا، في تقديم عرض يليق بهذه المناسبة العظيمة، معربًا عن تطلعه لمزيد من الفعاليات التي تحتفي بالرموز الثقافية المصرية في المحافل الدولية.

ليلة كوكب الشرق «أم كلثوم» بباريس

جاء هذا عقب حفل فني مميز شهدته العاصمة الفرنسية باريس، وأحيته «أوركسترا الموسيقى العربية»، بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام، بمشاركة المطربتين: رحاب عمر، وإيمان عبد الغني، بمناسبة الذكرى الـ50 لرحيل سيدة الغناء العربي.

وأقيم الحفل في القاعة الكبرى، لمسرح «فيلهارموني باريس»، أحد أهم المراكز الثقافية والفنية الفرنسية، بحضور جماهيري حاشد تجاوز 2400 شخص من مختلف الجنسيات، حيث توافد عشاق الموسيقى العربية، والطرب الكلاسيكي، للاحتفاء بإرث «كوكب الشرق» الذي لا يزال نابضًا بالحياة رغم مرور عقود.

وبدأت الأمسية بأداء رائع لمعزوفة «ألف ليلة وليلة»، التي أثارت تفاعلاً واسعًا، تلاها تقديم باقة من أجمل روائع أم كلثوم، ومنها «انت عمري، هذه ليلتي، والأطلال»، حيث قدمت المطربتان: رحاب عمر، وإيمان عبد الغني، أداءً مبهراً استحوذ على إعجاب الجمهور، الذي لم يتوقف عن التصفيق والتفاعل مع كل مقطع غنائي.

ليلة كوكب الشرق «أم كلثوم» بباريس

ومن جانبها، كشفت الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، عن التحضيرات الدقيقة التي سبقت هذا الحفل التاريخي، مؤكدة أن العمل عليه بدأ قبل عدة أشهر لضمان تقديم تجربة فنية استثنائية تليق بمكانة أم كلثوم وإرثها الفني، وأوضحت أن اختيار الأغاني كان من بين أبرز التحديات، حيث تم انتقاء مجموعة من «روائع كوكب الشرق»، التي قدمتها خلال حفلها التاريخي في «مسرح الأوليمبيا» عام 1967، بهدف استحضار أجواء ذلك الحدث الأسطوري.

وأوضحت زايد، أن الاستعدادات شملت أيضاً التفاصيل البصرية، حيث تم تصميم الأزياء المستوحاة من إطلالات أم كلثوم الشهيرة، لتعكس روح العصر الذهبي للطرب العربي، مما أسهم في تعزيز الأجواء الكلاسيكية للحفل، كما تم تكثيف التدريبات الموسيقية للأوركسترا، والمطربتين، لضمان تقديم أداء يعكس روح وتفاصيل الموسيقى التي أبدعت فيها كوكب الشرق.

ليلة كوكب الشرق «أم كلثوم» بباريس

وأكدت زايد، أن هذه الاحتفالية ليست مجرد تكريم لذكرى أم كلثوم، بل هي رسالة ثقافية تعكس مدى تأثير الفن المصري في العالم، مشيرة إلى أن هذا النجاح يدعو لمزيد من التعاون الثقافي، لإبراز التراث الموسيقي العربي على الساحة العالمية.

وبدوره، أعرب «آلان ويبر»، المستشار الفني بمركز «فيلهارموني باريس»، عن سعادته بتنظيم هذه الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الأوركسترا قدمت أداءً استثنائياً أعاد للأذهان الأجواء الأسطورية لحفلات أم كلثوم.

ليلة كوكب الشرق «أم كلثوم» بباريس

يُذكر أن هذه الاحتفالية الخاصة، جاءت إحياءً لذكرى الحفل التاريخي الذي أحيته أم كلثوم في مسرح «الأوليمبيا» بباريس عام 1967، والذي كان شاهداً على شعبيتها الجارفة خارج حدود الوطن العربي، كما تضمن برنامج«فيلهارموني باريس»، فعاليات موسيقية أخرى مستوحاة من إرث كوكب الشرق، بمشاركة فرق موسيقية عالمية أعادت تقديم أعمالها برؤى موسيقية معاصرة.

اقرأ أيضاًمعرض القاهرة للكتاب.. قصور الثقافة تصدر «التنمية الجمالية.. رؤية نقدية» لمحسن عطية

« أحمد هنو»: المليون كتاب هدية وزارة الثقافة لأهل مصر

هنو يبحث مع رئيس الشركة المتحدة آفاق التعاون الثقافي والإعلامي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الثقافة فرنسا أم كلثوم وزير الثقافة ام كلثوم وفاة ام كلثوم كلثوم الدكتور أحمد فؤاد هنو أحمد فؤاد هنو ام كلثوم كوكب الشرق ام كلثوم في باريس ذكرى أم كلثوم الست ام كلثوم ذكرى ام كلثوم ام كلثوم في فرنسا أم كلثوم في باريس متحف ام كلثوم جنازة ام كلثوم حفلات ام كلثوم لیلة کوکب الشرق أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

الذكرى الـ 50 لرحيل كوكب الشرق.. أم كلثوم تظل خالدة في وجدان الملايين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمر اليوم الذكرى الـ50 لرحيل سيدة الغناء العربي، "كوكب الشرق" أم كلثوم، التي رحلت عن عالمنا جسديًا في 3 فبراير 1975، ولكن صوتها ظل يعيش في وجدان الملايين من محبيها. 

وُلدت فاطمة إبراهيم البلتاجي، المعروفة بأم كلثوم، في 31 ديسمبر 1898 في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية. ورغم رحيلها، فإن تأثيرها الفني والثقافي لا يزال مستمرًا، ويبقى اسمها خالدًا في تاريخ الموسيقى العربية.

حصدت الالقاب

من جانبه قال أستاذ الموسيقى الدكتور احمد يوسف لـ" البوابة نيوز" : لقبت أم كلثوم بالعديد من الألقاب حيث أطلق عليها الجمهور ألقاب ثومة ، والست، وسيدة الغناء العربي، وشمس الأصيل، وصاحبة العصمة، وكوكب الشرق، وقيثارة الشرق، وفنانة الشعب. وتعد السيدة أم كلثوم من أهم الأصوات الفنية على الساحة العربية القديمة والتي مازال صداها قائما حتى الان رغم مرور 50 عام على رحيلها حيث أن اغانيها خالدة ومازالت منتشرة بجميع انحاء العالم ، ليس عربيا فقظ ولكن عالميا ، نطرب وقت المساء وتحرك مشاعرنا واحاسيسنا بصوتها العذب وكلماتها الهادفة الرقيقة.

حفظت القرأن

وتابع:" بدأت أم كلثوم رحلتها مع الغناء في سن العاشرة، حيث نشأت في بيئة مفعمة بحب اللغة العربية وقوة تأثير القرآن الكريم على مخارج ألفاظها، مما ساعدها على حفظ العديد من القصائد وتقديمها بأداء مميز برفقة شقيقها خالد". 

وأوضح: عندما بلغت العشر سنوات، بدأ اسمها يلمع في سماء الغناء المصري والعربي، وفي البداية كانت تساهم في توفير دخل للأسرة، ولكن بحلول عام 1916م، أصبحت أم كلثوم المصدر الرئيسي لدخل أسرتها، متجاوزة كل التوقعات وأحلام الطفولة."

البداية

ويسرد: “تعرف أبوها الشيخ ابراهيم البلتاجى على كل من المنشد والملحن ونجمى الطرب الصيل فى ذاك الوقت الشيخ زكريا أحمد وأبو العلا محمد اللذين أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة مع ابنته أم كلثوم وكانت هذه أول خطوة في طريقها الفني، فأحييت ليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين باشا1918 م، ثم في عام 1921 رجعت إلى القاهرة اجتمع فيه مطربات كبيرات من أبرزهن منيرة المهدية التي كانت تلقب بسلطانة الطرب، وفي عام 1924 تعرفت على أحمد رامي الذى كان الأساس في ابراز نجوميتها، وفى نفس العام قام القصبجي بتشكيل أول فرقة موسيقية لها لتكون فنانة ذات طابع جمالي”.

الاسطوانة الأعلى مبيعات

ويواصل قائلا: “سرعان ما لفتت أم كلثوم الأنظار إلى موهبتها الفذة وصوتها العذب القوي ، وفى عام 1928 غنت مونولوج ان كنت اسامح وأنسى الأسية لتحقق أعلى مبيعات وقتها وفى 31 مايو 1934 تم افتتاح الاذاعة المصرية وكانت اول من غنت فيها و في عام 1935 غنت (على بلد المحبوب وديني) من ألحان رياض السنباطي وظل السنباطي يلحن لأم كلثوم لمدة 40 عامًا ، و خاضت أم كلثوم تجربة التلحين لنفسها في أغنيتين ( على عيني الهجر، ياريتنى كنت النسيم )".

فنانة الشعب

وفى ذات السياق تقول أستاذة الموسيقى دكتورة انعام لبيب لـ" البوابة نيوز " : في عام 1943 أسست أول نقابة للموسيقيين وكانت أول نقيب لها وظلت في المنصب لمدة عشر سنوات الى جانب العمل الفني كان لأم كلثوم إسهامًا فعالًا في العديد من المواقف الصعبة سواء في مصر أو المنطقة العربية، حيث ساهمت في تمويل أول ثورة فلسطينية عام ١٩٣٦م، وشاركت في فعاليات إنشاء جامعة الدول العربية عام ١٩٤٦م كما تبرعت بكل أموالها لمصر بعد أن أصدرت قوى العدوان الثلاثي قرارًا بتجميد الأرصدة المصرية في الخارج، وعقب هزيمة ٥ يونيه ١٩٦٧م كانت أم كلثوم تجوب البلاد العربية وبعض الدول الأجنبية لتجمع الملايين من أجل مصر وجيشها للتبرع بها الى المجهود الحربى لذلك حصلت عن جدارة على لقب (فنانة الشعب) عام ١٩٧٢.

جوائز عالمية وعربية

واضافت : تغنت الست على مسرح الأولمبيا في باريس أشهر المسارح على الاطلاق عام 1967 نالت سيدة الغناء العربي خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960 ووسام الأرز من لبنان عام 1959 ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من سوريا، ووسام الجمهورية الأكبر من تونس كما أهدتها مصر قلادة النيل وجواز سفر دبلوماسياً كأول جواز من نوعه نحصلت على وسام الرافدين من الحكومة العراقية عام 1946 ،وحصلت على وسام الجمهورية من الرئيس التونسي بورقيبة 1968.

شادية الالحان الصعبة

وفى ذات السياق قالت استاذة الموسيقى دكتورة مها العربى لـ " البوابة نيوز " : تعاونت خلال مشوارها الفني مع مجموعة من كبار الملحنين والمؤلفين أمثال “أحمد رامي - رياض السنباطي - محمد القصبجي- كمال الطويل - بليغ حمدي - سيد مكاوي - بيرم التونسي - الشيخ زكريا أحمد – محمد عبد الوهاب”، مما جعلها تقدم لوناً غنائياً حققت من خلاله نجاحاً ليس له مثيل حتى أُطلق عليها لقب “كوكب الشرق” وقيثارة الطرب من أشهر أغانيها : هو صحيح الهوى غلاب ، انت عمرى، سيرة الحب، والله زمان يا سلاحي، الاطلال ، امل حياتي .

تجربة السينما

وتابعت: كما خاضت تجربة التمثيل في 6 افلام ( وداد ، نشيد الامل، دنانير، فاطمة، عايدة، سلامة ) من انتاج طلعت باشا حرب وشاركها البطولة الراحلين سليمان نجيب ويحيى شاهين وعباس فارس و على شفيق وانور وجدى ووصورت فى وتضمنت هذه الافلام كل اغانيها القصيرة كتوثيق لها فى ذاكرة السينما ونسمعها حتى الان ونشاهد افلامها كوثائق لمرحلة تاريخية هامة من تاريخ مصر والعرب

حياتها الشخصية

واختتمت حديثها عن أم كلثوم قائلة: تزوجت مرة واحدة ولم تنجب من الدكتور حسن الحفناوي عام 1954 الى وفاتها. عانت كوكب الشرق من رحلة علاج قاسية لمرضها بالغدة الدرقية ( وكان هذا المرض هو سبب ارتدائها النظارة السوداء لأنه سبب لها جحوظ في عينيها ) لكنها رفضت إجراء العملية الجراحية لتأثيرها على الحبال الصوتية، بينما أدى تناولها الكثير من الأدوية لإصابتها بتليف الكلى ثم بدأت صحتها تسوء عام 1971 فانقطعت عن تقديم الحفلات وكانت اغنية ليلة حب أخر ما غنت به الى ان توفيت عام 1975 عن عمر ناهز 76 عامًا. لم تتمكن من غناء اغنية أوقاتي بتحلو معاك حيث سقطت صريعة للمرض اثناء بروفات هذه الاغنية ثم غنتها وردة بعد ذلك. تركت وراءها إرثاً فنياً ضخماً لا يزال صداه يتردد حتى يومنا هذا.

مقالات مشابهة

  • كوكب الشرق.. 18 صورة من احتفالية أم كلثوم بماسبيرو
  • وزير الثقافة: إقامة حفل "أم كلثوم" بباريس يُجسد مدى انتشار وتأثير الموسيقى المصرية عالمياً
  • في ذكرى وفاتها.. سر منديل كوكب الشرق أم كلثوم
  • الذكرى الـ 50 لرحيل كوكب الشرق.. أم كلثوم تظل خالدة في وجدان الملايين
  • «أيقونة الموضة الكلاسيكية».. إطلالات أم كلثوم بين الحشمة والحداثة
  • مصر تستعد للاحتفاء بكوكب الشرق في ذكرى رحيلها الـ50.. فعاليات ثقافية وفنية
  • وزير الثقافة يعلن 2025 عاما لـ كوكب الشرق أم كلثوم
  • البرنامج الغنائي لحفل كوكب الشرق على مسرح فيلهارمونى دو باريس
  • فعاليات ثقافية وفنية لإحياء ذكرى كوكب الشرق في فبراير