ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية في "بلازا 2" ندوة بعنوان "الترجمة وحوار الحضارات: اليوبيل المئوي لمجلة فسيفسيت – الإمكانيات ودورها في التعريف بالأدب العربي والمصري"، وذلك في إطار محور "تجارب ثقافية".

شهدت الندوة مشاركة الدكتور أحمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم بكلية دار العلوم، والمترجمة أولينا خوميتسكا، مديرة المركز المصري للغة والثقافة العربية، وأدارها الكاتب والناقد والمترجم الدكتور سمير مندي.


استعرضت تورينكو الدور الذي لعبته مجلة "فسيفسيت" في تقديم الأدب العربي والمصري للجمهور الأوكراني على مدار قرن كامل منذ تأسيسها، مشيرةً إلى مكانتها التاريخية في عالم الترجمة والأدب.

أما سفير أوكرانيا يفهيني ميكيتنكو، فقد أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا ارتباطه الشخصي بالمجلة، حيث عمل والده في تحريرها لأكثر من 33 عامًا، بينما تولى هو مؤخرًا منصب رئيس تحريرها. وأشار إلى أن المجلة نشرت على مدار تاريخها أعمالًا بأكثر من 85 لغة، شملت نحو 600 رواية وآلاف القصائد والمسرحيات والقصص القصيرة من 105 دول حول العالم. كما أعلن أن المجلة ستصدر قريبًا أعدادًا خاصة تهتم بإبداعات لغات أخرى.

من جانبها، عبّرت أولينا خوميتسكا عن سعادتها بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرةً إلى أن مجلة "فسيفسيت" لعبت دورًا محوريًا في تعزيز التبادل الثقافي بين أوكرانيا والعالم، وبخاصة في تعريف القرّاء الأوكرانيين بالأدب العربي والمصري.

تأسست المجلة في يناير 1925 على يد فاسيل إيلان بلاكينتي، بمساهمة من ميكولا خفيلوفي، وتوقفت عن النشر عام 1934، ثم استأنفت نشاطها عام 1958 لتصبح منبرًا عالميًا للترجمة الأدبية. كما أسست جائزتين أدبيتين بارزتين: "جائزة ميكولا لوكاش الأدبية" و"جائزة أولينا ميكيتينكو الأدبية"، التي خُصصت للمترجمين الشباب.

في مداخلته، أوضح الدكتور أحمد عفيفي أهمية الترجمة كوسيلة أساسية في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب، معتبرًا أنها تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الحوار الحضاري وتوسيع آفاق التفاهم بين الثقافات المختلفة. وأشار إلى أن حركة الترجمة من العربية إلى الأوكرانية قدمت نماذج أدبية متميزة، من بينها ترجمات سريهي رييبالكين للأدب العربي، وترجمات أولينا خوميتسكا ولوليتا مزنر، بينما برز في الترجمة من الأوكرانية إلى العربية اسم عماد الدين رائف.

وأكد عفيفي ضرورة دعم المترجمين وتأهيلهم بشكل احترافي، مع توفير الموارد المالية والتقدير الأدبي لهم، لضمان استمرار حركة الترجمة كجسر أساسي بين الثقافات.

أما الدكتور سمير مندي، فقد أشار إلى أن حركة الترجمة بين الأوكرانية والعربية شهدت ازدهارًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مستعرضًا الشراكة الثقافية الممتدة بين البلدين. وذكر أن هذه العلاقة بدأت مبكرًا، حيث رصد ترمسكي تحولات المجتمع اللبناني في أحد مؤلفاته، بينما وثّق ميخائيل نعيمة تجربته الدراسية في أوكرانيا في كتابه "رحلتي السبعون".

وأوضح أن عشرينيات القرن الماضي كانت فترة نهضة ثقافية متزامنة في كل من أوكرانيا ومصر، حيث انشغل النقاد والكتّاب في كلا البلدين بأسئلة جوهرية حول الكتابة وأهدافها.

وأكد أن مجلة "فسيفسيت" ساهمت بدور محوري في تقديم صورة عن الأدب الأوكراني للقارئ العربي، كما نشرت أعمالًا لأبرز الكتّاب المصريين والعرب، مثل نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، عبد الرحمن الخميسي، يوسف السباعي، يوسف القعيد، ميخائيل نعيمة، غسان كنفاني، وإبراهيم الكوني.

كما تطرّق إلى مساهمة المجلة في نشر الشعر العربي، حيث ضمت صفحاتها قصائد لعدد من كبار الشعراء، مثل حافظ إبراهيم (1958)، محمد صدقي، البياتي، نزار قباني، وجبران خليل جبران.

اختتم المشاركون الندوة بالتأكيد على أن الترجمة ليست مجرد وسيلة لنقل النصوص، بل هي جسر للتلاقح الحضاري وتبادل الرؤى الفكرية، مشددين على أهمية تعزيز التعاون في مجال الترجمة بين العالم العربي وأوكرانيا، لدعم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل بين الشعوب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الأدب العربي

إقرأ أيضاً:

جامعة جازان تُدشن المجلة السعودية للعلوم التطبيقية والتقنية

المناطق_واس

دشنت جامعة جازان أمس، العدد الأول من المجلة السعودية للعلوم التطبيقية والتقنية، وذلك تتويجًا لجهود أكاديمية وعلمية مكثفة تهدف إلى دعم البحث العلمي في مجالات العلوم التطبيقية والتقنية، وتوفير منبر علمي يُسهم في نشر البحوث الرصينة ذات العلاقة بالتنمية الوطنية ورؤية المملكة 2030.

وأكد وكيل جامعة جازان للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عبدالكريم مريع، أهمية الدور العلمي المتخصص للمجلة، وإسهامها في خدمة المجتمع الأكاديمي والبحثي داخل المملكة وخارجها.

أخبار قد تهمك أمير جازان يرعى حفل تخريج 8705 خريجين وخريجات من جامعة جازان 25 أبريل 2025 - 3:11 مساءً جامعة جازان تستعرض رحلة مكافحة نواقل الأمراض بالمنطقة 14 أبريل 2025 - 8:19 مساءً

وعدّ رئيس هيئة تحرير المجلة الدكتور زهير آل عاص، المجلة خطوة مهمة نحو تعزيز بيئة النشر العلمي في جامعة جازان، وإبراز الأبحاث التطبيقية والتقنية ذات الجودة العالية، وفتح آفاق أوسع أمام الباحثين داخل المملكة وخارجها لنشر أعمالهم العلمية وفق معايير أكاديمية دقيقة، مما يعزز دور المجلة منصةً موثوقةً تعكس التقدم العلمي وتدعم أولويات البحث في مختلف التخصصات التطبيقية.

وأضاف أن المجلة تسعى لتكامل الجهود البحثية وتعزيز التعاون العلمي بين الباحثين، مؤكدًا السعي المتواصل لتطوير المجلة وتوسيع نطاق انتشارها إقليميًا ودوليًا.

مقالات مشابهة

  • فورين بوليسي: أمريكا ستفتقد بشدة زمن الوصاية والنفوذ على أوروبا
  • ترامب لمجلة تايم: ترامب تحدث هاتفيا مع شي حول الرسوم الجمركية
  • جامعة جازان تُدشن المجلة السعودية للعلوم التطبيقية والتقنية
  • لجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين ولجان المستأجرين: لسحب القوانين السود وحوار بإشراف الدولة
  • عاجل. ترامب لمجلة تايم الأمريكية: مستعد للقاء مرشد الثورة علي خامنئي أو الرئيس الإيراني
  • خبراء يناقشون سؤال: الكتابة في عصر الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟
  • 100 مسؤول وخبير يناقشون «واقع السياسات العامة»
  • مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية
  • مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان جسرٌ للسلام ومصدرٌ لبناء الحضارات
  • مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان مصدر لبناء الحضارات