مندوب فلسطين بالجامعة العربية يطلع سفير اليابان على الممارسات غير القانونية للاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أطلع مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك، سفير اليابان فوق العادة والمفوض لدى الجامعة العربية هيروشي أوكا، على الممارسات والسياسات الإسرائيلية غير القانونية التي تقوم بها حكومة أكثر تطرفا في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.
كما أطلعه خلال اللقاء الذي عقد في سفارة اليابان بالقاهرة اليوم، على الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى ما تمارسه إسرائيل من محاولات لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
كما تناول اللقاء بشكل موسع حول التحضير للإجتماع الوزاري الثالث لمنتدى التعاون العربي الياباني والذي سيعقد في الخامس من الشهر المقبل، والفقرات الخاصة بالقضية الفلسطينية التي ستخرج في البيان الختامي للإجتماع، بالإضافة إلى سبل توطيد العلاقات الفلسطينية اليابانية في المرحلة المقبلة بصفة اليابان دولة صديقة وعضو فاعل بالمجتمع الدولي.
وبدوره أعرب السفير العكلوك عن تقديره للدعم الياباني الاقتصادي لفلسطين، مطالبا بضرورة أن تخطو بخطوات إضافية بإتجاه القضية الفلسطينية وأهمها دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد أن مبادرة السلام العربية هي الخطة العربية الوحيدة وممر السلام العربي الوحيد من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وحل قضية اللاجئين حلا عادلا استنادا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتجسيد استقلال دولة فلسطين، مع ضرورة أن ينعكس ذلك في البيان الختامي الذي سيصدر عن الوزاري الشهر المقبل، مشددا على أنه لابد من الحفاظ على اللغة المتقدمة التي حققت عام 2017 في الإجتماع الوزاري الأول الذي عقد بالقاهرة.
كما أكد سفير اليابان دعم بلاده للمؤسسات والتنمية لدعم الاستقلال الاقتصادي لدولة فلسطين ولدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم حل الدولتين وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وأعرب سفير اليابان، عن قلقه بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وما ينتهجه الاحتلال بحق شعبنا، وإنه سينقل وجهة النظر الفلسطينية إلى طوكيو ليتضمن البيان الختامي الصادر عن الوزاري الشهر المقبل فقرات تثبت الحق ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي الجامعة العربية السفير مهند العكلوك الشعب الفلسطيني العلاقات الفلسطينية القضية الفلسطينية سفارة اليابان مدينة القدس المحتلة مندوب دولة فلسطين مندوب فلسطين بالجامعة العربية سفیر الیابان
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
محمد عبدالمؤمن الشامي
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية. هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أُورُوبا وأوكرانيا: دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأُورُوبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كُـلّ أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أَو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة. لا تكاد تخلو أي قمة أُورُوبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أَو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًّا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حَيثُ يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين: عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة منذ أكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط. الأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كُـلّ الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على “إسرائيل” كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة: الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة. فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أَو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فَــإنَّ الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود. لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقّق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
المواقف بالأفعال لا بالشعارات:
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أُورُوبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب. هذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتِّخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مُجَـرّد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، فَــإنَّ المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.