منحوتاتٌ تعبر عن التعب في حقبة النظام البائد في معرض النحات ممتاز شعيب
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
دمشق-سانا
عبر النحات ممتاز شعيب عن تعب الشعب السوري خلال حقبة النظام البائد، من خلال شخوص معرضه الفردي الذي افتتح في غاليري البيت الأزرق بدمشق.
المعرض ضم ٣٠ عملاً نحتياً بأحجامٍ تنوعت بين الصغير والمتوسط والكبير، بأسلوبٍ تعبيريٍّ مستخدماً خامة معدن البرونز، مع ملمسٍ ولونٍ خاصين بكل عمل، والتي جاءت مناسبةً للتعبير عن حالات شخوصه الإنسانية المتعبة من الفقد والانكسار والحزن والخيبة والانتظار، ما عكس معاناة الشعب السوري لعقود.
وعن اختياره لخامة معدن البرونز قال النحات شعيب في تصريح لمراسل سانا: “هذه الخامة هي الأفضل لتحقيق ديمومة العمل الفني، وللتعبير عن الحالات التي قدمتها لما تتمتع به من متانةٍ وقدرةٍ على نقل التفاصيل الأساسية، مع إمكانية تطبيق مجموعةٍ لونيةٍ عليها باستخدام المواد الكيميائية التي تحافظ على إحساس المعدن وجماليته”.
وأوضح شعيب أنه لا يفكر مسبقاً بالأسلوب الذي سيقدم أعماله من خلاله، ويعتمد الاسترسال أثناء العمل ليسمح للوعي تارةً واللاوعي تارةً أخرى بالتناوب في قيادة عملية تشكيل العمل الفني، التي غالباً ما تكون مرتجلةً من حيث الشكل ومدروسةً بالفكرة، مبيناً أنه يتقمص الحالات الشعورية الإنسانية التي يجسدها في أعماله للتعبير عنها بصدق، وليؤكد على حقها بالاستمرار في الحياة رغم تكاثف الهموم عليها.
وحول إمكانية إسقاط حالات شخوصه على مجتمعاتٍ إنسانيةٍ أخرى لفت شعيب إلى أن أعماله تمثل المجتمع السوري، وما تعرض له الإنسان في هذا المكان من العالم، ولكنها حتماً قادرةٌ على التعبير عن أي مجتمع آخر تعرض لما تعرض له مجتمعنا، لأن الإنسانية هي ذاتها في كل مكان.
وحول عودة النشاط الفني في سورية بعد سقوط النظام المجرم، يرى شعيب أن هذا الأمر حاجةٌ مهمةٌ، فالفنانون لم يتوقفوا عن العمل خلال هذه الفترة لأنها مليئةٌ بالأحداث والمشاعر الملهمة التي ستتجسد عبر أعمالٍ فنيةٍ في المستقبل، كما جسدت الأعمال الحالية مواضيع عن الفترة السابقة، مؤكداً أن كل الفنانين بحاجة للتعبير عن مشاعرهم وإيصال أفكارهم ورسائلهم للجمهور.
ويجد النحات شعيب أن مستقبل الفن التشكيلي في بلدنا مرتبط بحال الفنان السوري، وقوة حضور الفن، ما يتطلب وجود مناخٍ داعم، يبدأ من رعاية مواهب الطفولة المبكرة على مستوى التجربة والممارسة والتغذية البصرية، وفسح مساحة من الحرية الكافية ليكون لدينا فنانون وجمهور قارئ للفن ومتذوقٌ له في الوقت ذاته.
وختم النحات شعيب بالقول: “نحن محكومون بالاستمرارية في العمل وتقديم فنٍ سوريٍ يليق بما يحمله هذا البلد من إرثٍ ثقافيٍّ وحضاريٍّ وفنيٍّ أثرى متاحف العالم وقدّم الكثير للإنسانية”.
يذكر أن ممتاز شعيب هو نحاتٌ سوريٌ مستقلُّ من مواليد عام 1977 ومتفرغ للعمل الفني منذ عام 2009، وأسس ورشته الخاصة لسباكة البرونز على طريقة الشمع المهدور، وشارك في عدة معارض جماعيةٍ محليةٍ وعربيةٍ ودوليةٍ، منها في بريطانيا وألمانيا ، كما حاز الجائزة الأولى في مجال النحت في معرض الفنانين الشباب السابع بصالة الرواق العربي بدمشق، وأعماله مقتناةٌ من قبل وزارة الثقافة، بالإضافة الى عدة مقتنيات ضمن مجموعات خاصة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي يحذر من تأثيرات سلبية لابتعاد العراق عن النظام السوري - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
حذر رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، اليوم الإثنين، (3 شباط 2025)، من الأضرار التي قد تلحق بالعراق جراء استمرار ابتعاده عن النظام الجديد في سوريا، وما له من تبعات.
وقال فيصل لـ"بغداد اليوم"، إن "مواقف العراق العدائية في العلاقة مع سوريا من المؤكد سيكون لها تأثيرات سلبية خطيرة على التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني والاجتماعي والثقافي، التي تشكل أعمدة العلاقات بين البلدين".
وأضاف، أن "الذهاب إلى علاقات عدائية وقطيعة وغلق الحدود والهجوم الإعلامي على سياسة سوريا، والتهديد بالمعنى العسكري والسياسي للنظام السوري، كلها مؤشرات سلبية على مصالح العراق الاقتصادية والطاقة، وسوريا بلد مهم زراعي واقتصادي، ومنها يمكن تصدير النفط والغاز إلى أوربا عبر المؤانى، وأيضاً أهميتها السياحية".
وأشار فيصل إلى أن "الجانب الأهم في العلاقة هو الجانب الأمني، بسبب الحدود المشتركة التي تربط البلدين، وحملات التشنج والتوتر، والعداء للنظام السوري، وهم في مرحلة انتقالية، ليست في صالح العراق، خاصة في ظل الانفتاح العربي والدولي على دمشق".
وبين، أن "المرحلة الانتقالية الحالية في سوريا لن تكون موجودة في المستقبل، بعد إقامة الانتخابات وكتابة الدستور".
وتمر العلاقات العراقية-السورية بمرحلة حساسة نتيجة التغيرات السياسية في سوريا والانفتاح العربي والدولي عليها وعلى الرغم من العلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين، شهدت الفترة الأخيرة تباعداً في المواقف بين بغداد ودمشق، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الأمني والاقتصادي.
كما تشكل سوريا ممراً مهماً للعراق، إضافة إلى دورها كمحور زراعي وسياحي مهم في المنطقة.